رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 25 مارس، 2024 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1213

الكلمة الطيبة مفتاح القلوب

الكلمة الطيبة والبسمة الصَّادقة مفتاحٌ نملِك به القلوب، بل هي جزء من نعيم الجنة، ألم نقرأ في كتاب الله -تعالى- في بعض أوصاف الجنة: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا} (الواقعة: ٢٥) وقوله -سبحانه-: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا} (النبأ: ٣٥)، فمَن كانت قليلة البضاعة منهما فليس لها حظٌّ في حبِّ الناس أو التأثير فيهم، قال الله لصفوته من خلقه وخاتم أنبيائه ورسله: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران: ١٥٩).

المرأة المسلمة والكلمة الطيبة

        الكلمة الطيبة تؤلف القلوب، وتفتح أبواب الخير، وتغلق أبواب الشر، وتترك أثرًا صالحًا في كل وقت، وأول آثار الكلمة الطيبة على المتكلم نفسه؛ إذ يحصل بها على الأجر والرضوان من الله -تعالى-، وهي سبب لقبول الأعمال قال -تعالى-: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (فاطر:١٠)، وهي من أعمال البر والصدقة. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والكَلمةُ الطَّيبة صدقة»، فما أحوج المرأة المسلمة إلى أن تتصف بالكلام الطيب مع الوالدين! الذي عده ربُّنا -سبحانه- مِن برِّهما، فقال -تعالى-: {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} (الإسراء: ٢٣)، وما أحوج المرأة المسلمة إلي الكلمة الطيبة مع زوجها! ما أحوجها إلى الكلمة الطيبة مع الأرحام، وفي معاملاتها مع الجيران! فمِن العقل والمنطق والإيمان والوعي واليقظة أن تنتبه المؤمنة إلى خطورة الكلمة، وتوليها اهتمامًا، فكلمةٌ قد تُدخل الإنسان في دين الله وتحقِّق له السَّعادة، وكلمةٌ تُخرجه مِن الدِّين وتُشقيه، وكلمةٌ تبني أسرةً وأخرى تهدمها، وكلمةٌ تُصلح ما فسد بين متشاحنين، وكلمةٌ تُفسد بين مجتمعاتٍ كالنميمة، وقد تُوصل إلى سفك دماءٍ وقتلٍ وتشريدٍ، وكلمةٌ حانيةٌ تزرع الطُّمأنينة والسَّكينة والهدوء في مجتمعٍ، فمن كانت تؤمن بالله واليوم الآخر فلتقل خيرًا أو لتصمت.

الكلمة الطيبة رحمة

        ما أحوجنا إلى الكلمة الطيبة مع المذنِبين المخطِئين! «إنَّ الرِّفق لا يكون في شيءٍ إلا زَانَه، ولا يُنزَع من شيء إلا شَانَه»، هكذا قال المعلِّم الرحيم - صلى الله عليه وسلم -، لقد وسِع بكلمته الطيبة وقلبه الرحيم كلَّ مَن أخطأ، فعندما أُتي بالرَّجل الذي شرب الخمر فقال رجلٌ مِن القومِ: اللهم الْعَنْهُ، ما أكثرَ ما يُؤْتَى بهِ! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَلعنُوه؛ فوالله ما عَلمتُ إلا أنه يُحبُّ اللهَ ورسوله»، وحين غضب أصحابه ممَّن جاء يستأذن في الزِّنا، عالج مشكلته بكلماتٍ طيِّباتٍ ولمسةٍ حانيةٍ، فقام ذلك الرَّجل والزِّنا أبغض شيءٍ إلى قلبه، وقال لأهل مكَّة بعد الفتح: «مَن أَغلقَ عليه بابَهُ فهو آمِنٌ، ومَن دخلَ المسجد فهو آمِنٌ، ومَن دخل دارَ أبي سُفيانَ فهو آمِنٌ»، هذه الكلمة الطيبة صنعت الأعاجيب، وجعلت الناس يدخلون في دِين الله أفواجًا.

من علامات الإيمان

       من علامات الإيمان وجل القلوب من ذكر الله، وخشوعها عند سماع ذكره وكتابه وزيادة الإيمان بذلك، وتحقيق التوكل على الله -عز وجل-، وخوف الله سرا وعلنًا، والرضى بالله ربا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا، وإيثار محبة الله ورسوله على محبة ما سواهما والحب في الله والبغض في الله، والعطاء له والمنع له، وأن تكون جميع الحركات والسكنات وسماحة النفوس بالطاعة المالية والبدنية والاستبشار بعمل الحسنات والفرح بها، والمساءة بعمل السيئات والحزن عليها، وإيثار المؤمنين، وكثرة الحياء وحسن الخلق، ومحبة ما تحبه لنفسها لأخواتها المؤمنات، ومواساة المؤمنات خصوصا الجيران، ومعاضدة المؤمنات ومناصرتهن، والحزن بما يحزنهن.

حقيقة الصوم

       قال - صلى الله عليه وسلم -: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سُبْعُمَائَة ضِعْف. يقول عز وجل: «إلاَّ الصِّيام فإِنَّه لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»، وقال -صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، ولا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنعت عن الطعام والشراب فقط، وإنما كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَه وشَرَابَه»، وقال -صلى الله عليه وسلم -: «الصَّوْمُ جُنَّة، فَإذَا كَانَ يَوْم صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُث، وَلا يَفْسُق ولا يَجْهَل، فإنْ سابَّه أحَدٌ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرؤٌ صَائِمٌ» أخرجه البخاري ومسلم. فإذا صامت المرأة فليصم سَمْعُها وبصرُها ولسانُها وجميع جوارحِها، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء.  

رمضان فرصة لوصل الأرحام وقطع الخلاف

        شهر رمضان فرصة عظيمة ومناسبة جليلة لإزالة أسباب الخلاف والنزاع بين المتخاصمين، ووضع حد للمتهاجرين والمتقاطعين، إنه فرصة لأن تسمو فيه النفوس على حظوظها، وتتطهر فيه القلوب من أدرانها وغلوائها، فتمتد فيه الأيدي بالمصافحة بعد سنوات الانقباض، وتطرق فيه الأبواب للزيارة بعد طول الجفاء والهجران، وتجتمع فيه الأرحام بعد التفرق والانقطاع.  

المرأة وسلامة القلب

         إن سلامة القلوب وصلاحها يكون باستقامتها على أمر الله -تعالى-، وإذا استقام قلب العبد ضمن صاحبه طهارته من الشرك والنفاق والرياء والحسد والغش للمسلمين، ومن كان سليم القلب فاز في الدنيا والآخرة، وأصحاب القلوب السليمة يدركون من الأجر، ويبلغون من المنازل بطهارة قلوبهم ونقائها ما لا يبلغه الصائمون القائمون بصيامهم وأعمالهم الصالحة.  

من فضائل شهر رمضان

خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:
  • خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
  • تُصَفَّد فيه الشياطين.
  • تُفَتَّح فيه أبواب الجنة، وتُغَلَّق أبواب النار.
  • فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.

انتصف رمضان فاحذري!

     مرت الأيام بسرعة، ومضى نصف رمضان، منَّا من تغيرت بالفعل، ومنا من قصرت؛ ولذلك نحتاج أن نقف لحظة مع أنفسنا نراجع فيها ما مضى من رمضان، رحل نصف رمضان، لكن مهما قصرنا فما زال أمامنا فرصة، وما زال الباب مفتوحًا، والله يتوب على من تاب، ويَقبَل من أناب، فلنتَّقِ الله، ولنلحق بركب الخيرية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك