رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 6 يوليو، 2010 0 تعليق

-حث على الاهتمام بالشباب والعمل على تقديم الحلول لمشكلاتهم على بصيرة

-حث على الاهتمام بالشباب والعمل على تقديم الحلول لمشكلاتهم على بصيرة- البلال: وحدة المسلمين هدف من أهداف الدعوة السلفية قديماً وحديثاً (1-2)

 

 أكد  نائب الأمين العام لجماعة أنصار السنة وخطيب مسجد الملك فيصل بن عبدالعزيز بأم درمان كامل عمر البلال، أن الإمام محمد بن عبد الوهاب رجل مصلح مجدد كرس حياته من أجل الدعوة إلى المعتقد الصحيح ومحاربة الشرك والبدع، وكل الدعوات الإصلاحية التي ظهرت في المجتمعات الإسلامية في العصور الحديثة تأثرت به. وأشار إلى أن الذين يعادون الشيخ محمد بن عبد الوهاب إما أنهم لم يقرأوا كتبه أو هم من أهل الأهواء الذين يبغضون الدعاة إلى الكتاب والسنة على الدوام. وقال البلال في حوار أجرته معه (الفرقان) على هامش مؤتمر الوسطية بالكويت إن وحدة المسلمين مطلب شرعي وهدف من أهداف الدعوة السلفية قديماً وحديثاً، والسلفيون في عالم اليوم تجمعهم وحدة العقيدة والمنهج وإن اختلفت بلدانهم، وهم بحكم منهجهم دعاة وحدة لا دعاة تنازع وتشتت.

وأعرب عن أمله أن تظل قضية القدس في الذاكرة وأن تتوارثها الأجيال؛ لأن التباكي على الماضي والنظر للوراء لا يجدي نفعاً. وبيّن البلال أن أسلوب القدوة وفتح الصدور للشباب والعمل على تقديم الحلول لمشكلاتهم على بصيرة من الكتاب والسنة من أفضل الأساليب لاستقطاب الشباب إلى الساحة الإسلامية، مشيرا إلى أن الأسرة أصبحت الآن تواجه استهدافاً خطيراً من المنظمات المسماة بالعالمية وغيرها من القوى الكبرى... وهذا نص الحوار: 

الوحدة السلفية

- كيف تنظرون إلى الوحدة السلفية، وما رؤيتكم لجميع السلف في العالم؟

- وحدة المسلمين مطلب شرعي وهدف من أهداف الدعوة السلفية قديماً وحديثاً، والسلفيون في عالم اليوم تجمعهم وحدة العقيدة والمنهج وإن اختلفت بلدانهم وهم بحكم منهجهم دعاة وحدة لا دعاة تنازع وتشتت، وإن حدث بينهم اختلاف فهو في القضايا الظنية التقديرية الاجتهادية، ولا شك أن المنهج السلفي يسع هذا النوع من الخلاف، والمطلوب الآن إيجاد آليات تعمق وترسخ هذه الوحدة، وتكون سبيلاً للتواصل بين السلفيين في أرجاء العالم، ولا شك أن هذا المؤتمر المشرف الذي دعينا إليه واحد من هذه السبل.

قضية إسلامية

- القدس قضية إسلامية من الدرجة الأولى ما دورنا كحكام ومحكومين في التصدي لهذا التهويد؟

- لا يضيع حق وراءه مطالب، والقدس اغتصبت من جميع المسلمين ويجب عليهم استخدام السبل الكفيلة بإعادة هذا الحق إليهم، والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني المسلم من الدول التي تدعي التحضر واحترام حقوق الإنسان والتصدي يكون بتجييش الأمة كلها من أجل استعادة الحق المسلوب، ويكون ذلك بمعرفة واقعنا من حيث مواطن القوة ومواطن الضعف، ثم التعاون بين الجميع في وضع خطط المواجهة: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} من أجل إعادة الحق إلى أهله.

- هل تعتقد أن المسلمين قد نصروا القدس في محنتها؟

- الكل مقصر في هذه الناحية، والتباكي على الماضي والنظر للوراء لا يجدي نفعاً، ولا شك أن الطريق طويل وشاق نحو إعادة الأراضي المغتصبة بما فيها القدس إلى أصحابها الشرعيين، والمطلوب الآن العمل على توحيد الأمة والأخذ بأسباب القوة فنحن نعيش في عالم لا مكان فيه للضعيف، ويجب أن تظل قضية القدس في الذاكرة وأن تتوارثها الأجيال، فحتى لو عجزنا نحن عن تحريرها فلا بد أن يأتي من أبنائنا من يحمل الراية ويحرر القدس وسائر بلاد المسلمين من الأيدي الغاصبة.

شيخ الإسلام

- دعوة الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب أبرز دعوة في العصور المتأخرة، وقد أثيرت حولها العديد من الحوارات... كيف تراها؟

- الحوار مطلوب دائماً وأبداً من أجل إظهار حجة الحق في وجه الباطل، والقرآن يدعو للجدال بالتي هي أحسن ويحاور أهل الضلالة ويرد على شبهاتهم، والإمام محمد بن عبد الوهاب رجل مصلح مجدد كرس حياته من أجل الدعوة إلى المعتقد الصحيح ومحاربة الشرك والبدع وكل الدعوات الإصلاحية التي ظهرت في المجتمعات الإسلامية في العصور الحديثة تأثرت به بقدر أو بآخر. والحوار حول الشيخ ابن عبد الوهاب ودعوته جيد من ناحية أنه يسلط الضوء على حياته ومعتقده ومنهجه الإصلاحي ويعرف الناس به، والذين يعادون الشيخ محمد بن عبد الوهاب إما أنهم لم يقرأوا كتبه أو هم من أهل الأهواء الذين يبغضون الدعاة إلى الكتاب والسنة على الدوام.

- كيف يمكن تحقيق الأمن الاجتماعي للأسرة في ظل التحديات المعاصرة؟

- الأسرة – بمفهومها الفطري المتعارف عليه منذ آدم عليه السلام – أصبحت الآن تواجه استهدافاً خطيراً من المنظمات المسماة بالعالمية وغيرها من القوى الكبرى؛ حيث تعمل هذه القوى اليوم على استحداث أنماط جديدة في العلاقات بين البشر على خلاف فطرة الله التي فطر الناس عليها، فتراهم يبيحون زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة – والعياذ بالله – ويسمون هذه التركيبة الشاذة (أسرة)، بل ترى سوادهم الأعظم لا يشترط في تكوين الأسرة وإنجاب الأبناء أن يرتبط الرجل والمرأة بعقد زواج شرعي ! يحدثني أحد تلاميذي من الذين ذهبوا إلى إحدى الدول الغربية من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه في الطب البيطري أنه تعرف هناك على فتاة تدرس معه فسألها ذات مرة: لماذا لا تتزوجين؟ فقالت له: ولم أتزوج؟ قال لها: لكي تنجبي أطفالاً، فقالت له: نحن عندنا هنا ليس من الضروري أن يكون للمرأة زوج لكي يكون لها أطفال؛ فمن الممكن للمرأة أن تكون متزوجة وليس لها أبناء أو غير متزوجة ولها أبناء! وكل الاحتمالات واردة، أنا لا أريد أطفالاً؛ لأن مصروفات الطفل في الحضانة تكلفني كثيراً (350 يورو) في الشهر؛ ولذا استغنيت عن الطفل واتخذت (كلباً) فالكلب تكلفته أقل (150 يورو فقط)!

هذه هي أنماط الحياة الهمجية التي يريدون نقلها إلينا، والواجب إزاء هذا التحدي المحافظة على المبادئ والقيم الإسلامية السامية، وفتح المجال نحو الدعوة إلى الفضيلة وإحياء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في شرط خيرية هذه الأمة، وإنشاء المحاضن الإسلامية التربوية في المساجد والمدارس والجمعيات الخيرية الطوعية والرسمية من أجل تربية أبنائنا وبناتنا على الفضيلة والبعد بهم عن الانغماس في الرذيلة.

التذويب والتغريب

- كيف يمكن التصدي لحملة تذويب المرأة المسلمة ومحاولة إفسادها؟

- لا شك أن حملة التذويب والتغريب للمرأة المسلمة قد بلغت مدى بعيداً، وأفلحت إلى حد كبير في إخراج أجيال من النسوة والفتيات انبهرت بتقاليد الغرب وانحرافاته العقدية والخلقية، حيث اتبعن كل أنواع الزيف الخادع الذي يطمس الهوية الإسلامية، ويجعل الفتاة تجري وراء صرعات الموضة ونجوم المجتمع المزعومين في سباق محموم لا يتوقف حتى يحشر المرأة في قبرها.

ولا شك أن التصدى لهذه الحملة ممكن، بل موجود، وإن كان أقل بكثير مما هو مطلوب، وأول سبل التصدي هو توحيد المسلمين من أجل تحقيق هذا الهدف، وإنشاء وتكوين المؤسسات التي تستقطب إليها أهل الصلاح والخبرة والشباب، ثم تضع الخطط والاستراتيجيات المضادة التي تهدف إلى نشر قيم الدين والفضيلة بين الرجال والنساء على حد سواء، وتحشد لذلك الوسائل المتعددة، وتستفيد من كل التقنيات الحديثة في هذا المجال.

الأقليات المسلمة

- ما هو دور الأقليات المسلمة بعد التضييق عليها في الحجاب والأذان؟

- الواجب على كل أقلية مسلمة في بلاد الغرب أن تعرف أن هدفها الأول هو المحافظة على عقيدتها وهويتها، وأن تتخذ جميع الوسائل التي تؤدي إلى هذه المحافظة من برامج تربوية وإعلامية فيما بينها، ثم تعلم أيضاً أن من واجبها نشر الإسلام والدعوة إليه في تلك البلاد التي يعيشون فيها، وأن تخاطب هذه المجتمعات باللغة التي تفهمها؛ قال تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}، ولا يتم لها ذلك إلا بالتوحد ومد جسور التواصل بينها وخلق علاقات وثيقة بينها وبين المجتمعات الإسلامية الأخرى، وأن تعلم هذه الأقليات أن هدفها الأول هو المحافظة على العقيدة الإسلامية والدعوة إليها قبل السعي من أجل كسب المال وجمعه.

- كثرت وسائل الإعلام بشكل يصعب على الدول مراقبتها... كيف يتعامل المسلم مع الإعلام الحديث؟

- هذا السؤال كأغلب الأسئلة السابقة يحتاج إلى كتاب كامل للإجابة عنه، وكنت من قبل قدمت أطروحة من خلال أمانة البحث العلمي بالمركز العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان حاولت فيها أن أجيب عن هذا السؤال، وبينت حينها أن التعامل مع الإعلام يتضمن نقاطاً أربعا – أضاف إليها أحد الفضلاء من المملكة العربية السعودية نقطة خامسة – والنقاط الخمس تتمثل في الآتي:

1- التحصين.   2- الانتقاء.   3- المزاحمة.

4- إعلام الأفراد.      5- الابتكار.

فالتحصين أعني به بيان الحكم الشرعي فيما يقدم من خلال وسائل الإعلام، ولا شك أن هذه النقطة تتضمن خيراً كثيراً، انظر مثلاً إذا بينا الحكم الشرعي في غض البصر وأوردنا النصوص القرآنية والنبوية التي تحض عليه مثل قوله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} انظر إلى الخير العميم الذي يمكن أن نجنبه إذا رسخنا هذا في أذهان الشيب والشباب، فيتم تحصينهم تلقائياً من النظر إلى كل صور الخلاعة التي تقدم في الإعلام المنتشر اليوم.

     أما الانتقاء فيعني الإرشاد والترويج لوسائل إعلامية (فضائيات مثلاً) بعينها وبرامج معينة يتم حث الناس عليها، وإعادة بث مضامينها من خلال وسائط الحفظ والاسترجاع مع مراعاة حقوق الملكية الفكرية.

وأما المزاحمة فمعناها واضح، وهو أن يكون لأهل العقيدة الصحيحة منابرهم في الفضائيات والإذاعات والمواقع على الإنترنت والصحف وغيرها من أجل مزاحمة الباطل وعدم ترك الساحة خالية له. ولعل مجلة (الفرقان) الغراء تشكل طرفاً في معادلة المزاحمة هذه.

     وأما إعلام الأفراد فيكون بإلزام الأعضاء في جمعية أو جماعة بالترويج ونشر كتب ومطويات وأشرطة معينة –كل في الوسط الذي يعيش فيه –وأن يلتزم كل شاب بالاتصال بخمسة شباب مثلاً كل شهر (كذلك كل فتاة تتصل بخمس فتيات) ويقدم لهم شريطاً أو رسالة، ويكون التقديم الدوري لهذا الأسلوب لمعرفة الرجع أو الـ (feed back) من أجل تطويره للحصول على أفضل النتائج. ولا شك أن هذا الأسلوب هو نفس طريقة (الدعوة الفردية) التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم في العهد الملكي الأول وجلبت أفضل النتائج في إدخال العشرة المبشرين بالجنة والسابقين الأولين إلى الإسلام.

     أما الابتكار فيعني عدم الاقتصار على أسلوب بعينه، والعمل دائماً على استحداث (البدائل) المشروعة التي تفيد في مجال الإعلام واستخدام التقنيات المتطورة في إنتاج البرامج والمواد الإعلامية التي تخدم دعوة الإسلام.

استقطاب الشباب

- كيف يمكن استقطاب الشباب للساحة الإسلامية؟

- لدينا – بحمد الله – إرث كبير في العمل على جذب الشباب نحو دعوة الإسلام. وهذا الإرث يمتد من النبي صلى الله عليه وسلم الذي نصره الشباب أمثال على بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، حتى عهد المربين والمصلحين في العصر الحديث.

     وأحسب أن أسلوب القدوة وفتح الصدور للشباب والعمل على تقديم الحلول لمشكلاتهم على بصيرة من الكتاب والسنة من أفضل الأساليب في هذا المجال.

- هنالك قضية مهمة تثير لغطاً كثيراً في معظم البلاد الإسلامية وهي الرياضة النسائية، فما ضوابط الرياضة النسائية من وجهة نظرك؟

- الرياضة بالنسبة للمرأة جائزة ومشروعة بدليل مسابقة النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة، والحديث في (السلسلة الصحيحة) للعلامة الألباني وغيره من مراجع السنة المعتمدة. وضوابط الرياضة النسائية واضحة، تتمثل في عدم الاختلاط مع الرجال، ولبس الملابس المحتشمة، وأن يكون نوع الرياضة متلائماً مع التركيب الجسدي والفسيولوجي للمرأة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك