رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: خالدة النصيب 13 يوليو، 2010 0 تعليق

بين الحقيقة والوهم 3

 ماذا يعني التشبه؟

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لعن رسول الله[ المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال» رواه البخاري، وقال الطبري: المعنى: لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء ولا العكس. انتهى كلامه. وكذا في الكلام والمشي، وذم التشبه بالكلام والمشي مختص بمن تعمد ذلك، أما من كان ذلك من أصل خلقته فإنما يؤمر بتكلف تركه والإدمان على ذلك بالتدريج، فإن لم يفعل وتمادى دخله الذم  ولاسيما إن بدا منه ما يدل على الرضا به.

والحكمة في النهي عن التشبه هو عدم إخراج الشيء عن الصفة التي وضعها عليه أحكم الحاكمين، والمتشبهات من النساء بالرجال هن المتشبهات بهم زيا وهيئة ومشية ورفع صوت والخشونة في التعامل وترك الزينة وقص الشعر، وحكمه أنه من كبائر الذنوب؛ لأن هذا التشبه يؤدي إلى الإخلال بسنة الله سبحانه وتعالى في خلقه؛ فإن الله تعالى جعل للنساء خصائصهن وللرجال خصائصهم، فإذا تشبه هؤلاء بهؤلاء، وهؤلاء بهؤلاء فإن هذه السنة التي جعلها الله عز وجل تزول وتضمحل فيكون هذا الشيء مضادا لخلق الله عز وجل ولحكمته.

ولقد اكتشف العلم أن الخالق جل وعلا زود كلا من الرجل والمرأة بخصائص تتوافق والمهمة التي يقوم بها كلاهما، ولقد أثبت علم الأحياء أن التكوين الجسمي في المرأة غيره في الرجل، فالتكوين الجسمي في المرأة وما يكون فيها من غدد تعدها لخصائص الأنوثة في دقة الخاصرة وبروز الثديين، ولين الجانب ورقة العاطفة، ونعومة الملمس وعذوبة الحديث، وغلبة الحياء، وكثرة الخجل وقلة الجلد وضعف التحمل، ولا ضير على المرأة أن تكون كما بينا؛ فإن حكمة العليم الخبير اقتضت أن تكون كذلك لتؤدي دورها المرسوم في الحياة، والمرأة تخشى كثيرا أن تفقد أنوثتها التي هي أخص خصائصها وتفزع كثيرا إذا ما نبت لها شعر في وجهها أو خشن صوتها، وخوض المرأة في المجالات التي هي من خصائص الرجل يفقدها كثيرا من خصائصها التي تبكي عليها كثيرا إذا فقدتها، ومع ذلك ظهرت لنا هذه الأيام طبقة جديدة من النساء اللاتي يأبين إلا الخروج عن فطرتهن والزج بأنفسهن في ميادين الرجال، لقد فقد هذا الصنف أنوثتهن فلم يعدن نساء ولم يدخلن في عداد الرجال؛ ذلك أنهن يخالفن الرجال طبيعة وتركيبا، ويخالفن النساء وظائف وأعمالا، وقد يتركن الزواج وبالتالي وظائف الأمومة، قد تغيرت إحساساتهن عن إحساسات بنات جنسهن، وصرن في حالة من الكآبة النفسية، وقد يصل بإحداهن الأمر إلى الإصابة بأمراض مثل انفصام الشخصية والميل إلى جنسها، وهذا يجرنا إلى الحديث عن الصداقة المبطنة، فماذا تعني هذه الكلمة؟ سيبدو لنا ذلك في المقال القادم بإذن الله.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك