رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. خالد سلطان السلطان 7 أغسطس، 2023 0 تعليق

خواطر  الكلمة الطيبة – أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة

كان إماما من أكابر العلماء في هذه الأمة، ولقد ورث العلم من الأكابر، وعاش في الحقيقة حياة زهد وورع، وترك للأمة ميراثا كبيرا من العلوم التي تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل، هذا الإمام أصله من مواليد سمرقند، ولكن انتقل إلى الكوفة فتعلم فيها، ثم جاء إلى مكة المكرمة وعاش فيها حتى توفاه الله -سبحانه وتعالى-، في سنة 187 من الهجرة وهو الإمام العلم (الفضيل بن عياض التميمي أبوعلي)، الذي عرف -رحمه الله- بالزهد والورع.

      هذا الإمام ينقل ما سمعه من سؤال سُئل لسفيان الثوري، وكان سفيان من أكابر المحدثين، جاء رجل فسأل سفيان الثوري قال له:» اذكر لي فضائل الصف الأول»؟ فقال الفضيل بن عياض: قال سفيان الثوري -وهو خريج الجامعة النبوية وأخذ العلم من الأكابر-: «انظر في دراهمك من أين هي؟ وانظر إلى أكلتك التي تأكلها من أين هي؟ ثم صل في الصف الأخير»، فلا تسأل على الصف الأول، ولا يكن هذا اهتمامك الآن بل انظر إلى الشيء الأوجب عليك، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «رب اشعث أغبر يمد يده إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب له»

وقال أيضا» إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا».

     إذًا فقضية المطاعم والمشارب والملابس والدراهم التي تجمعها لها أثر في عبادتك، وأيضًا العكس؛ فحسن عبادتك يجعلك تحرص على أن يكون مطعمك حلالا ومشربك حلالا وبناؤك حلالا ومالك حلالا، فيستجيب الله -عزوجل- لك الدعاء، وهذا الأثر ذكره الإمام البيهقي في كتابه الماتع (شعب الإيمان) وهو من أعظم كتب الإسلام، فكل أحاديث الإيمان وشعبه ذكرها الإمام البيهقي، والإمام الغزنوي قد اختصر هذا الكتاب وقال فيه: «وهذه الشعبة هي الشعبة الـ39 من هذا الكتاب العريق، قال: قال البيهقي: «وجوب التورع في المطاعم والمشارب والاجتناب عما لا يحل له»، فإن هذا كله من شعب الإيمان، ومن طيب هذه الأشياء تقبل الله أعماله واستجاب الله له دعاءه.

انظروا إلى العلماء كيف يوجهون؟

      فقضيتنا ليست الصف الأول -مع أهميته وفضائله وأهمية الحرص عليه-، لكن مع ذلك وقبل ذلك لابد أن يكون اهتمامنا وقضيتنا وشاغلنا: هل مالك حلال أم لا؟ هل مطعمك ومشربك وملبسك حلال أم لا؟ .

 

إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا

     قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: {يَا. أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (المؤمنون: 51)، وقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} (البقرة: 172)، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك