رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 4 أكتوبر، 2010 0 تعليق

اليهودية والباطنية.. مصالح وأهداف (1-2)


الفرق الباطنية ونخص منها في أرض فلسطين القاديانية (الأحمدية)،  والبهائية، والدروز، هم ورقة يحقق اليهود والغرب بها أهدافه ومصالحه في المشرق الإسلامي، ولا يستغني كل من عادى الإسلام والمسلمين عن جهود الفرق الباطنية وعقائدها في طعن المسلمين من الخلف، فهم الأداة التي تفرق الأمة وتشعل الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وشبهاتهم التي يشيعونها هي تلك الأكاذيب التي يستخدمها اليهود – على وجه الخصوص – في التشكيك والتهوين من مكانة المسجد الأقصى عند المسلمين.

كانت بداية القاديانية التي تلقب نفسها بـ (الجماعة الإسلامية الأحمدية) في فلسطين حين وصل بعض أتباعهم إليها عن طريق حيفا، وكان في مقدمتهم ابن مؤسس الفرقة القاديانية وخليفته بشير الدين محمود أحمد  عام 1924، وحضر معه القادياني جلال الدين شمس الذي أسس مركز الجماعة في قرية (الكبابير) على قمة جبل الكرمل في حيفا, وقد تبع ذلك بناء أول معبد للجماعة  هناك عام 1934، وكان ذلك برعاية حكومة الانتداب البريطاني المحتلة لأرض فلسطين آنذاك, وتم إعادة بناء ذلك المعبد في عام 1979 ويعرف تدليساً بمسمى (مسجد سيدنا محمود)  ، وأسس مجلة (البشارة) التي تحولت إلى (البشرى) – حالياً - وهي المجلة الأحمدية القاديانية الوحيدة في الديار العربية، ولا تزال تصدر في فلسطين المحتلة إلى وقتنا الحاضر.

وتضم قرية (الكبابير) الآن قرابة 3000 نسمة معظم سكانها من أتباع القاديانية، وما زال اهتمام الجماعة الأحمدية بالانتشار في العالم العربي والانطلاق نحو هذا العالم عبر فلسطين رغم تمحورها في الكبابير بحيفا في فلسطين.

وقد عاشت الجماعة في شبه عزلة عقائدية حيث لم تنتشر القاديانية بين العرب المسلمين المقيمين في أراضي عام 1948 بدليل أنهم من خارج قرية «الكبابير» لا يتجاوزون العشرات بمن فيهم متبعو القاديانية من سكان الضفة الغربية، إلى أن فتح لهم الكيان اليهودي أبوابه، ودعمتهم عواصم الدول الغربية ليقيموا معابدهم وينشروا أفكارهم عبر الفضائيات والمجلات والنشرات ومواقع الإنترنت، ومحاولاتهم ما زالت جاهدة في نشر عقيدتها في العالم الإسلامي والدول العربية. 

ولبسوا على الكثيرين بمظهرهم الذي تصنعوه وكأنهم مسلمون! وحقيقتهم أنهم أداة للتدمير والفتن، وهم من أخطر الفرق الهدامة على الإسلام، وهل من فتنة أعظم من فتنة المسلمين في عقيدتهم؟

وعلاقات الطائفة القاديانية وطيدة مع الكيان اليهودي, فقد فُتحت لهم المراكز والمدارس ومُكِّنوا من إصدار مجلة تنطق باسمهم, ولهم مطلق الحرية والدعم في طباعة كتبهم وضلالاتهم وتوزيعها في العالم, وانتقالهم الحر بين فلسطين ودول العالم.

ولليهود في تلك العلاقة مآرب ، فقد سلك اليهود في عدائهم للإسلام والمسلمين مسلكين: الأول العداء العلني وكيدهم المتواصل للإسلام وأهله؛ والمسلك الثاني الكيد الخفي للمسلمين، برعايتهم الفرق الباطنية، فقد تلقفوا البهائية والقاديانية، منذ أن نشطوا لتأسيس وطن قومي لهم في فلسطين منذ القرن التاسع عشر تقريباً، ودعموهما بما يملكون من جهد ووقت ومال، في داخل فلسطين وخارجها، واحتضنوهما وأقاموا لهما المنشآت وكافة التسهيلات لينشروا أباطليهم ، ولتكون تلك الفرق عوناً لليهود على الإسلام والمسلمين.

وللقاديانيين قناة فضائية اسمها: (التلفزيون الإسلامي الأحمدي)، ومواقع على الشبكة العالمية (الإنترنت) ويطلقون على أنفسهم مسمى (الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية)، والمتصفح لمواقعهم باللغة العربية يجدهم قد هذبوها من أغلب ما يثير  المسلمين عليهم؛ حيث تقرأ شهادة «أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله» أعلى الصفحة الرئيسة للموقع وصورة الكعبة في مكة المكرمة حتى يدلسوا على المتصفح لذلك الموقع بأنهم لا يخالفون عقيدة المسلمين، وأكثروا فيه من مدح العرب وخدمات قادتهم وخطاباتهم ومواقفهم من القضايا العربية؛ ليدفعوا التهم بعلاقتهم بالاستعمار.

وخلال عام 2010م وحينما تم وقف بث قناة (الرحمة) الفضائية المصرية على القمر الصناعي المصري (النايل سات) بزعم معاداتها للسامية، ووقف بث قناة الأقصي الفلسطينية من على (النايل سات) أيضاً بزعم إنها قناة إرهابية لأنها تقاوم الاحتلال الصهيوني، في الفترة نفسها ظهرت على (النايل سات) قناة الأحمدية القاديانية بعد انقطاع دام ما يقرب من عامين.

فالرعاية اليهودية وصلت لأن ترعى بث القناة القاديانية في فلسطين، والمتابع للمواد التي تنشر على تلك القناة يعرف أسباب تلك الرعاية اليهودية؛ حيث تدعي القناة في المواد التي تبثها أن الإسلام لم يأمر بقتال اليهود وأن الرسول [ رحب باليهود في المدينة، وكانت تربطه بهم علاقات مودة ومحبة واستشهدوا على ذلك بأن الله وصف اليهود في القرآن الكريم بالذكاء والجدية في قوله: {وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين} وقالوا أيضا: إن المسلمين لم يقاتلوا اليهود أبدا وإن المسؤول عن المذابح في حق اليهود هم المسيحيون الذين يظهرون اليهود بشكل بشع ويحرقونهم.

ولليهود في رعايتهم مقاصد وأهداف واضحة جلية، أولها شق صف المسلمين في فلسطين بزرع الفرق الباطنية وتسهيل مهامهم؛ لهدف أساسي وهو كف المسلمين عن ذروة سنام الإسلام وهو الجهاد في سبيل الله، وشحن المسلمين بسيل من الشبهات والشهوات، وبث السموم لتوهين الثوابت في نفوس المسلمين. والهدف الأهم هو إسقاط جوهر الإسلام واستعلائه وظهوره وتميزه، بجعل دين الإسلام المحكم المحفوظ من التبديل في مرتبة الأديان المحرفة، وإظهار الخلاف العقدي بين المسلمين.

لقد سعى اليهود لزرع جماعات وفرق ذات طابع ديني إسلامي – كما تزعم - تكون جواسيس لهم تستطلع الأخبار وتنشر بعض الأفكار التي تخدم كيانهم الغاصب، كالقاديانية التي تلقب نفسها بـ «الجماعة الإسلامية الأحمدية» لتخدع البسطاء من المسلمين بهذا الاسم الرنان، وهي طائفة أجمع العلماء على كفرها وردتها ظاهرها الإسلام وباطنها الولاء المطلق للإنجليز واليهود وأعوانهم.

المتابع لنشاط الفرق الباطنية في العالم العربي والإسلامي وبالأخص (البهائية)يجد أن من مركز دعوتها الأساس أقيم في الأراضي التي احتلها اليهود في عام 1948م، والتي أسموها (دولة إسرائيل)، قَدم الكيان اليهودي كل الرعاية والدعاية لهم، وأقام المراكز والمعابد وسهل نشر أباطيلهم؛ ليصل نشاطهم إلى مناطق الضفة والقطاع وشرقي القدس على وجه الخصوص، والعالم العربي والإسلامي بالعموم.

فالبهائيون في فلسطين المحتلة يعاملون معاملة اليهود منذ قيام الكيان اليهودي على أرض فلسطين، وتُرعى معابدهم وتجمعاتهم كما ترعى المعابد والكنس اليهودية، ويوجد العديد من المحافل والمراكز والأماكن المقدسة للبهائية في عكا وحيفا والتي لها الصون والدعم الكامل والتسهيلات المفتوحة والترتيبات الكاملة لتهيئتها لتكون محجاً للبهائية وأتباعهم في العالم أجمع.

وللبهائية علاقات وطيدة مع الكيان اليهودي منذ بدايته، فقد أيد البهائيون تجمع اليهود في فلسطين وعدّوا ذلك مما جاء في العهد القديم؛ ولهذا يحرم البهائيون الجهاد وحمل السلاح وإشهاره ضد الأعداء ولاسيما اليهود، ويَدعُون إلى السلام المطلق مع اليهود وتقبل الأمر الواقع على أرض فلسطين.

وبينما يمارس العدو الصهيوني سياسة الاعتداء على المقدسات الإسلامية من مساجد ومقابر ومراكز، نجد أن محافل البهائية تراعي مراعاة خاصة وكأنها محافل وكنس يهودية. ويوجد العديد من المحافل والمراكز والأماكن المقدسة للبهائية في عكا وحيفا التي لها الصون والدعم الكامل والتسهيلات المفتوحة والترتيبات الكاملة لتهيئتها لتكون محجاً للبهائية.

والإعلام اليهودي يساند البهائية ويبرزها على أنها حركة رائدة في مجال الفكر الإسلامي، وقد كافأهم ورعاهم الكيان اليهودي بأن أنشأ لهم بناية ضخمة في حيفا على جبل الكرمل في إبريل 1983م، أطلقوا عليها مسمى (بيت العدل)؛ لتكون مقراً لمركز البهائية الذي يديره تسعة بهائيين يتم انتخابهم حيث كلف بناؤها أكثر من 250 مليون دولار.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك