رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: خالدة النصيب 10 يوليو، 2010 0 تعليق

بين الحقيقة والوهم (2)

 الإعجاب والشهوة المحرمة

جاء لفظ: «الاستعفاف» وأريد به طلب العفة عن أسباب الفساد، ومن الفساد الذي تمارسه بعض الفتيات ولا تعلم أنه فساد أو تعلم لكنها تتبع هذه النزعة فيها ولا تردها «الإعجاب والشهوة المحرمة لبنات جنسها» التي من  أسبابها:

1ـ ضعف الوازع الديني وخلو النفس من التعلق بالله، وبالتالي التعلق بغيره لدرجة العشق، يقول ابن القيم - رحمه الله-: «القلب إذا أخلص عمله لله لم يتمكن منه العشق؛ فإنه يتمكن من القلب الفارغ».

2ـ الفراغ العاطفي الذي تدعيه الفتاة: وقد تكون الفتاة فقدت العطف والرحمة في حياتها، ومع أن الله - سبحانه وتعالى - تكفل برعاية الإنسان منذ ولادته حتى مماته لكن المشكلة تكمن في النهم العاطفي الذي تطالب به بعض الفتيات بحيث تفكر في نفسها ولا تفكر في غيرها من إخوتها وأخواتها الذين هم بحاجة إلى العطف والحنان مثلها، وإذا كان الأب مشغولا عنها بعمله ومتاعبه والأم أيضا مسؤولة عن توفير الحب والحنان لأخيها وأختها وأبيها، ومشغولة بأعمال المنزل وهموم الحياة وتريد أيضا من يهتم ويعتني بها، فلا تكوني أنانية أيتها الفتاة وارضي بالقليل، فيكفيك حرصها على راحتك وصحتك ومسكنك ومشربك وملبسك، واحرصي على تقديم الحب لأهلك حتى يأتي اليوم الذي يقدمون لك فيه الحب، لكن بعض الفتيات عندما لا يجدن هذه الاستجابة العاطفية من الأهل قد يبحثن عنها في مكان آخر غير المنزل فقد تخالل الفتاة فتاة مثلها فتهلك نفسها بنفسها. ومن الأسباب أيضاً:

3 - النظر وإطلاق العنان له: فيحدث ما يخشى الوقوع فيه، ولو أن الإنسان تأمل قوله تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} (النور: 31)، لانحسرت مادة الشر من البداية, ويدخل في ذلك نظر المرأة للمرأة وشدة التأمل فيها؛ فإن في ذلك وسيلة إلى الافتتان وتعلق القلب بها، فهناك من الفتيات من لا تعرف حدود العورة بينها وبين بنت جنسها، ولهذا نجد التكشف بين الفتيات وبعض النساء ولاسيما إذا كان التجمع نسائياً.

ومن ذلك:

4ـ الرفقة السيئة إذا كانت صديقة البنت سيئة، ويكفي التحذير من الرفقة السيئة قول الحق - تبارك وتعالى-: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا} (الفرقان: 27 - 29)، فاتباع شهوة النفس فيها الحسرة والندم.

ويضاف إلى ذلك:

5ـ ضعف شخصية الفتاة وضعف الهمة لديها: وهذا ناتج عن خلل ما لدى الفتاة، وبالتالي يجعلها فريسة سهلة لكل ناعق  فتذوب شخصيتها في شخصية الأخرى دون وعي وإدراك منها، وبالتالي تكون تبعا لها دون تمييز منها أو تفكير.

ومنه:

6ـ ضعف القدوة: فبعض فتياتنا اليوم تعيش مرحلة عصيبة بسبب اضمحلال القدوة، واتباع الأسرة الأساليب التربوية غير السليمة كالحرمان العاطفي والإهمال والتدليل الزائد،  أو النبذ والقمع والرفض والقسوة وعدم إشباع الحاجات الفسيولوجية والاجتماعية والنفسية، هذه العوامل مجتمعة تقود إلى اضطرابات الهوية الجنسية؛ مما قد يؤدي إلى التشبه بالجنس الآخر، فهي تريد التمرد على أنوثتها بسبب القهر واعتقادها بأنها لو كانت رجلا لما حصل لها هذا؛ لأنها ستكون قوية برجولتها ولهذا تتشبه بالجنس الآخر، وهذا يجرنا في المقال القادم للحديث عن التشبه، أي تشبه البنت بالرجل، فإلى لقاء آخر بإذن الله.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك