رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: forqan 4 أكتوبر، 2010 0 تعليق

تراجم لأمهات المؤمنين مواقف وعبر


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فهذه تراجم مختصرة لأمهات المؤمنين مستلة من كتاب الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر حفظه الله تعالى: تأملات في قوله تعالى: {وأزواجه أمهاتهم}، مع التنبيه على بعض المسائل المتعلقة بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن.

قال الشيخ حفظه الله تعالى:

المسألة الحادية عشرة: في ذكر عدد أزواجه[ والتعريف بهن رضي الله عنهن:

لا ريب أن من تمام تدبر الآية معرفة أزواج النبي[ وعددهن وشيء من حياتهن رضي الله عنهن، وكتب السيرة والتراجم حافلة ببيان ذلك، لكن المفيد هنا أن نشير إلى شيء من ذلك ولو على وجه الاختصار .

عدد أزواجه[ إحدى عشرة امرأة، توفي في حياته اثنتان منهن، ومات[ عن التسع الباقيات .

1 - أولهن خديجة بنت خويلد القرشية الأسدية، تزوجها قبل النبوة ولها أربعون سنة، ولم يتزوج عليها حتى ماتت، وأولاده كلهم منها إلا إبراهيم رضي الله عنه فإنه من سرّيته مارية،  وهي التي آزرته على النبوة وجاهدت معه، وواسته بنفسها ومالها، وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين.

ومن خصائصها: أن الله سبحانه بعث إليها السلام مع جبريل فبلغها النبي[ ذلك، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أتى جبريل النبي[ فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولانصب». ومن خصائصها: أنها لم تسؤه قط ولم تغاضبه، ولم ينلها منه إيلاء ولا عتب قط ولا هجر.

ومن خصائصها: أنها أول امرأة آمنت بالله ورسوله[ من هذه الأمة.

 2-ثم تزوج بعد موتها بأيام سودة بنت زمعة ابن قيس القرشية رضي الله عنها، وكبرت عنده، وأراد طلاقها؛ فوهبت يومها لعائشة رضي الله عنها فأمسكها، وهذا من خواصها أنها آثرت بيومها حب النبي[ تقربا إلى رسول الله[ وحبا له، وإيثارا لمقامها معه، فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها، وهي راضية بذلك، مؤثرة لرضا رسول الله[ رضي الله عنها، وتوفيت في آخر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنها وعن الصحابة أجمعين.

 3- ثم تزوج عائشة بنت أبي بكر، الصديقة بنت الصديق، في شوال قبل الهجرة بسنتين وقيل بثلاث وهي بنت ست سنين، وبنى بها بالمدينة أول مقدمه في السنة الأولى وهي بنت تسع سنين، وقد عرضها عليه الملَك قبل نكاحها في سَرَقة من حرير، ففي الصحيحين عنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله[: «أُريتك في المنام مرتين إذا رجل يحملك في سرقة من حرير فيقول: هذه امرأتك، فأكشف فإذا هي أنت، فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه».

ومن خصائصها : أنها كانت أحب أزواج رسول الله[ إليه ، كما ثبت عنه ذلك في البخاري ومسلم، وقد «سئل: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة» قيل: فمن الرجال؟ قال: «أبوها».

ومن خصائصها أيضا: أنه لم يتزوج امرأة بكرا غيرها، وقد جاء في البخاري: «عن عائشة رضي الله عنها قالت: «قلت: يا رسول الله، أرأيت لو نزلت واديا فيه شجرة قد أكل منها، وشجرة لم يؤكل منها، ففي أيها كنت ترتع بعيرك، قال: «في التي لم يرتع فيها». تعني أنه لم يتزوج بكرا غيرها .

ومن خصائصها: أنه كان ينزل عليه الوحي[ وهو في لحافها دون غيرها، ففي الصحيح عن النبي[ قال: «يا أم سلمة ! لا تؤذيني في عائشة، فإني والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها».

ومن خصائصها: أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك، وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة، وشهد لها بأنها من الطيبات، ووعدها المغفرة والرزق الكريم، وكانت رضي الله عنها تتواضع وتقول: «ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بوحي يتلى...».

ومن خصائصها: أنها كانت أفقه نسائه[ وأعلمهن، بل أفقه نساء الأمة وأعلمهن على الإطلاق، وكان الأكابر من أصحاب النبي[ يرجعون إلى قولها ويستفتونها.

ومن خصائصها: أن رسول الله[ توفي في بيتها، وفي يومها، وبين سَحْرها ونحرها، ودفن في بيتها. وقد مات عنها[ وهي بنت ثماني عشرة سنة، وتوفيت بالمدينة ودفنت بالبقيع، وأوصت أن يصلي عليها أبو هريرة رضي الله عنه، سنة ثمان وخمسين من الهجرة.

واختلف أهل العلم هل هي أفضل أم خديجة؟ على ثلاثة أقوال: فقال بعضهم: هي أفضل، وقال بعضهم: خديجة أفضل، وتوقف آخرون.

وقال السيوطي في «ألفيته» في علم الحديث:

وأفضل الأزواج بالتحقيق

خديجة مع ابنة الصديق

وفيهما ثالثها الوقف وفي

عائشة وابنته الخلف قفي

يليهما حفصة فالبواقي

وآخر الصحاب باتفاق.

قال ابن القيم رحمه الله: «وسألت شيخنا ابن تيمية فقال: اختص كل واحدة منهما بخاصة، فخديجة كان تأثيرها في أول الإسلام، وكانت تسلي رسول الله[ وتثبته وتسكنه، وتبذل دونه مالها فأدركت غرة الإسلام، واحتملت الأذى في الله وفي رسوله، وكان نصرتها للرسول في أعظم أوقات الحاجة، فلها من النصرة والبذل ما ليس لغيرها.

وعائشة -رضي الله عنها- تأثيرها في آخر الإسلام، فلها من التفقه في الدين، وتبليغه إلى الأمة، وانتفاع بنيها بما أدت إليهم من العلم ما ليس لغيرها، هذا معنى كلامه».

4- ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنها- وعن أبيها في السنة الثالثة من الهجرة، وكانت قبله عند خنيس ابن حذافة، وكان من أصحاب رسول الله[ وممن شهد بدرا، وقد توفيت عام سبع أو ثمان وعشرين من الهجرة.

5- ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية من بني هلال بن عامر، وتوفيت عنده[ بعد ضمه لها بشهرين، وكانت تسمى أم المساكين لكثرة إطعامها للمساكين، رضي الله عنها.

 6- ثم تزوج أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة القرشية المخزومية، وقيل هي آخر نسائه موتا، وقد توفيت سنة اثنتين وستين للهجرة، ودفنت في البقيع، وقد تزوجها النبي[ في السنة الرابعة من الهجرة، ومن خصائصها: أن جبرائيل دخل على النبي[ وهي عنده، فرأته في صورة دحية الكلبي، ففي صحيح مسلم «عن أبي عثمان قال: «نبئت أن جبرائيل أتى النبي[ وعنده أم سلمة، قال: فجعل يتحدث ثم قام فقال النبي[ لأم سلمة: «من هذا؟...» الحديث.

 7- ثم تزوج زينب بنت جحش من بني أسد بن خزيمة، وهي ابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة، فطلقها فزوجها الله إياه من فوق سبع سموات، وأنزل عليه: {فلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} فقام فدخل عليها بلا استئذان، وكانت تفخر بذلك على سائر أزواج رسول الله[ وتقول: «زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق سبع سموات».

وهذا من خصائصها: توفيت بالمدينة سنة عشرين، ودفنت في البقيع، وهي أول نسائه لحوقا به بعد موته -عليه الصلاة والسلام- «فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله[: «أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا» قالت: فكانت أطولنا يدا زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق».

 8- وتزوج جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية، وكانت سبيت في غزوة بني المصطلق، فوقعت في سهم ثابت بن قيس، فكاتبها، فقضى رسول الله[ كتابها، وتزوجها سنة ست من الهجرة، وتوفيت سنة ست وخمسين.

ومن فضائلها: أن المسلمين أعتقوا بسببها مائة أهل بيت من الرقيق، وقالوا: أصهار رسول الله[. وكان هذا من بركاتها على قومها.

9-  ثم تزوج أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب القرشية الأموية، وقيل: اسمها هند، تزوجها وهي ببلاد الحبشة مهاجرة، وأصدقها عنه النجاشي أربعمائة دينار، وسيقت إليه من هناك، وماتت في أيام أخيها معاوية بن أبي سفيان.

10- وتزوج في السنة السابعة صفية بنت حيي بن أخطب سيد بني النضير من ولد هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام، فهي ابنة نبي وعمها نبي وزوجها نبي، وكانت من أجمل نساء العالمين، وكانت قد صارت له من الصفي أمة فأعتقها وجعل عتقها صداقها، وهذا من خصائصها، رضي الله عنها.

11- ثم تزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية، وهي آخر من تزوج بها، تزوجها بسرف، وبنى بها بسرف، تزوجها في السنة السابعة من الهجرة بعد عمرة القضاء، وماتت بسرف سنة ثلاث وستين من الهجرة في أيام معاوية -رضي الله عنه- وعنها وعن الصحابة أجمعين.

فهؤلاء نساؤه المعروفات اللاتي دخل بهن وهن إحدى عشرة امرأة، وهن فقط أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- أجمعين .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك