رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر الشرعي 22 أكتوبر، 2023 0 تعليق

خطبة الحرم المكي – السعادة الحقيقية في الحياة الدنيا

  • أسعدُ الناسِ مَنْ منَح الناسَ معروفًا ويدًا وأنالَهم كرمًا وجودًا ورِفدًا
 

جاءت خطبة الحرم المكي بتاريخ 10 محرم 1445هـ، الموافق 28 يوليو 2023 م بعنوان: {السعادة الحقيقية في الدنيا}، للشيخ: بندر بليلة، الذي أكد فيها أنَّ الآمال في الدنيا عريضةٌ، والأماني فيها مُستفيضةٌ، ورغبةُ كلِّ آمِلٍ ومُنْيتُهُ أَنْ يَحيَا على ظهرها سعيدًا، هانئًا حميدًا، والسعادةُ رُوحٌ في الرُّوح تَجري، ونَفحةٌ في النفس تَسري، الإيمانُ باللهِ مَدَدُها، والعملُ الصالحُ عُدَدُهَا، قال الحق -سبحانه-: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(النَّحْلِ: 97)، حياة طيبة في هذه الدار، وجزاء كريم في دار القرار، وذكر الله -تعالى- سببا للأنس والسرور، والبهجة والحبور؛ {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(الرَّعْدِ: 28)، ومن تقضَّت في الجهالة ساعاته، وذهبت في المعاصي أوقاته، أحاطت به المخاوف والآلام، وحلت بقلبه الهموم والأسقام، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}(طه: 124).

       ثم بين ابن بليلة أنَّ من اتبع النبي محمدًا - صلى الله عليه وسلم - شرَح اللهُ صدرَه، قال الله: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}(الشَّرْحِ:1)، فالله شرح لنبيه صدره، ولأتباعه من ذلك بقدر اتباعهم لسنته، واقتفائهم لملته، وأسعدُ الناسِ مَنْ منَح الناسَ معروفًا ويدًا، وأنالَهم كرمًا وجودًا ورِفدًا، قال الله -تعالى-: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}(الرَّحْمَنِ: 60)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناس»(أخرجه الطبراني).

السعادةُ في معامَلةِ الخلقِ

      قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية -رحمه الله-: «السعادةُ في معامَلةِ الخلقِ أن تُعاملَهم لله، فترجوَ اللهَ فيهم، ولا ترجوهم في الله، وتخافَهُ فيهم ولا تخافُهم في اللهِ، وتُحسِنَ إليهم رجاءَ ثوابِ اللهِ لا لمكافأتهم، وتَكُفَّ عن ظُلمِهِم خوفًا من الله لا منهم» انتهى كلامه. ألَا ما أهْنا مَنْ أقبَلَ على مولاه، ولم يَرْجُ أحدًا سِواهُ، لم تُلْهِهِ الدنيا وشهواتُها، ولم تَغُرَّه زخارفُها ومَلذَّاتُها، إن أُعطيَ شَكَرَ، وإِنْ مُنِعَ صَبَرَ، وإِنْ أذنَبَ استغفرَ عمَّا اقترفه وجَناه، تلك السعادةُ الحقُّة التي لِمِثلِها يعملُ العاملون، فمَنْ فاتَتْه فهو الخاسرُ المغبونُ.

كمال قُدرة الله وعظمته

      لله في خلقه أيامٌ دالَّةٌ على كمال قُدرته وعظمته، وشاهدةٌ على تمام عدله وحكمته، ومن أيامه العظيمةِ يومُنا هذا؛ يومُ عاشوراءَ؛ يومٌ أنجَى اللهُ فيه موسى -عليه السلام- وقومَه، وأغرَق فرعونَ وقومَه؛ فشُرِعَ صيامُه حمدًا لله وشُكرًا، وكان على ذلك الثوابُ الجزيلُ، والجزاءُ الجليلُ، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لَمَّا قدم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ وجَد اليهودَ يصومون عاشوراء، فسُئلوا عن ذلك فقالوا: هذا اليومُ الذي أظْفَرَ اللهُ فيه موسى وبني إسرائيلَ على فرعون، ونحن نصومه تعظيمًا له، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»، ثم أمَر بصومه. (أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «صيامُ يومِ عاشوراءَ أحتسبُ على الله أن يُكفِّر السنةَ التي قبله».(أخرجه مسلم).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك