رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 23 أكتوبر، 2023 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1196

قمة السعادة وكمالها

إن لذة الحياة وجمالها، وقمة السعادة وكمالها، لا تكون إلا في طاعة الله وهي الاستقامة على أمر الله وسلوك طريقه، ليسير الإنسان في الحياة مطمئن الضمير، مرتاح البال، هادئ النفس، دائم البِشر، طلق المحيا، يعفو عمن ظلمه، ويغفر زلة من أساء إليه، يرحم الصغير ويوقر الكبير، يحب الخير لغيره، ويسعى في قضاء حاجات الناس.

 

من آداب الحديث والحوار

  • احذري الثرثرة وكثرة الكلام! قال -تعالى-: {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} (النساء: 114)، واعلمي أن هناك من يحصي كلامك ويعده عليك قال -تعالى-: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق: 18)، وليكن كلامك مختصرًا وافيًا بالغرض الذي من أجله تتحدثين.
  • ليس جميلاً أن تتحدثي بكل ما سمعت؛ فإن في هذا مجالاً للوقوع في الكذب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «كَفَى بالمرءِ كذِبًا أن يحدِّثَ بِكُلِّ ما سمِعَ».
  • إذا أردت الحديث فإياك والتعاظم والتفاصح والتقعر في الكلام! فهي صفة بغيضة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث يقول: «إنَّ مِن أبغضِكُم إليَّ وأبعدِكُم منِّي يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ والمتشدِّقونَ والمتفَيهِقونَ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، قد علِمنا الثَّرثارينَ والمتشدِّقينَ فما المتفَيهقونَ؟ قالَ: المتَكَبِّرونَ».
  • ليكن حديثك بخير وإلا فالصمت أولى بك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».
  • إياك ومقاطعة الناس أحاديثهم أو ردها عليهم أو إظهار الاستخفاف بها! وليكن حسن الاستماع أدبًا لك، والرد بالتي هي أحسن شعارًا لشخصك.
  • احذري من السخرية بطريقة كلام الآخرين! كمن يتلعثم في كلامه أو عنده شيء من التأتأة أو اللثغة، قال -تعالى-: {يأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم}، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المسلِمُ أخُو المسلِمِ، لا يَظلِمُهُ ولا يَخذُلُهُ...» الحديث.

واجبنا تجاه أهل فلسطين

       يزداد ألم المسلمين وأسفهم يومًا بعد يوم على الحال التي آل إليه المسجد الأقصى، ولا يخفى على أيِّ مسلم ما يعانيه المسلمون في فلسطين من آلام وقتل وتشريد، وشدة حاجتهم إلى الكساء والطعام والدواء؛ ولذا فإنَّ من الواجب على المسلمين المسارعة إلى نجدتهم ومدِّ يد المساعدة لهم، والوقوف معهم في محنتهم، والله -جل وعلا- يثيب المؤمن على ما يقدِّم لإخوانه ثواباً عاجلاً وثوابًا أخرويا، يجد جزاءه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قال الله -تعالى-: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} (المزمل:20)، وقال -تعالى-: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (سبأ:39).  

غرس حب المسجد الأقصى في نفوس الأبناء

      الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع، ومن ثم فإن نجاح أي قضية إنما يبدأ من الأسرة، وبقيامها بدورها المطلوب في تكوين الوعي لدى هذا النشء الصغير منذ طفولته الأولى، وحتى نربي جيلاً قويا واعيًا بمقدساته وقضاياه ولا سيما فلسطين والمسجد الأقصى، فإليكم بعض المقترحات التربوية لتخبرهم فيها عن فلسطين: (1) التربية بالقدوة الحقيقة أن الطفل يتعلم بالقدوة أكثر مما يتعلمه بغيرها من الطرائق بنسبة تصل إلى 70%؛ لذلك فلابد أن تؤمن الأسرة بقضية فلسطين وتقدر أهميتها، وتتابع أخبارهم، وتدعو لهم، وتساعدهم بكل ما أتيح لهم، فيولي طفلها اهتماماً لما تهتم به أسرته. (2) التربية بالقصة القصة من أهم الوسائل التربوية لتعليم الأطفال، ولها أثر بالغ في نفوسهم، وتساعدهم دائمًا على تذكر الأحداث التي تسردها بعكس ما تُروى لهم بطرائق روتينية مملة؛ لذا لابد من الإعداد الجيد للمحتوى الذي ستقصه، واختيار اللغة والتعبيرات التي تلائم عمرهم. (3) التربية بالدعاء خصص وقتًا للدعاء أمام أبنائك لفلسطين والمسجد الأقصى وأهله، وبالتكرار سيترسخ في ذهن طفلك هأهمية المسجد الأقصى، وشاهد بنفسك أثر هذا الأسلوب التربوي الرائع. (4) التربية بالعطاء يمكنك أن تغرس قيمة العطاء لدى طفلك بِحَثِّه على اقتسام جزء من مصروفه لإخوانه بفلسطين، فيجب توضيح ذلك للطفل، وتحفيز شعور المؤاخاة مع أطفال فلسطين، وأيضًا هو مجال مناسب لتعلمه فضل الإنفاق في سبيل الله، وبذلك تغرس تلك القيم غرسا قويا ومتينا.  

(حسبي الله ونعم الوكيل) لجلب النعماء ودفع الضرِّ

هذه الكلمة المباركة (حسبي الله ونعم الوكيل) تقال في مقامين: مقام طلب المنافع، ومقام دفع المضار:
  • فمن الأول: قول الله تبارك و-تعالى- {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} (التوبة: 59).
  • ومن الثاني: قول الله تبارك و-تعالى- {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} (آل عمران:173-174).
وجُمِعَ الأمران في قول الله -عزَّوجلَّ-: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} (الزمر:38). أي: قل حسبي الله لجلب النعماء، ولدفع الضرِّ والبلاء.  

المؤمنون جسدٌ واحد

       قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله في تعليقه على حديث النبي [-: «مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ، مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى»، وهكذا فالمؤمنون جسد واحد، والمؤمنات كذلك، كلهم جسد واحد، وكل يعلم حال الجسد إذا أصيب بمرض في أي موضع منه عم الألم وعم التعب، وهذا مثل عظيم، هذا مثل من النبي مثل عظيم -عليه الصلاة والسلام- يدعو إلى التكاتف العظيم، والتعاون بين المسلمين والمسلمات، والتعاطف، ويرفق به ويواسيه إذا احتاج، ويعينه على قضاء دينه، ويدفع عنه الظلم، ويجتهد في كل خير ينفعه، ودفع كل شر.  

الابتلاء سنة كونية قدرية

         قال الله -تعالى-: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (1) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت:1- 2)، البلاء فيه تمحيص واختبار لمن لزم الجادة، وأراد الوصول إلى الجنة، فهي سُنَّة كونية مقدرة على العباد إلى يوم الميعاد، فلا مرد لها، ولا سبيل لإيقافها، فالناس فيها قسمان: قسم صبروا ورضوا بقضاء الله وقدره، ففازوا بالحسنيين، وقسم قنطوا ويئسوا فخسروا الدنيا والآخرة؛ لذا وجب على المسلم الذي يبتلى في دينه، أو نفسه، أو ولده، أو ماله، أو غير ذلك من أنواع الابتلاءات أن يصبر نفسه، وأن يرضى بقضاء الله وقدره، وأن يحمد الله -تعالى- على تدبيره.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك