رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 6 نوفمبر، 2023 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1198

حقيقة الصبر

الصبر هو حبسُ النفس عن الجزَع، واللسان عن الشكوى، والجوارح عن المعاصي والذنوب، بمعنى أن يتلقَّى العبد البلاءَ بصدر رحب دون شَكْوى أو سخط، وهو الإيمان الكامل واليقين الذي ليس فيه شكٌّ بأنَّ ما أصابك ما كان ليخطئَك، وما أخطأك لم يكن ليصيبَك، وإنَّما كل شيء بقضاءِ وقدَر.

 

سنة الابتلاء.. وفضيلة الصبر

من سنن الله التي لا تتبدل ولا تتخلف أنه يبتلي الناس ليعلم الصادق من الكاذب، والمؤمن من الكافر، والصابر من الجازع، وليميز كل فريق عن الآخر {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}(الأنفال). والقرآن الكريم ينص في آياته المحكمات على أن الابتلاء سنة من سنن الله في الخلق {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}(الملك)، ومن يتأمل التاريخ والوقع وأحوال نفسه والناس من حوله لا يكاد يرى إنسانا إلا وقد ابتلي بنوع من أنواع البلاء: إما في نفسه وعافيته وماله، وإما في أهله وأقاربه وعياله، لا يخلو أحد من ذلك على الإطلاق ولكنهم بين معجَّل ومؤجَّل، فالابتلاء قصه طويلة، وتاريخ ممتد بدأ منذ أنزل آدم إلى الأرض، فلابد من الابتلاء حتى لا يكون الإيمان مجرد ادعاء يناله كل من ادعاه دون أن يُبتلى لتُعرف حقيقة دعواه {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت:2، 3)، فالابتلاء تمحيص ليُعلم أهل الصدق من أهل الكذب، وليُعلم أهل الإيمان من أهل النفاق، وليعلم الله الصابرين.  

نحو دور تربوي إيجابي منشود في تربية الأبناء

         تعد تربية الأبناء مسؤولية عظيمة أمام الله -عزوجل-؛ إذ في صلاحهم صلاح المجتمع والأمة، ولعل تربية الأبناء والتعامل معهم فن يستعصي على كثير من الآباء والأمهات والمربين، وكثيرا ما نتساءل عن أجدى السبل للتعامل مع الأبناء؟ ولكي نحسن التربية يجب إعادة النظر في بؤر الاهتمام والوسائل والأساليب المستخدمة في التربية، ولا شك بأن القضية الحاسمة في هذا الموضوع تكمن في دراسة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكيف كانت تربيته وتعامله؟ فهي النموذج المتكامل الذي نستطيع من خلاله استقاء الأسس التربوية الصحيحة كافة التي تنتج إنسانًا إيجابيا فاعلًا.  

المرأة المسلمة وحسن الخلق

        الخلق الحسن هو قوام حياة المرأة المسلمة، وعليه مدار سعادتها فإن رزقته فقد رزقت كل خير، وإن حرمته فقد حرمت من كل خير، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول لمن جاء يسأل عن البر «البر حسن الخلق» (رواه مسلم)، كما سئل - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الجنة فقال: «تقوى الله -تعالى-، وحسن الخلق» (رواه الترمذي)، وقال - صلى الله عليه وسلم في بيان شرف حسن الخلق-: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا» (رواه البخاري والترمذي وأحمد)،والأخلاق الفاضلة تكتسب بالمواظبة والتعود، فرِّوضي نفسك عليها، وتعَّودي التخلق بها، وواظبي عليها تفوزي -إن شاء الله تعالى- بحسن الخلق، فحسبك خيراً وشرفاً أن توصفي بحسن الخلق.  

من سمات المرأة المسلمة الثبات على الحق

          إن المرأة المسلمة تتميز بالثبات على الحق؛ فهي سابقة بالخيرات، منافسة في الطاعات، تسارع إلى مغفرة من ربها ورضوان، ليس في قاموس شخصيتها الوقوف أو التقهقر للوراء، لا تبدد طاقاتها ذات اليمين وذات الشمال، بل هي على الصراط المستقيم، تمتثل قول مولاها -عزوجل-: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} (الأنعام:153) مستعينة بالله -تعالى- تردد قوله الحق: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} (الفاتحة:6).  

الصمت وحسن السمت من الأخلاق الفاضلة

        عليك أختي المسلمة أن تمسكي لسانك عن كثرة الكلام بلا فائدة، وأن تكوني حسنة السمت، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» (رواه البخاري ومسلم)، وإذا تكلمت فأوجزي في الكلام، وتكلمي بالمعروف فقط، قال الله -تعالى في تأديب نساء النبي  صلى الله عليه وسلم -: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى...}(الأحزاب : 32، 33)، والزمي حسن السمت في لباسك، ومشيك وقعودك، وفي عملك، وقولك.  

أهل الصَّبْر هم أهلُ الخير والشُّكر

        أهل الصَّبْر هم أهلُ الخير والشُّكر؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه عنه عمرُ بن سعد بن أبي وقَّاص، عن أبيه، قال: قال رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «عجبتُ للمؤمن! إذا أصابَه خيرٌ حمِد الله وشَكَر، وإنْ أصابتْه مصيبةٌ حمِد الله وصبَر، فالمؤمن يُؤجَر في كلِّ أمره، حتى يُؤجر في اللُّقمة يرفعها إلى فِيِّ امرأته».  

المرأة الداعية

         قال الشيخ ابن باز -رحمه الله - في رده على سؤال: عن المرأة والدعوة إلى الله، ماذا تقولون؟، فأجاب -رحمه الله- بقوله: على المرأة المسلمة الدعوة إلى الله -عز وجل-، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن النصوص من القرآن الكريم والسنة المطهرة تدل على ذلك، ثم عليها أن تكون مثالًا للعفة والحجاب عن الرجال الأجانب، وتبتعد عن الاختلاط، وتكون دعوتها مع العناية بالتحفظ من كل ما يُنكر عليها، وعليها أن تبتعد عن اللباس الذي قد تفتن الناس به، وأن تكون بعيدة عن كل أسباب الفتنة، من إظهار المحاسن، وخضوع في الكلام، مما ينكر عليها.  

الهدية إلى الجيران

        دعت الشريعة الإسلامية إلى الترابط والتآخي والتآلف؛ فحينما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - آخي بين المهاجرين والأنصار؛ لتتآلف القلوب، وتقوى أواصر الأخوة بين المسلمين؛ ولهذا شجع الإسلام كل خصلة تقوي تلك الروابط، ومن هذا وصيته بالجارة لنساء المؤمنين وزوجات المؤمنين من بعدهن بالإحسان إلى جارتها، عن طريق إعطائها مما من الله به من طعام أو شراب، ولو شيئًا محقَّرًا عند الناس، فإنه سينفع الجارة ويدخل عليها السرور؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها، ولو فرسن شاة».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك