رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 19 ديسمبر، 2023 0 تعليق

باختصار – لا..يفترقان

الإسلام هو دين العزة والكرامة والشهامة، والعِزة خلاف الذُّلِّ؛ فالأصل أن المسلم لا يهان ولا يستضعف ولا يستخف به، بل يكتسب عزته منه اعتزازه بدينه وكتاب ربه -عز وجل-، وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، قال -تعالى-: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (المنافقون:8). والعزة منها ما هو ممدوح، وهي التي لله -تعالى- وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمنِينَ، وهي العزة الحقيقية والدائمة والباقية، والأخرى العزة المذمومة، وهي التي لغير الله -عز وجل- وهي فِي الْحَقِيقَة ذل، قال -تعالى-: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا} (مريم: 81)؛ أي ليتمنّعوا به من العذاب. لقد كانت عزة النفس من أعظم صفات النبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - عزيزًا في حياته قبل الإسلام وبعده، فقد منعته عزة نفسه من أن يسجد لحجر لا يضر ولا ينفع، كما منعته تلك العزة من أن يأتي ما اعتاده قومه من الفواحش كالكذب، والغش، والخيانة، وشرب الخمر. وبعد الإسلام كانت كل مواقفه - صلى الله عليه وسلم - تنطق بالعزة المنزهة عن الكبر والفخر والخيلاء، فقد أعلن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أنّه «سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع». ولقد أخطأ كثير من الناس طريق العزة، فطلبها بعضهم بالمال، وبعضهم طلبها بالمنصب والجاه، ومنهم من طلبها بنسبه وقبيلته، وإن كانوا على غير هدىً، وأخطر من ذلك من طلب العزة عند الكافرين فيواليهم ويميل إليهم، وهذا من الوبال والخسران. والحق الذي لا مراء فيه أن من رام العزة فليطلبها بطاعة الله -تعالى-، والكف عن معاصيه، وقد لخص عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - هذا المعنى العظيم في كلمات قلائل، يقول فيها: «إنا كنَّا أذلَّ قومٍ فأعزَّنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزَّ بغير ما أعزَّنا الله به أذلَّنا الله»، وقال إبراهيم بن شيبان: «الشرف في التواضع، والعز في التقوى، والحرية في القناعة». إن المسلم حين يعيش حياة الطاعة فإنه يعيش عزيزًا كريمًا، نعم قد يُبتلى لكنه ذو نفس عزيزة، وقد تَجلَّى ذلك واضحًا في حياة السلف -رضي الله عنهم-، حتى في أحلك اللحظات وأشد المواقف وأقساها. إنَّ العِزَّة والإيمان صِنْوَان لا يفترقان، فمتى وَقَرَ الإيمان في قلوبنا، وتشبَّعنا به، تشرَّبنا العِزَّة، فانبثقت منها أقوالنا وأفعالنا، فما أعظمه من شعور نستمدة من عِزَّة هذا الدِّين وقُـوَّته! شعورٌ يجعلنا نترفَّع عن كلِّ ما من شأنه أن يَحُطَّ من قدرنا، أو يُرْغِمنا على إعطاء الدَّنيَّة في ديننا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك