رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 28 نوفمبر، 2023 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1199

العقيدة هي الأساس

كانت العقيدة وما زالت هي أساس الدعوات ورأس المطالب، وتوحيد الله ومعرفته، ودعوة النبيين كلها تدور حول هذا الأصل ومتطلباته وآثاره، فينبغي للإنسان أن يكون هذا هو أول مطالبه ومبدأ علومه، وأصل أصوله.

 

القوامة تعزيز للمكانة لا تقليل لها

       قال الله -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِم}، الإسلام دينٌ يقوم على السواءِ، وكل أحكامه تبتغي الحياة المستقيمة للمرء، وحسن تطبيقه للاستخلاف في الأرض. ولذلك فإن آية القوامة جاءت في سبيل ترسيخ مبادئ الحياة الزوجية، قال ابن العربي -في تفسير الآية-: «قوله: {قَوَّامُونَ} المعنى: هو أمين عليها، يتولى أمرها ويصلحها في حالها، ولا شك في أن الشرع قد جعل للرجل حقوقا وواجبات تليق به، كما جعل للمرأة حقوقا وواجبات تليق بها، وهما يختلفان في ذلك باختلاف الطبيعة التي خلق عليها كل منهما، وقوامة الرجل على المرأة ثابتة بنصوص الكتاب والسنة، وهي قوامة تكليف ومسؤولية أمام الله -عز وجل-، وليست لتشريف الرجل على المرأة، وهي أيضا للترتيب وتدبير أمور الأسرة، وليست للتسلط على المرأة وإذلالها، فعلى هذا المعنى الشرعي ينبغي أن يفهم أمر القوامة، والقوامة لا يترتب عليها زيادة في مكانة الرجل في الإسلام، أو كونه مفضلًا على المرأة في الثواب، إنما هي نموذج عيش مشترك يرجو الغاية نفسها في الآخرة.  

واجبنا تجاه قضية فلسطين

       قضية فلسطين هي قضية كل المسلمين، والاعتداء عليها يعني الاعتداء على كل المسلمين، وإن ما تواجهه أرض فلسطين عموما وغزة خصوصا في الفترة الأخيرة، يعد انتهاكات وخرقا للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، وإن نصرة فلسطين والفلسطينيين المظلومين والمستضعفين واجب أخلاقي وإنساني وشرعي، توجبه علينا الظروف القاسية التي يمر بها إخواننا، من قصف متواصل؛ وتقتيل، وهدم بيوتهم وسلب أرضهم ومحاولة تهجيرهم، ونحن مطالبون ببذل الوسع والجهد لنصرتهم بما نملكه ونقدر عليه، وعلينا أن نوقن أن النصر من عند الله، وأنه كائن لا محالة لعباده المؤمنين؛ لأنه وعد الله، وقد جرت سنة الله في خلقه أن ينتصر الحق ولو بعد حين.  

المرأة وقضايا الأمة

       ينطلق اهتمام المرأة المسلمة بقضايا أمتها من مبدأ الولاية العامة بين المؤمنين والمؤمنات، قال -تعالى-: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}، قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: وصف الله المؤمنين بضد ما وصف به المنافقين، فقال‏:‏ ‏{‏وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ‏}‏ أي‏:‏ ذكورهم وإناثهم ‏{‏بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ‏}‏ في المحبة والموالاة، والانتماء والنصرة‏، {‏يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ‏}‏ وهو‏:‏ اسم جامع، لكل ما عرف حسنه، من العقائد الحسنة، والأعمال الصالحة، والأخلاق الفاضلة، وأول من يدخل في أمرهم أنفسهم، ‏{‏وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ‏}‏ وهو كل ما خالف المعروف وناقضه من العقائد الباطلة، والأعمال الخبيثة، والأخلاق الرذيلة‏، ‏{‏وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ‏}‏ أي‏:‏ لا يزالون ملازمين لطاعة اللّه ورسوله على الدوام‏.‏  

الابتلاء سُنّةٌ ماضية ثابتة

       من أصول الإيمان أن نعتقد أن الله -تعالى- حكيم في جميع أفعاله؛ لا يفعل شيئاً إلّا لحكمة تامّة، عَلِمَها مَنْ عَلِم، وجَهِلَها مَنْ جَهِل؛ ومن ذلك إنزال البلاء بالعباد؛ فاللهُ -تعالى- لا يُنْزِل البلاءَ عبثاً، حاشاه -سبحانه-، وإنما يُنْزله لحِكَمٍ عظيمة جليلة، بيّنَها في كتابه وسُنة نبيّه - صلى الله عليه وسلم -، فابتلاء العباد سُنّةٌ ثابتة ماضية من الله -تعالى- في جميع خلقه؛ ليختبر صدقَ إيمانهم، قال -تعالى-: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت:2-3).  

جلباب الحياء

        جلباب الحياء أعظم ما تستتر به المرأة المسلمة، وله أثر عظيم في صلاح أقوالها وأفعالها وتصرفاتها، وإن من علامات حيائها قرارَها في بيتها، ووقارها في حديثها، وإسباغ جلبابها عند خروجها، واجتنابها مواطن الاختلاط، وغلبة الستر والصيانة والعفة عليها.  

الحياء منهج حياة

        جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الحياء منهج حياة، وضابطا للإنسان، يضبط به أعماله وأفعاله؛ فعَنْ أبي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ الْبَدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت»(الْبُخَارِيُّ)، فمن نزع منه الحياء لم يبال بما يفعل، حلالا أم حراما، كريما أو خبيثا، صالحا أو طالحا؛ لأنه لا حياء عنده من الله ولا اعتبار للناس في نظره؛ فهو جريء على القبائح، مقبل على النقائص، وإذا كان الحياء في الرجال مروءة وأخلاقا وكمالا وجمالا، فإنه في النساء أكمل وأجمل، وهو فيهن زينة وجمال، وحسن وبهاء وعفة، وهو أزين زينتهن وأفضل أخلاقهن.  

المرأة التي نريد

  • المرأة التي نريد: هي الأم المربية التي تخرج الأجيال، وبقدر صلاح الأم أو فسادها يقاس حال المجتمع صلاحًا وفسادًا، ولذلك أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - باختيار الزوجة ذات الدين.
  • والمرأة التي نريد: هي المعلمة والمتعلمة، فتتعلم ما يهمها من أمور دينها وتتفقه فيه، ثم تنطلق داعية ومعلمة لغيرها.
  • والمرأة التي نريد: هي المرأة التي تقوم بما يقوم به الرجل من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد جمع الله -عز وجل- بينهما بقوله: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (التوبة:71).
 

المجتمعات والحياء

        إن الحياء في المجتمعات صمام أمان، ومصدر صيانة؛ فإنه يرتفع بأخلاق أفراده، ويسمو بآدابهم، ويزيد ترابطهم، ويعزِّز لُحْمَتهم، ويقوِّي أُلْفَتهم، ويشيع بينهم الخصال الكريمة والفعال الحميدة، ويدعوهم إلى الخير والبر ومكارم الأخلاق، فيُحتَرم أهلُ الفضل، وتُصان الحرمات، ويُترفَّع عن السفاسف والرَّذائل، ويزداد المجتمع بذلك أمنًا وأمانًا، وخيرًا وصلاحًا، وإذا ذهب الحياء فسدت الأذواق، وساءت الأخلاق.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك