رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 4 أكتوبر، 2010 0 تعليق

الوكيل المساعد لشؤون القرآن والدراسات الإسلامية عبدالله مهدي براك في حوار مع (الفرقان): نهدف إلى تخريج أكبر عدد ممكن من حملة القرآن العظيم ممن أتقنوه حفظاً وتلاوة

 

 

بدأت مسيرة قطاع شؤون القرآن الكريم والدراسات الإسلامية في الكويت الحبيبة, منذ الماضي البعيد, وحتى هذه اللحظة, تُظهر حب المواطنين لكتاب الله الكريم, وكيف اهتمت الدولة من خلال هذا القطاع الشامخ بكتاب الله الكريم, وحفظ آياته, وتفسيره, ودراسة تجويده, وأحكام قراءاته, ودراسة علومه, ونشره بين المجتمع, وأيضاً الاهتمام الكبير بالناشئة من البنين والبنات في هذا الوطن الغالي, من خلال إدارة السراج المنير؛ والاهتمام كذلك بشريحة النساء والأسرة من خلال إدارة التنمية الأسرية.

لذا كان علينا أن نبين للقارئ الكريم، ما هو قطاع الدراسات وإداراته الأربع، فقد خصصنا هذا اللقاء لنعرض فيه كل ما يحتاجه القارئ من معلومات تاريخية وحديثة عن قطاع الدراسات في هذا الحوار مع الوكيل المساعد لشؤون القرآن الكريم والدراسات الإسلامية عبدالله مهدي براك... فإلى تفاصيل الحوار:

- في البداية, نريد أن نتعرف منكم على الإدارات التابعة لقطاع الدراسات الإسلامية وشؤون القرآن الكريم؟

- الإدارات التابعة لقطاع شؤون القرآن الكريم والدراسات الإسلامية هي: إدارة الدراسات الإسلامية، وإدارة شؤون القرآن الكريم، وإدارة التنمية الأسرية، وإدارة السراج المنير.

- بعض الإدارات التابعة للقطاع لها تاريخ طويل في العطاء، مثل إدارة الدراسات الإسلامية فهل لنا إن نتعرف على نشأتها؟

- كان حفظ كتاب الله تعالى، وترتيله وتجويده، هو الهدف الأساسي الذي من أجله أُنشئت دور القرآن الكريم؛ ويأتي هذا الاهتمام لما تميزت به دولة الكويت من قديم نشأتها بحفظ القرآن الكريم، عن طريق الكتاتيب في مساجد الله تعالى، وبهذه السّنة الحميدة التي أرسى قواعدها الآباء والأجداد، تابعت إدارة الدراسات الإسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مسيرتها المباركة في تعليم القرآن الكريم وتحفيظه، ونشر علومه بين المسلمين على اختلاف جنسياتهم، ومستوياتهم العلمية،؛حيث إن هذا القرآن نور لجميع البشر ويهدي للتي هي أقوم ولذلك أنشأت الوزارة أول دار للقرآن الكريم للرجال عام (1971) في المركز الرئيس في محافظة العاصمة (دروازة عبد الرزاق)، وانتسب لهذا المركز عدد لا بأس به من الرجال لحفظ القرآن الكريم، ثم تواصلت جهود العاملين المخلصين في الإدارة من أجل نشر هذا الخير ليكون شاملاً لجميع فئات المجتمع المختلفة، فأنشأت داراً للقرآن خاصة بالنساء في عام 1977م في مدرسة أم عطية الأنصارية بضاحية عبد الله السالم الصباح، وبحمد الله تعالى ومنته تخرجت أول دفعة من الرجال سنة 1977م، ليكونوا خير رسل لتعليم القرآن الكريم في دوائرهم الاجتماعية المختلفة، ثم تخرجت أول دفعة للنساء سنة 1983م.

وإننا لنفخر بإدارة الدراسات الإسلامية لما قدمته وتقدمه من هذا الإنجاز السامي الذي يرعى خدمة كتاب الله وأهله؛ إذ تخرج من هذه الدار منذ نشأتها الآلاف ممن تعلموا قراءة القرآن الكريم وتلاوته وحفظه وتجويده وسائر علومه بين الأوساط المختلفة.

- بعد مرور اثنين وثلاثين عاماً على إنشاء أول دار للقرآن الكريم، كم بلغ الآن عدد دور القرآن؟

- اليوم بحمد الله تعالى، ازداد عدد المراكز لدور القرآن الكريم للرجال والنساء، وانتشرت المراكز في أنحاء الكويت حتى بلغ عددها (90) مركزاً لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه، يدرس فيها بفضل الله تعالى ما يقرب من سبعة عشر ألف دارس ودارسة من مختلف الجنسيات والمستويات العلمية، وأصبح اليوم منهم من يتولى المناصب الإدارية والقيادية.

- مع هذا التوسع الكبير هل هناك نظام جديد أم إن النظام ثابت لا يتغير؟

- نظراً للإقبال المتزايد على الدراسات الإسلامية، وتوسع الوزارة في إنشاء المزيد من المراكز المتعددة للرجال والنساء في المحافظات الستة، كان لابد من مواكبة هذا التوسع والعمل على تحديث النظام وتطويره بما يلائم النمو المتزايد لهذا العمل المبارك.

- هل أنشأت الوزارة مع التوسع الكبير ما يلاءم التطوير؟

- أنشأت الوزارة معهد الدراسات الإسلامية في عام 1978م تلبية لحاجة المجتمع من المخرجات الشرعية للتدريس الشرعي وتحفيظ القرآن الكريم في بيوت الله تعالى، ثم تم افتتاح أول معهد للنساء عام 1984م.

كما أنشأت الوزارة مركز (الرشاد) في السجن المركزي ومركز (الهداية) للسجن العمومي للتابعين لوزارة الداخلية بالإضافة إلى افتتاح مركز (التقويم) لدار التقويم الاجتماعي التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عام 2001م؛ مساهمة منها في تعليم القرآن الكريم لجميع شرائح المجتمع المختلفة.

- هل اختصصت الوزارة شيئا للمقيمين من الجاليات الأخرى؟

- أفسحت الوزارة المجال أيضاً للجاليات الإسلامية بدولة الكويت، ومن أهم القفزات التطويرية التي يسعى إليها قطاع الدراسات إنشاء مركزين للناطقين باللغة الأوردية في منطقة الفروانية والفحيحيل، وكان تفاعل الجالية الناطقة باللغة الأوردية واسعاً جداً وكان مدعاة إلى العمل والدعوة إلى رحابة الإسلام والهداية لهذا الدين العظيم، واليوم الإدارة بصدد دراسة افتتاح مراكز جديدة نظراً للإقبال الجماهيري على الدراسات الشرعية، كما أنها تعكف على دراسة افتتاح دار للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية، نسأل الله العلي القدير أن ييسر ذلك إنشاء الله تعالى، لما فيه خير ونفع للمسلمين والجاليات الاسلامية التي تقيم في دولة الكويت

وكل هذا إيماناً منها بالدور المناط بها في رعاية كتاب الله تعالى والعمل على تعليمه، فـ «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».

- ماذا عن إدارة شؤون القرآن الكريم؟ وبودنا أن تبين لنا كيف نشأت وقد ارتبطت بطرق تعليمية قديمة تمتد بجذورها داخل تاريخ الكويت؟

- قسوة الحياة، وشظف العيش في البر والبحر قديما، لم يمنعا أبناء الكويت من طلب العلم، فمنذ نشأة الكويت كان الآباء يتطلعون إلى تعليم أبنائهم القراءة والكتابة والحساب ليعينوهم علي اكتساب معايشهم، وكان يهمهم كثيرا أن يحفظ أولادهم القرآن لما للقرآن الكريم من آثار جمة في تقويم سلوك الإنسان وهدايته.

ومن الطرق التي كانت معروفة التعليم المنزلي؛ حيث كان العلماء والوجهاء والأغنياء يحضرون لأبنائهم المعلمين إلى المنازل، ثم بدأت الكتاتيب في الانتشار والتي كانت تهتم بتحفيظ القرآن وتربية الطلاب تربية إسلامية وتعليمهم اللغة العربية ومبادئ الحساب، فكانت الكتاتيب هي اللبنة الأولى للتطوير العلمي فلولا فضل الله تعالى أولا ثم هذه الكتاتيب ثانيا لما أخرجت الكويت تلك الكوكبة من العلماء والفقهاء والأدباء والمربين والحفظة، فجميعهم تلقوا علومهم الأولي في هذه الكتاتيب وكان أحدهم عندما ينتهي من التعلم في الكتاب ويحفظ كتاب الله تعالى نجده يسافر إلى الخارج لطلب العلم، وخاصة إلى الأحساء والزبير والبصرة وبغداد ومسقط ومصر.

وبعد أن يستكملوا دراستهم, كانوا يعودون إلى الكويت وينشرون العلم في جميع أنحاء الوطن، فمنهم من أخذ يدرس ويحفظ بالمسجد وآخر في بيته، وغيرهم كانوا يدرسون القرآن في الدواوين حيث كان في ذلك الوقت يتنافس علية القوم على استقطاب المشايخ في دواوينهم سواء من داخل الكويت أم من البلدان المجاورة.

ومنهم أسرة آل عبد الرزاق عندما طلبوا من الشيخ زكريا الأنصاري أن يأتي إلى الكويت ويقيم بها ويتسلم إمامة مسجدهم وينشئ لهم مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، وكان ذلك عام 1895م، وكانت هذه هي اللبنة الأولى التي انبثقت منها فكرة إنشاء إدارة شؤون القرآن الكريم.

- متى أنشئت حلقات تحفيظ القرآن في الكويت؟

- في عام 1949م أنشئت دائرة الأوقاف التي كان من اختصاصاتها الاهتمام بالمساجد وبحلقات القرآن، وأخذت عجلة التطور تدور سريعا حتي بداية الستينات عندما أنشأت المراكز الدائمة للشباب لتحفيظ القرآن الكريم، كانت تهتم بإقامة حلقات تحفيظ القرآن الكريم في جميع مناطق الكويت، ثم تطورت هذه المراكز حتى أنشئت مراقبة حلقات تحفيظ الكريم في عام 1990م.

< كيف كان دور مراقبة الحلقات آنذاك؟ وكيف تطورت إلى ادارة مستقلة؟

-كان دورها يتمثل في:

- ترتيب عمل الحلقات, وتطويرها, ومواكبتها لمثيلاتها في الدول الأخرى.

- تكوين الكادر الإداري للمراقبة لتتمكن من القيام بواجباتها خير قيام.

- التوسع في زيادة عدد الحلقات في المساجد والمراكز, بما يغطي جميع مناطق الكويت.

- أدخلت البرامج الثقافية والاجتماعية والترفيهية في أنشطة المراقبة لجذب الطلاب إلى الحلقات.

- أنشئ قسم يشرف على حلقات البنين وقسم آخر يشرف على حلقات البنات.

وبعد أن كبر البناء وتوسع عمل المراقبة، استحدثت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عام 2001م إدارة تحمل اسم إدارة شؤون القرآن الكريم.

- وماذا عن إدارة التنمية الأسرية, وما سبب إنشائها؟ ومتى أنشئت؟

- فكرة إنشاء الإدارة من قسم الواعظات، الذي كان نواة صغيرة لإدارة التنمية الأسرية، وقد نشأ قسم الواعظات بفضل من الله تعالى أولاً ثم بجهود المسؤولين، وذلك باقتراح مقدم من الدكتور عادل الفلاح الوكيل المساعد للدراسات الإسلامية والحج بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عام 1992، وبدأ العمل فيه بخمس واعظات انحصر نشاطهن في تقديم العلم الشرعي، وبعض الدورات التثقيفية في خمسة مساجد موزعة على محافظات الدولة الست، ثم تطور القسم وتطورت نشاطاته، فكان أن زاد العدد إلى 22 واعظة، اتسع نشاطهن ليتعدى العلم الشرعي إلى تقديم وغرس القيم والمفاهيم، ويصل ذلك إلى شريحة الطالبات والموظفات والأمهات في أماكن تواجدهن مثل المدارس والكليات والصالات.

وعلى أثر ذلك قررت الوزارة إنشاء إدارة التنمية الأسرية عام 1997.

وهي الآن تتبع قطاع شؤون القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالوزارة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك