رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 18 مارس، 2024 0 تعليق

انطلاق منتدى تراث الرمضاني الرابع: «من يحمل هم الأمة؟» واقع الأمة بين الأمس واليوم

  • إذا اجتمعنا على ما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم ستعود الأمة إلى خيريتها وسيمكن الله لها
  • الناشي: سعينا في المنتدى الرمضاني إلى تحقيق رسالة جمعية إحياء التراث الإسلامي في الدعوة إلى الله تعالى وبناء الوعي لدى عموم المسلمين والدعاة على وجه الخصوص في العديد من القضايا المجتمعية والأحداث المهمة التي تمر بها الأمة
  • الله عز وجل أرسل نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بهذه الرسالة حتى يُخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن الضلال إلى الهدى ومن الاعوجاج إلى الاستقامة
  • السلطان:الأمة التي تريد العزة والانتصار هي الأمة التي تحقق مقام التوحيد لله سبحانه وتعالى القائم على توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات
  • الأمة عاشت ما بين عزة وانتصار وقوة وضعف فكلما اقتربت الأمة وتمسكت بثوابت الدين كان لها العزة والنصر والتمكين كلما ضعف تمسكها بهذه الثوابت ضعفت وتراجعت
  • أهم تاريخ يجب على الأمة أن تهتم به هو تاريخ النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته فحياته [ التي كانت مدتها 23 عامًا ما هي إلا واقع عملي لكل أمة تريد العز والنصر والتمكين
  • واقع الأمة بين الأمس واليوم واقع متشابه ولكن واقع الأمس هو الواقع الذي نتطلع إليه
  • الأمة فيها خير والنهضة العلمية والفكرية لدعوة الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح موجودة وعلماؤها ورموزها موجودون وكتبهم ومؤلفاتهم موجودة
 

بدأت يوم الأربعاء الماضي 13 من مارس 2024، الموافق 3 من رمضان 1445، فعاليات منتدى تراث الرمضاني الرابع، وكانت المحاضرة الأولى بعنوان: (واقع الأمة بين الأمس واليوم)، ألقاها مدير إدارة الكلمة الطيبة د. خالد سلطان السلطان، وقد افتتح فعاليات المنتدى رئيس قطاع العلاقات العامة والإعلام سالم الناشي؛ حيث قال -في كلمته-: حياكم الله أيها الإخوة والأخوات، في هذا اللقاء السنوي المتجدد، وهذه الفعالية الرمضانية: (منتدى تراث الرمضاني)، التي أصبحت من الأنشطة الدائمة لقطاع العلاقات العامة والإعلام في شهر رمضان من كل عام، وهذا العام -بفضل الله تعالى- هو العام الرابع لهذا المنتدى الذي انطلقت فكرته عام 2021 م، الموافق: 1442 هـ.

  واستعرض الناشي تاريخ المنتدى بذكر عناوين المنتديات السابقة فقال: جاء (المنتدى الأول) بعنوان: (مقومات نجاح العمل الدعوي والإعلامي في مؤسسات العمل الإنساني)، أما (المنتدى الثاني) فكان بعنوان: (منطلقات لفهم العمل الدعوي والإعلامي في مؤسسات العمل الإنساني)، و(المنتدى الثالث) فكان بعنوان: (أثر القيم الإسلامية في الحفاظ على المجتمعات).

بناء الوعي

ثم بين الناشي أهمية هذا المنتدى واهتمام قطاع العلاقات العامة والإعلام به فقال: نسعى من خلال هذا المنتدى لتحقيق رسالة جمعية إحياء التراث الإسلامي في الدعوة إلى الله -تعالى-؛ وسعيًا لبناء الوعي لدى عموم المسلمين والدعاة على وجه الخصوص في العديد من القضايا المجتمعية والأحداث المهمة التي تمر بها الأمة.

المنتدى الرابع

        وأضاف، لقد حرص قطاع العلاقات العامة والإعلام أن يكون منتدى هذا العام متفاعلا مع الواقع الذي تمر به، فجاء بعنوان: (من يحمل همّ الأمة؟)، وقد حرصنا فيه على استضافة نخبة مميزة من العلماء، فضلا عن تخصيص محاضرة للنساء، وسيكون ضيف اليوم الأول للمنتدى (الشيخ: د. خالد سلطان السلطان) ومحاضرته بعنوان: (واقع الأمة بين الأمس واليوم)، وفي اليوم الثاني سيكون المحاضر (الشيخ: محمد الحمود النجدي) الذي سيلقي محاضرة بعنوان: (دور العلماء والدعاة في النهوض بالأمة)، وأما اليوم الثالث: فسيكون ضيفنا: (د. عيسى القدومي) الذي سيلقى محاضرة بعنوان: (الدور الحضاري للوقف الإسلامي)، وفي اليوم الرابع سيكون المحاضر: (سالم أحمد الناشي) ومحاضرة بعنوان: (المؤسسات الإعلامية وبناء الوعي المجتمعي)، ومن المملكة العربية السعودية يستضيف المنتدى هذا العام (الشيخ: د. محمد بن إبراهيم السعيدي)، وستكون محاضرته بعنوان: (دور المؤسسات الفكرية والأكاديمية في النهوض بالأمة)، ومن مصر يستضيف المنتدى: (الشيخ: شريف الهواري)، وستكون محاضرته بعنوان: (أهمية الشعور بالمسؤولية وتحملها)، ومن مملكة البحرين سيكون ضيف المنتدى: (الشيخ: فتحي الموصلي)، ومحاضرته بعنوان: (أسس ومقومات النهوض بالأمة)، ولم يغفل المنتدى هذا العام دور المرأة في حمل هم الأمة؛ فاستضفنا (د. صبيحة الخير الله) من اللجنة النسائية بالجمعية، ومحاضرتها بعنوان: (دور المرأة في النهوض بالأمة).

واقع الأمة بين الأمس واليوم

        ثم بدأ الشيخ د. خالد سلطان السلطان محاضرته قائلاً: أتقدم بالشكر الجزيل لإخواني في جمعية إحياء التراث الإسلامي، على هذه الجهود الطيبة المباركة في تقديم الثقافة والعلوم، والحديث حول قضايا تهم الأمة الإسلامية في واقعنا المعاصر، وهذا إن دل، فإنما يدل على الإحساس بالمسؤولية تجاه أمة الإسلام، وكذلك بيان ما لها وما عليها، والطرائق الناجحة والناجعة في عودة الأمة إلى كل خير، وهذا في الحقيقة إن دل فإنما يدل على مصداقية ذلك المنهج الكريم الذي تتبناه هذه الجمعية، وأتباع هذه الجمعية المباركة.

الشكر لقطاع الإعلام ورئيسه

         كما أذكر قطاع العلاقات العامة والإعلام وعلى رأسه الأخ الكريم م. سالم الناشي، بطل الإعلام ورجل الإعلام الكبير الذي تعلم على يديه كثير من الشباب والإعلاميين اليوم الذين على الساحة، هم في الحقيقة تلاميذ وصدقة من صدقات هذا الرجل الذي أحسبه، والله -عز وجل- حسيبه، وما المتكلم اليوم إلا أحد حسنات هذا الرجل، فقد دخلنا الإعلام، وأخذنا من أستاذ كبير م. سالم الناشي كثيراً من الدورات التي استفدنا منها، في الحقيقة في واقعنا العملي في الدعوة عبر الإعلام ووسائله.

واقع الأمة آلامها وآمالها

        حديثنا اليوم مع شعار المنتدى لهذا العام وهو حديث عن واقع الأمة، والحديث عن آلامها وآمالها، وكذلك محاولة معرفة الطريق الصحيح للوصول بهذه الأمة إلى ما كانت عليه من قبل، يدعوني إلى أن أتكلم، وأولاً، سأرجع إلى 1445 عامًا، ثم بعد ذلك سأنطلق بإذن الله -عز وجل- قبل هذا التاريخ أيضًا بـ 500 عام، وحديثي هذا يبدأ من قبل البعثة النبوية بــ500 سنة، والله -عز وجل- حكى واقع الأمة، وصور لنا الواقع في الحقيقة بعبارات قليلة، ولكن من يتدبرها ويتأملها يعرف ما معنى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام بالدعوة إلى الله؟ وما معنى ما قامت به الأمة من بعد النبي -صلى الله عليه وسلم - في الوصول إلى العزة والانتصار الذي تحقق؟ يقول الله -عز وجل-: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (الجمعة:2)، هذه الآية تتكلم عن 500 سنة قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم -، وما هو حال الناس عمومًا، وحال أمة العرب خصوصًا؟ لأنَّ بها بدأت الدعوة، والدعوة كانت دعوة عالمية وليست للعرب خاصة، وقد حكى الله -عز وجل- لنا هذا الأمر في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: 107)، فما من نبي إلا وجاء بدعوة خاصة، وأما محمد -صلى الله عليه وسلم - فجاء للناس كافة، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}.

الحال قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم

       هذه الحال قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - بـ500 عام إلى زمنه الذي صاحبه، والواقع الذي عاشه - رضي الله عنه -، الله -عز وجل- أتى بكلمة، كان الناس في ضلال مبين، يعني في جاهلية جهلاء، وفي ظلمة ظلماء، أمم كانت تعيش في البغي والعدوان والضلال، لا آمنوا بالله -عز وجل- الإيمان اللائق، ولا وقروا الأنبياء والرسل التي جاءت بالمعجزات والبيّنات، ولا قاموا بالعمل بالكتب المنزلة عليهم، ينطبق عليهم أيضا هذا الوصف «في ضلال مبين»؛ لذلك الله -سبحانه وتعالى- عندما بعث النبي -صلى الله عليه وسلم - بعثه بالهدى والنور {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (الصف: 9).

إخراج الناس من الظلمات إلى النور

       الله -عز وجل- أرسل محمداً - صلى الله عليه وسلم - بهذه الرسالة، حتى يُخرج الناس من الظلمات إلى النور، من الضلال إلى الهدى، من الاعوجاج إلى الاستقامة، ويغير سلوك الناس من سلوك سيء وسلبي إلى سلوك محمود وإيجابي، قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ وفي روايةٍ (صالحَ) الأخلاقِ». وعند النظر في دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - نجد أنها قامت على ثلاثة أسس: الأساس الأول: قضية التوحيد، فما من نبي ولا رسول إلا جاء بلا إله إلا الله، إذًا الدعوة التي لابد أن ينطلق منها الدعاة، والأمة التي تريد العزة والانتصار هي الأمة التي تقوم على هذا الأساس المهم والجانب الرئيس وهو تحقيق مقام التوحيد لله -سبحانه وتعالى-، الذي يقوم على توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

الأساس الثاني: الاتباع للنبي - صلى الله عليه وسلم -

       الأساس الثاني هو الاتباع للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فنحن لا نستطيع معرفة الدين، أو أنْ نطَبِّق الدين من غير أن نؤمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لذلك قال الله -عز وجل في قضية الإيمان وأركانه-: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} (البقرة: 285)، إذا أخذنا لا إله إلا الله دون محمد رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، سيكون هناك خلل، فلذلك جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بدعوة الناس للإيمان به رسولا، واتباعه - صلى الله عليه وسلم - نبيا مرسلا من عند ربه -جل وعلا-، فقال الله -عز وجل-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (الحشر: 7)، لن يدخل أحد في دين الله -سبحانه وتعالى-، وفي رحمته ويوم القيامة في جنته، إذا أخذ الشطر الأول، وترك الشطر الثاني.

الأساس الثالث: الإسلام هو الدين الحق

        الأساس الثالث، وهو الإيمان أن دين الإسلام هو الدين الحق، والإسلام المقصود به ما جاء في الكتاب، وما جاء في السنة، {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} (البقرة:2)، {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} (الأحزاب:43)، آيات الله -عز وجل- هي القرآن، والحكمة هي سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذًا من أراد أن يطبق الإسلام من غير القرآن ومن غير السنة فنقول: أبعدت الطريق وقد ضل ضلالا كبيرًا، وأيضا لو أراد أحد أن يطبق الإسلام من خلال القرآن فقط دون السنة أو السنة من غير القرآن، فنقول أخطأ الطريق؛ لأن القرآن والسنة شيء واحد، قال - صلى الله عليه وسلم -: «ألا إني أُوتيتُ القرآنَ ومثلُه معه».

أثر هذه الأسس في واقع الناس

        تعالوا لنرى هذه الأسس الثلاث كم كان لها من أثر في واقع حياة الناس في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -! النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا في مكة ثلاث عشرة سنة، كانت الدعوة في داخل مكة، ومن يأتي إلى مكة من القبائل ولاسيما في وقت المواسم، النبي - صلى الله عليه وسلم - استطاع أن يصل إلى بعض القرى والمدن القريبة من مكة المكرمة، حتى جاء وقت الهجرة، هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، وقد هيأ الظروف والأسباب لاستقباله - صلى الله عليه وسلم -، فكانت هي الانطلاقة بعد ذلك. فقدر الله -عز وجل- ما كان بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وكل الكفار الذين يحاربونه - صلى الله عليه وسلم - لدينه ولعقائده، وللأسس الثلاثة التي ذكرناها قبل قليل، قضية الرضا بالله ربا، والرضا بالإسلام دينا، والرضا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا ورسولا، ثم حج حجة الوداع، وكان عدد الناس بالآلاف المؤلفة، بعدما كانوا قلة في المدينة أو في مكة المكرمة. والله -عز وجل- وعده {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} (الفتح:1)، وقال -تعالى-: {إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ (3) إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}، وفعلا رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الانتصارات، ورأى هذه العزة، ورأى هذا التمكين، بل انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - في الخطاب إلى ما هو أكبر من ذلك، خاطب ملك فارس، وملك الروم، وملك اليمن، وملك مصر، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - الكتب والدعوة إلى الله -عز وجل- لهذه الأمم جميعًا في عهده - صلى الله عليه وسلم .

تركتكم على البيضاء

        توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذه الأسس الثلاثة بينة وواضحة ومعروفة، والمنهج الذي تركه - صلى الله عليه وسلم - لأمته كان واضحا، قال - صلى الله عليه وسلم -: «تركتُكم على البيضاءِ ليلِها كنهارِها، لا يزيغُ عنها بعدي إلا هالِكٌ»، فالصحابة -رضي الله عنهم- بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفترة الخلافة الإسلامية التي بدأت من أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم جميعًا- ثم من جاء بعدهم بإحسان إلى يوم الدين، كل هذه الفترة عاشت الأمة على هذه الأسس الثلاث، كانوا يفهمون كتاب الله -عز وجل- وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - بما جاء، نقله عنهم -رضي الله عنهم وأرضاه-، وكان حجتهم على أنفسهم بأنفسهم بما رأوه وسمعوه، ونقلوه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان قولا، وما كان فعلا؛ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - تركهم على هذا الحال البيّن الواضح فتمسكوا به فأصبح لهم كيان وقوة وتمكين. ولا شك أن الأمة عاشت ما بين عزة وانتصار، وما بين قوة وضعف، فكلما اقتربت الأمة وتمسكت بهذه الأسس الثلاثة كان لها العزة، والنصر والتمكين، وكلما ضعف تمسكها بهذه الأسس الثلاثة ضعفت وتراجعت.

الفهم الصحيح

       وقد أدركت الأمة بأن الكتاب والسنة لن يُفهما فهمًا صحيحًا إلا بفهم من كانوا يعيشون هذا التنزيل، ويعيشون هذا الوحي، ويعيشون هذا الواقع، وهم الصحابة -رضي الله عنهم-، والله -عز وجل- صرح في كتابه بأن الفهم الصحيح هو ما فهمه الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم-، وهذا في قوله -سبحانه وتعالى- « مَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا «.

الحرب على أمة الإسلام

        إذًا الحرب التي يخوضها الشرق والغرب، على أمة الإسلام، إنما هي حرب من أجل الوصول إلى هذه الأسس الثلاثة، وإضعاف الأمة من خلال القضاء عليها، فتضعف العزة، ويضعف التمكين، ويضعف الانتصار؛ فأعداؤك إذا علموا بمصادر قوتك، سعوا سعيا حثيثا في إضعافك، وهذا في الحقيقة كما يقال من الواقع الذي لا يختلف عليه أحد، وهو أنَّ أعداء الإسلام. لا يتركون سبيلا لإضعاف أمتنا إلا يسعون إليه، وهم يقرؤون التاريخ جيدا، ويعرفون ما تتمتع به الأمة من مصادر قوة، وذلك من خلال معرفتهم لتاريخ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتاريخ الخلفاء الراشدين، وتاريخ الأمم التي جاءت من بعدهم. يعرفون متى الأمة تنتصر؟ ومتى تضعف؟ ومتى يمكن لها؟ يدرسون هذه الأمور كلها، فالأمر ليس جزافا، يعني قضية الانتصار والعزة والتمكين، هذا ليس شيئا عابرا ليس له سبب، وليست القضية مرتبطة بقضية الجيوش والقوة العسكرية، وما تمتلكه الأمة من مقدرات عددية وعتادية، لا، الموضوع أكبر من ذلك. فالنبي - صلى الله عليه وسلم - انتصر في المعارك والغزوات كافة، وكان الغالب الأعم أن أعداء النبي - صلى الله عليه وسلم -، والجيوش التي واجهها هي الأكثر في عتادها، وفي عدتها، وفي خبرتها العسكرية، ومع ذلك ينصر الله -سبحانه وتعالى- نبيه، لمَ؟ لأن عندنا شيئا عظيما في ديننا الكريم، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد: 7). {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}، {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}، {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (يونس: 62)، معية الله -عز وجل- مع عباده، جعلت هذا الأمر سببا من أسباب العزة والانتصار والتمكين.

تاريخ النبي - صلى الله عليه وسلم 

      فأقول أهم تاريخ يجب على الأمة أن تهتم به هو تاريخ النبي - صلى الله عليه وسلم -وسيرته، فحياته - صلى الله عليه وسلم - التي كانت مدتها 23 عامًا، ما هي إلا واقع عملي لكل أمة تريد العز والنصر والتمكين، فكلما اقترب الناس من هذه الأسس الثلاث التي تمسك بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، اقتربوا من النصر ومن التمكين، وكلما ابتعدوا، ابتعد عنهم النصر والتمكين، فالخلل الكبير، والفجوة الكبيرة، في معرفة طريق العودة هو عدم معرفتنا لهذه القصة التاريخية، ولهذه الحقبة المباركة، ولهذه السيرة النبوية التي جعلها الله -سبحانه وتعالى- نبراسا، وجعلها علامة، وجعلها منارة وعَلَما.

النموذج المثالي للأمة

       القرون الثلاثة الأولى هي أيضا نموذج عملي واقعي لتقييم واقع الأمة، عندما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خيرُ الناس قرْني، ثمَّ الَّذين يلونَهم، ثمَّ الَّذين يلونَهم»، هذه القرون الثلاثة التي أخبر عنها النبي - صلى الله عليه وسلم -، هي نموذج واضح، وبيّن للأمة، يعني قرابة 300 سنة، سارت على نهج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتمسكت بالأسس الثلاثة التي ذكرناها.

الأمة لم تمت

        أنا لا أدّعي بأن الأمة وصلت إلى مرحلة الموت، وأنها جسد بلا روح، أو روح بلا جسد، ولكن أقول جسد ضعيف بروح فيها ضعف، والأمة اليوم إذا أردنا أن نتكلم عنها ونقول طريق عزتها، وطريق تمكينها وواقعها يحكي حالة هذا الضعف الجسدي والروحي، نقول هناك أولا بشارة، البشارة التي نعيش عليها وعاش عليها علماء الأمة عبر تاريخهم المديد، وهو أنه قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزالُ طائفةٌ مِنْ أُمِّتي ظاهرينَ على الحقِّ أوْ على الحقِّ ظاهرينَ لا يضرُّهُمْ مَنْ خذلَهُمْ وفارقَهمْ حتَّى يأتيَ أمرُ اللهِ»، هذا الحديث يعطينا أن هناك في الأمة نورا لا ينطفئ، وجماعة على الحق قائمة لا تنتهي.

الطائفة المنصورة والفرقة الناجية

        وهذا معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «افترقتِ اليهودُ على إحدَى وسبعينَ فرقةً، وافترقتِ النصارَى على اثنتَينِ وسبعينَ فرقةً، وستفترقُ هذه الأمةُ على ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً كلُّها في النارِ إلا واحدةً، قيل: من هي يا رسولَ اللهِ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: مَن كان على مِثلِ ما أنا عليه وأصحابِي»، وهذا الدليل واضح جدا بأنها هي الطائفة المنصورة، وهي الفرقة الناجية، وهي التي ستكون مشعل النور للأمة في أي زمان، فالأمة اليوم يجب أن تبحث عن هذه الفرقة، وعن هذه الطائفة التي نجت بنفسها، وتنجي غيرها، هذه هي سفينة نوح، وهي طريق الأمان وهي الخط الموصل إلى خط النبي - صلى الله عليه وسلم -، لمَ؟ لأنها تمسكت بالأسس والأصول الثلاثة التي ذكرناها: التوحيد والاتباع واليقين بأن الإسلام هو الدين الحق.

تجديد الدين

       وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يأتي على رأس كل مئة، يعني كل قرن من يجدد للناس دينهم، ما معنى التجديد؟ التجديد ليس دخول شيء جديد، يجدد يعني العودة إلى ما كان سابقا، هم أصحاب الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة، وأهل السنة والجماعة المقصود هم السلفيون الذين يسيرون على القواعد الثلاث، قال الله، قال رسوله، قال الصحابة ليس بالتمويه، وابن القيم -رحمة الله تعالى عليه-، وشيخ الإسلام ابن تيمية، ومن سار على هذا الفلك في عهدهم، وفي زمنهم، كانوا نواة لهذه الدعوة، طبعا من قبل ما جاء في زمن الإمام أحمد بن حنبل والإمام مالك والإمام الشافعي، وأبو حنيفة -رحمهم الله- كان مثل ذلك، وما جاء بعد ذلك من عهود بعد شيخ الإسلام ابن تيمية، حتى جاء شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب مثل ذلك.

مسيرة لا تنتهي

        والحق يقال أنَّ ما قامت به الدولة السعودية وعلماؤها من هيئة كبار العلماء ورموز الأمة، الشامخة كالشيخ عبدالعزيز ابن باز، والشيخ ابن العثيمين، وفي الشام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، الذين قاموا بنشر هذا المنهج المبارك بأدلته، والوقوف أمام كل العابثين في وسط الأمة، والنخر في هذه الأمة، ويظنون بأنهم يحسنون صنعا، وهم أبعد ما يكون من تلك الجماعات والفرق التي ارتضت بالانهزامية، حتى جاؤوا بفكر قريب من فكر أعدائها، وهذا ما قاله وقرره، الشيخ عبد الله السبت -رحمه الله تعالى- في رسالته الصغيرة: «الأمة بين الآمال والواقع»، رسالة صغيرة من جملة مجموع الشيخ عبدالله السبت وعلومه، وهي مجموع مؤلفات الشيخ عبدالله السبت التي قام بالمراجعة والتحقيق، الشيخ الدكتور خالد بن جمعة الخراز، وأشرف عليه الإشراف العام أخوكم الدكتور خالد السلطان، الشيخ عبدالله السبت هنا في هذا الكتاب يتكلم عن واقع الأمة الحاضر، ويقول ومن ينظر إلى تاريخ أمتنا، حتى مع وجود الاستعمار في بلادها، أو قبل الاستقلال، كانت عندها من العزة ومن المكانة ما ليس عندها الآن في دنياها، وهي مستقلة واضحة الحدود، ثم يأتي بعد ذلك ليقول وإذا نظرنا إليها أي الأمة على امتداد تاريخها، نرى أنها كانت قوية عندما كان المرجع هو العلم، وأهل العلم واللجوء إلى حكم الله -سبحانه وتعالى-، المتمثل بكتاب الله -عز وجل-، وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفهمهما وفق فهم السلف الشامل لأمور الحياة جميعا.

رؤية تاريخية

        ثم بين قضية مهمة، يقول: فإذا نظرنا إلى أمتنا بمنظار تاريخي نرى أنها لما كان الأمر يساس بالدين، كانت لها مكانة ولها آل، ولما آل الأمر إلى غير الدين ضاعت هذه المكانة، فوقعنا كما عبّر عنه ابن خلدون -رحمة الله تعالى عليه- في تقليد الأم المغلوبة للأمة الغالبة، وقد عقد ابن خلدون فصلا في كتابه المقدمة، فصل في أن المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه، ونحلته، وسائر أحواله وعوائده، والسبب في ذلك أن النفس أبدا تعتقد الكمال فيمن غلبها، وانقادت إليه. ثم بعد ذلك يحيل شيخنا الشيخ عبدالله السبت -رحمة الله تعالى عليه -لقضية من أراد أن يصحح واقع الأمة نقول له: على أي منهج، تريد، وعلى أي فكر تريد أن ترجع الأمة إلى ما كانت عليه؟ تجده يقول بالقاعدة التي انطلق منها كثير من الجماعات، «أن نتعاون فيما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه»، وهذه قاعدة خطأ باطلة بكل المعايير! ولكن فلنجتمع على ما جاء في كتاب الله -عز وجل- وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولنفهم ما جاء في كتاب الله -عز وجل- وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - على فهم السلف الصالح، وبهذا تعود الأمة إلى خيريتها.

الأمة بين الآمال والواقع

      والذي سيقرأ رسالة الأمة بين الآمال والواقع سيصل إلى هذه النتيجة وهي: أنه لن يكون للأمة واقع فيه انتصار، فيه تمكين، فيه عز إلا بشيء واحد، لن يكون لأمة، أو لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وهي العبارة التي قالها الإمام مالك -رحمه الله-، وغيره من علماء الأمة، لن يصلح آخر هذه الأمة، يعني كل عالم من العلماء كان في زمنه يقول لن يصلح الله أحوالكم، ولن يرفع الله -عز وجل- من مقامكم، ولن يكون لكم النصر والتمكين والعز على أعداء الدين، إلا بأن تعودوا إلى ما كان عليه العهد الأول، عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعهد الصحابة -رضوان الله عليهم.

الأمة فيها خير

       اليوم نحن لسنا بواقع كما يقال أسود، وإن كان بعضهم يحاول أن يجعل الأمة تعيش حالة الجاهلية، ويقول نحن الآن نعيش حالة الجاهلية العصرية، ويطبقون آيات الكفر والشرك على أمتنا، وهذا فكر خطير! أنا أحذر منه من خلال هذا المنبر، الأمة فيها خير، ونواة الخير موجودة، ومنهج أهل السنة والجماعة قائم، والجماعة السلفية لها وجود، ومصادر التشريع آمنة موجودة، هذا القرآن بين أيدينا، وهذه سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أيدينا، وما يقوم به المحققون في بيان أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ما بين صحة أو ضعف فيما هو فيه خلاف بينهم، والباقي الأكبر هو من الصحيح المتفق عليه، هذا قائم بحمد الله -عز وجل-، وما قام به أسد السنة الشيخ الألباني -رحمة الله تعالى عليه -في ترسيخ هذا المنهج الحديث الواضح، وما قام به الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، وما يقوم به الشيخ اليوم صالح الفوزان ومن معه من علماء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها، هي قضية ليست في السعودية ولا في الكويت، ولا في الخليج، هذه الجماعة موجودة في العالم كله، هذا المنهج موجود في العالم كله، ما من دولة تخلو من أناس يحملون هذا المنهج المبارك الذي هو شعلة أو بداية النور لواقع الأوطان والبلدان والشعوب والحكومات و الأمم، فنقول: إن وجود هذه الطائفة وبيان منهجها -بحمد الله عز وجل- واضح، وبيّن، وهو طريق العودة والنصر.  

حقيقة الحرب على الإسلام ومقاصدها

        اليوم، وبه أختم، كما قال الشيخ عبدالله السبت -رحمة الله تعالى عليه-، ليست الحروب هي حروب من أجل الأموال والثروات الطبيعية الموجودة في عالمنا العربي والإسلامي، إنما المقصود من ذلك كله إقامة الحرب على دين الله -سبحانه وتعالى-، وإحلال المناهج الفاسدة الغربية، الديمقراطية، والاشتراكية، والفكر الليبرالي، والفكر العلماني، والفكر الإلحادي، يريدون أن يخرجونا من هذا، يعني البيت العظيم، وبيت العز والتمكين، وهو الإسلام، إلى بيوت الدعارة، والفسق، والفجور والرذيلة، وما دعوة اليوم للمثلية وانتشارها، والدعم لكثير من المنظمات والدول لها، ما هو إلا دليل على هذا الانحطاط الذي يريد العالم أن يوصل إلى عالمنا العربي والإسلامي رقم واحد، فضلا عن ذلك العالم الذي انطمست هويته ومعالمه من مئات السنين. خلاصة القول: الأمة فيها خير، والنهضة العلمية والفكرية لدعوة الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح موجودة، وعلماؤها ورموزها موجودون، كتبهم ومؤلفاتهم موجودة، نبدأ بالقرآن، ونبدأ بالسنن، صحيح البخاري، وصحيح مسلم، ثم السنن الأربعة وغيرها من كتب الحديث، وأن نسير على المنهج المبارك الذي سار عليه الأئمة الأربعة في الفقه، وفي فهم العقيدة السلفية السليمة، وأن نعرف ما كتبه وسطره مجددو هذه الأمة، -رحمة الله تعالى عليهم- وعلى رأسهم شيخ الإسلام أحمد بن حنبل، ثم شيخ الإسلام ابن تيمية، ثم شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، ثم شيوخ الإسلام الشيخ عبدالعزيز بن باز وابن عثيمين والألباني -رحمة الله تعالى عليهم- الذين جددوا لهذه الأمة هذا الدين وجددوا لنا طريقنا.    

الواقع الذي نتطلع إليه

        فواقع الأمة بين الأمس واليوم واقع متشابه، ولكن واقع الأمس الأول، هو الواقع الذي نتطلع إليه، ومن شبه هذه القرون بأن الرجوع إليها هو رجوع إلى التخلف، نقول: التخلف فيما نراه اليوم في الواقع؛ لأننا ابتعدنا عن مصدر العز والتمكين والنصر والحضارة والتطور والإنجازات العلمية والإبداعات الفكرية، وأقصد الفكرية في غير منهج الدين، تعالوا اليوم لنرى واقع أبناء أمتنا واختراعاتهم وقدراتهم، ومن ينظر في واقع الغرب اليوم حتى على مستوى، الصناعات، وعلى مستوى التقدم التكنولوجي، سنرى بأن هناك بصمات من العقول العربية المسلمة التي وراء هذا التقدم، ووراء هذا التطور، ولكن ما وجدوا الفرصة في بلداننا العربية والإسلامية، في داخل أمتنا ما احتضنهم أحد، لذلك ذهبوا إلى من يحتضنهم، ولكن لو جئنا بأبنائنا وقلنا لهم: تعالوا إلى أوطانكم وإلى بلدانكم وإلى أمتكم، والأمة ستحتضنكم، وسنجمع بين خير الدنيا وخير الدين، أما خير الدين فهو واضح، لا مجال لتغييره، أما خير الدنيا متطور  متنوع، وأسبابه كثيرة، ولكن نقول أيضا: إن الدافع الأكبر هو دافع البركة الذي أخذنا لهذا المنهج المبارك لديننا العظيم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك