رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 9 يناير، 2024 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1203

التسليم والانقياد لنصوص الكتاب والسنة

         تميزت نِساءُ الأنصارِ بسرعة استجابتهن لأوامِرِ اللهِ -عزَّوجلَّ-، وأوامرِ نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، حتَّى إنَّه لَمَّا نزلت آيةُ الحِجابِ في قولهِ -تعالى-: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} (الأحزاب: 59)، خرَجَت نِساءُ الأنصارِ -رِضوانُ اللهِ عليهنَّ- مُختمراتٍ كأنَّ على رُؤوسِهنَّ الغِربانَ مِن الأكْسِيةِ، أي: اتَّخذن مِن كِسوتِهنَّ أخمِرةً وغَطَّين بها رُؤوسَهنَّ، وهذا كِنايةٌ عن شدَّةِ حِرصهنَّ على تطبيقِ ما أمرهنَّ اللهُ بهِ من حِجابٍ، فما أحوجنا إلى التسليم التام نحو الأحكام الشرعية، والتسليم والانقياد لنصوص الوحيين: القرآن والسنة، دون تباطؤ أو تردد!  

توجيهات القرآن فيها عزٌّ للمرأة

      كتاب الله -تعالى- جعله الله نورًا للعباد وبصيرة لهم، يهديهم إلى سعادة الدنيا والآخرة، وإلى صراط الله المستقيم، وسبيله القويم: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(المائدة: 15-16). لذلك فإن توجيهات القرآن الكريم للمرأة وهداياته لها، هدايات فيها العزّ لها ولمجتمعها وفيها، الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، والواجب على المرأة المسلمة التي منَّ الله عليها بالإيمان وهداها للإسلام وعرَّفها بمكانة القرآن، وجعلها من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - خير الأنام؛ أن تحفظ لآداب القرآن وتوجيهاته وهداياته قدرها، وأن تعرف لها مكانتها، وأن تأخذ بها مأخذ العزم والحزم والجد والاجتهاد، وأن تربأ بنفسها مما يدعوها إليه الهمَل من الناس ممن تاهت بهم الأفكار وانحرفت بهم السبل، وحادوا عن هدايات القرآن الكريم، فالمرأةُ المسلمة التي تخشى الله وتخافه -سبحانه- وتُعِد نفسها للقاء الله لا تلتفت إلى ما يدعو إليه الهمَل من الناس، ممن إذا تكلموا لم يتكلموا بوحي ناطق ولا بسنة مأثورة ولا بفضيلة يُتطلع إلى فعلها، ويُعتنى بتتميمها وتحقيقها، والمرأة المسلمة إذا ألزمت نفسها بهدايات القرآن، وأخذت بزمام الشريعة، وحافظت على آداب القرآن، وهداياته سعدت في دنياها وأخراها، وعليها في هذا المقام أن تتأمل كثيرا في قوله -تعالى-: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}(النساء: ٢٧).

الزوجة الصالحة

         مدح الله -سبحانه- الصالحات من النساء اللاتي رضين بالمنزلة التي وضعهن الله فيها بقوله -سبحانه-: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ} (النساء: 34)، قال ابن كثير -رحمه الله-: {فَالصَّالِحَاتُ} أي من النساء {قَانِتَاتٌ} قال ابن عباس وغير واحد: يعني المطيعات لأزواجهن {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ}، قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله، ويزيد الآية بيانا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلت المرأة خمسها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها (يعني زوجها)، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت»، وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيّ النساء خير؟ قال: «التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله».  

بعض آداب خروج المرأة من البيت

الأصل للمرأة أن تجلس في البيت، قال الله -تعالى-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ}، وقد حدد الإسلام لخروج المرأة من البيت للحاجة الماسة شروط نذكر منها يلي:
  • الخروج للحاجة لا للهو وإضاعة الأوقات، كما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: « قدْ أذِنَ اللَّهُ لَكُنَّ أنْ تَخْرُجْنَ لِحَوائِجِكُنَّ ».
  • الخروج بإذن الزوج أو الولي من الأب أو الأخ والعم، قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: يحرم على المرأة أن تخرج إلا بإذن زوجها، وليس لها الخروج إلا بإذنه، سواء كان ذلك لأهلها، أو لغير أهلها.
  • أن يكون ماترتديه المرأة المسلمة وفق الشرع الحنيف، وأن تطيل المسلمة لباسها إلى أن يستر قدميها وأن تسبل خمارها على رأسها، وألا يكون حجابها خفيفاً ولا ضيقاً ولا قصيرًا، وأن يكون خاليًا من الألوان المغرية والزينة الظاهرة، وألا تكون متعطرة.
  • أن تغض بصرها في سيرها، فلا تنظر هنا وهناك لغير حاجة، وإذا احتاجت إلى محادثة الرجال تتحدث إليهم بصوت لا خضوع فيه؛ لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض.
  • أن تمشي متواضعة في أدب وحياء، ولا تتخذ خلاخل ولا حذاء يضرب على الأرض، بقوة فيسمع قرع حذائها أو صوت خلخالها، قال -تعالى-: {وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ}.
 

الإيمان بالقضاء والقدر

         على المرأة المسلمة أن توقن بالقضاء والقدر، وتعلم أن النفع والضر بيد الله، وأن ما أصابها لم يكن ليخطئها وما أخطأها لم يكن ليصيبها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «واعلَم أنَّ ما أصابَكَ لم يكُن ليُخطِئَك وما أخطأكَ لم يكُن ليُصيبَكَ»، فإن أصابك القدر فارضي وسلمي الأمر لله واصبري، واحتسبي الأجر عند الله، وتعاطي الأسباب النافعة لتخفيفه أو رفعه، وأكثري من التوبة والاستغفار والصدقة ولا تجزعي ولا تسخطي على قدر الله فتقعي فيما حرم الله.  

من صفات المرأة المسلمة  اتباع السنة في جميع شؤونها

         من صفات المرأة المسلمة أنها متبعة لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع شؤونها، معظمة لها، تقدمها على كل ما سواها من آراء الناس وأعرافهم، قال -تعالى-: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، فإن المحبة دليل على كمال الإيمان، ومحبته -صلى الله عليه وسلم - تقتضي تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه.  

أخطاء تقع فيها النساء

          من الأخطاء التي تقع فيها بعض النساء، الخضوع بالقول ولين الكلام مع الرجال الأجانب عنها، وهذا حرام، ولا سيما إذا كان الكلام بالهاتف؛ مما يجعل الكثير من النساء يقعن فريسة سهلة من المعاكسين، وقد قال الله -تعالى موجها خطابه لنساء النبي صلى الله عليه وسلم -: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب: 32)، هذا في نساء الرسول -صلى الله عليه وسلم - فكيف بمن دونهن في التقوى والمنزلة؟!

أول شهيدة في الإسلام

       هي من الصحابيات الأوليات اللواتي سبقن للإسلام، وعُذّبن وقُتلن من أجله، وهي أم عمّار بن ياسر - رضي الله عنه -، وكانت من أوائل الذين أسلموا وأظهروا إسلامهم بمكة، وقيل إنّها كانت سابع سبعة في الإسلام، وقد عُذّبت وأُلبست درعًا من حديدٍ ثمّ صُهر في الشمس، ثمّ جاء أبو جهل وطعنها بحربة فقتلها، وكانت أوّل شهيدة في الإسلام، وذلك قبل الهجرة فكانت -رضي الله عنها- أول شهيدةٍ في الإسلام.  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك