رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان 12 ديسمبر، 2023 0 تعليق

النصرة واجب شرعي وإنساني

الواجب على المُسلمين نصرة إخوانهم في مثل هذه الظروف العصيبة لوحدة الأمة الإسلامية قولاً وفعلاً

إن ما تواجهه أرض فلسطين عموما، وغزة خصوصا في الفترة الأخيرة يعد انتهاكًا إنسانيا، وتحديا سافرا للمسلمين، وخرقا للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، وإن نصرة فلسطين والفلسطينيين المظلومين والمستضعفين واجب أخلاقي وإنساني وشرعي، توجبه علينا الظروف القاسية التي يمر بها إخواننا، من قصف متواصل، وتشريد العزل وتقتيلهم ، وهدم بيوتهم وسلب أرضهم ومحاولة تهجيرهم؛ حيث لا يمكن وصف ذلك إلا بالإبادة الجماعية والعالم (المتحضر) كله يتفرج مع الأسف.

         ونعني بالنصرة تلك الغيرة الإيمانية التي تدفع المسلم لرفع الظلم عن أخيه المسلم المستضعف، أو لمدّ يد العون إليه، وقد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبع كان منها (نصر المظلوم)، ففي الحديث الشريف: «أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بسبع، فذكر عيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، وردّ السلام، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإبرار القسم».

واجب نصرة الأخ المسلم

        والقادر على نصرة أخيه المسلم بكلمة أو شفاعة أو إشارة بخير، إن لم يقدّمها مع قدرته على ذلك وهو يرى بعينه إذلال أخيه، ألبسه الله لباس ذلّ أمام الخلق يوم القيامة؛ لتقصيره في نصرة أخيه، ورفع الذل عنه ولقد تقرر في نصوص الكتاب والسنة، أن من مقتضيات الموالاة بين المؤمنين أن يتناصروا، وأن يتظاهروا على عدوهم؛ فهم يد واحدة على من سواهم، قال - صلى الله عليه وسلم -: «المسلمونَ تتكافأُ دماؤهُم ويسعى بذمَّتِهم أدناهُم ويردُّ عليهم أقصاهُم وهم يدٌ على من سواهم»، وقال -عليه الصلاة والسلام-: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». فلابد من استنهاض الهمم وتوحيد الطاقات لدعم القضية الفلسطينية ماديا ومعنويا وإعلاميا، وتثبيت قوتِها، والتواصل الرسمي والشعبي معها، ومساندتها في الرفع الكامل للظلم والاعتداءات المتكررة على الآمنين العزل، ورفع للحصار، وإعادة إعمار قطاع غزة الأبيّ.

خذلان المسلم

         قال الله -تعالى-:{وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما من امرئٍ يخذل امرأً مُسْلِمًا في موضع تُنتهك فيه حُرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلاّ خذله الله في موطن يحبّ فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلمًا في موضع يُنتقص فيه من عرضه، ويُنتهك فيه من حرمته، إلاّ نصره الله في موطن يحبّ نصرته».

واجب المسلمين جميعا

           فالواجب على المُسلمين جميعًا القيام بهذه النصرة في مثلِ هذه الظُّروفِ العَصِيبة للوحدة الإسلاميَّة قولا وفعلا، يقول -تعالى-:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }، ويقول -سبحانه-: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}، وكذلك دَعم إخوانِنا المُرابِطِين في فلسطين وأكنافِ بيت المقدِس وغزة ونُصرتهم ، بكل ما تيسَّر مِن سُبُل: السياسية والإعلامية والمادية والإغاثية، واللَّهَج بالدعاء لهم بالنصرِ والثَّباتِ، وواجب على أهل العلم أن ينشروا هذه المفاهيم، وأن يذكروا المسلمين بأدنى حقوق الأخوة في الإسلام، وبيان حكم الشرع في هذه النصرة، وأنه لا يجوز التخلف أو التأخر في النجدة والمساعدة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك