رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 30 سبتمبر، 2010 0 تعليق

النـائب الـذي نريـد

 

 

يريد الناس أن يكون النائب متصفاً بصفات وأخلاق كريمة كثيرة، وسأذكر بعضها التي إن وجدت في كل نائب لكان مجلس الأمة يعج بالعدل والإحسان والإنجازات التي تخدم المواطنين، فمن الأمور التي على النائب أن يتحلى بها العدل والعلم والتزكية، وأن يراعي بكلامه وقلمه الصدق والطهر والخير، وأن يجتنب البذاءة وعورات الكلام والعصبية الجاهلية الممقوتة، وحينها نقول له: نِعْمَ النائب أنت، وللأسف نجد بعض النواب - هداهم الله- يطوعون الدين وتوجيهاته النيابية للمصالح الشخصية والمطامع الدنيوية، يجعلون ذلك وسيلة للوَجاهة عند الحكام والحكومة، وآخرون لا نرى منهم إلا صياحاً كمن يصيح في واد، وينفخ في رماد، وهناك بعض النواب لا يهشون ولا ينشون، غايتهم بالمجلس كرسي المجلس وما يتبعه من ألقاب تحقيقاً للمناصب والمكاسب.

فأقول للنائب الذي نريد: دع عنك الطنطنة لعشاق المظاهر والتهاليل، ودع الأصداء الفارغة تجبّ نفسها، ودع الدعوى للمتشبعين بما ليس فيهم، وهات الحقيقة التي لا تُدحض والحجة التي لا تنقض، واعتصم بالكتاب والسنة ولا تخالف ما نطق به الشرع، وقم على استصلاح شؤون الناس بالقسط والعدل.

وإن لزم النقد على الحكومة وأردت استعمال أدواتك الدستورية فليكن الباعث موجهاً إلى الآراء والأخطاء لا إلى الأشخاص بذواتهم؛ فالسياسة لابد أن يكون معها الكياسة والثبات على الحق والعدل، فدع عنك الدعاوى التي مرادها نحن هنا، أو تكبير الصغائر، وتصغير الكبائر مما لا يقوم عليه دين ولا فائدة على العباد.

فالناس عندما يرونك تزعزع مواقفك وتناقض مبادئك وأعمالك لن يثقوا بك، ولا تظن أن أساليب السب والشتم والجرأة على أولياء الأمور تأتي بنتيجة طيبة، أو ثمرة مرجوة، أو كسب ود الشعب أبداً، قد تكسبهم في وقت الحدث وبعد حين ستنجلي الغشاوة عن أعينهم وتبدأ عقولهم بالتفكير في أن هذا كله مجرد مسرحية أبطالها النواب أصحاب الصرخات.

إن هذه النصائح قد تكون مريرة، ولكن هي حقائق شهيرة، فمن استفزه الغضب منها، فهو المريب يكاد يقول خذوني.

طلب

أطلب من النواب الإسلاميين وغيرهم أن يرتبطوا ويوطدوا علاقتهم بالعلماء الربانيين. وأن يلتزموا بما يفتون من الأمور الشرعية، وأن يقفوا مع الدعاة وطلبة العلم والخطباء والوعاظ والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وخدمة الدين والعلم ففي خدمتهم أعظم خدمة وأنفع للناس من مأكلهم ومشربهم وإن كان هذا مطلوبا.

قال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى -: «العلم يحتاج إليه الإنسان في كل ساعة، والخبز والماء يحتاجهما في اليوم مرة أو مرتين «.

فأهل العلم وطلابه هم قاعدتك أيها النائب وعماد أعمالك ونجاحك؛ فهم الذين يقومون بتصفية عقائد الناس من الشرك والبدع ويربونهم على أخلاق النبوة، فالناس حينما تكون هذه أخلاقهم وعقائدهم سيختارون ويقترعون من يلتزم بالكتاب والسنة ويمتنعون عن غيرهم. 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك