رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 29 يونيو، 2010 0 تعليق

المعاهد الشرعية بين تهمة الإرهاب .. وواجب الحفاظ على الهوية (2)

 في الوقت الذي كنت أعد فيه الحلقة الثانية من هذا الملف فوجئت بخبر تنشره جريدة: (المصريون) الإلكترونية بتاريخ 10/6/2010 مفاده أن وزير الأوقاف المصري يدرس تقريرًا أعدته له بعض الجهات بالوزارة تنتقد فيه معاهد إعداد الدعاة التابعة لجمعية أنصار السُنَّة المُحمديَّة على مستوى الجمهورية، وكان من أبرز الاتهامات لتلك المعاهد أنها تُخرِّج سنويًا عدداً من الشباب المتشبع بالفكر السلفي الذي هو منبع الغلو والتشدد الذي يشجع على الإرهاب وزيادة حالة الاحتقان في المجتمع المصري من خلال شحن الشباب بالفتاوى التي تُميِّز بين الناس على أساس الدين. كما اتهم التقرير المدرسين بتلك المعاهد بأنهم من غير المتخصصين ولم يدرس معظمهم بالأزهر، ووصف علماء الجماعة بأنهم تخصصوا في الهجوم على الصوفية وعقد الندوات الأسبوعية بهدف نشر الفكر السلفي في مختلف المحافظات.

 

كما طالب التقرير الجهات المسؤولة بتجفيف المنابع عن تلك المعاهد من خلال قطع المساعدات التي تسهم في تمويلها حيث إن الهدف الأساس لها هو نشر الفكر السلفي المتشدد.

ولا شك أن مثل هذه الأخبار هو مصداق لما نحن بصدده من شراسة الهجوم على تلك المؤسسات ولاسيما السلفية منها، ليس فقط من قبل الغرب الذي وضحت عداوته منذ زمن بعيد، ولكن المبكي أن يكون ذلك من بني جلدتنا الذين يتحدثون بألسنتنا ولهم قبلتنا نفسه، بل المفترض أنهم الذين يحمون هذا الدين ويبلغونه للناس.

لذلك توجهنا للدكتور عبد الله شاكر رئيس جمعية أنصار السُنَّة المحمديَّة بمصر، وسألناه عن هذه الفرية التي تتجدد بين الحين والآخر فقال حفظه الله: «الإسلام دين التوسط والاعتدال، والسماحة واليسر، ولم يجعل ربنا فيه حرجًا علينا، ومن هنا كان التكليف على قدر الطاقة، ومن الأمور التي يعرفها القاصي والداني اليوم عن منهج أهل السُنَّة أو ما يطلق عليه (المنهج السلفي) أنه يسير وفق النصوص الشرعيّة ولا يتجاوزها، بل يفهمونها على ضوء ما فهمها سلف هذه الأمة الصالحون، ومن المسائل المهمة عندهم: النهي عن الغلو والتطرف، أو ما يعرف بمجاوزة الحد بين الإفراط والتفريط، ومن هنا كانوا وسطًا بين الخوارج الذين كفّروا المسلمين بكل ذنب، وبين المرجئة القائلة: لا يضر مع الإيمان ذنب؛ وعليه فلم يخرجوا عصاة المسلمين من الإسلام، كما قالوا بأنهم مُعرَّضون للوعيد إن لم يغفر لهم أرحم الراحمين، وقد درج أئمة أهل السُنَّة في كل عصر ومصر على تقرير هذا المعنى وتثبيته؛ حفاظًا على كيان الأمة وحماية للمجتمعات الإسلامية من الفوضى والنزاع، وهذا أمر معروف عن السابقين، وفي عصرنا الحاضر ومع انتشار الدعوة السلفية المباركة حرص القائمون عليها على سلامتها من الزيغ والانحراف أو الوقوع في بدع الفرق السابقة، وأذكر في هذا المقام المنهج السوي الذي كان عليه ورسخه إمام السُنَّة في عصره سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - ومثله فضيلة الشيخ/ محمد بن صالح بن عثيمين، وفضيلة الشيخ/ الألباني، وغيرهم رحم الله الجميع.

ونحن في أنصار السُنَّة المحمديَّة في مصر سرنا على هذا المنهج منذ تأسيس الجماعة، وما زال القائمون عليها – بفضل الله تعالى – على هذا الدرب سائرين، وللمركز العام لأنصار السُنَّة موقف واضح من العنف والتطرف والخروج على الحاكم، وقد كتبت مقالات متعددة في ذلك بعنوان: (جمع كلمة الأمة على الكتاب والسُنَّة والنهي عن الخروج على الأئمة)، كما أننا نقوم بتحصين الشباب من هذه الأفكار المتطرفة بطباعة الكتب التي تعالج هذه القضية، كما نقوم أيضًا بإهداء المكتبة الثامنة لطلاب العلم، التي نشرتها جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت، وهي تعالج أفكار التفجير والتكفير والإفساد، ومن أهم الوسائل التي نستعين بها في (أنصار السُنَّة) لترسيخ هذه المبادئ وتربية الشباب عليها، معاهد إعداد الدعاة وهي معاهد علميَّة متخصصة لإعداد الكوادر الدعوية، والدراسة فيها أربع سنوات يمنح بعدها الدارس شهادة علمية متخصصة، والملتحق بها يدرس منهج السلف القويم في أصول الدين وفروعه من خلال كتب أئمة السلف كالإمام أحمد بن حنبل، واللالكائي وحافظ حكمي وغيرهم، ومن خلال هذه الدراسة يتربى الطالب على ضرورة الأمر بالمعروف

والنهي عن المنكر بدرجاته وشروطه وآدابه وكيفية التعامل مع الحكام، وأنه يكون بالسمع والطاعة في المعروف وعدم الخروج عليهم أو التشهير بهم عند العامة؛ عملاً بما ورد في ذلك عن النبي [ أنه قال:» ألا من وُلِّيَ عليه والٍ، فرآه يأتي شيئًا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدًا من طاعة».

فكيف بعد ذلك تُتهم الجمعيَّة أو تتهم المعاهد العلميَّة التابعة لها بأنها تُخَرِّج إرهابيين أو متطرفين؟! ونقول: إن هذه التهم ليست بالجديدة وبفضل الله فإنها تتهاوى أمام الواقع العملي الذي يُكذبها ويكذب من يروج لها، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

من جانبه أوضح الشيخ أسامة سليمان عضو مجلس إدارة الجمعية أن هناك بعض المشاغبين المرجفين حاولوا بشتى الطرق مرارًا وتكرارًا تلويث صورة هذه المعاهد واتهامها زوراً وبهتانًا بأنها تتبني أفكارًا غريبة لا تنتمي للفكر السلفي، وهذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وإنما يحاولون ذلك لأنها تكشف عقائدهم الفاسدة الهدامة في المجتمع.

كما أكد الشيخ أحمد صلاح المسؤول عن تلك المعاهد نفيه كل ما أثير مؤخرًا من عدم استعانة (أنصار السُنَّة) بأساتذة من جامعة الأزهر؛ لأنَّ معظم المحاضرين في هذه المعاهد هم أزهريون مثل الشيخ أسامة سليمان والشيخ شوقي عبد اللطيف وكيل وزارة الأوقاف، وهذا أكبر دليل على أن هذه المعاهد خاضعة لإشراف الأوقاف والأزهر ،وأنَّ الإجراء الرسمي للمعاهد قائم في مظلة الأوقاف وليس تحت إشراف المتطرفين - كما يزعمون- لأنهما أكبر مؤسستين إسلاميتين في مصر.

وأضاف أنه منذ تأسيس الجماعة وحتى الآن وهناك علاقات متبادلة بين الجماعة والأزهر، وأن الجماعة تعترف بأن الأزهر هو المؤسسة الدينية الأولى في مصر وأنهما يسعيان في الطريق نفسه إلى محاربة الخوارج والمتطرفين والمساعدة في بناء المجتمع؛ لأن هذا هو الفهم الصحيح للدين.

وعن رأيه فيما تتعرض له المعاهد الشرعية من هجوم يهدف إلى تشويه صورتها وربطها بالإرهاب والتطرف، ذكر الشيخ الفاضل عثمان الخميس - حفظه الله - مؤسس مدرسة ورثة الأنبياء أنَّ هناك لبساً كبيراً في مفهوم الإرهاب عند من يتهم هذه المعاهد أو مناهجها به؛ وذلك لأن مفهوم الإرهاب عندهم غير مفهوم الإرهاب عندنا، فمفهوم الإرهاب في الشرع هو من يخيف الناس بالظلم والاعتداء عليهم وإيذائهم كما ذكر الله تبارك وتعالى: { إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (المائدة:33) فهؤلاء هم الإرهابيون.

أما الذين يَدْعون إلى الله تبارك وتعالى ويُعلّمون الناس كيف يعبدون ربهم تبارك وتعالى ويرتقون بأخلاقهم ومعاملاتهم، فكيف يكونون إرهابيين؟! ولا شك أن تعريفهم للإرهاب هو الذي جعلهم يتهمون كل من طلب العلم بأنه إرهابي، وهذا باطل وقول زور، وهذه المدارس لا تُخرِّج إلا طلبةً للعلم ودعاةً لدين الحق، ولو يعلم هؤلاء الغربيون وغيرهم من بني جلدتنا ما تُخرِّجه هذه المدارس من أناس يسلكون المنهج السلفي السليم ويدعون إلى الله تبارك وتعالى على بصيرة كما كان حال النبي [ وحال أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأن هؤلاء أرحم الخلق بالخلق، لو علموا حقيقة هذه المدارس والله لبذلوا لها الأموال- ولا أقول ذلك لأستجلب أموالهم – لكن هذا هو الحق إن شاء الله في هذه المسألة.

وانطلاقًا من كلام الشيخ -حفظه الله- فإن الناظر لواقع تلك المعاهد في البلدان الإسلاميَّة يجد أنها بفضل الله هي التي تحارب الإرهاب وتهدم قواعده وتدعو إلى الإسلام بسماحته ووسطيته، ففي لبنان على سبيل المثال كان لهذه المعاهد دور واضح وعملي في محاربة التطرف في الشارع اللبناني، ويؤكد ذلك الدكتور/ سعد الدين الكبي مدير معهد الإمام البخاري للعلوم الشرعية حين تحدث عن الخطوات العملية التي قام بها المعهد لمحاربة هذه الظاهرة التي اتُهمت بها المعاهد الشرعية زورًا وبهتانًا، فيقول: منذ ظهور التطرف في العصر الحديث, قام المعهد بواجبه في التحذير من هذه الظاهرة, وحماية أبنائه وطلابه من تلك الأفكار؛ حيث تمَّ إدخال مادة منهجية في التعليم النظامي لتأصيل المنهج الصحيح السليم وتمييز من أفكار الغلو والتكفير ولاسيما في المرحلة الثانوية.

وتشتمل هذه المادة على بيان منهج أهل السنة والجماعة وموقعهم من العلماء، وضرورة الرجوع إليهم والصدور عن رأيهم، وعدم أخذ العلم والمواقف والأحكام الشرعية إلا من العلماء البارزين المشهود لهم بالعلم والعمل والاستقامة وسلامة المنهج؛ تحقيقاً وامتثالاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} (النساء :83)، كما تشتمل المادة المنهجية على بيان ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة لتفادي الوقوع في منهج الخوارج ومن هو على سمتهم في هذا العصر.

وفي هذا الاتجاه أيضًا قامت إدارة المعهد بطباعة رسائل عديدة في هذا الموضوع ومنها على سبيل المثال:

1 - علماء الإسلام بين أهل السنة وجماعات التكفير.

2 - الخروج على الحاكم وموقف الشريعة منه.

3 - ضوابط تكفير المعيّن . (أ.د. عبد الله الجبرين الأستاذ بكلية المعلمين بالرياض).

4 - الوسطية والاعتدال وأثرهما على حياة المسلمين لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ .

5 - فقه التغيير بين أهل السُنَّة وأهل الأهواء، إلى غير ذلك من الرسائل والأشرطة السمعية.

ولا يزال القائمون على المعهد يحرصون على تربية الشباب وتهيئتهم ليكونوا دعاةً إلى الله عزَّ وجلَّ يحملون أمانة العلم وينشرونه في المجتمع اللبناني في كل مناطقه وقراه وبلداته، ونحن مقتنعون بأن للتعليم ثماراً طيبة ولكن تحتاج إلى صبر مع بذل الجهد والاستمرار في تربية النشء، وها نحن أولاء اليوم بدأنا نشهد طليعةً من المتخرجين من الذين بدؤوا يأخذون دورهم في المجتمع اللبناني بالدعوة والتعليم.

وفي هذا الإطار قامت المعاهد والمؤسسات السلفية في لبنان بعمل وثيقة أسموها: (ميثاق المؤسسات والمعاهد السلفية في لبنان) كان من أهم بنودها:

6ـ عدم الخروج على الحكام المسلمين منهم وغير المسلمين، وعدم قتالهم والتحريض عليهم؛ لما في ذلك من الشرور والفتن، والنتائج التي لا تحمد عقباها، وعدم المساهمة في تهييج الشعوب والمتاجرة بعواطفهم؛ لأن الخروج على الحاكم المسلم لا يجوز.

13ـ لا يكفر أحد من أهل القبلة إلا بعد تحقق الشروط وانتفاء الموانع وبعد إقامة الحجة عليه، وهذا أمر يقرره كبار أهل العلم حصرًا، وقد قال [: «إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما» متفق عليه واللفظ للبخاري، رقم الحديث (5638).

14ـ عدم البغي والغلو والتطرف؛ لقوله تعالى: {وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ} (البقرة : 190)، وقال النبي [ فيما ثبت عنه: «إياكم والغلو في الدين؛ فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين»، صححه الألباني في (السلسلة الصحيحة: ج 3)، رقم الحديث (128)، انتهى كلامه حفظه الله.

ولا شك أننا لو تتبعنا واقع المعاهد الشرعية ودور القرآن الكريم وغيرها من مؤسسات التعليم الشرعي في بلاد المسلمين لانكشف لنا كثير من الحقائق والوقائع المريرة لما تتعرض له هذه المؤسسات من تضييق واضطهاد، والأمثلة على ذلك كثيرة سواء في اليمن أم في ليبيا أو في المغرب أم في موريتانيا أم غيرها من البلدان؛ ولعل هذه الحقائق تستوجب منا العمل بجدية للحفاظ عليها؛ لأنها صمام الأمان لمجتمعاتنا الإسلامية، بل الحفاظ على الشريعة وصيانة جناب التوحيد مرهونان بعد حفظ الله ببقاء هذه المؤسسات.

ونخلص مما سبق إلى عدد من التوصيات أهمها:

• ضرورة وجود رابطة عالمية لمعاهد التعليم الشرعي ومؤسساته في بلاد المسلمين تكون لديها استراتيجيات واضحة وأهداف محددة للحفاظ على تلك المؤسسات، وتكون من مهامها الأساسية ما يلي:

(1) إنشاء هيئة عليا من كبار العلماء والمشايخ المعتبرين تكون من مهامها الأساسية وضع السياسات العامة وصياغة المناهج الشرعية لتلك المعاهد؛ حتى لا ندع مجالاً للمشككين والطاعنين.

(2) توفير الدعم المالي من خلال المشاريع الوقفية في البلدان المختلفة التي توجد فيها هذه المعاهد من خلال المؤسسات الخيرية والجهود الشعبية.

(3) عمل حملة توعوية بأهمية التعليم الشرعي ودور المعاهد الشرعية في الحفاظ على أمن المجتمع وصيانة شبابه من الانحراف والتطرف.

(4) تحديد إطار قانوني لحماية هذه المؤسسات في حال تعرضت للهجوم أو النقد أو محاولة الإغلاق، أم تعرض أحد المنتمين لها سواء المدرسون أم الطلبة أو الإداريون لأي نوع من الضرر بدون وجه حق.

(5) توثيق الصلة بالحكومات الإسلامية ودعوتهم إلى عدم الرضوخ لأي ضغوط أو حملات تشكيك دون أدلة حقيقية تقع على هذه المؤسسات.

(6) التوسع في إنشاء المعاهد والجامعات الشرعية بصورها المختلفة سواء التقليدية منها أو الإلكترونية كجامعة المدينة العالمية وغيرها، ودعمها بكل وسائل الدعم الممكنة.

(7) وختامًا تحديد ميثاق شرف يجمع العاملين بتلك المؤسسات يحدد المنهجية الكاملة للعمل، ويتسم بالشفافية الكاملة؛ حتى نستطيع توحيد الجهود الفكرية والمنهجية للعاملين والخريجين في تلك المؤسسات.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك