رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إيمان الطويل 25 أكتوبر، 2010 0 تعليق

حتى إشعار آخر



استبشرنا خيرا بقدومها للحياة، تنفسنا معها هواءا نقيا على الرغم من تعكر الأجواء التي تحيط بفضائنا كانت تطل علينا كل صباح، نستقبلها بكل حفاوة في منازلنا دون أن تسبب لنا ولأفراد العائلة بشتى أعمارهم أي إحراج أو ضيق، بل الكل يناله الخير والفائدة، لم نعب عليها شيئا وإن انتقدناها في بعض الأمور إلا لأننا نرجو لها المزيد من الرفعة والتألق في السماء؛ فهي ما جاءت إلينا إلا لكي تنقي أجواءنا الملوثة.

فجأة تغادر سماءنا وبدون سابق إنذار، أيعقل أن نفقد ما عقدنا عليه آمالنا؟ ألهذه الدرجة هان عليها كل محبوها؟ تركتهم يبحثون عما كانت تحمله من روائع لعلهم يجدون بعضا منها هنا أو هناك، مسكينة هي عمرها قصير جدا، تلألأت في السماء وكنا نظنها ستصمد لكنها أبت إلا الأفول... إنها جريدة «الرؤية» رحلت وكانت بمثابة حلم كل مهتم بالإعلام الهادف الذي الذي لا يفقهه كثير من الناس، الرسالة الإعلامية يجب أن تكون سامية، نقول هذا الكلام ونحن نعلم أننا لسنا بعالم مثالي ولكن بأيدينا بعد الاستعانة بالله أن نجعله مثاليا ولم لا؟ فمثلما تبذلون الغالي والنفيس وتسعون بكل جهد وقوة أيها المشوهون لكل تفاصيل الحياة لتدمير القيم ولنزع الحياء انتزاعا من أعماق النفوس فليبذل أصحاب الهمم للصعود للقمم تارة بالطاقة البشرية ولا يستغنى عن الموارد المالية.

ولأن الرسالة سامية فلا نتوقع أن تفرش الأرض لنا بالسجاد الأحمر، لا قد تعترضنا الأشواك والمنغصات هكذا هي الحياة، لا ننشغل بالشكوى والتذمر منها بل علينا أن نعمل ونعمل، والحق يعلو الباطل دوما، قد يتساءل البعض: ما الذي ميز جريدة «الرؤية» عن بقية الصحف؟ إن من أبرز محاسنها أنها لا تحتوي على إعلانات فاضحة ولا أخبار سخيفة، تنتهج نهجا يعلي من شأن قرائها، حوت صفحات متخصصة، نجد فيها اهتماما وعناية لا نجدهما ببقية الصحف اليومية، ومن أبرزها صفحة «رؤى إسلامية» مميزة جدا في طرح القضايا الإسلامية بشكل موسع، وصفحة «مسارات أسرية» كانت منارات ثرية، وصفحة الطفل رائعة، وكُتاب المقالات حقا افتقدنا طرحهم ومنهم من خط قلمه بصحف أخرى وما زلنا نتابعه، ومنهم من توقف ونأسف عليه لأن «الرؤية» أغلقت أبوابها، ولأننا لنا رؤية لن تغلق أبدا؛ لذا علينا أن نبحث عن الوسائل التي تحمل رؤانا للبشرية جمعاء، وهذا لن يكون أبدا إلا من خلال قناعة بأهمية انتقاء الوسيلة الإعلامية المناسبة التي تعطينا مساحة كبيرة لنصل للعالم ونوصل أصواتنا.

 

 

فإلى دعاة الخير، مقابل آلاف الدروس الدينية وحلق العلم مسلسل يهدم القيم وصحيفة تبث السموم، هل أنا أنقص من دور العلم الشرعي والدروس الدينية؟ لا والله إنما هي التفافة لعل هناك من يهتم ببناء المسجد وبناء المدرسة ولا يضع سورا حصينا بينه وبين وسائل الإعلام الهدامة، معذرة يا باغي الخير، سيهدم المسجد وستتبعه المدرسة لأنه الزلزال وتوابعه المرعبة، ثم بعد هذا الزلزال ستموت الأخلاق وستتشرد القيم وتنتشر الأمراض النفسية والعقلية من كثرة ما يشاهدونه من عبث سيصابون بلوثة في عقولهم لأنهم يرون الفضيلة تعاسة والرذيلة مصدرا للسعادة، بعدها سنضرب كفا بكف ندما على ما حصل وما هو إلا من نتاج أيدينا ولا أحد يعفي نفسه عن المسؤولية فما زلتم تبخلون بالمال وما زلتم تشحون بأنفسكم أن تقدم ما يعود عليها وعلى غيرها بالنفع والفائدة، ترى كم رؤية سنفتقد في حياتنا؟ أي هل ستتوالى النكبات على الإعلام الهادف الذي يحمل نوايا طيبة؟ وإلى متى تتربع النوايا الخبيثة على العرش في دنيانا أبقوتهم أم بضعفنا؟! لا أدري! لن نفقد الأمل وحتى إشعار آخر فثمة ضوء.           

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك