رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: هيام الجاسم 28 مايو، 2024 0 تعليق

تحمّل المسؤولية واقع مفقود  في الحياة الزوجية

 

تحمّل المسؤولية واقع مفقود في الحياة الزوجية من الطرفين الزوج والزوجة، ما لم يكن لديهما الحس العالي في تحمّل مسؤولياتهما الزوجية من حقوق وواجبات، وإلاّ فزواجهما إما يعاني أحد طرفيه الأمرّين وإمّا أطفالهما هم الضحية، وإمّا حتماً في يومٍ ما سينتهي هذا الزواج بتصدّع الأسرة. لا أحد يتمنّى ذلك، بل لا أحد يتوقع ذلك فضلا عن الزوجين؛ فإنهما لا يعتقدان أنّ تحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقهما هو سبب في تخلي الطرف الثاني عنه، إما بهجرانه وإما بطلاقه وإما بالزواج من أخرى بالنسبة للزوج في حال افتقدت زوجته تحمّل مسؤولياتها تجاهه وتجاه أولادهما وتجاه البيت وكيان الأسرة، هذا الثالوث ينبغي الاعتناء به حق العناية والاهتمام به بقدر ما يستحق من الاهتمام، ولا يخلّ أحدهما بأي واجب ودور إلا باستسماح الطرف الثاني في حال حصلت ظروف استثنائية يعجز أحدهما مؤقتا عن القيام بأدواره لظروف قاهرة حقيقية، لا تمثيل فيها ولا اصطناع ولا دلع ولا ولع بأشياء ليس لها أهمية، وإنما هي إدمان لهواية معينة.

نقصد بالثالوث: الزوج أو الزوجة والأبناء من الجنسين ذكر وأنثى والبيت الذي هو عماد الأسرة وكيفية إدارته وكل ملحقات ذلك الثالوث وتبعاته.

صور غياب تحمل المسؤولية ولفقد تحمل المسؤولية صورتان:

        الصورة الأولى: الفقد المقصود لإهمال تحمّل المسؤوليات عقوبة للطرف الآخر أو استفزازاً له أو لأسباب أخرى، وهناك صورة أخرى لفقد تحمل المسؤولية وهو الذي يكون عن غير قصد ولا عمد، وإنما هي قدرات وإمكانيات الزوج أو الزوجة بهذا القدر ولا يقدر أحدهما على أكثر مما أعطى وقدّم، ولا يقوى على حمل أمانة المسؤولية بأكبر مما تحمّلها بالمستوى المنخفض الذي هو فيه، وتلك هي حدود مقدرته في العطاء؛ وذلك يرجع لأسباب عدة منها: بيئة الأسرة التي حظى من خلالها بتربية لم يكن بها نصيب من تعويده على تحمل مسؤوليات غيره ولا حتى مسؤوليات نفسه ؛ فهو دوما محمول على أكفّ الراحة ومخدوم سواء الزوج أم الزوجة ولم يتعوّد أو يتربّى أن يكون ممتلئاً بالحس العالي تجاه غيره، فتجده إما مهتما بنفسه وبمسؤولياته الذاتية فقط، فالأنا والأنانية عاليتان عنده ؛ فيشتكي الطرف الثاني من أنانيته وإهماله لهم، وإما أن يكون مهملا لنفسه ولغيره ممن هم تحت طائلة مسؤولياته، وتلك طامة كبرى لا يرجوها أحد لأبنائه وبناته أن يكون شريك حياته أو شريكة حياته من هذا الصنف.

أحد الطرفين يكون مدللا في أسرته

         الصورة الثانية: أن أحد الطرفين يكون مدللا في أسرته قبل زواجه وحتى بعد زواجه ولا سيما إن كان آخر العنقود ولدا أو بنتاً، أو كان ولدا بعد إنجاب عدد من البنات، أو كانت الزوجة بنتاً بعد إنجاب عدد من الأولاد وهكذا، وهناك أسباب أخرى متعددة، فقد يُقبِل أحد الطرفين بكل ما أوتي من قوة ويدخل الزواج متحمساً لتحمل مسؤولياته والقيام بأدواره الزوجية والأبوية أو الأمومة وتوابعها، ولكنه يجد الدلال والخدمة والعطاء اللامتناهي من الطرف الآخر فتفتر عزيمته وتضعف همّته؛ بسبب أنّ الطرف الثاني دوما يقدّم عطاءاته العالية لإراحته.

الانتقاد واللوم والعتاب

        عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة، هناك شريحة من الأزواج والزوجات يدخلون على الحياة الزوجية وهم مستعدون لتحمّل مسؤولياتهم، ولكن يجد دوما انتقادا ولوماً وعتابا وتأنيباً لضميره من الطرف الثاني؛ فيملّ ويهرب من مسؤولياته ويتعامل مع الطرف الآخر ببرودٍ. ومن الملاحظ أنّ بعض الأزواج -تحديداً- يتمنّون أن لو يرجع بهم الزمان ولا يتزوجون، وإذا سألتهم عن السبب، فإنهم يعزون الأسباب إلى كثرة متطلبات الزوجة وإلحاحها وزعلها في حال لم يلبّ الزوج مطالبها؛ وذلك يرجع لحقيقة الواقع وطبيعة الحياة فيما بينهما؛ فإن كانت الزوجة متطلباتها مستحقة والزوج من طبيعته لا يؤدي مسؤولياتها إلا بعد تنبيه منها، فهي معها الحق من هذا الجانب، ولكن إنْ كانت طلبات الزوجة كماليات وليست أساسيات ولاهي من الأولويات، فمن حق الزوج أن يرفض أو يؤجل، وهنا ينبغي لكلّ منهما أنْ يتفهّم احتياجات الآخر، فما هو أساسي وضروري عند الزوجة برؤيتها ولملامستها القريبة لأسرتها تقوم بمسؤولياتها حق القيام فيجب على الزوج أن يلتفت لمطالبها وينظر بعين الجديّة لتلك الاحتياجات ويلبيها، وأمّا إن كانت الزوجة من اللواتي تخرج كثيرا واهتماماتها خارج أسرتها أعلى بكثير من اهتمامها بأسرتها، ووصل بها الأمر حد الإهمال ثم تأتي لتطالب زوجها بأشياء وحاجات، فهنا يقف الزوج وقفة واضحة ليجلسا جلسة مصارحة هادئة لإعادة التذكير بالمسؤوليات والأدوار التي ربما قصّر بها طرف أو الطرفان في ذلك ليصلا إلى الحل الأهدأ والأمثل. أعزائي القراء، لنكن على دراية ويقين بأنّ كل فعل وسلوك وقرار يتخذه طرف من الزوجين له ردّ فعل وسلوك وقرار من الطرف الآخر، فعندما تستغرب إهمالا من شريكك أو لامبالاة أو تقصيرا فتأكد أنّ هناك أمرا ما قد دفعه لذلك، فتفقَّد شريكك لتنقذ زواجك وأسرتك.

7 نصائح لمحادثة ناجحة مع ابنك المراهق

لا يكاد يخلو بيت أو عائلة من مراهق أو مراهقة، يمر بمرحلة حرجة تتطلب الكثير من الاهتمام، والحوار، المصحوب بالاستماع إلى أفكاره وتطلعاته، دون التسرع في إصدار الأحكام عليه أو توبيخه ومعاقبته،  وهذه السطور تقدم لك نصائح عدة ، لإجراء محادثة أبوية ناجحة مع ابنك المراهق: 1- عليك بالحوار العاقل، والحكمة والموعظة الحسنة في الإقناع، وليس الزجر والتوبيخ، مع مخاطبة العقل والقلب معًا، والتلطف في ذلك، والرفق به، من باب احتواء قوة الشباب وحماسه ، وتفهم ما بداخله، وهو ما بدا من قصة الشاب مع النبي -صلى الله عليه وسلم. 2- ينصح خبراء النفس بتوجيه نظر المراهق إلى فهم المعنى الأعمق للحياة، مع إيقاظ الإيمان في قلبه، وتذكيره بنعم الله، والرسالة التي خُلق من أجلها، ودوره في خدمة دينه ووطنه. 3- إزالة الغشاوة عنه؛ فالمراهق أو المخطئ أحياناً لا يشعر أنه أخطأ. 4-  يجب التركيز على الإيجابيات، وإشعار ابنك المراهق بالإنجاز، والاحتفاء به، وتوفير الدعم النفسي له. 5- تجاهل توجيه الكثير من النقد واللوم له، حتى لا يفقد الثقة في نفسه. 6- يجب الحذر من الصراخ والغضب والعنف والتعدي اللفظي أو البدني، مع السيطرة على المشاعر، والتحكم في ردود الفعل، حتى لا ينتهي الحوار أو المواجهة بصدام قد يتسبب في هروب المراهق أو المزيد من الجفاء بينكما. 7- تفيد دراسات علمية بأن المراهق لا يفضل التواصل البصري مع أبيه مباشرة؛ لذلك يجب الانتباه بشأن لغة الجسد ونظرات العينين، ومكان النقاش، بل يفضل المشي معًا أو التجول خلال مناقشة أمر ما. < ينصح بتخصيص وقت للمتابعة مع المراهق، حول ما اتُّفق عليه، مع تجديد اللقاء معه، وإشعاره بقيمة العهد، وأمانة الكلمة، وأنه شخص يعتمد عليه، وأنك تثق فيه، وفي قراراته.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك