رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 12 ديسمبر، 2023 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1201

من صفات المرأة المسلمة

تأتي محبة الله ورسوله على رأس الصفات التي تتوج المرأة الصالحة، ومن علامات تلك المحبة إقبالها على قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه والعمل بأوامره واجتناب نواهيه، إضافة إلى حرصها على أداء النوافل والإكثار منها، وعدم تقديمها لأي أمر على محبتها لله ورسوله، كذلك اتخاذها صحبة من الصالحات تعينها على الطاعات.

   

من التوجيهات القرآنية للنساء

ألا يخضعن القول

         من التوجيهات التي أحاط الله -جل وعلا- بها بيتُ نبيِّه الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - بمزيد الرعاية والعناية: ما حفلت به سورة الأحزاب؛ حيث قال ربنا -تعالى-: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب: 32). فهذه آدابٌ أمَر اللهُ -تعالى- بها نساء نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، ونساء الأمة تبعٌ لهن في ذلك، وأول تلك الوصايا بعد أن بُنيت وقدِّم لها التقوى {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} (الأحزاب: 32)، لأن التقوى هي المنطلق، أول تلك الوصايا بعد التقوى ألا يخضعن بالقول {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} (الأحزاب: 32)، بمعنى ألا يعمَدْن إلى ترقيق كلامهن إذا خاطبن الرجال حتى لا يطمع فيهن مَن في قلبه ريبة ودَغَلٌ، بل يكون كلامهن جزلًا، وقولًا فصلًا، بلا ترخيم، ولا تَغَنُّج؛ إذ لا يحل للمرأة أن تخاطب الرجال الأجانب كما تخاطب زوجها، وذلك قوله -جل وعلا-: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب: 32).  

السبيل لتحصيل العلم الشرعي

        الالتحاق بدورات العلم الشرعي: ويتم ذلك من خلال وضع خطة للتعلّم والالتحاق بدورات العلم الشرعي، سواء بمراكز ومعاهد في محيطكِ، أو بمنصات إلكترونية لتعليم العلوم الشرعية أو بمحاضرات ودروس مسجلة على اليوتيوب، فنحن بزمان كثرت فيه المصادر والمعلومات، ونسأل الله أن يجعلها حجّة لنا لا علينا، وكل ما عليكِ فعله هو الالتحاق بأحدها، ومن ثم الصدق في الطلب والالتزام والمثابرة والتحلي بالصبر والإرادة.  

أخطر أعدائك: النفس والدنيا والشيطان

        المرأة المسلمة في حال مجاهدة دائمة لنفسها لتغليب طاعة الله على هوى نفسها، وعدم اتباع خطوات الشيطان، وهي مدركة تمام الإدراك أن أخطر أعدائها هي النفس والدنيا والشيطان، وتعلم أن المعركة أزلية، فتقبض على دينها كالجمر، وتستعصم بحبل الله من كل كيد وفتنة، وتحتمي بالذكر والتحصين مستمسكه كذلك بكتاب الله وسنة نبيه، وملازمة صحبة الصالحين ومجالس العلم، تلك المجالس التي تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة وتتنزل فيها السكينة، فالفرد ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، وبذلك تستطيع المجاهدة ومغالبة هواها وشيطانها وتغليب رضا الله فوق كل شيء.  

المرأة الصالحة من أسباب السعادة

عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أربعٌ من السعادة: المرأةُ الصالحة، والمسكنُ الواسِع، والجارُ الصالح، والمَرْكَب الهنيء، وأربعٌ من الشقاء: المرأة السوء، والجار السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيِّق»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «المرأة الصالحة»: فالمرأة الصالحة من أسباب السعادة وهي خيرُ مَتاع الدنيا، كما وصَفَها - صلى الله عليه وسلم - أيضًا بقوله: «فمن السعادة: المرأة الصالحة، تراها فتُعجِبك، وتَغِيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك»؛ كذلك وصَفَها - صلى الله عليه وسلم - في حديثٍ آخر بقوله: «خير النساء التي تسرُّه إذا نظر، وتُطِيعه إذا أمر، ولا تُخالِفه في نفسها ولا مالها بما يكره»؛ فخيرُ النِّساء التي تسرُّ زوجَها بهيئتها الجميلة إذا نظر إليها، وتُطِيعه في كل أمر معروف.  

من ثمرات العلم وفوائده

  • أولًا: بالعلم يعبد الإنسان ربه على بصيرة، وبالعلم يعلم الإنسان ما هو واجب عليه فعله وما هو منهيّ عنه، وبه تَصُح عبادته، فلا يتخللها ما يبطلها أو ما ينقص ثوابها.
  • ثانيًا: العلم يرتقي بصاحبه في الدنيا ويرفع منزلته في الآخرة قال الله -تعالى-: {يرفع الله الذين آمنو منكم والذين أوتوا العلم درجات}. (المجادلة 11)
  • ثالثًا: أوضح النبي - صلى الله عليه - أن طلب العلم دلالة على أن الله يريد الخير بطالبه، فقال: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين».
  • رابعًا: في أثناء طلبكِ للعلم أنتِ تمهدين طريقك إلى الجنة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضًا لطالب العلم».

مالا يسع المسلمة جهله

      العلم الشرعي منه ما هو فرض كفاية، ومنه ما هو فرض عين؛ أي يجب على كل مسلم ومسلمة أن يعلموه ويصطبروا على تعلمه ويسعون في طلبه، والسبب في ذلك أنه بهذا النوع من العلم يستقيم دينكِ وتصلح دنياكِ، ومن دونه قد يفسد ويبطل الكثير من عباداتكِ ومعاملاتكِ في الحياة اليومية، فتقعين في المحظور، أو تبطلين عبادتكِ دون علمٍ منكِ؛ ولهذا قال سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -: « طلبُ العلم فريضة على كلّ مسلم»، ويرى الكثير من العلماء بأن العلم الواجب على المسلم تعلّمه هو أن يعلم الحدّ الأدنى من كل من العلوم الآتية: علم الفقه وعلم التزكية وعلم العقيدة.  

الإيمان  وحسن الخلق

      من أهم الصفات التي يجب تتحلى بها المرأة المسلمة حسن الخلق، فالإيمان وحسن الخلق انعكاس دال على أن جمال الظاهر يأتي من الباطن، فالمرأة الصالحة تحرص على سلامة الصدر من حمل الأذى والضغينة أو التفكير بسوء لخلق الله، وكذلك حفظ اللسان من الأذى، وحماية الجوارح من ارتكاب المعاصي التي يكرهها ونهى عنها الله، وتحقيق أركان الإيمان التي أمرها الله بها.  

وفاء الزوجة لزوجها

       من أروع الأمثلة التي ضربها لنا القرآن في وفاء الزوجة لزوجها، وفاء زوجة نبي الله أيوب -عليه السلام- له، وصبرها على مرضه الشديد، وتقاسمها معه الحلوة والمرة عندما أصيب بالفقر والمرض وابتلي بلاء شديدا، وهذه سمات الصالحات في كل زمان ومكان.  

الإسلام كرم المرأة

         رغم كل التداعيات التي تثار بحق المرأة والدعوات لتحريرها ورفع مكانتها، نرى أن الإسلام كرم المرأة ورفع شأنها ابنة وزوجة وأما وأختًا، وأقرّ اشتراكها مع الرجل في أصل الخلق والمكانة الإنسانية، ولا تمييز لأحدهما على الآخر في القدر والمكانة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك