رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر الشرعي 30 أكتوبر، 2023 0 تعليق

المعنى الحقيقي للتطوع

   

أمين الرفاعي

إن أسعد الناس قلبا وأرقهم طبعا وأقربهم دمعا، هم أولئك الذين كرسوا حياتهم للعمل التطوعي بمختلف مجالاته، في صحيح الجامع عن أبي الدرداء -]- قال جاء رجل إلى النبي -[- يشكو قسوة قلبه، فقال -[-: «أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك، يلن قلبك وتدرك حاجتك» ربما يبحث الكثير عن رقة القلب وعن السعادة في السفر، من دولة إلى أخرى ومن مكان إلى مكان، وينفقون الأموال الطائلة؛ علهم يجدون تلك الروحانية التي يجدها المتطوع في العمل الخيري، ولهذا لا تستغرب حين تجد متطوعا يقضي أياما بعيدا عن أهله وفي أماكن بعيدة ويتجشم الصعاب، ويمشي في الغابات ويعبر الأنهار والمخاوف من أجل أن يسعد إنسانا أو يطعم مسكينا أو يزور منطقة. ولا تستغرب أن تكون الإجازة السنوية له يقضيها في العمل الخيري؛ لأنه يجد أنسه ومستراحه وروحانيته في التطوع وقضاء حوائج الناس؛ فأسعد الناس من أسعد الناس وخير الناس أنفعهم للناس، ومن يسعى في حوائجهم فالجزاء من جنس العمل. لكن ماذا لو فقد هذا المتطوع هذه الروحانية؟ إن حصل شيء من هذا -وقد يحصل- فمعنى هذا أن ثمة انحرافا في المعنى الحقيقي للتطوع؛ لأنه لا يمكن لصاحب هذا القلب أن يكون قاسيا أو غليظا، فلا تجتمع الرحمة والقسوة معا إلا إذا كان الباعث لهذا المتطوع غير صحيح، أو يقضي به وقتا، أو يبحث عن منصبا اجتماعيا أو غرضا دنيويا، وعليه فهذه دعوة من شقين: الشق الأول: أن من أراد السعادة ورقة القلب وقرب الدمع فعليه بالعمل الخيري التطوعي ففيه راحه وروحانية، لو يعلم الباحثون وراء السعادة لكان لهم نصيب من هذه الروحانية التي لا تترك. الشق الثاني: لكل من شرفه الله وذاق شيئا من التطوع في العمل الخيري أن جدد قصدك ونيتك وباعثك لتحصل على هذه الروحانية الحقيقة وهي فقط جزء من عاجل البشرى لك، ونسمة طيبة مقطوعة من الجنة يذيقها الله من يشاء من عباده.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك