رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: جمال عبدالرحمن 2 أكتوبر، 2023 0 تعليق

تعلمتُ من رسول الله – صلى الله عليه وسلم

  • من الخلق العظيم رعاية النبي - صلى الله عليه وسلم - مشاعر النائم والمستيقظ فلا هو أهمل السلام على المستيقظ بدعوى المحافظة على نوم النائم ولا هو أيقظ النائم بالسلام على المستيقظ وفي هذا تركيز شديد وانتباه بعيد للجمع بين المتناقضَيْن حفاظًا على مشاعر الناس
 

فمن المعلوم من الدين ضرورة، أن النبي محمدًا - صلى الله عليه وسلم - هو آخر الأنبياء ولا نبي بعده، أرسله الله -تعالى- إلينا، فهو -عليه الصلاة والسلام- في أمته أول المؤمنين، ولن يأتي أحد بعده يستدرك عليه في تعليمه - صلى الله عليه وسلم -؛ ولهذا وصف الصحابي الجليل معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعليمه بقوله: « فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ». (صحيح مسلم ح 537). وما أروع قوله - صلى الله عليه وسلم - عن نفسه! وهو يبين مكانته ومسؤوليته التعليمية في الأمة: « إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ، أُعَلِّمُكُمْ». (مسند أحمد ح 7409) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - وإسناده قوي.

  • وما أحسن تكليف الله -تعالى- له - صلى الله عليه وسلم - للقيام بتلك المهمة التعليمية السامية! حين ابتعث الله الرسولَ - صلى الله عليه وسلم -، وأَوحَى إليه أنْ يعَلِّمَ الناسَ الكِتَابَ، ويُبين لهم ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهم: فقال -جل جلاله-: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}. (الجمعة:2).
  • وتعليم النبي - صلى الله عليه وسلم - للأمة كان بالقول والفعل والتقرير. وأمامنا ثلة من أفعاله - صلى الله عليه وسلم - تُعد قبسا من أخلاقه الكريمة التي تخرج من مشكاة القرآن الكريم، حين يصف الله -تعالى- سيد الثقلين بقوله -تعالى-:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. (القلم:4).

أولًا: مراعاة شعور الناس:

- إن مراعاة شعور الآخرين والإحساس بهم خلق عظيم، ينمُّ عن أدب ووعي وحرص وفقه، وهو يؤدي إلى دوام المودة، وإفشاء المحبة، واندحار الشيطان عند حصول قوة الأخوة، ومتانة روابطها، فها هو ذا الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدخل مسجده بعد العِشاء وقد نام ناس من أصحابه، وقام آخرون ما بين ساجد وراكع وجالس يذكر الله -تعالى-، فكان يدخل - صلى الله عليه وسلم - المسجد كما يقول المقداد بن الأسود - رضي الله عنه -: « فَيَجِيءُ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا، وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ». (صحيح مسلم ح 2886).
  • قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى:
قَوْلُهُ: «إنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فيسلم تسليما لا يوقظ نَائِمًا وَيَسْمَعُ الْيَقْظَانَ» هَذَا فِيهِ آدَابُ السَّلَامِ عَلَى الْأَيْقَاظِ فِي مَوْضِعٍ فِيهِ نِيَامٌ، أَوْ مَنْ فِي مَعْنَاهُمْ، وَأَنَّهُ يَكُونُ سَلَامًا مُتَوَسِّطًا بين الرفع والمخافتة؛ بحيث يُسمِع الأيْقاظ ولا يهوش عَلَى غَيْرِهِمْ. شرح النووي على مسلم (14/ 14). وهذا من الخلق العظيم في رعاية مشاعر الجميع، فلا هو - صلى الله عليه وسلم - أهمل السلام على المستيقظ بدعوى المحافظة على نوم النائم، ولا هو أيقظ النائم بالسلام على المستيقظ، وفي هذا تركيز شديد، وانتباه بعيد للجمع بين المتناقضَيْن، حفاظًا على مشاعر الناس.
  • ومن الأمثلة الرائعة من رسولنا - صلى الله عليه وسلم - في المحافظة على مشاعر الناس ما جاء في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «...فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ: هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ، وَمَعَ هَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ». فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَلَمْ يُبَيَّنْ لَهُمْ، فَتَذَاكَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: أَمَّا نَحْنُ فَوُلِدْنَا فِي الشِّرْكِ، وَلَكِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنْ هَؤُلاَءِ هُمْ أَبْنَاؤُنَا، فَبَلَغَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «هُمُ الَّذِينَ لاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ - رضي الله عنه- فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؟ فَقَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَاشَةُ». (صحيح البخاري ح 5752).

ثانيًا: ربْطُ المواقف والمشاهد دائمًا بالله واليوم الآخر:

  • وهذا من حماية النبي - صلى الله عليه وسلم - جناب التوحيد، وتعريف الناس بخالقهم من خلال حياتهم العامة، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه- قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَبْىٌ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْىِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِى، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْي أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ فَقَالَ لَنَا النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَتَرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ»؟ قُلْنَا لاَ وَهْىَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا». صحيح البخاري /5999. ومسلم. والسبي: هي النساء المأسورة من الحروب لدى المسلمين.
  • قال المُلَّا القاري -رحمه الله-: وَفَائِدَةُ هَذَا الْحَالِ أَنَّهَا إِنِ اضْطُرَّتْ يُمْكِنُ طَرْحُهَا، وَاللَّهُ مُنَزَّهٌ عَنِ الِاضْطِرَارِ فَلَا يَطْرَحُ عَبْدَهُ فِي النَّارِ أَلْبَتَّةَ». مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1643). ومن شرح هذا الحديث يظهر سعة رحمة الله بعباده، فهذه المرأة في تلك الحال التي يستحيل فيها أن تلقي ولدها في النار، لكنها لو اضطرت - مع صعوبة ذلك - ستلقيه، لكن الله القوي القاهر، الغني القادر، منزه عن الاضطرار لأنه -تعالى- لا يُعجزه شيء، فإذَن تثبت سعة رحمته بعباده، وهذا هو المفهوم الذي أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يوصله لأصحابه بطريقة تجعلهم أكثر استيعابًا وفهمًا لتلك الحقيقة.
  • وفي ربط العباد بخالقهم -جل وعلا- من خلال المواقف الحياتية أيضًا نرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يوصل لأصحابه مدى حقارة الدنيا وهوانها على الله -عز وجل-، لكي تهون أيضًا في أعينهم فلا يتنافسوا فيها التنافس المهلك. فعَنْ جَابِرِ بْنِ عبداللهِ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِالسُّوقِ، دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ، وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ، فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ، فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ؟» فَقَالُوا: مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ، وَمَا نَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: «أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ؟» قَالُوا: وَاللهِ لَوْ كَانَ حَيًّا، كَانَ عَيْبًا فِيهِ، لِأَنَّهُ أَسَكُّ، فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ؟ فَقَالَ: «فَوَاللهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ، مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ». صحيح مسلم ح 2957.

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى:

  • والجدي من صغار الماعز، وهو أسك: أي مقطوع الأذنين،...فهذا جدي ميت لا يساوي شيئاً، ومع ذلك فالدنيا أهون وأحقر عند الله -تعالى- من هذا الجدي الأسك الميت، فهي ليست بشيء عند الله، ولكن من عمل فيها عملاً صالحاً، صارت مزرعة له في الآخرة، ونال فيها السعادتين: سعادة الدنيا وسعادة الآخرة. أما من غفل وتغافل وتهاون ومضت الأيام عليه وهو لم يعمل، فإنه يخسر الدنيا والآخرة. قال الله -تعالى-: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}. (الزمر:15. وانظر شرح رياض الصالحين 3/ 364) لابن عثيمين -رحمه الله.

ثالثًا: قلة الكلام وعدم إملال الناس:

كثيرًا ما تدور حوارات بين الناس، فيتكلم كل أحد، ويطيل ويزيد ويعيد، ويتكلم من لا يعنيه الأمر، وربما الموضوع لا يحتاج أكثر من ثوانٍ معدودة، لكن الفراغ يصنع ذلك وأكثر، فراغ المخ وفراغ الوقت، وفراغ العلم. ولم يكن نبينا - صلى الله عليه وسلم - ولا الصحابة هكذا، وإنما هم أهل علم وعبادة وجهاد في سبيل الله -عز وجل- وتكافل وتعاون.
  • والنبي - صلى الله عليه وسلم - أرسى لعلاج ذلك قواعد مُثلَى، وطرائق حُسنَى، فمن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: « مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ «. مسند أحمد ح 1737، حديث حسن بشواهده.

قال ابن رجب -رحمه الله تعالى-:

         وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِهِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ مِنْ قَوْلٍ وَفِعْلٍ، وَاقْتَصَرَ عَلَى مَا يَعْنِيهِ مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ؛ وَمَعْنَى يَعْنِيهِ: أَنَّهُ تَتَعَلَّقُ عِنَايَتُهُ بِهِ، وَيَكُونُ مِنْ مَقْصِدِهِ وَمَطْلُوبِهِ، وَالْعِنَايَةُ: شِدَّةُ الِاهْتِمَامِ بِالشَّيْءِ، يُقَالُ عَنَاهُ يَعْنِيهِ: إِذَا اهْتَمَّ بِهِ وَطَلَبَهُ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّهُ يَتْرُكُ مَا لَا عِنَايَةَ لَهُ بِهِ وَلَا إِرَادَةَ بِحُكْمِ الْهَوَى وَطَلَبِ النَّفْسِ، بَلْ بِحُكْمِ الشَّرْعِ وَالْإِسْلَامِ، وَلِهَذَا جَعَلَهُ مِنْ حُسْنِ الْإِسْلَامِ، فَإِذَا حَسُنَ إِسْلَامُ الْمَرْءِ، تَرَكَ مَا لَا يَعْنِيهِ فِي الْإِسْلَامِ مِنَ الْأَقْوَالِ. (جامع العلوم والحكم 1/ 288).
  • وعَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -]-: «يَا أَحْنَفُ، مَنْ كَثُرَ ضَحِكُهُ قَلَّتْ هَيْبَتُهُ، مَنْ مَزَحَ اسْتُخِفَّ بِهِ، وَمَنْ أَكْثَرَ مِنْ شَيْءٍ عُرِفَ بِهِ، وَمَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ، وَمَنْ كَثُرَ سَقَطُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ، وَمَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، وَمَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ». المعجم الأوسط للطبراني (2/ 370).

وقال الإمام مالك -رحمه الله:

«من لم يَعُدّ كلامه من عمله كثر كلامه». وقال: «ولم يكونوا يهذرون الكلام هكذا. ومن الناس من يتكلم بكلام شهر في ساعة». وقال: «وكان الربيع بن خيثم أقل الناس كلاماً». وقال أيضًا:« ويقال: إن البلاء موكل بالقول». موطأ مالك ت الأعظمي (1/ 265). كل هؤلاء تعلموا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يسمع كلامًا كثيرًا فيرد بميسور القول.
  • وفي موقف آخر نرى قلة كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - في أثناء الحديث في قضية قتل أحد المسلمين في ديار اليهود، ولم يكن معروفًا قاتله بالتحديد، وعلينا أن ننظر إلى كلماته المحدودة المعدودة.
عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قَالَ: انْطَلَقَ عبداللَّهِ بْنُ سَهْلٍ، وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ، إِلَى خَيْبَرَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صُلْحٌ، فَتَفَرَّقَا فَأَتَى مُحَيِّصَةُ إِلَى عبداللَّهِ بْنِ سَهْلٍ وَهُوَ يَتَشَمَّطُ فِي دَمِهِ قَتِيلًا، فَدَفَنَهُ ثُمَّ قَدِمَ المَدِينَةَ، فَانْطَلَقَ عبدالرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ، وَمُحَيِّصَةُ، وَحُوَيِّصَةُ ابْنَا مَسْعُودٍ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَهَبَ عبدالرَّحْمَنِ يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «كَبِّرْ كَبِّرْ» وَهُوَ أَحْدَثُ القَوْمِ، فَسَكَتَ فَتَكَلَّمَا، فَقَالَ: «تَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ قَاتِلَكُمْ، أَوْ صَاحِبَكُمْ»، قَالُوا: وَكَيْفَ نَحْلِفُ وَلَمْ نَشْهَدْ وَلَمْ نَرَ؟ قَالَ: «فَتُبْرِيكُمْ يَهُودُ بِخَمْسِينَ»، فَقَالُوا: كَيْفَ نَأْخُذُ أَيْمَانَ قَوْمٍ كُفَّارٍ، فَعَقَلَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عِنْدِهِ». صحيح البخاري ح 3173. يعني: دفع ديته إلى أهله من عنده - صلى الله عليه وسلم -، كل هذا مع قلة الكلام كما رأينا.
  • وقد وصفت أم المؤمنين عائئشة -رضي الله عنها- حديثه - صلى الله عليه وسلم - فكان وصفها هكذا:
عن عروة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان كلام رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فصلًا يفهمه كل من سمعه، وفي رواية: كان رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - لا يسرد سردكم هذا، كان يتكلم بكلام ينشئه فصلًا يحفظه من يسمعه. وفي رواية كان رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يحدث حديثا لو عدّه العاد لأحصاه. إمتاع الأسماع للمقريزي رحمه الله -تعالى- (2/ 260). قال -تعالى-: (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً»). الأحزاب/21

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك