رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 25 أكتوبر، 2010 0 تعليق

بريد القراء

 

الإمام مالك

 

من أهم سمات المنهج الدعوي للإمام مالك - رحمه الله تعالى - أن نصح الإمام للخلفاء والأمراء والولاة يكون مواجهة لا مكاتبة، وتلك قمة الشجاعة وذروة الإيمان، ومن أمثلة ذلك: خرج الإمام مالك يوم عيد إلى صلاة العيد فرأى عبدالملك ابن صالح في موكب له رايات وسلاح، وعبدالملك هذا من رؤوس العباسيين ذوي النفوذ، فأنكر الإمام عليه هذا الذي يفعله وأعطاه درسا مستمدا من سماحة النبي [ وحدثه عن دخول الرسول [ مكة يوم الفتح وما صاحب ذلك من سلام وتسامح، وحدثه عن خروجه [ إلى صلاة العيد وصلاة الاستسقاء، ولا شك أن عبدالملك ابن صالح قد وعى الدرس جيدا ولم يعد إلى صنيعه مرة أخرى طوال ولايته للمدينة.

 

من كتاب (الإمام مالك بن أنس)للدكتور مصطفى الشكعة

 

أمل عيد العازمي

 

 

 

التعصب وأثره في المجتمع

 

لقد نادانا الإسلام للاجتماع حول الحق ونبذ الفرقة والعنصرية الجاهلية، فقال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...}، وقال: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات...}.

 

فهذه الآيات دالة على وجوب الاجتماع بين الناس، وأن الاجتماع لا يكون إلا بحبل الله - عز وجل - لا على رأي فلان أو فلان، أو رأي جماعة أو حزب معين؛ فالناس لو التزموا المنهج الصحيح لكانوا على الصراط جميعا لا يضرهم خلاف ولا يكون بينهم شقاق ولا فرقة بإذن الله.

 

إذاً نصل بذلك إلى أن السبب الذي جعل الناس يعودون إلى ما كانت عليه الجاهلية من تعصب مقيت مذموم هو تخليهم عن الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة وتراجعهم عن ذلك؛ فأصبح كل يتمسك برأيه أو برأي شيخه أو شيخ قبيلته أو جماعته وإن كانوا على خلاف الحق، بل يدافع ويناطح ولو على حساب الدين.. والله المستعان.

 

فنرى من الأمثلة في الزواج مثلا، بعض الناس لا يزوج فلانا من الناس ولو كان على خلق ودين بسبب أمور عنصرية يتعصب لها مع أن النبي[ يقول: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه»، وقال تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، ومن الأمثلة ما نراه من تعصب الناس إلى المذاهب (مذاهب الأئمة) ولو كان ذلك خلاف الدليل، صحيح أننا نحترم المذاهب وأئمتها، لكن الدليل أحق بالحب والاحترام؛ فكما قال أحد أئمة المذاهب: إذا صح الدليل فهو مذهبي، والله عز وجل يسألنا يوم القيامة: {ماذا أجبتم المرسلين}، لا: ماذا أجبتم فلانا وفلانا؟ وكذلك من القواعد أن العالم يستدل له لا يستدل به.

 

وكذلك ما نراه من تشتت المسلمين وتفرقهم بسبب تعصبهم إلى العقائد والفرق الضالة الكفرية والبدعية وانتمائهم لها على ضلالها مع أن الحق واحد لا يتعدد، قال تعالى: {فماذا بعد الحق إلا الضلال}، وقال النبي[: «...وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة» قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي».

 

والتعصب المقيت الذي يحدث الفرقة بين الناس، له أسباب منها: أن يعتقد الإنسان في نفسه أو يُعتَقد فيه أنه من أهل العلم والاجتهاد في الدين، في حين لم يبلغ تلك الدرجة، ولكن يعمل على ذلك.

 

خليل المرشود

 

 

ذكر الله عز وجل

 

 قال النبي [: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من تلقوا عدوكم فتضربوا رقابهم ويضربوا رقابكم؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «ذكر الله عز وجل», ولذا أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نكثر من ذكره آناء الليل وأطراف النهار{والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيما}، وقال رسول الله[: «إذا أيقظ الرجل امرأته من الليل فصليا ركعتين، كانا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات»، حقاً إن في ذكر الله صفاء للنفوس وانشراح للصدور واطمئنان للقلوب: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

 

إن المؤمن ذاكر لله في كل أحواله، إن أتته نعمة ذكر الله فشكره: {لئن شكرتم لأزيدنكم}، وإن أصابته مصيبة ذكر الله فصبر واسترجع وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون: {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.

 

وإذا سمع المؤذن ينادي للصلاة، ذكر الله فلبى النداء: {وأقم الصلاة لذكري}.

 

وإن أفضل الذكر قول: لا إله إلا الله، والاستغفار، يقول الله سبحانه: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم}، ولقد أعطى الله الأمة المحمدية أمانين من العذاب: النبي[ المبعوث رحمة للعالمين، والاستغفار، يقول الله سبحانه: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}.

 

ويقول رسول الله[: «لَأَن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس».

 

 يروي معاوية - رضي الله عنه - أن رسول الله[ خرج على حلقة من أصحابه، فقال: «ما أجلسكم؟» قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنّ به علينا، قال[: «الله ما أجلسكم إلا ذاك؟» قالوا: الله ما أجلسنا إلا ذاك، قال[: «الله ما أجلسكم إلا ذاك؟» فقالوا: الله ما أجلسنا إلا ذاك، قال[: «أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة».

 

محمود همام

 

 

 

الغضب

 

 الغضب لغة: نقيض الرضا، يقول ابن فارس: الغين والضاد والباء أصل صحيح يدل على شدة وقوة، وقالوا: منه اشتق الغضب؛ لأنه اشتداد السخط.

 

وقال ابن عرفة: الغضب من المخلوقين شيء يداخل قلوبهم ومنه محمود ومذموم، فالمذموم ما كان في غير الحق، والمحمود ما كان في جانب الدين والحق، وأما غضب الله تعالى فهو من صفات الأفعال لله - عز وجل - حقيقة على ما يليق بجلاله، وأما لازم الغضب، فهو إنكاره على من عصاه ومعاقبته إياه.

 

أما في الاصطلاح:

 

فقد قال الجرجاني: الغضب: تغير يحصل عند فوران دم القلب ليحصل عنه التشفي في الصدر.

 

وقال الراغب: هو ثوران دم القلب إرادة الانتقام.

 

وللغضب درجات، حيث قال الغزالي: يتفاوت الناس في قوة الغضب بالكلية أو بضعفها، وحينئذ يقال للإنسان: إنه لا حمية له ويذم جدا، ومن هنا قال الشافعي - رحمه الله تعالى-: «من استُغْضِب فلم يغضب فهو حمار».

 

ومن درجات الغضب: الإفراط، ويكون بغلبة هذه الصفة حتى تخرج عن سياسة العقل والدين والطاعة ولا يبقى للمرء معها بصيرة ونظرة وفكرة ولا اختيار، بل يصير في صورة المضطر، وسبب غلبته أمور غريزية، وأمور اعتيادية، فرب إنسان هو بالفطرة مستعد لسرعة الغضب.

 

وأما الأسباب الاعتيادية: فهو أن يخالط قوما يتبجحون بتشفي الغيظ وطاعة الغضب ويسمون ذلك شجاعة ورجولية.

 

أما الدرجة الثالثة والأخيرة من درجات الغضب فهي: الاعتدال وهو المحمود، وذلك بأن ينتظر إشارة العقل والدين؛ فينبعث حيث تجب الحمية، وينطفئ حيث يحسن الحلم وحفظه على حد الاعتدال هو الاستقامة التي كلف الله بها عباده وهو الوسط.

مها الغانم

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك