رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: خالدة النصيب 17 يوليو، 2010 0 تعليق

بين الحقيقة والوهم 4

 الشهوة المحرمة والصداقة المبطنة

إن الحاجة  إلى الحب هي دائما حاجة فطرية ولا يمكن إنكارها، ولكن في ظل تحريم الدين الاتصال بالجنس الآخر فإن إشباع تلك الحاجات تأخذ في بعض الأحيان طريقا غير صحيح، فإبليس دائما عنده البديل ولديه اقتراحات لا تنتهي فيؤدي بالبنت إلى سوء اختيار مادة التغذية والإشباع العاطفي والابتعاد عن مصادر التغذية الطيبة من حب الله ثم الوطن والأهل، {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء}، فهو يهددك في حريتك وبأن حياتك في ظل الفضيلة ستكون جافة وعسيرة ، فهو يخيفك من التدين ويقنعك بأنه سيضرك.. ومن هنا يبدأ معك الطريق وتأخذ علاقة الصداقة الشكل المشبوه، وتدخل المنطقة المحرمة في ظل الحاجة للتقارب الجسدي ولاسيما بعد البلوغ، وهي حاجة معترف بها وتعد جزءا من التركيبة النفسية للمرأة، وتؤكد العديد من التجارب في علم النفس هذه الحاجة.. بل تثبت أن النقص في إشباع هذا الجانب يؤدي إلى تكوين شخصية ذات طبيعة وحشية.. ومن هنا تنشأ أهمية الرضاعة الطبيعية؛ لأنها تمثل إشباع هذا الجانب، ولكن الشيطان دائما موجود ومستعد لاختراق أية نقطة ضعف لدى الإنسان ليوجهه إلى طريقه هو.. وفي النهاية الأمر بيد الفتاة، فهناك من تعرض نفسها للثقافات الماجنة من خلال القنوات الفضائية وغيرها ويأتي الشيطان فيزين لها تجريب وتطبيق ما تراه ولاسيما في ظل غياب القيم والوازع الديني؛ فتصبح هذه الفتاة مفتونة بشهواتها ونفسها الأمارة، وشيطانها المغوي المزين وقرنائها، وما تراه وتشاهده، مما يعجز صبرها عنه ويتفق مع ذلك ضعف الإيمان واليقين وضعف القلب ومرارة الصبر، وذوق حلاوة العاجل، وميل النفس إلى زهرة الحياة الدنيا، وكون العوض مؤجلا في دار أخرى غير هذه الدار التي خلق فيها ونشأ، فهو مكلف بأن يترك شهوته الحاضرة والمشاهدة لغيب يجب الإيمان به.

لكن كيف نفسر استجابة الأنثى لأنثى مثلها وإن كانت تعلم بفظاعة هذا الأمر؟ من خلال معرفة سمات الأنثى النفسية والعقلية، فمن سماتها القدرة على التأثر بالإيحاء، وهذه القدرة لها علاقة بأحاسيسها وعواطفها وتفكيرها وتصرفها وانفعالاتها تجاه البيئة المحيطة بها، وهذه الحساسية تجعلها تتأثر بأي شيء، فإذا تصرف معها أحدهم بأي تصرف عاطفي ولو غير مباشر فهي تفهمه وتستطيع تفسيره، ومن سماتها أيضا سرعة الاستجابة للدوافع وتتمثل في سرعة إدراكها، والانفعال بها، والاستجابة لها، ومن ثم اتخاذ السلوك الذي يؤدي إلى إشباعها؛ فإذا كان هناك شخص ما له دافع الاتصال بالأنثى نجدها تستجيب سواء سلبا أم إيجابا.

ومن خصائص الأنثى سرعة التأثر العاطفي، أي الخضوع الواضح للمشاعر العاطفية، وإذا أضيف إليها سرعة الاستجابة للدوافع نلاحظ على هذه الفتاة صفات نسوية متعددة مثل تقلب المزاج وتغير الطبع والرغبة في التنويع، ومن سماتها الرغبة في التنويع، وهي عبارة عن رغبة دائمة متجددة في رؤية وسماع وتجربة أشياء جديدة ومختلفة، وهذه الصفة ترجع في أساسها إلى طبيعة المرأة العاطفية التي تتلهف دائما على مؤثرات جديدة خاصة تلك التي تتسم بكونها قوية وعنيفة، ومن سماتها التماس العون من الرجل وحمايته، وشعور المرأة بأنها رقيقة ومرنة شديدة الحساسية، يؤثر فيها تأثيرا كبيرا لدرجة أنه يوقظ فيها الرغبة في التماس عون الرجل وحمايته.

ومن سماتها الرغبة في الخضوع والاستسلام، ولعل أقرب دليل على ذلك هو أن الملامسة الحسية تتضمن عددا من المؤثرات القوية التي تستدعي خضوع المرأة للرجل واستسلامها له، ومن سماتها سمة التقبلية فهي من الناحية الوجدانية تميل إلى أن تكون الموضوع المعشوق الذي يحظى بالإعجاب، وهذا ما يفسر لنا ميلها إلى التزين وسهولة استشراف الشيطان لها، ومن سماتها الاحتواء والرعاية؛ حيث إن المرأة تقوم برعاية كل من في حوزتها.

وكل هذه السمات تتفق  فيها العاطفة، فإن لم توجه هذه العاطفة توجهاً صحيحاً تحولت البنت عن طبيعتها وانحرفت عن فطرتها، أما إن وجهت توجهاً صحيح اطمأنت نفسها وسعدت وأسعدت أهلها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك