رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 5 أغسطس، 2010 0 تعليق

خطوات الإصلاح.. فقر الأبناء خير من أن يُلقى أبوهم في النار

 

هناك من الناس من يخون الأمانة في عمله ليسرق المال أو الوقت من أجل أن يبقى في منصبه ويخلد؛ لأن نفسه دنيئة وهمته ضعيفة، وانعدمت منه رقابة ربه سبحانه وتعالى، ومن القصص ذوات العبرة والعظة عندما دخل مسلمة بن عبدالملك على الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز في مرضه الذي مات فيه فقال: يا أمير المؤمنين، إنك فطمت أفواه ولدك عن هذا المال، وتركتهم عالة، ولا بد لهم من شيء يصلحهم، فلو أوصيت بهم إليَّ أو إلى نظرائك من أهل بيتك لكفيتك مؤونتهم إن شاء الله، فقال عمر: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: الحمد لله، أبالفقر تخوّفني يا مسلمة؟ أما ما ذكرت عن أني فطمت أفواه ولدي عن هذا المال وتركتهم عالة، فإني لم أمنعهم حقا هو لهم، ولم أعطهم حقا هو لغيرهم، وأما ما سألت من الوصاة إليك أو إلى نظرائك من أهل بيتي، فإن وصيتي بهم إلى الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين، وانما بنو عمر أحد رجلين: رجل اتقى الله فجعل الله له من أمره يسرا ورزقه من حيث لا يحتسب، ورجل غيّر وفجر فلا يكون عمر أول من أعانه على ارتكابه. ادعوهم لي، فدعوهم وهم يومئذ اثنا عشر غلاما، فجعل يصعّد بصره فيهم ويصوّبه، حتى اغرورقت عيناه بالدموع، ثم قال: بنفسي فتية تركتهم ولا مال لهم يا بَني، إني قد تركتكم من الله بخير، إنكم لا تمرون على مسلم ولا معاهد إلا ولكم عليه حق واجب ان شاء الله. يا بَني ميّلت رأيي بين أن تفتقروا في الدنيا وبين أن يدخل أبوكم النار، فكان أن تفتقروا إلى آخر الأبد خيرا من دخول أبيكم يوما وحدا في النار، قوموا يا بَني عصمكم الله ورزقكم. قال. فما احتاج أحد من أولاد عمر ولا افتقر.

ولذلك جاءت النواهي: {لا تلهكم اموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله}، وأيضاً: {إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم}.

ويعظم عذاب الخيانة باعتبار فاعلها، فإذا كان عالما أو حاكما فإن آثارها تفشو في الأمة ويعم ضررها وفسادها، قال القاضي عياض: نُهي الإمام أن يغدر في عهوده لرعيته والتزام القيام بها والمحافظة عليها، ومتى خانهم أو ترك الشفقة عليهم أو الرفق بهم، فقد غدر بعهده.

الخيانات الزوجية

كثرت في الآونة الأخيرة خيانة الزوجة لزوجها والعكس أن الزوج يخون زوجته ويقع في الزنى. والخيانة من صفات الكفار والمنافقين: {إن الله لا يحب كل خوان كفور}، وأشدها أن الزوج لا يستطيع أن يغير من دين زوجته شيئاً فتظل كافرة أو فاسقة أو ظالمة أو متبرجة وتموت على دينها الباطل مثل زوجة نوح وزوجة لوط ــ عليهما السلام ــ حين ماتتا على الكفر ولم تدخلا في دين زوجيهما رغم أنهما رسولان.. قال ابن عباس: «ما زنت امرأة نبي قط».

فسبب خيانة الزوجة أنها مترفة بجمالها ومالها، وأنها تخرج كثيرا وتتبرج وتتسكع، وأنها قليلة الإيمان وتتأثر بصديقات السوء وبما تشاهده من المؤثرات الإعلامية والصور المشبوهة، وربما تخون بدافع الانتقام من الزوج الذي يخونها، والفراغ وعدم إعطاء الزوج حق زوجه، أو في قلة القوانين الرادعة والحدود الحازمة؛ فمن يحفظ الله يحفظه، ومن يحفظه الله يجده تجاهه، وأخطر شيء هو عدم غيرة الرجال على النساء فيراها «كاسيه عارية»، أو في تبرج سافر وتتحدث مع الرجال، وتخرج متى شاءت، وتسافر من غير محرم يُحرك ساكنًا، وقد جاء في الحديث: «إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه».. والمرأة ضعيفة وتحتاج إلى نصح تام ورقابة ذاتية ومتابعة ودين حتى تتقي الله سبحانه.

الخيانة في الحروب

عندما يتجسس المسلم على دولته التي تربى وترعرع على أرضها، وهي إسلامية وتثق به وتقوم على احتضانه ورعايته، فيزود العدو بالأخبار التي تساعده على إلحاق الاذى ببلاده أو يؤوي محدثا مخربا مفسدا في الأرض؛ ويكون أحد الخلايا النائمة وينتظر الأوامر ممن ينتمي إليهم دينا وعقيدة؛ لأنه طائفي، فيكون قد تدرب عندهم ويكفل من تلك البلدان حتى ينتظر أوامر الخراب والدمار على بلاده: {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض}؛ فتنقية الدول من بطائن السوء ومن له ولاء لدولة أخرى أمر ضروري؛ فإن هذا لايستحق الانتماء والولاء ولا يشرف الدولة بأن يحمل جنسيتها.

الخيانة في الأموال

الدولة توسّد أدق الأعمال إلى المواطنين من خريجي «أعرق الجامعات، وتثق فيهم أو بمن لديه خبرة من الوافدين، ولكن سرعان ما تجد اختلاسا في الجمعية التعاونية أو الجمعية الخيرية أو البنك الفلاني أو المؤسسة أو الوزارة، ويتسابقون في ذلك بعد أن علموا أن العقوبة تقديم الاستقالة أو الختم على الجواز ومنع الدخول.

وفي الحديث: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام»، بل جعل الخيانة من الكبائر؛ ففي الحديث «أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك»، ولا تجوز شهادة الخائن، وكان رسولنا [ يتعوذ بالله منها قائلاً: «اللهم إني أعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة»، وهي من خصال أهل النفاق فيجب على المسلم أن يؤدي وظيفته ومسؤوليته داخل البيت وفي العمل على أحسن وجه ويراقب ربه، حتى يكون مواطنا صالحا ونموذجا يحتذى به، ولا يجب أن يتساهل؛ لأن يوم القيامة قادم ليحاسب حسابا يسيرا أو عسيرا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك