رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 19 ديسمبر، 2023 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1202

الصبر في  القرآن الكريم

        ذكر الله -تعالى- الصبر في القرآن الكريم في نحو من تسعين موضعًا، وأضاف إليه أكثر الخيرات والدرجات، وجعلها ثمرة له، فقال -تعالى-: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} وقال: -عز وجل-: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} وقال: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}، فما من قربة إلا وأجرها بتقدير وحساب إلا الصبر، وقد وعد الله الصابرين بأنه معهم، وجمع للصابرين أمورًا لم يجمعها لغيرهم فقال: {أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.

ما أحوجنا إلى الصبر!

        ما أحوجنا في هذا العصر إلى زاد إيماني يعيننا على العواصف والشدائد التي تجتاحنا! وما أحوجنا كذلك إلى أخلاقنا الإسلامية الرفيعة؛ كي نواجه بها شتى المصاعب والمشكلات! ومن أهم ما نستعين به على ذلك خلق الصبر. الذي وردت فيه آيات قرآنية كثيرة، قال -تعالى-: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ} (الأحقاف: 35)، ففي الصبر اقتداء بأشرف خلق الله ورسلِه الكرام الذين سماهم الله -عز وجل- أولي العزم. والصبر خلق عظيم، وله فضائل كثيرة، منها: أن الله يضاعف أجر الصابرين على غيرهم، ويوفيهم أجرهم بغير حساب، فكل عمل يُعرف ثوابه إلا الصبر، قال -تعالى-: {إنَمَا يُوَفَى الصَابِرُونَ أجْرَهُم بِغَيرٍ حِسابٍ} (الزمر: 10)، وأخبر الله -سبحانه وتعالى- أن الصبر خير لأهله فقال -سبحانه-: {وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَّابِريِنَ} (سورة النحل: 126)، ولقد خص الله -تعالى- الصابرين بأمور ثلاثة لم يخص بها غيرهم وهي: «الصلاة من الله عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم»، قال -تعالى-: {وَبَشّرِ الصّابِرينَ (155) الّذِينَ إذا أصَابَتَهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّا إلَيهِ راجِعُونَ (156) أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ} (سورة البقرة: 155 - 157)، كما أن الله -سبحانه وتعالى- علَّق الفلاح في الدنيا والآخرة بالصبر، فقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (آل عمران: 200).

دعاء الفرج من الكرب

        الدعاء من أحب العبادات إلى الله -تعالى-، وقد ورد في الحديث الشريف عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: لقنني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هؤلاء الكلمات، وأمرني إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولهن: «لا إله إلا الله الكريم الحليم، سبحانه وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين»، دعاء الفرج له أهمية كبيرة في حياتنا؛ فعلينا أن نحافظ على الدعاء عموما؛ لأنه في كل وقت يشعر فيه أن الله معه سينجلي هذا الكرب ويأتي الفرج.

الإسلا م في بيت النبوة

         كان أول الإسلام في بيت النبوة، وأول الدعوة كانت في بيت نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-، وقد كان أول الذين تلقونه هم هؤلاء الثلاث: خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، الزوجة الطاهرة الوفية الأمينة الحانية على زوجها، وثانيهم على بن أبى طالب - رضي الله عنه - ، وهو الذى رباه النبي -عليه الصلاة والسلام-، وثالثهم المولى المخلص زيد بن حارثة - رضي الله عنه -، لقد آمنت خديجة منذ أن التقى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - روح القدس، (جبريل -عليه السلام)، وعاد إليها يرجف فؤاده، وأخبرها ورقة بن نوفل بمكانة محمد -عليه الصلاة والسلام-، وأنه رسول هذا الزمان، وأنه لا نبي بعده، آمنت به منذ الابتداء، وكان إيمانها أمنا وسلاما، فقد كانت هي السكن الذى يأوي إلى ما فيه من رحمة وسط عنف المعارضة، وشدة المقاومة، وكما قال ابن هشام في سيرته: «وآزرته على أمره، وكانت أول من آمن بالله وبرسوله، وصدق بما جاء به، فخفف الله -تعالى- بذلك عن نبيه -صلى الله تعالى عليه وسلم-، لا يسمع شيئا مما يكرهه فيحزنه ذلك، إلا فرج الله -تعالى- عنه بها إذا رجع إليها، تثبته وتخفف عنه، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس» رضى الله -تبارك وتعالى- عنها وأرضاها.

عرِّفوا الطفل بقدراته

          على الآباء والأمهات أن يُعَرِّفُوا الطفل بقدراته دون أن يقلِّلوا من شأنها أو يبالغوا في مدحها، فتقدير الطفل لابد أن يكون سليمًا، ولابد وأن يُلَقَّن عيوبه قبل مميزاته، ويتعلم منذ نعومة أظافره كيف يتقبل النقد دون مجاملة؛ لأنَّ المدح والإطراء دون مُسَوِّغ موضوعي يدفع الطفل إلى الغرور والصلف، فقد يرى في نفسه كفاءة تعلو على الآخرين؛ فيظن -وهمًا- أنه أفضل منهم، فيعاملهم بقسوة لا تعرف المودة ولا يرى التسامح طريقًا إليها.

الصبر أفضل علاج

         للبحر مد وجزر، وللكلمة نفع وضر، ولكل جراح بلسم، وأفضل البلسم الصبر، فهو فضيلة المتقين، وسبيل إلى جنة النعيم، وهو في الحياة أليق بالأبي الكريم؛ فإذا منَّ الله عليك بالصبر فأبشري بقريب الفرج، فكلما طال بالإنسان صبره، نجح أمره.

الأمانة تكريم من الله للإنسان

          قال -تعالى-: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (الأحزاب: 72)، فالأمانة هي التكاليف، ويترتب الثواب على أدائها والعقاب على تضييعها، والإنسان حين تحمل هذه الأمانة، ما تحملها إلا طاعة لله -عز وجل-، وهذا تكريم من الله للإنسان؛ حيث اختاره لحمل هذه الأمانة.  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك