رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 7 أغسطس، 2023 0 تعليق

تقرير للأمم المتحدة: نصف الأطفال ضحايا الاتجار بالبشر

 580 طفلا قضوا في الشرق الأوسط بين العنف والصراعات المسلحة خلال عام ٢٠٢٢ 

تقرير للأمم المتحدة: نصف الأطفال ضحايا الاتجار بالبشر

 

أشار تقرير للأمم المتحدة صادر عن المنظمة الدولية للهجرة ومركز (فرانسوا-زافييه بانيو) للصحة وحقوق الإنسان في جامعة هارفارد- في 6 يوليه الماضي 2023، أنه تم الاتجار بما يقرب من نصف الأطفال ضحايا الاتجار في البشر، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة لمحاربة هذه الظاهرة إلا أن عدد الأطفال الذين يقعون ضحايا للمتاجرين لا يزال مرتفعًا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عوامل اجتماعية واقتصادية وبيئية وسياسية غير منصفة، تعزز الممارسات الاستغلالية والتمييزية، وفقا للتقرير.

 

السخرة والاستغلال الجنسي

      وأكد التقرير أنه تم الاتجار بما يقرب من نصف الأطفال ضحايا الاتجار من أجل العمل القسري- غالبا الصبيان- في مجموعة واسعة من الصناعات، مثل العمل المنزلي والتسول والزراعة، كما يعد الاستغلال الجنسي، أمرا بارزا يؤثر على 20 في المائة من الأطفال المتاجر بهم، ومعظمهم من الفتيات.

تجارة دولية

       وأفاد التقرير- وهو الأول من نوعه- بأن الأطفال -ضحايا الاتجار لأغراض الاستغلال الجنسي- عادة ما يتم الاتجار بهم دوليا، في حين أن أولئك الذين يتم الاتجار بهم للعمل القسري كانوا أكثر عرضة للاتجار محليا، ويعد إشراك العائلة والأصدقاء في تجنيدهم اتجاها بارزا؛ حيث يعاني أكثر من نصف الأطفال الضحايا من ذلك.

ظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه

      تقول: (إيرينا تودوروفا رئيس وحدة الحماية الأساسية في المنظمة الدولية للهجرة): «يوضح التقرير أن الاتجار بالأطفال ظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه، تستمر في الانتشار والتطور داخل الحدود وعبرها، وما من فئة عمرية ولا نوع جنس ولا جنسية محصنة ضد الاتجار بالأطفال، إنها ظاهرة عالمية».

المعالجة الفعالة

       وشدد التقرير على أن المعالجة الفعالة للاتجار بالأطفال تتطلب بيانات محدثة وموثوقة، بهدف تأسيس سياسات وبرامج عملية، وفي الوقت الحاضر هناك محدودية في البيانات القابلة للتنفيذ، وعادة ما يكون من الصعب الوصول إلى الضحايا من الأطفال من خلال الاستطلاعات التقليدية؛ وذلك لأسباب متنوعة، ويستند هذا التقرير إلى تحليل بيانات واسعة النطاق من مصادر عالمية، باستخدام قاعدة بيانات المنظمة الدولية للهجرة لضحايا الاتجار بالبشر، وهي أكبر قاعدة بيانات دولية متاحة لضحايا الاتجار الأفراد.

       وتحتوي قاعدة البيانات هذه على بيانات أولية جُمعت من حوالي 69 ألف ضحية للاتجار بالبشر من 156 جنسية، تم الاتجار بهم في 186 دولة، وقد سجلوا لدى المنظمة الدولية للهجرة في 113 دولة تعمل فيها المنظمة.

العوامل التي تؤدي إلى الاتجار بالأطفال

        قيمت الدراسة العوامل التي تؤدي إلى تعرض الأطفال لخطر للاتجار، وكشفت أن اتجاهات الاتجار كانت في الغالب جنسية، وتستند إلى مستويات التعليم ودخل الضحايا (وعائلاتهم)، على سبيل المثال، كان احتمال تعرض الأطفال الذكور لخطر الاتجار ضعف الفتيات، وكان احتمال تعرضهم للاتجار دوليا أقل بنسبة 39 في المائة من احتمال تعرضهم للاتجار محليا، مقارنة بالفتيات.

     وكان احتمال تعرض الضحايا الذين حصلوا على قدر ضئيل من التعليم أو لم يحصلوا على تعليم أكثر بمعدل 20 مرة مقارنة بالضحايا الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية، بينما كان الأطفال من البلدان منخفضة الدخل أكثر عرضة للاتجار بهم بخمس مرات عند مقارنتهم بالضحايا من البلدان ذات الدخل المرتفع، وقالت (مونيكا غوراتشي مديرة قسم دعم البرامج وإدارة الهجرة بالمنظمة الدولية للهجرة): «بات الأمر أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى لتكثيف جهودنا للقضاء على الاتجار بالبشر».

ستة انتهاكات جسيمة ضد الأطفال

وأشار تقرير آخر للمنظمة الأممية أن هناك ستة انتهاكات جسيمة ترتكب ضد الأطفال وهي:

(1) قتل الأطفال وتشويههم

     قتل الأطفال وتشويههم هو انتهاك قد يكون نتيجة لاستهداف الأطفال المباشر، أو الاضطلاع بأفعال غير مباشرة ضدهم، ومنها التعذيب، وقد يحدث القتل والتشويه من خلال تبادل إطلاق النار، أو بسبب الألغام الأرضية، أو الذخائر العنقودية، أو الأجهزة المتفجرة المرتجلة، أو غيرها من الأجهزة المتفجرة العشوائية، أو حتى في سياق العمليات العسكرية، أو هدم المنازل، أو حملات التفتيش والاعتقال، أو الهجمات الانتحارية.

(2) تجنيد الأطفال

تجنيد الأطفال أو استغلالهم من جانب الجماعات المسلحة هو انتهاك يشير إلى التجنيد الإجباري، أو القسري، أو الطوعي للأطفال من جانب أي نوع من القوات المسلحة أو الجماعات المسلحة، ولا يزال تجنيد الأطفال واستغلالهم من جانب أطراف النزاع يزداد بمعدلات مثيرة للقلق، ويمكن أن يكون استغلال القوات المسلحة أو الجماعات المسلحة للفتيان والفتيات بأي صفة، فقد يصبحون مقاتلين، وطهاة، وحمّالين، ورُسلاً، وجواسيس، أو قد يكون هذا الاستغلال استغلالاً جنسيّاً، فبين عامي 2005 و2022، تم تجنيد أكثر من 105,000 طفل، واستخدامهم من جانب أطراف النزاع، وإن كان يُعتقد أن العدد الفعلي للحالات أعلى بكثير.

(3) الهجمات على المدارس أو المستشفيات

      الهجمات على المدارس أو المستشفيات هو انتهاك يشمل استهداف المدارس أو المنشآت الطبية، وهو ما يتسبب في تدمير هذه المنشآت تدميرا كلياً أو جزئيّاً. يجب توفير الحماية للمدارس والمستشفيات؛ بحيث يكون فيها الأطفال آمنين حتى في أوقات النزاع، ولكن استمرار الهجمات على هذه المرافق سلَّط الضوء على الأثر الكارثي للنزاع المسلح في حقوق الأطفال، بما في ذلك الحق في التعليم والحق في الصحة.

      وبين عامي 2005 و2022، تحققت الأمم المتحدة من وقوع أكثر من 16,000 حادث هجوم، وهذا يشمل الهجمات المباشرة أو الهجمات التي لم يكن الفرق فيها بين الأهداف المدنية والعسكرية بيِّناً، والهجمات على المرافق التعليمية والطبية والأشخاص المحميين، بمن فيهم التلاميذ والأطفال المحتجزون في المستشفيات، وموظفو الصحة والمدارس، ولا تعرِّض هذه الهجمات حياة الأطفال للخطر فحَسْب، بل تُعطِّل، أيضاً، عملية تعلمهم، وتحد من فرص حصولهم على المساعدة الطبية، ومن شأن هذا أن يؤثر في تعليمهم وفرصهم الاقتصادية وصحتهم بوجه عام طوال حياتهم.

(4) الاغتصاب والعنف الجنسي

      في بعض الحالات، يُستخدم العنف الجنسي وخاصة ضد الأطفال لإذلال السكان عمدًا، أو لإجبار الناس على ترك منازلهم، فبين عامي 2005 و2022، ارتكبت أشكال العنف الجنسي الأخرى ضد ما لا يقل عن 16,000 طفل، ويؤثر العنف الجنسي بشكل أكبر في الفتيات، اللاتي كن ضحايا في 97% من الحالات بين عامي 2016 و2020.

(5) اختطاف الأطفال

       اختطاف الأطفال هو انتهاك يُشير إلى نقل الطفل أو ضبطه، أو احتجازه، أو القبض عليه، أو اختفائه القسري بصورة غير قانونية، إما على نحو مؤقت أو دائم، والاختطاف، سواء كان متعمدًا أم أحد أعمال العنف أم الانتقام، أم كان يستهدف غرس الخوف بين السكان، أم تجنيد الأطفال قسراً أم الاعتداء الجنسي عليهم، أحد أكثر الانتهاكات المرتكبة ضد الأطفال في حالات النزاع المسلح انتشاراً، وبين عامي 2005 و2022، تم التحقق من اختطاف ما لا يقل عن 32,500 طفل على أيدي أطراف النزاع، ويمثل الفتيان المختطفون ثلاثة أرباع الأطفال المختطفين الذين تم التحقق من عددهم.

(6) منع وصول المساعدات الإنسانية للأطفال

       منع وصول المساعدات الإنسانية للأطفال هو انتهاك يشمل حرمانهم المتعمد من المساعدة الإنسانية الضرورية لبقاء الأطفال على قيد الحياة، أو عرقلتها عمداً من جانب أطراف النزاع، وقد تحققت الأمم المتحدة مما لا يقل عن 14900 حادثة حرمان للأطفال من تلقي المساعدات الإنسانية بين عامي 2005 و2020، و80% من تلك الحالات تم التحقق منها في الفترة من 2016 إلى 2020، وبين عامي 2005 و2022، تم التحقق من وقوع أكثر من 315000 حالة انتهاك خطير ضد الأطفال، ارتكبتها أطراف النزاع في أكثر من 30 حالة نزاع في أنحاء أفريقيا، وآسيا، والشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية.

 

580 طفلاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

قضوا بسبب العنف خلال عام 2022

     في تقرير آخر للمنظمة الدولية -صدر نهاية العام الماضي- وضح أن الأطفال -في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا- يواجهون ارتفاعًا كبيرًا في أعمال العنف؛ حيث قُتل -خلال عام 2022- ما يقرب من 580 طفلاً؛ بسبب النزاعات والعنف في العديد من الدول في المنطقة، بمعدل يزيد عن 10 أطفال كل أسبوع، ولا يزال الأطفال في المنطقة يعانون الآثار المدمرة للنزاعات التي طال أمدها، والعنف المجتمعي، والذخائر المتفجرة ومخلفات الحرب، والاضطرابات السياسية والاجتماعية الموجودة في العديد من الدول، بما في ذلك إيران والعراق وليبيا والسودان وسوريا واليمن وفي النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك