رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس 13 يوليو، 2010 0 تعليق

حرب الجهراء فتنة سياسية وليست دينية!

 قضية الإخوان في حرب الجهراء الذين حاربوا أهل الكويت من أشد التلبيس، والتدليس نسبتهم لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وهم قد خالفوا منهجه، ورد عليهم أحفاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وهم قوم ليسوا بعلماء وحادوا في النهاية عن منهج السلف فلذا تخلى عنهم ابن سعود في النهاية، وقاتلهم، وهناك فئة قليلة لم تدخل في القلاقل والفتن بل التزمت الجادة، ويذكرني من ينبش في أحداث التاريخ لعله يظفر بشيء لكي يثير فيه الأضغان والأحقاد بفعل اليهود في الماضي والحاضر الذين يثيرون الفتن ويوقدون نيرانها، ولكن الله يطفئها برحمته، وصدق الله إذ يقول: {كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا..}.

ومن المعلوم أن العلامة السلفي الألمعي عبدالعزيز الرشيد - رحــمـه الله - الذي أسس أول مجلة بتاريخ الكوـيت، وكان سلفيا حتى النخاع، ومحبا لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومع ذلك حاربهم في موقعة الجهراء، وجاء في بعض المصادر أنه عندما سلم أحد شيوخ الإخوان، وهو عثمان بن سليمان رسالة من فيصل الدويش قائد الإخوان إلى الشيخ سالم بن مبارك الصباح رحمه الله تتضمن شروطهم للصلح وطلب من الشيخ سالم الرد عليها رسميا بتذييلها بختمه، فرفض ذلك لأن رسالة الدويش هذه لم تكن مذيلة بختمة وقال لعالم الإخوان إنه سوف يأمر الشيخ عبدالعزيز الرشيد بالجواب على رسالة الدويش هذه ولكن من غير ختم، فسأل ابن سليمان: ومن هو الشيخ عبدالعزيز الرشيد؟ هنا أدرك الشيخ عبدالعزيز أن دوره في الكلام قد حان فقال مخاطبا عثمان بن سليمان عالم الإخوان الديني: «أنا عبدالعزيز الرشيد حنبلي المذهب سلفي العقيدة..»؛ فلذا من الجهل ربط هذه الواقعة التي حصلت بأنها حرب عقيدة، ومن المعلوم أن آل الصباح كان لهم دور في عودة الحكم لآل سعود في الزمن الأول لم ينكره الملك عبدالعزيز رحمه الله في خطاباته أثناء هذه الفتنة.

ولقد لخص الشيخ عبدالعزيز الرشيد رأيه بموقعة الجهراء قائلاً: إن حادثة الجهراء كانت لنا وعلينا...

وفيما يتعلق بالحرب فالمناوشة وإن بدأت من جنود الشيخ سالم المبارك حماية لثرى الكويت إلا أن الإخوان هم الذين بدأوا شرارة الحرب بعد ذلك؛ ولذا لم يرد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود في البداية الحرب وقيل إنه أنبهم، وتشير المصادر حسب الموسوعة (ويكيبيديا) نقلا عن المصادر التاريخية إلى أنه إنما أرسل سرية دفاعية بعدما أرسل الشيخ سالم الصباح سرية لإيقاف بناء بعض القرى في مدينة حمض التي بناها؛ ولذا جاء في رسالة القوات البريطانية، ومنشورها ما يوضح هذا الأمر، وأنه كان فلتة ثم أصبح أمرا واقعا لا مناص منه عندما وقعت الحرب.

جاء في نص النشرة البريطانية، وهي وثيقة مهمة لمعرفة الحقائق، والتي ألقيت على جنود الإخوان «أفعالكم هي بعكس إرادة وأوامر الأمير المشار إليه ولا شك أن سعادته سينبهكم بذلك عندما يعلم بأفعالكم، فبناء عليه ننبهكم بأنه إذا كررتم هجومكم على مدينة الكويت فحينئذ ستحسبون مجرمي حرب ليس عند شيخ الكويت بل عند الحكومة البريطانية أيضا».

وجاء أيضا في سيرة قائد الإخوان الذين حاربهم في النهاية الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله أنهم تمردوا وطغوا... فتواجه الإخوان في إحدى الوقعات بقيادة فيصل الدويش وسلطان بن بجاد مع عبد العزيز آل سعود في روضة السبلة في 29 مارس 1929 وهزم الإخوان وأصيب الدويش بجروح بالغة ونقل إلى الأرطاوية، أما سلطان بن بجاد فانهزم إلى هجرة الغطغط.. وبعد انهزام الإخوان في السبلة تقدم عبد العزيز بجيشه إلى الأرطاوية ونزل بالقرب منها، وتبين من جروحه انه على وشك الموت فعفا عنه... وكانت نهايته - أي قائد الإخوان - أنه مات في سجن الرياض عام 1931 م.

ختاما

من هنا نعلم أن من أدخل قضية المناهج، وقضية التوحيد في حرب وقعت وانتهت ومضت، إنما هو رجل يلعب بالفتنة ويسبح فيها، ويصطاد في الماء العكر ليحقق مبتغاه بأن يضرب الإخوة الأشقاء في البلدين الشقيقين، وصدق الله إذ يقول: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم..} فالله سمى من اختلفوا وتقاتلوا مؤمنين وإخوة؛ لنعلم أن بعض الاقتتال منشؤه الفتنة والتأويل الخاطئ والاختلاف في بعض الأمور الدنيوية والسياسية الذي قد يتطور الى ما لا تحمد عقباه؛ فالواجب الإصلاح وألا نوقظ الفتنة التي ما فتئ أهل الفتن بإيقاظها بعد عشرات السنين فتبا وتعسا لمن سلك مسلك اليهود في إيقاد الفتن والمحن..!

 Al.kous@hotmail.com

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك