خطر الألعاب الإلكترونية… رؤيـة شرعية وواقعية
إن من سماحة الإسلام وشموليته وواقعيته أنه لم يغفل طبيعة الإنسان، وما جبل عليه من حب اللعب؛ فلم يُحرِّم اللعب بهدف الترويح عن النفس، سواء كانت تلك الألعاب يدوية أم إلكترونية، وحدَّد للَّعب والألعاب ضوابط شرعية، حتى لا تتحول وسائل الترفيه المباحة إلى سلوكيات ضارة على الفرد والمجتمع، إلا أن الانتشار المخيف للألعاب الإلكترونية تجاوزت مخاطرها الطبية والسلوكية المعروفة، ودخل كثير منها إلى دائرة المحرمات الدينية؛ لذلك كان هذا التحقيق الذي نحاول من خلاله إلقاء الضوء على ظاهرة انتشار الألعاب الإلكترونية بصورة مخيفة، وصلت في بعض الأحيان إلى حد الإدمان، وموقف الشرع منها.
بداية لابد أن نعلم أن من أعظم دلائل عظمة دين الإسلام أن تشريعاته قامت على جلب المصالح ودرء المفاسد المبنية على رفع الحرج، ومراعاة التيسير، ومجافاة العنت والتشديد، وهي بذلك تراعي الفطرة البشرية ومتطلباتها؛ فلم تكبتها أو تضيق عليها، وفي الوقت نفسه لم تطلق لها العنان، أو تترك لها الحبل على الغارب، وإنما حرصت على الموازنة بين الحقوق والواجبات، وما يباح وما يمنع، في مختلف جوانب الحياة البشرية.
الترويح المباح
والترويح عن النفس أمر أباحته الشرائع كلها؛ لكونه من متطلبات الفطرة البشرية؛ فقد أخبرنا الله -سبحانه وتعالى- عن إخوة يوسف حينما احتالوا لأخذ أخيهم يوسف -عليه السلام- مخاطبين أباهم : {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(يوسف:12)، يقول الإمام الجصاص -رحمه الله-: «وفي الآية دلالة على أن اللعب الذي ذكروه كان مباحاً، لولا ذلك لأنكره يعقوب -عليه السلام- عليهم» (أحكام القرآن 4/381).
أخطر مما نتصور
وفي استطلاعها لآراء المشايخ والعلماء بهذا الخصوص، قال رئيس اللجنة العلمية بجمعية إحياء التراث الإسلامي الشيخ محمد الحمود النجدي: إن هذه الألعاب قد تكون خطيرة أكثر مما نتصور؛ حيث جذبت هذه الألعاب اهتمام الكثير من الأطفال والمراهقين، الباحثين عن التسلية والمتعة وقضاء الأوقات، وانتهت بهم إلى قتل أنفسهم والانتحار! ومن هذه الألعاب: (لعبة الحوت الأزرق)، التي تعد من أخطر الألعاب الإلكترونية الحالية في العالم، ورغم ما رافق ظهورها منذ 2015 من جدل واسع، إلا أنّها مازالت متاحة للجميع، ولم تحظر إلى الآن، ومنذ ظهورها تسبّبت هذه اللعبة في انتحار ما يفوق الـ 100 شخص عبر العالم، أغلبهم من الأطفال .
الحكم الشرعي
أما الحكم الشرعي لهذه الألعاب؛ فقد أكد النجدي بأن الإسلام لم يمنع الترويح عن النّفس، وتحصيل المتعة المباحة بالوسائل المباحة، والأصل في مثل هذه الألعاب هو الإباحة، إذا لم تصدّ أو تشغل عن واجب شرعيّ، كإقامة الصلاة، وبرّ الوالدين، والقيام على الزوجة والأولاد، وإذا لم تشتمل على أمر محرّم مثل: أن تكون قائمة على فكرة القمار والميسر، أو تتضمن المعازف والموسيقى، أو تكون مشتملة على تصوير للعورات المكشوفة، أو تقديس شعارات الكفر، كالصّليب ونجمة اليهود وغيرها، أو أن تقرّ السّحر والشعوذة، أو تمجّد السّحرة وأفعالهم، أو تكون قائمة على الحقد على الإسلام والمسلمين، أو تحدث ضررًا بالجسد والنفس، أو تعود الطفل على العنف والإجرام، والقتل وإزهاق الأرواح، والسرقة والاعتداء على الممتلكات .
هذا فضلا عن المخاطر العقديّة والأخلاقية والنفسية؛ لأنّ كثيرا من الآباء والأمّهات لا ينتبهون لذلك؛ فيجلبونها لأولادهم ويلهونهم بها، دون نظر لما فيها، أو متابعة ما يعرض فيها، نسأل الله أن يحفظ أبناء المسلمين وبناتهم من كل سوء، وأن يشغلهم بما ينفعهم من العلم والعمل .
حماية العقول
من ناحيته قال د.عبدالله الشريكة: جاءت الشريعة بحماية العقول، ومنع كل ما يؤثر فيها سلبًا؛ ولهذا حرم كل ما من شأنه تغييب العقل البشري والتأثير عليه؛ فمنعت الخمر والمسكرات، وفي عصرنا هذا ظهرت مؤثرات على عقول البشر عبر وسائل التقنية العصرية، ومنها الألعاب الإلكترونية التي فيها شيء من الخير والنفع للإنسان، وكذلك فيها من الشر مثل ذلك، والمتابع لأحوال الناس مع هذه التقنيات وتأثيراتها الكبيرة على العقول، حتى وصلت إلى حد الإدمان الذي لا يقل خطورته عن المخدرات الحسية ليدرك جسامة الخطر.
نازلة من نوازل العصر
وفي كتابه الألعاب الإلكترونية رؤية شرعية بين د. نور الدين مختار الخادمي أن الألعاب الإلكترونية تعد نازلة من نوازل العصر الحالي، وأن هذه النازلة تستوجب تقديم المادة العلمية لها وفق القواعد الأصولية والضوابط الفقهية والقواعد المقاصدية، والبيانات التفسيرية والحديثية والاجتهادية المعنية بحقيقتها ومآلاتها وسياقاتها ومستلزماتها.
رؤية فقهية متكاملة
ثم أكد الخادمي على ضرورة وجود رؤية فقهية متكاملة تعالج التعامل مع هذه الألعاب معالجة شرعية دقيقة ومنصفة، أي أن هذه المعالجة لا تقتصر على بعض الجوانب المتعلقة بهذه الألعاب دون الآخر، كاقتصارها على بعض فوائدها التعليمية والاقتصادية، أو اكتفائها بسلبياتها وأضرارها، أو النظر إليها من زاوية المستخدم الفرد، أو المستهلك دون المنتج؛ فالمنهج الموضوعي والطريقة الأمثل هي أن تكون المعالجة مبنية على مجموع ما يوصل إلى حسن تصورها، وتمام تفاصيلها واستخداماتها، ومجموع محاسنها مساوئها، وما يمكن أن تؤول إليه من نتائج مختلفة على صعيد الفرد والمجتمع والدولة والأمة والإنسانية.
الأصل الإباحة
ثم بين الخادمي أن الأصل في هذه الألعاب الإباحة، مؤكدًا أن هذه الإباحة تقررت بناءً على أن الألعاب الإلكترونية نوع من أنواع الترويح عن النفس، وتحصيل اللذة المباحة بالوسائل المباحة، وإذا لم تصد عن واجب شرعي، كإقامة الصلاة وبر الوالدين وإذا لم تشتمل على أمر محرم؛ فالشريعة الإسلامية لا تحرم اللعب ولا المرح؛ فقد أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «روّحوا القلوب ساعة وساعة»، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة: «والذي نفسي بيده أن لو تدومون على ما تكونون عليه وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة»، بل كان صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة -رضي الله عنها- في مواسم الأفراح : «ما كان معكم لهو؟؛ فإن الأنصار يعجبهم اللهو»، غير أن كثيراً من وسائل الترفيه – ومنها الألعاب الإلكترونية – اقترن بها في هذا الزمان بعض المحاذير الشرعية .
تغير الإباحة
ينتقل حكم الألعاب الإلكترونية من الإباحة إلى الأحكام الشرعية الأربعة (الوجوب والندب والتحريم والكراهة)، بحسب القرائن الطارئة على هذه الألعاب، ومن هذه القرائن أو الملابسات الأضرار الصحية التي تصحب هذه الألعاب إذا أدمن عليها اللاعب واسترسل فيها دون ضابط أو رابط، وكذلك الفوائد والمنافع الذهنية والنفسية والحركية التي يكسبها اللاعب بقيامه بنوع من الألعاب التي تحقق ذلك، وعليه؛ فإن الحكم على الألعاب يتحدد بناءً على ذلك، وينتقل من الإباحة إلى غيرها بحسب ما تفضي إليه من نتائج مختلفة، كالمنافع والأضرار، وما تتعلق به من ملابسات ومعطيات وتداخل مع أمور أخرى .
قواعد وضوابط
ثم أكد الخادمي أن بيان الحكم الفقهي لهذه الألعاب، يستند إلى قواعد ذلك وضوابطه، فضلاً عن نصوص الشرع وأدلته ومن هذه الضوابط ما يلي:
قاعدة: الضرر يُزال
ومعناها أن الضرر يلزم منعه وإبعاده، وتنطبق هذه القاعدة على الألعاب الإلكترونية من جهة الأضرار التي تسببها هذه الألعاب؛ فإذا كان لها أضرار صحية، أو مالية، أو نفسية، أو على مستوى القيام بالواجبات الشرعية والأسرية؛ فإنه عندئذ يجب منعها تطبيقاً للقاعدة .
قاعدة: جلب المصالح ودرء المفاسد
وهي من القواعد المقاصدية والفقهية التي تتنزل بوضوح على الألعاب الإلكترونية، وذلك من جهة ما يمكن أن تحققه هذه الألعاب الإلكترونية من منافع حسية، وحركية، وذهنية للأطفال والشباب، ولاسيما الذين يكونون في أمس الحاجة إلى تنشيط الذاكرة وتدريب الأطراف وتعويد الجسد على الحركة والفكر والمتابعة والتركيز، وينبغي أن يُراعى في ذلك مقدار الحاجة إلى هذه الألعاب وعدم المبالغة والإفراط.
قاعدة: الوسائل لها أحكام المقاصد
وهي إحدى قواعد الشرع الحنيف في مجال الفقه والمقاصد، وتنزلها على الألعاب الإلكترونية يتمثل في كون هذه الألعاب تعد وسيلة إلى مقصود ترفيهي وتعليمي واجتماعي واقتصادي وغيره، وأن هذه الوسيلة يحكم عليها في ضوء ما تؤول إليه من نتائج ومآلات ومقاصد؛ فإذا آلت إلى ما ينفع الناس في عقولهم وتعلمهم ونشاطهم وتواصلهم؛ فإنه يحكم عليها بالجواز والإذن في التناول، وإذا آلت إلى خلاف ذلك؛ فالحكم يكون المنع والتحريم، كأن تؤول إلى مفاسد بصرية وبدنية، أو مفاسد فكرية وسلوكية، أو مفاسد على صعيد التنمية الحقيقية للمجتمع المعرفي والمدني وربما المجتمع السياسي .
قاعدة: العبرة للغالب الشائع لا النادر
وهي إحدى قواعد الفقه الإسلامي التي تراعي الأغلب أو الغالب في إطلاق الأحكام وتقريرها وترجيحها، ومن ذلك أن المراعى في الحكم على الألعاب الإلكترونية الغالب فيها، كأن يكون الغالب فيها التثقيف والترفيه، مع ما يوجد فيها ما يسبب الإرهاق البدني والإنفاق المالي والانزواء عن الجو الأسري والمحيط الاجتماعي؛ فهذا اليسير قد يُعفى عنه ولا يتلفت إليه، ويستثنى من هذه القاعدة مجال الاعتقاد والتدين والأخلاق والدماء والأعراض، فلا يجوز التغاضي عن اليسير والتهاون فيه، كأن يتهاون في يسير المس من العقيدة الإسلامية أو الأحكام الشرعية ومن الدماء والأعراض والأخلاق؛ فإن هذه المجالات لا يجوز فيها بأي حال من الأحوال التعدي والتفريط، ومعلوم أن الألعاب الإلكترونية التي تحوي شيئاً من هذا، كاحتوائها على الاستهزاء بالرسل والثوابت، أو دعوتها إلى التقاتل والتنازع، أو تكريسها لحالات الرذيلة والتهاون في الفضيلة، فلا شك أن هذا اليسير غير معفو عنه، بل يعمل على تركه ومقاومته، حتى لا يكون ذريعة إلى التهاون في الكثير؛ فمعظم النار من مستصغر الشرر.
الأحكام الفقهية التفصيلية
يذهب الحكم الفقهي التفصيلي لهذه الألعاب إلى التحريم ولاسيما لتلك الألعاب التي تشتمل على المخالفات الشرعية ومن هذه المخالفات ما يلي:
مخالفات العقيدة
المخالفات الشرعية المتعلقة بالعقيدة الإسلامية ومقدسات الدين وشعائره: وهي مجموع ما تمثله الألعاب الإلكترونية من إساءة للعقيدة الإسلامية وتحريف لها، أو من محاربة ومواجهة لها، ومن ذلك: تمجيد الكفار وتربية الاعتزاز بهم كالألعاب التي إذا اختار فيها اللاعب جيش دولة كافرة يصبح قوياً، وإذا اختار جيش دولة عربية يكون ضعيفاً، وترويج الآراء المادية والعبثية وتعظيم الأديان والمذاهب والمشاعر الإسلامية، كتهوين المسجد الحرام والمسجد النبوي وسائر المساجد، أو تحقير أهل القرآن والعلم والفضل، والتندر بهم والضحك عليهم، وحكم تحريم هذه الألعاب في هذا المجال يتحدد بناءً على ما تفضي إليه هذه الألعاب من تحريف في الاعتقاد الإسلامي الصحيح، أو استبدال لهذا الاعتقاد باعتقاد آخر مخالف ومعارض، ومن قبيل ما يكون مواجهة للمقدسات والشعائر الإسلامية: إعطاء مائة نقطة لمن يقصف مكة أو يضرب بغداد.
القيم والأخلاق
المخالفات الشرعية المتعلقة بالقيم الأخلاقية: وهي مجموع ما يقدم من برامج ومواد وألعاب تمس بالقيم والفضائل الأخلاقية، كقيمة العفة والحياء والرفق والحرية والمسؤولية ومناصرة المظلوم ومواجهة الظالم، وكتعويد اللاعب على قلة الصبر بسبب سرعة تحصيل المراد كتحصيل الغلبة والنصر أثناء اللعب، ومن أمثلة ذلك: الألعاب المشتملة على تصوير للعورات المكشوفة، والألعاب التي تقوم فكرتها على أن النجاة من الشرير أو التنين يكون بالمرأة المعشوقة والمحبوبة، ويتقرر حكم التحريم في هذا الصدد في ضوء مآلات هذه الألعاب على مستوى الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة، كمآل الكذب والنميمة والتحريض ضد بعض الشعوب والقبائل والدول، وكل هذا بين التحريم في دين الله -تعالى.
حفظ النفس
المخالفات الشرعية المتعلقة بحفظ النفس: وهي مجموع ما يقدم من معلومات وأفكار وسلوكيات تشجع على القتل وتروج له، ويضاف إلى ذلك مجموع الأضرار التي يمكن حصولها بسبب طول المكث أمام الجهاز: كضعف البصر وانحناء الظهر وكسل في الدورة الدموية، فضلاً عن إضاعة الوقت الكثير الذي يعطل مصالح أخرى أهم وأولى ، ويتحدد حكم التحريم في هذا المقام بناءً على ما تفضي إليه هذه الألعاب من سلوكيات عنف وتخريب قد تتجر عن تأثر بعض من يزاول هذه الألعاب بتأثر شديد وتمثل عجيب.
حفظ العقل
المخالفات الشرعية المتعلقة بحفظ العقل: وهي مجمل الألعاب التي تحوي بعض برامجها ما يضيع قيمة العقل ودوره في التفكر والتدبر والتعلم والتفقه؛ فعقل اللاعب يشتغل بحشو كبير من الخرافة والخيال، ويصرف عن التفكير العقلاني والواقعي، ويحشر في ساحة من التعامل مع الواقع برؤية خيالية ومثالية كثيرًا ما تؤدي به إلى التصادم من أبناء مجتمعه وإلى الحرمان من تحقيق المص الح المشروعة، وربما إلى اليأس والانزواء وإلى الاضطراب والأدواء النفسية والعقلية.
حفظ المال
المخالفات الشرعية المتعلقة بحفظ المال: وهذا أمر معروف جداً، وخير من يعرفه الذين ينفقون أموالهم في هذه الألعاب غير المنتهية في أشكالها وألوانها وتعددها وتكاثرها بسرعة كبيرة، والذين يحملون أولياء أمورهم على نفقات كثيرة قد تفوق إمكانياتهم المالية وقد توقعهم في أعباء الديون والإخلال بالموازنات المحددة .
النظام الأسري والاجتماعي
المخالفات الشرعية المتعلقة باختلال النظام الأسري والاجتماعي، كأن تتعرض الأسرة إلى نوع من التباعد بين أفرادها بسبب شدة الانشغال بهذه الألعاب وانزواء الأبناء – أو حتى الرجال – في زوايا البيت مددًا طويلة وأزمنة عديدة، وهم في معزل عن وضع الأسرة وهمومها وتحدياتها، ومن ضروب تلك المخالفات التقصير أو التفويت في حق المجتمع بأسره، ومعلوم أن هذا التقصير أو التفويت قد يرقى إلى مرتبة التحريم إذا ترتبت عليه محرمات أو فوات واجبات، كقطع الرحم، وترك المعروف، والسكوت عن المنكر، وتضييع العمل والإنتاج، وعموم التعاون على البر والتقوى.
البديل الإسلامي
ولا شك أن ما سبق يستلزم منا البحث عن إيجاد البديل الإسلامي الذي يتجنب هذه المخالفات؛ فالألعاب الإلكترونية في أغلبها من صنع غير المسلمين، وهي بذلك تشكل تحديًا صناعيًا وتنمويًا مهمًا جدًا، كما قد تشكل تحديًا فكريًا وحضاريًا، وتحديًا عقديًا ودينيًا، ونحن في هذا السياق لسنا مدعوين للإنكار على هؤلاء فيما صنعوا وأنتجوا وسوّقوا، فهم أحرار في ذلك، ولكننا مطالبون بإيجاد البديل الإسلامي، ولكن بصبغة وهوية إسلامية مستقلة، تحرص على عدم تجاوز الضوابط الشرعية أكثر من حرصها على الأمور الفنية والشكلية .
التوجيه والإرشاد
ضرورة إيجاد البيئة الفكرية والاجتماعية المساعدة على التوجيه والإرشاد؛ مما ينبغي التأكد عليه في ظل هذه المتغيرات إعداد البيئة الفكرية والاجتماعية للحماية من أخطار الألعاب الإلكترونية وآثارها المختلفة، وهو ما يدعو إلى وضع الخطط اللازمة التي تنهض بها أعمال الأفراد والمؤسسات المختلفة، كالمؤسسات التعليمية، والإعلامية، والدينية، والمدنية، والسياسية، وهو ما يشكل رؤية فقهية للتشخيص، والتأسيس، والمعالجة، والمعافاة.

دار الإفتاء المصرية
العلامة صالح الفوزان - حفظه الله
قالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إن لعبة (بوكيمون) حرام لاشتمالها على محاذير شرعية عدة، وكانت أوضحت اللجنة في بيان لها أنها ترى تحريم هذه اللعبة، وتحريم الأموال الحاصلة بسبب اللعب بها؛ لأنها ميسر، وهو القمار المحرم، وتحريم بيعها وشرائها؛ لأن ذلك وسيلة موصلة إلى ما حرم الله ورسوله، وأوصت اللجنة جميع المسلمين بالحذر منها، ومنع أولادهم من تعاطيها واللعب بها، محافظة على دينهم وعقيدتهم وأخلاقهم .
مجمع البحوث الإسلامية
موقع الإسلام سؤال وجواب
لاتوجد تعليقات