رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 5 ديسمبر، 2023 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1200

الغنى غنى النَّفس.. والسَّعادة سعادة القلب

        من تظنُّ أنَّ السعادةَ في الغنى وكثرةِ المتاعِ، وتقارنُ نفسها بمن فوقَها، فسيورثها ذلك ازدراءً لما في يدها من النِّعم، وسيُقلِّلُ من شُكرِهِا لربها، ويُؤثرُ سلباً في حياتِها، ويجعلُها تعيشُ في همٍّ وعناء، وضيقٍ وشقاء، تأمَّلي قول الله -تعالى-: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (إبراهيم: 7)، وفي صحيح مسلم، قال - صلى الله عليه وسلم -: «انظروا إلى من هو أسفلَ منكم، ولا تنظروا إلى مَن هو فوقكم، فهو أجدرُ ألا تزدروا نِعمةَ الله عليكم»؛ لذلك فالغني الحقيقي هو غنى النفس والسعادة الحقيقية هي سعادة القلب بالإيمان والتقوى.  

احـرصي على ما يـنفعك واسـتعيني بالله

         قـال الـعَلّامَـة السَّعْـدِي -رَحِـمَـهُ الله-: «قولـه - صلى الله عليه وسلم -: «احـرص علـى مـا ينفعـك واستعـن بالله» كـلام جامـع نافـع، محتـو علـى سعـادة الدنيـا والآخـرة، والأمـور النافعـة قسمـان: أمـور دينيـة، وأمـور دنيويـة، والعبـد محتـاج إلـى الدنيويـة كمـا أنـه محتـاج إلـى الدينيـة، فمـدار سعادتـه وتوفيقـه علـى الحـرص والاجتهـاد فـي الأمـور النافعـة منهمـا، مـع الاستعانـة بالله -تعالى-، فمتـى حـرص العبـد علـى الأمـور النافعـة واجتهـد فيهـا، وسـلك أسبابهـا وطرقهـا، واستعـان بربـه فـي حصولهـا وتكميلهـا: كـان ذلـك كمالـه، وعنـوان فلاحـه، ومتـى فاتـه واحـد مـن هـذه الأمـور الثلاثـة: فاتـه مـن الخيـر بحسبهـا.
  • فمـن لـم يكـن حريصـا علـى الأمـور النافعـة، بـل كـان كسلان لـم يـدرك شيئـا، فالكسـل هـو أصـل الخيبـة والفشـل، فالكسـلان لا يـدرك خيـرا، ولا ينـال مكرمـة، ولا يحظـى بديـن ولا دنيـا.
  • ومتـى كـان حريصـا، ولكـن علـى غيـر الأمـور النافعـة: إمـا علـى أمـور ضـارة، أو مفوتـة للكمـال كـان ثمـرة حرصـه الخيبـة، وفـوات الخيـر، وحصـول الشـر والضـرر، فكـم مـن حريـص علـى سلـوك طـرق وأحـوال غيـر نافعـة لـم يستفـد مـن حرصـه إلا التعـب والعنـاء والشقـاء!
  • ثـم إذا سـلك العبـد الطـرق النافعـة، وحـرص عليهـا، واجتهـد فيهـا: لـم تتـم لـه إلا بصـدق اللجـوء إلـى الله، والاستعانـة بـه علـى إدراكهـا وتكميلهـا، وألا يتكـل علـى نفسـه وحولـه وقوتـه، بـل يكـون اعتمـاده التـام بباطنـه وظاهـره علـى ربـه.
فبذلـك تهـون عليـه المصاعـب، وتتيسـر لـه الأحـوال، وتتـم لـه النتائـج والثمـرات الطيبـة فـي أمـر الديـن وأمـر الدنيـا، لكنـه فـي هـذه الأحـوال محتـاج - بـل مضطـر غايـة الاضطـرار - إلـى معرفـة الأمـور التـي ينبغـي الحـرص عليهـا، والجـد فـي طلبهـا.  

أمور تمنع المقصود من تدبر القرآن

        قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: مما حدث في الإسلام بعد انقراض القُرون الفاضلة، قراءة القرآن بالألحان، بأصوات الغناء وأوزانه وإيقاعاته، عَلَى طريقة أصحاب الموسيقى، وفي الحقيقة هذه الألحان المبتدعة المطربة، تهيج الطباع، وتُلهي عن تدبُّر ما يحصل له من الاستماع، حتى يصير الالتذاذ بمجرد سماع النغمات الموزونة والأصوات المطربة، وذلك يمنع المقصود من تدبر معاني القرآن، وإنما وردت السنة بتحسين الصوت بالقرآن، لا بقراءة الألحان، وبينهما بون بعيد.  

من آداب المرأةِ المسلمةِ

  • أن تطيع الله -عز وجل- وتُخلِصَ في عبادتِه.
  • أن تكونَ قدوةً حسنةً لأبنائِها وأخواتِها.
  • أن تصبَر على الأذى في سبيلِ الحق.
  • أن تعترفَ بخطئِها، وتقبلَ الحقّ مِمّن جاء به.
  • أن تُحسِنَ إلى الناسِ، ولا تسء إلى أحد.
  • أن تتبعَ النبي -صلى الله عليه وسلم - وتحذرَ عن مخالفَته.
  • أن تطلبَ العلمَ وتعملَ به، وتُعِلمَه غيرها.
  • أن تنصحَ لكلّ مسلمةٍ.
  • أن تكون كريمةً سخيةً، فلا تردّ السائلَ ولو بالقليلِ.
  • أن تشكُرَ من أسدَى إليها معروفاً.
  • أن تبالغ في التسترِ والعفافِ.
  • أن تتعاهد القرآنَ بالقراءةِ والحفظِ والتدبرِ.
  • أن تجتنب مجالسَ الغيبةِ والنميمةِ.
  • أن تنتِقي كلماتِها كما تَنتِقي أطايبَ الثمرِ.
  • أن تشغَلَها عيوبُها عن عيوبِ الآخرين.
 

الحجاب ليس من عادات الجاهلية

        إن الحجاب الذي فرضه الإسلام على المرأة لم يعرفه العرب قبل الإسلام، بل لقد ذمّ الله -تعالى- تبرّج نساء الجاهلية، فوجه نساء المسلمين إلى عدم التبرج حتى لا يتشبهن بنساء الجاهلية، فقال -جلّ شأنه-: {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَـهِلِيَّةِ الأولَى} (الأحزاب:33)، بل كان من ضمن عادات الجاهلية الذميمة خروج النساء متبرّجات كاشفات الوجوه والأعناق، باديات الزينة، ففرض الله الحجاب على المرأة بعد الإسلام ليرتقي بها ويصونَ كرامتها، ويمنع عنها أذى الفسّاق والمغرضين.  

الأساس في بناء الأسرة المسلمة

         إن الأسرة المسلمة الصالحة، هي التي يتربى أفرادها تربية إسلامية، تثمر في نفوسهم الأمن والاطمئنان والسكينة والحب، ولا سبيل إلى ذلك إلا بوجود زوجين صالحين، تربى كل منهما على العلم النافع، والعمل الصالح؛ ولهذا كان الواجب الأول عند إرادة الزواج، أن يبحث الزوج الصالح عن المرأة الصالحة ذات الدين الحق، وأن يختار ولي الأمر للمرأة الصالحة الزوج الصالح، حتى يسكن كل منهما إلى الآخر، وتتحقق بينهما المودة والرحمة، وتنشأ ذريتهما على التقوى والخلق الحسن، تحقيقا لقول الله -عز وجل-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (سورة الروم: 21).    

الفتنة في الجوالات وشبهها

       قال الشيخ عبد المحسن العبّاد حفظه الله -تعالى-: والفتنة في الجوالات وشبهها عظيمة وخطيرة لكونها تكون في أيدي الكبار والصغار وفي متناولهم بالليل والنهار، وحرص الآباء وكل من له ولاية خاصة على سلامة من تحت أيديهم من الاستخدام السيء للجولات وشبهها لازمٌ متعيّن؛ لقول الله -عزّوجلّ-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته».  

ضرورة تعليم العقيدة للناشئة

        من الواجب على الأمة عموما، وعلى الآباء والأمهات والمعلمين خصوصًا أن يسعوا بجد لتقريب العقيدة الإسلامية للناشئة، خصوصًا في هذا الزمان الذي كثرت فيه فتن الشبهات وفتن الشهوات، وكثر فيه دعاة الضلال، وتنوعت أساليبهم ومناهجهم؛ لذلك يجب على المربين والمصلحين أن يغرسوا في قلوب الناشئة حب هذه العقيدة والثبات عليها في كل أحوالهم.  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك