رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 5 أغسطس، 2010 0 تعليق

تخطى الحدود الجغرافية والاختلافات السياسية ووصل إلى العالمية-خير الكويت ينتشر في آسيا وأفريقيا وبقية قارات العالم (2/3)

 

 
أكد علماء وأساتذة جامعات أن العمل الخيري يمثل الرباط العقدي والنصرة الواجبة بين أبناء الأمة من المسلمين بواسطة الجمعيات والمؤسسات التي تعمل على إطعام الجائع وكسوة العاري وعلاج المريض وكفالة اليتيم ومتابعة التعليم والارتقاء العلمي، مشيرين إلى أن هذه الجمعيات تعمل بطرائق فاعلة لتخفيف معاناة المحتاجين والفقراء، وبدأت تحقق نجاحات، وأبرزت مفاهيم عدة تحكم العمل وتدخله الى مجال التخصص والتميز مع الحفاظ على معانيه الإسلامية والإنسانية والخيرية.

وقالوا في تحقيق للفرقان: إن الحكومة الكويتية فتحت الباب على مصراعيه للعمل الخيري لمساعدة الفقراء في دول العالم فضلاً عن العمل الذي يقوم به الصندوق العربي للتنمية، كل هذه الأشياء ساعدت في نمو العمل الخيري

حتى وصل إلى هذه المرتبة.. وعلى الرغم من التضيق على العمل الخيري الا أن خير الكويت يفيض على العالم أجمع، تلك حقيقة لا يدعيها الكويتيون، ولا يروجون لها، وإنما تتحدث بها ألسنة المسلمين في آسيا وأفريقيا، بل وفي أوروبا وبقية قارات العالم.

 وهنا نتساءل: كيف تطور العمل الخيري الكويتي بهذه الطريقة حتى وصل إلى بقاع العالم متخطيا الحدود الجغرافية ليصل إلى الفقراء واليتامى والمساكين؟ وما التحديات التي تعرقل مسيرة العمل الخيري، وما أولوياته في هذه المرحلة؟ وماذا عن المحاولات المستمرة التي تربط العمل الخيري بالإرهاب؟ وما مستقبل هذا العمل في المرحلة الراهنة؟

هذه الأسئلة وغيرها طرحناها في هذا التحقيق:

 

في البداية أكد فضيلة الشيخ ناظم المسباح أن العمل الخيري الكويتي وصل إلى ما وصل إليه بفضل القائمين عليه من المخلصين الذي يشهد لهم بالكفاءة والسمعة الطيبة، واستطاعوا أن يكسبوا ثقة الناس، وقال: إن العمل الخيري عمل منظم ومرتب من حيث أوجه الصرف واستقبال الأموال وتنفيذ المشاريع، وهذا يعد سببا من أسباب تفاعل الناس مع العمل الخيري.

ولفت الشيخ المسباح إلى أن العمل الخيري الكويتي عمل واضح وظاهر ويعمل في النور، مشيراً إلى أن الدول التي تقام بها المشاريع تستقبل الوفود الخيرية وتقدم لهم كل التسهيلات.

وقال: لقد رأينا أثناء زيارتنا لبعض الدول لمتابعة المشاريع الخيرية، الأيتام والأرامل والمساكين ودور الرعاية الذين يكفلهم العمل الخيري الكويتي، ورأينا مدى حب الناس للمتبرعين ولهذا البلد، وقد ظهر هذا الحب الصافي إبان غزو الكويت، وكيف وقف العالم أجمع بجانب الكويت.

وأكد المسباح أن العمل الخيري سيبقى نبراساً للكويت وسيظل شامخاً؛ لأنه عمل خالص لوجه الله تعالى، فضلاً عن أن الناس تعودوا على البذل والعطاء، والخير سيبقى في هذه الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وحول الهجوم على العمل الخيري ووصفه بالإرهاب، أشار الشيخ المسباح إلى أن حدة الهجوم قد خفت ولمسنا نوعاً من التخفيف؛ وذلك بسبب الوقوف المشرف من الحكومة الكويتية ومن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح ولا نقول إلا: جزاه الله خير الجزاء.

رئيس لجنة مقومات حقوق الإنسان والأستاذ بكلية الشريعة الدكتور عادل الدمخي قال:  كان العمل الخيري في الكويت سمة من سمات مجتمع الخليج العربي وكان متأصلا في قلوب الكويتيين، وعلى الرغم من شح العيش في ذالك الوقت إلا أنهم كانوا يقدمون أعمالا خيرية في الهند وأفريقيا لأنهم كانوا يعملون في التجارة؛ فمنذ أن وجد هذا الشعب في هذه المنطقة في الفقر والغنى فهو شعب متعاون ومتكافل، ومع اكتشاف النفط اخذ العمل الخيري في تطور مستمر حيث أنشئت جمعية إحياء التراث الإسلامي والهيئة الخيرية وبيت الزكاة، وأصبح العمل الخيري الكويتي ينهض ويتقدم إلى أن أصبح عملا منظما  يفخر به الجميع، وقد اتخذ العمل الخيري عدة أوجه ضمن قيم المجتمع التقليدية إلى أن أصبح في وقتنا الحاضر مؤسسيا.

 

الصندوق العربي للتنمية

وقال الدكتور الدمخي : إن الحكومة الكويتية فتحت الباب على مصراعيه للعمل الخيري لمساعدة الفقراء في دول العالم، فضلاً عن العمل الذي يقوم به الصندوق العربي للتنمية، كل هذه الأشياء ساعدت في نمو العمل الخيري حتى وصل إلى هذه المرتبة.

وأكد الناشط في مجال حقوق الإنسان د.الدمخي أن الدافع الشرعي الذي هو نابع من الشريعة الإسلامية، إضافة إلى العمل المؤسسي والدعم الحكومي والإحساس الإسلامي القوي بهموم المسلمين هي التي جعلت العمل الخيري الكويتي يخرج إلى العالم وينتشر بهذه الطريقة، حتى استطاع أن يصل بفضل الله أولا ثم المحسنين الكويتيين من أصحاب الأيادي البيضاء  إلى جميع بقاع العالم، حيث استطاع أهل الخير بناء المساجد والمدارس ودور الأيتام والمستشفيات والجامعات وحفر الآبار وكفالة الأيتام في العديد من دول العالم الإسلامي وغير الإسلامي بجهود الجمعيات الخيرية الكويتية.

وأشار الدمخى إلى  أن الجمعيات الخيرية استطاعت أن تصل إلى العالمية بفضل سواعد أبناء الكويت الخيرين، الذين شهد لهم القاصي والداني بنزاهتهم وعملهم التطوعي، في إطعام الفقراء والمحتاجين ومد يد العون إليهم، ومن خلفهم قيادة سياسية تحثهم على عمل الخير، وتدفع به إلى الاستمرار؛ لأنه إحدى الأدوات التي ساهمت في إيصال اسم الكويت إلى المحافل الدولية.

وشدد الدمخي على ضرورة المحافظة على العمل الخيري الذي واجه بعد أحداث 11 سبتمر صعوبات جمة؛ حيث رصدت جهات خيرية وقُصدت الإساءة إلى جهات أخرى بالتهم الباطلة وتراجع العمل الخيري في معظم البلاد الإسلامية وتراجعت الحكومات عن دعمه خوفا من الإرهاب،  وعلى الرغم من وصف العمل الخيري بالإرهاب والتطرف والتخريب إلا أنه-  بفضل الله –استطاع أن يتعدى هذه الأزمة التي كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى تدمير المؤسسات الخيرية الكبيرة التي كانت تعمل في أفريقيا وفي العالم إلا أنها فشلت بحمد الله.

 

نموذج مؤسسي

الدكتور بسام الشطي رئيس قسم العقيدة والدعوة  بكلية الشريعة جامعة الكويت يرى أن الذي يقدمه العمل الخيري الكويتي عبر جمعياته ومؤسساته ومبراته ووقفياته يعد نموذجا متميزا للعمل الخيري المؤسسي للعالم أجمع، بشهادة الجميع، ويقول: وهذا يدل على حب أهل الكويت ورجالاتها لعمل الخير المتأصل في نفوس أبنائه، منذ أن كانت مواردهم الحياتية متواضعة زمن الآباء والأجداد.

كما يمثل العمل الخيري الرباط العقدي والنصرة الواجبة بين أبناء الأمة من المسلمين بواسطة الجمعيات والمؤسسات التي تعمل على إطعام الجائع وكسوة العاري وعلاج المريض وكفالة اليتيم ومتابعة التعليم والارتقاء العلمي، مشيرا إلى أن المتأمل الدارس لتلك الجمعيات وآلية أعمالها يجد أنها تواكب العصر، وتعمل بطرق فاعلة لتخفيف معاناة المحتاجين والفقراء، وبدأت تحقق نجاحات، وأبرزت مفاهيم عدة تحكم العمل وتدخله الى مجال التخصص والتميز مع الحفاظ على معانيه الإسلامية والإنسانية والخيرية.

ويؤكد أن هذا العمل جزء من ثقافة المسلم وعقيدته، ولا يستطيع أحد أن يمنع المسلمين من أدائه، على اعتبار أنه عمل إنساني تفرضه الشريعة الإسلامية، ولا يستطيع أحد أن يمنع المتبرعين أو المساهمين وأهل الخير من البذل والعطاء؛ لأنهم ينفذون أوامر الله تعالى، ولا يلتفتون إلى الدعوات المشبوهة أو المغرضة من قوى الشر، سواء كانت في الداخل أو في الخارج، والتي تريد وأد وقتل واغتيال العمل الخيري، فتصفه مرة بالإرهاب ومرة أخرى بتغذية الإرهاب!

ويشيد د. الشطي بالعمل الخيري الكويتي الذي غطى احتياجات الفقراء والأيتام والمساكين من خلال لجان الزكاة التي تغطي ما يقرب من مليون حالة إنسانية فقيرة سنويا، هذا فضلاً عن أن العمل الخيري الكويتي يكفل ما يزيد على عشرات الآلاف من الأيتام والأرامل خارج الكويت وداخلها، وما أنشأه من آلاف المساجد وحفر عشرات الآلاف من الآبار ومئات المدارس لتعليم أبناء المسلمين، فضلا عن المئات من المراكز الطبية والمستوصفات والمستشفيات، التي تم تنفيذها في جميع أنحاء العالم.

وعن الأضرار التي لحقت بالعمل الخيري جراء التضييق عليه والهجمة الشرسة التي يتعرض لها يقول: إن التضييق على العمل الخيري لن يثني أهل الخير عن عمل الخير أبدا؛ لأنهم مسلمون يخرجون زكاتهم امتثالا لأوامر الله تعالى، وما يريده بعضهم من قوى خارجية وداخلية من التضييق على العمل الخيري، فهذا لن يضر العمل الخيري، بل يزيده رخاء.

وأوضح أن أعداء العمل الخيري استغلوا الأحداث العالمية ليكيلوا التهم لهذا العمل وللعاملين والمتطوعين فيه، ولكن أنى لهم هذا؟! فما زالت المؤسسات الخيرية تقوم بدور بارز لخدمة المسلمين، وتسهم مع الجهات الرسمية في سد الثغرات، من برامج إغاثية وانشائية وثقافية وتوعوية يشهد لها الجميع؛ مما زاد ثقة الناس بتلك الإنجازات والأعمال الواضحة الجلية.

 

أصول عريقة

رئيس مبرة الكتاب والسنة الدكتور أحمد الكوس أدلى بدلوه في نمو العمل الخيري، مؤكدا أن العمل الخيري له أصول عريقة وله تاريخ معروف وأعمدة من أهل الكويت الأفاضل الذين وضعوا البذرة الأولى في حقل العمل الخيري حتى نمت وأصبح خيرها يعم العالم أجمع وأصبح اسم الكويت علما في جميع قارات العالم، مشيرا إلى أن هناك العديد من رجالات الكويت الذين لهم الفضل في وصول العمل الخيري الكويتي إلى العالمية أمثال العم فرحان الخالد وعبدالعزيز الرشيد والشيخ يوسف القناعي وغيرهم .

وقال: إن العمل الخيري تطوراً بشكل ملحوظاً وأصبح عملا مؤسسيا، ولاسيما بعد إنشاء إحياء التراث الإسلامي والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك