رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مصطفى صلاح خلف 17 يوليو، 2010 0 تعليق

بعد محاولة التوغل الفكري: إيران وعملاؤها يخططون للتفجير والعمليات الإرهابية في الدول الإسلامية


القبض على عملاء من يزعمون أنهم حزب الله في محاولة زعزعة الأمن بمصر، والقيام بعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية لا يعد محاولات إرهابية عادية وإنما يحمل الإجابة عن العديد من الألغاز التي اعتاد عملاء إيران الذين يطلقون على أنفسهم حزب الله تضليل الأمة الإسلامية لنشر فكرة أنهم مجاهدو الأمة وسيفها الفتاك، على عكس حقيقتهم ونواياهم الفارسية الواضحة.

كما انكشفت محاولات المد الفارسي للتوغل الفكري داخل دولنا العربية الإسلامية كإرسال من حاولوا إثارة الفتن في الكويت، واختراق الطرق الصوفية في مصر، أو إثارة المشاحنات مع جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، وتشكيل خلايا في المغرب ومحاولة انقلاب في البحرين واحتلال جزر الإمارات.

إلا أن إيران وعملاءها هذه المرة كشفوا عن وجههم القبيح؛ حيث تحول هؤلاء العملاء إلى ممارسة الإرهاب الفعلي الذي يريق دماء المسلمين ويدمر اقتصاد الدول.

 سعوا إلى تدميرقناة السويس

وأكدت المصادر الأمنية المصرية أن المجموعة التي تم القبض عليها في مصر وعلى رأسها مسؤول عمليات دول الطوق فيما يسمى بحزب الله اللبناني، كانت تهدف إلى تدمير قناة السويس أهم مجرى ملاحي في العالم، وقد قاموا باستئجار وشراء عقارات وشقق تطل على القناة لمتابعة حركة السفن والملاحة ورصدها داخل القناة للقيام بعمليات إرهابية أثناء وجود أكبر عدد من الحاويات والسفن العابرة للقناة.

أما هدفهم الثاني فهو رصد القرى والفنادق السياحية والشركات الكبرى للقيام بعمليات تفجير تهدف إلى ضرب الاقتصاد المصري.

وكذلك إعداد برنامج حركي وتنظيمي لأعضاء التنظيم يتضمن تأسيس مشروعات تجارية لتكون ستاراً لنشاطاتهم الإرهابية والتجسس على المدن المصرية ولاسيما المدن الحدودية، وإرسال التقارير دورياً إلى لبنان، وكذلك إنشاء جناح خاص بإعداد المفرقعات والقنابل وتزوير جوازات السفر والتأشيرات لأعضاء التنظيم لتلقي التدريب خارج البلاد والعودة إلى مصر لممارسة أعمال الإرهاب بكافة أشكاله.

وأضافت المصادر أن أجهزة الأمن متيقظة تماماً لمحاولات ذلك الحزب من فترة طويلة لاختراق أرض الكنانة، وتم رصدهم منذ دخولهم الأراضي المصرية ومراقبتهم أثناء استئجارهم للعقارات

بالمناطق الحيوية، وكذلك الشقق المستأجرة في أرقى أحياء القاهرة لمقابلة قيادات ما يعرف بحزب الله وتلقي الأوامر التنظيمية.

أما عن كيفية دخولهم إلى مصر فأشارت المصادر إلى أنهم دخلوا بوصفهم سائحين عاديين، ومصر لا تحقق في ضمائر زوارها بل تستقبلهم بكل سرور وترحب بكل زائر، ولكل ضيف توقيره واحترامه.

وتتهم المصادر المصرية المدعو حسن نصر الله رئيس حزب الله بأنه أعطى أوامره لمن يعرف عندهم بمسؤول عمليات دول الطوق باختراق مصر، وذلك بعد خطبة عاشوراء الماضية التي حث فيها الشعب المصري على القيام بعمليات عدائية وتخريبية داخل البلد، وتلك المحاولات بالطبع تيقظ لها الشعب المصري الواعي بميراثه الحقيقي، وهو دينه وقرآنه وسنة نبيه الكريم ووسطيته واعتداله.

 عمل غير إسلامي

لقد باتت ردود فعل العلماء المسلمين رافضة تماماً لأي محاوله للتخطيط لإراقة دماء المسلمين وزعزعة اقتصادهم في أي قطر من الأقطار الإسلامية.

وفي اتصال هاتفي لـ «الفرقان» مع الشيخ إبراهيم زكريا أحد علماء جمعية أنصار السنة المحمدية بمصر أكد أن محاولات عملاء إيران التوغل الفكري في مصر باءت بالفشل، حتى محاولات اختراق الصوفية في مصر لم تنجح، ولعل ذلك ما دفعهم نحو الإرهاب والعمل التنظيمي لإدخال مصر الأزهر في زعزعة أمنيةوضرب اقتصادها القومي؛ لتصبح لقمة سائغة لأفكار المد الفارسي بسهولة.

وأضاف أن المسلم أخو المسلم حرام عليه دمه وماله وعرضه كما علمنا سيد البشرية[، أما من يدعون أنهم حملة مشعل الإسلام ورجاله وحزبه، فهم مسيّسون ويحملون أفكاراً توسعية إيرانية يسبغون عليها صفة الجهاد.

وأضاف أن محاولاتهم في مصر أبد الدهر ستبوء بالفشل؛ لأن أفكارهم مرفوضة تماماً، وأن عقل الشعب المصري متيقظ لها. 

بعض المصريين خُدعوا

وأكد الدكتور جلال الطحاوي أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة القاهرة أن بعض الذين خدعوا من المصريين وانساقوا داخل هذا التنظيم وعددهم عشرون شخصاً فقط قد ضلّلوا؛ لأنهم من غير المتعلمين، فقام عملاء ذلك الحزب المعروف بميوله التوسعية وأفكاره الفارسية بإقناعهم بأنهم جنود الله وحزبه، وهم المسلمون حقا وليس غيرهم، وأنهم أعداء الصهاينة وأنصار غزة، وأن هدفهم نصرة الفلسطينيين ضد الاحتلال، مستغلين تعاطف كل المسلمين على وجه الأرض ومناصرتهم لسكان الأراضي المحتلة التي دنسها الصهاينة.

ولو تعقل هؤلاء المضللون من ضعاف العلم والثقافة لعرفوا أنه لا توجد علاقة بين تدمير قناة السويس وعمل تفجيرات داخل مصر لإراقة دم المسلمين الأبرياء وضرب الاقتصاد المصري وزعزعة أمن المسلمين داخل مصر، وبين تحرير فلسطين ونصرة غزة، بل إن هذه الأعمال نصرة لـ«إسرائيل» وتحقيق لأهداف صهيونية في تدمير مصر وإهدار دماء المسلمين في أي مكان على وجه البسيطة.

وأضاف أن السواد الأعظم لشعب مصر والأمة الإسلامية عموماً واعون لتلك المخططات التي لا تضر الأمة إلا أذى والتي تقوم على حجج واهية تحمل داخلها أهدافاً خبيثة.

 العملاء غير قادرين على مواجهة الأمة

وفي اتصال مع المستشار محمد إبراهيم عضو مجمع البحوث الإسلامية بمصر أكد أن مصر سئمت من توجهات ذلك الحزب الذي يدعي لنفسه أنه حزب الله، وأن مجمع البحوث الإسلامية وكل العلماء بالمجمع قرروا منذ فترة وضع حد لأي تدخل يحمل صبغة إيران وعملائها، وأضاف أن الإطار الفكري لمصر قائم على كتاب الله والسنة المطهرة وحكمة السلف وأنه من غير الإسلام استهداف بلد مسلم يدين شعبه بالإسلام الحق.

وأضاف أن عملاء إيران غير قادرين على مواجهة علماء السنة، وغير قادرين على بلبلة أفكار الشعوب المسلمة مهما كانت حجتهم حتى محاولاتهم التدخل في شؤون المتصوفين في مصر فشلت من قبل الصوفيين أنفسهم، وسرعان ما فطن الصوفية إلى الفرق بين التصوف والميل إلى المد الفارسي، وأن كتاب الله وسنة رسوله[ هما دستور المسلم الحق.

وأكد أن جميع الهيئات الإسلامية الحكومية والأهلية داخل مصر تخضع لإشراف الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية، وأكد على مراعاة ذلك بشدة في الفترة القادمة التي تستهدف فيها الأمة من كل جانب ومن الداخل والخارج، وأن محاولات ذلك الحزب الخاوي لا تمثل لعقيدة المصريين والمسلمين عموماً إلا كما يمثل النباح للقوافل، وأن الغلبة لله ورسوله والمؤمنين.

وما علينا الآن بوصفنا أمة إسلامية إلا أن نتنبه إلى ما يحاك لنا من أعداء الداخل والخارج، ولاسيما العملاء الذين يزينون حديثهم بالجهاد، وقد بدت البغضاء من أفواههم نحونا؛ لأن لهم أهدافاً وبرامج وطموحات توسعية لا تأتي إلا بزعزعة السنة وضرب البلاد الإسلامية الكبرى، وأن نعرف أن مواجهتهم قد تتحول من الأفكار الفاسدة والاستقطاب الفكري إلى ممارسة الإرهاب في الشارع الإسلامي والتدخل الفعلي في شؤون الدول، وأن علينا التمسك بالقرآن والسنة الشريفة والانتباه لمخططاتهم الخبيثة، ومواجهتهم فكريا، وتوعية المسلمين لتستيقظ عقولهم إلى ما يحاك لنا في الداخل والخارج.

 نصر الله أدان عملاءه ومصر تهدد بالرد

أما عن ردود الفعل داخل الأوساط اللبنانية فكانت متهمة لنصر الله بانتهاك سيادة دولة عربية كبرى.

وأكدت معظم التيارات السياسية اللبنانية عدا من ينتمون إلى حزب نصر الله الإيراني أن من مصلحة لبنان وجود علاقات طيبة مع مصر، وأن ذلك الحزب خرج عن دوره الذي طالما زعم أنه يعمل من خلاله وهو مقاومة العدو الصهيوني.

وصرح زعيم حزب الكتلة الوطنية في لبنان أنه يرفض أي تدخل في شؤون الدول وأن عمل نصر الله وأتباعه غير مقبول، وأن اعتراف نصر الله بأن المحتجزين في مصر تابعون لحزبه، إدانة لهم في انتهاك الأراضي المصرية وإدانة لحزبه، وأضاف أن هذا الاعتراف من نصر الله قد يكون ذريعة لـ«إسرائيل» في ضرب لبنان باعتبار أن اعتراف نصر الله يؤكد أن الصواريخ والأوامر تأتي من لبنان.

وأتى رد الفعل المصري مهدداً باستهداف حزب الله من خلال عمليات نوعية ضد أهداف تابعة له في حالة عدم تعهد حزب الله علناً بعدم التدخل أو انتهاك سيادة الأراضي المصرية، وكذلك الكشف عن أي عمليات أخرى داخل مصر لم يتم ضبطها أو الكشف عنها حتى الآن.

 لماذا مصر والسعودية؟

وإذا كان هدف نصر الله المزعوم مساعدة غزة من خلال الأراضي المصرية؛ فلماذا لم يسهل على نفسه وعلى أعوانه وحزبه الأمر ويقدم مساعدته من خلال الأراضي اللبنانية أو سورية رغم علاقته القوية بالإدارة السورية.

وذلك يؤكد أن أهدافه إيرانية فارسية توسعية وليست عربية، وتستهدف دولا بعينها، وكما أعلنت وكالات الأنباء منذ أيام قليلة فإن التحركات الجديدة تشير إلى أن هناك تحذيرات من القاهرة للرياض حملها الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية في لقائه مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومفادها انتباه السعودية إلى مخططات حزب الله التابع لإيران داخل الأراضي السعودية، والتي لم يكشف النقاب عن طبيعتها من قبل جميع الأطراف، إلا أن مصر لديها معلومات عن استهداف ما يعرف بحزب الله لعمليات داخل أراضي المملكة العربية السعودية ولم يستطع أحد التكهن بطبيعة تلك العمليات التي نبهت القيادة المصرية لها القيادة السعودية.

ونعود إلى سؤالنا تارة أخرى: لماذا مصر والسعودية والفرصة ذاتها موجودة في غيرهما؟

لن ندفن رؤسنا في الرمال، ولكننا نتساءل بكل وضوح إذا كان هدف ذلك الحزب الإيراني مساعدة غزة ومقاومة «إسرائيل» فلماذا تعمد استهداف الدول السنية الكبرى؟

يظل ذلك السؤال داعياً لنا إلى الانتباه والاتحاد لمواجهة الفكر الإيراني الذي يعتمد على تضليل العقول باسم الجهاد.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك