رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مصطفى صلاح خلف 26 يوليو، 2010 0 تعليق

تدريس المناهج الموسيقية في الدول الإسلامية-مزامير الشيطان توسوس في صدور أبنائنا

 

هل هي من غذاء الروح؟! إذاً فماذا يكون القرآن؟ هل هي بهجة النفس؟! إذاً فماذا يكون ذكر الله والصلاة على رسوله[؟! هل هي أمتع الأوقات؟! إذاً فماذا تكون أوقات الصلاة والعبادة والعمل الجاد؟!

للأسف تلك هي الأوصاف التي يصف بها المضللون والغاوون الموسيقى والمعازف، متجاهلين أنها هي اللهو عن ذكر الله وعن العمل الصالح ومرقص إبليس ونسله.

والطامة الكبرى أن معظم الدول الإسلامية جعلت المعازف منهجا يدرس لأبنائنا منذ نعومة أظفارهم في المدارس، بل هناك بعض الدول الإسلامية جعلتها مادة من مواد المجموع الكلي، أي أصبح لزاما على الطالب مذاكرة وحفظ المعازف وحفظها ومراجعتها كي يتفوق ويحصل على مجموع أفضل!

ونحن من خلال منبرنا الإعلامي الإسلامي هذا قمنا برصد هذه المسألة من خلال رأي الطلاب والمدرسين، ويعلوهم رأي الشرع والدين.

 

المدرسون متحفظون

في حقيقة الأمر وجدنا صعوبة في الحصول على رأي المدرسين؛ لشدة تحفظهم على انتقاد تدريس مادة الموسيقى، بل ودمجها في مواد المجموع، معللين ذلك بأنهم لا يعترضون على قرارات الوزارة، وحينما وعدناهم بأن أسماءهم لن تنشر تغيرت آراؤهم وجاءت كالتالي:

يقول هـ. م المدرس بإحدى مدارس المتوسط بالسالمية: أنا مدرس لغة عربية بمدرسة حكومية، ولا يمكن أن اعترض على شيء كهذا، ولكني في داخلي أرى أن تدريس الموسيقى في المدارس خطأ ودمجها في المجموع أشد خطأ؛ لأنه جعلها مادة ترفع وتخفض المجموع ولابد على من يرغبها أو لا يرغبها مذاكرتها وإعطاءها جزءاً من وقته والتعمق فيها حتى يرتفع مجموعة، ولم تصبح مادة ترفيهية كما كانت، وأرى من خلال احتكاكي بالطلاب أن معظم الطلاب غير راضين عن ذلك ولا يؤيدونه.

ويضيف م. م. أ المدرس بإحدى مدارس الفروانية أنه ليس من الشرع فرض الموسيقى على أبنائنا في الدول الإسلامية ورسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حذرنا من المعازف واستحلالها، ولابد علينا بوصفنا مجتمعات إسلامية مراعاة ذلك في المناهج التي يدرسها الطلاب، بل ويتربون عليها.

وتضيف هـ. أ المدرسة بإحدى المدارس بالفروانية قائلة: إنني أعمل في إحدى مدارس البنات، وأرى أن تعليم الموسيقى والعزف على الآلات من المحرمات، وإذا كانت المرأة مأمورة بعدم الخضوع بالقول فهل نعلمها كيف تتغنى؟! وأنا أرى في بعض حصص الموسيقى في المدرسة بعض الفتيات يتبارين في إظهار محاسن أصواتهن، وهذا لا يجوز شرعا بأي حال من الأحوال، ثم إن جعلها ضمن مواد المجموع أجبر من يرغب ولا يرغب على تعلم الموسيقى والعزف.

أما الرأي المهم فكان لـ م. أ. س مدرس بالموسيقى بمدرسة بالسالمية وقد أصابنا العجب من صراحة رأيه؛ حيث جاء على عكس ما توقعنا، فكنا نتوقعه مدافعا عن مادته، ولكنه قال: أنا مدرس موسيقى ولا أدري إن كان ما أفعله وأعلمه للطلاب حلالا أم حراما، ولكني لا أجد فرصة عمل أخرى، وأنا شخصيا ضد ضم مادة الموسيقى للمجموع، وقلت ذلك كثيرا؛ لأن هناك طلاب ملتزمين دينيا وأجدهم مستائين من ذلك ولكنهم مجبرون لأنها مادة مجموع، وكل طالب في أمس الحاجة إلى درجة لزيادة مجموعه.

ويقول ناصر غازي مدرس التربية الإسلامية: أرى أن تدريس الموسيقى حرام كما أخبرنا الله عز وجل في كتابه وسيد الخلق صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أجمعين، وإن كان لابد من الترفيه فليكن من خلال تعليم الطلاب الأناشيد الدينية والوطنية فقط دون استخدام للمعازف، وهذا بالطبع يفيد الطالب أكثر من المعازف المحرمة شرعا.

ويقول الشيخ جاسم المسباح (موجه أول للتربية الإسلامية) قائلاً: إن الموسيقى هي لهو الحديث كما ذكر الله جلا وعلا في كتابه الكريم ولا طائل من ورائها إلا ضلال القلوب والبعد عن الهدي، واللهو عن الذكر والتفكير وعبادة الله عز وجل.

ويضيف المسباح قائلاً: ومن المؤسف أن نجد أن حصة القرآن الكريم واحدة في الأسبوع وبالطبع لا تكفي المعلم حتى يتم درسه؛ لأن دراسة القرآن تحتاج إلى التمهل والاتقان، أو ليس من الأولى إعطاء حصص الموسيقى لتدريس القرآن الكريم، أو ليس من الأولى إجلال ساعة الله بدلا من ساعة الشيطان، ثم إن جعل الموسيقى ضمن مواد المجموع أمر مؤسف وإجبار الطلاب على تعلم الموسيقى بل ومذاكرتها والامتحان فيها غير مسوّغ وضد حرية الطالب، وهذا ما أراه في الطلاب الذين أتعامل معهم وهم رافضون ذلك، وأنا بوصفي ولي أمر ومعظم أولياء الأمور الذين أحتك بهم نرفض ذلك قطعا؛ لأنه أمر غير شرعي.

الطلاب رافضون

وبسؤال الكثير من الطلاب وجدنا أن معظم الطلاب معترضون على تدريس الموسيقى وإضافتها للمجموع وإجبار جميع الطلاب على التركيز والفهم والتعلم لمادة الموسيقى.

فيقول مسلم الديعي الطالب بالثانوي: أنا لا أحب أن أتعلم الموسيقى، وأحفظ الكثير من القرآن الكريم، وأرى أن هذا الأمر يتعارض دينيا مع ما أنا عليه وما أخترته لنفسي، ولكني أجد نفسي مجبرا على التغني بالموسيقى وتعلم بعض العزف لتحسين مجموعي، ولا أدري لماذا تم إضافة مادة الموسيقى للمجموع ولمصلحة من هذا؟

ويضيف فيصل وحيد قائلاً: أرى أن فرض مادة الموسيقى علينا أمر غير مطابق للحرية، ولابد أن تلغى الموسيقى من المدارس أو تكون مادة اختيارية لا يجبر عليها الطالب، وأنا أعرف الكثير من الطلاب يكادون ويبكون لعدم حبهم لهذه المادة، فهي ضد الشريعة، وتتعارض مع الأحكام والقواعد الإسلامية.

كما يقول محمد براك طالب في المرحلة المتوسطة أعرف كثيرا من الطلاب يستغلون حصص الموسيقى للتحدث في أمور مخجلة بل ويصدر عن بعضهم رقصات وحركات جسدية خالية من الحياء خصوصا مع العزف، وأرى أن هذا الكلام وتلك الأمور لا يجوز أن تستشري في المجتمع المسلم ولا في المدارس التربوية التي تهدف إلى العلم والتربية والقيم وليس إلى هذه الأمور المشينة.

ويضيف الطالب عبدالوهاب محمد الصبر قائلا: هل من المعقول أن تكون حصة واحدة للقرآن الكريم لا تكفي بالطبع لتدارسه ويكون كل هذا الاهتمام بمقرر الموسيقى، فهل الذي أخذ هذا القرار أخذ رأي الطلاب وأولياء أمورهم أم أجبرنا على هذا الأسر غير الشرعي؟!.

واختتم الأستاذ علي العرب رجل الأعمال: انا أعترض أن يجبر أبنائي على تعلم الموسيقى ولا أؤيد وجود مادة الموسيقى في جميع المراحل التعليمية عموما والمرحلة الثانوية خصوصا، وأرى استبدال تعلم القصائد الدينية والوطنية بها أو أي مادة يرتجى من خلالها المثوبة والأجر من الله سبحانه وتعالى.

القرآن والسنة

يقطعان بالتحريم

ومما لا شك فيه أن رأي الشريعة الإسلامية هو الفيصل في كل أمر من الأمور والحق أحق أن يتبع، ولا حق يعلو على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ومسألة الموسيقى شرعا تتلخص فيما رأى العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز والعلامة محمد ناصر الدين الألباني، وهو الرأي المنبثق عن الكتاب الكريم والسنة المطهرة فيما يلي: إن الموسيقى من جملة الملاهي المحرمة والواجب على المؤمن ألا يستمع إليها وألا يكون عاملا فيها ولا عازفا؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بيّن لنا أنه يأتي في آخر الزمان قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، والمعازف هي آلات الملاهي والغناء فيها كله يسمى عزف وآلات الملاهي تسمى معازف، والأصل في هذا الباب قوله عز وجل: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله} لقمان: 6، وقال أكثر أهل العلم لهو الحديث هو الاغاني، ويلحق بها كل صوت منكر من الموسيقى والمزامير، وغير هذا من أصوات الملاهي وبين الله سبحانه وتعالى أن هذه الآلات وهذه المعازف تضل أهلها ليضل عن سبيل الله وفي قراءة أخرى: (ليضل عن سبيل الله) -بفتح الياء ومع كسر الضاد-، فدل ذلك على أن اشتراءها يعني اعتياضها واستعمالها، وقد يشتريها بالمال أو لا يشتريها بالمال قد يختارها ويستعملها فيضل بها عن سبيل الله؛ يعني عن دينه ويضل بها غيره، فالواجب تركها والحذر منها حفاظا على دين المؤمن وقلبه من الانحراف عن الهدى، والله جل وعلا ذكر الآية ذما لأهل هذا العمل، فمن الناس يعني بعض الناس، فهذا سيق مساق الذم: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} يعني يعتاض لهو الحديث وقول أكثر أهل العلم أن هذا هو الغناء وآلات اللهو: {ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم)  لقمان: 6-7، وهذا يبين أن استعمال  الأغاني والملاهي والموسيقى وغير ذلك من أنواع اللهو من أعظم الأسباب في الضلالة والإضلال، واتخاذ آيات الله هزوا ومن أسباب الاستكبار عن اتباع الحق وعدم الانقياد والارتياح لسماع آيات الله عز وجل، فاتضح من هذا أن المعازف بأنواعها من أسباب مرض القلوب وأسباب الضلال عن سبيل الله. روى البخاري في صحيحه رحمه الله عن أبي مالك الأشعري رحمه الله ورضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنه قال: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف»، والحر هو الزنى، والحرير  معروف ومحرم على الرجال والخمر هو كل مسكر وهو محرم على الرجال والنساء جميعا، وكذلك المعازف محرمة على الجميع، وهذا واجب على كل مسلم حرصا على صلاح القلوب وسلامتها واستقامتها وحذرا من غضب الله جل وعلا وحذرا مما تجر إليه الأغاني والملاهي من الضلال والإضلال والزيغ عن الهدى ولا حول ولا قوة إلا بالله».

ونرى من خلال رأي العلامتين أن هناك قطع بالتحريم للموسيقى من الكتاب والسنة المطهرة، ورفض من  الطلاب وأولياء الأمور، وكذلك المدرسين، فماذا ينقص إذاً لتصل الرسالة لمن يهمه الأمر؟!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك