رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 22 أكتوبر، 2023 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1195

مفتاح السعادة يكمن في القلب

مفتاح سعادة الإنسان يكمن في قلبه؛ فقلب المؤمن قوي العزيمة، لا تفت فيه الهموم ولا المحن، بل تجليه ليصير أكثر بهاءً ونقاءً، يقول -تعالى- في سورة طه: {مَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} (سورة طه: 123-126).  

ذكر الله من أسباب سعادةالبيوت

روى أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم  - قال: «لا تجعلوا بيوتَكم مقابرَ، إنَّ الشيطانَ ينفِرُ منَ البيتِ الذِي تُقرأُ فيهِ سورةُ البقرة»، وعندَ الإمامِ أحمد: «يَفِرُّ منَ البيتِ الذي تُقرأ فيه سورةُ البقرة».

         فالبيوتُ بيتانِ، بيتٌ يُقرأُ فيهِ القرآنُ، فهوَ بيتُ السَّعةِ والرحمة والإيمانِ والطمأنينة، وعليه تنزل ملائكةُ الرحمنِ، وبيتٌ يسكن فيه الشيطانُ، كما في الخبر عن ابن سيرين -رحمه الله- أنه قال: «البيت الذي يقرأ فيه القرآن تحضره الملائكة، وتخرج منه الشياطين، ويتسع بأهله ويكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن تحضره الشياطين، وتخرج منه الملائكة، ويضيق بأهله ويقل خيره»؛ فلذلكَ علينا أنْ نملأ بيوتنا بالقرآن تلاوة ومدارسة، وأنْ تكونَ هُناكَ حلقاتٌ قرآنيةٌ للأبناءِ في البيوتِ، معَ دوامِ متابعتهم على قراءةِ ورد يومي من القرآنِ، ولابدَّ منْ جعلِ نصيبٍ منَ الصلاةِ في البيوتِ، فكثير من النوافلِ صلاتُها في البيتِ خيرٌ من المسجدِ، وصلاة المرأةِ في بيتِها أعظمُ فضلًا، وإذا عُمّر البيت بالصلاة والقرآن نزلت فيه الرحمة وحفته السكينةِ وحضرته الملائكة، وأمَّا منْ أعرضَ عنِ القرآنِ فهو أهلٌ لأن يأوي الشيطان إليهِ ويشاركه بيته طعامًا وشرابًا وبياتًا، وإذا وُجدتِ الشياطينُ في البيوتِ أفسدوا الحياةَ، وأذهبُوا الاستقرارِ، وأثاروا العداوةَ بينَ الزوجينِ، ولكنْ إذا وُجدَ القرآنُ وتلاوتُه وُجدتِ الملائكةُ والرحمةُ، فإنَّه لا مكانَ للشيطانِ في بيوتِ عبادِ الرحمنِ، وبهذا تتحققُ السعادةُ والاستقرارُ.  

التوازن في الحزن والفرح

        من الأخطاء التي تقع فيها بعض النساء الإسراف في حالة الفرح، والانتكاس الشديد في الأحزان، وتصبح المرأة عرضة لهزات نفسية متتابعة ومتوالية نتيجة لهذه الحال، ولا شك أن الاقتصاد في الأحزان والأفراح منهج قرآني حكيم، قال -تعالى-: {لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}، وبالطبع ليس من بني آدم أحد إلا وهو يحزن ويفرح، لكن أهل الإيمان ينظرون للأحداث كلها بأنها مقدرة في علم الله -سبحانه-، فيورث في قلوبهم الرضا بالنتائج، فتصير نفوسهم ثابتة متوازنة كلما تغيرت أحوال الزمان، فأمر المؤمن كله له خير، سواء أكان في سراء أم ضراء، لكن إنما عليه الصبر والشكر، فلا أسى يكسر النفس، ولا فرح يستخف بها، ولكن رضا وتسليم، وحمد واعتراف بالنعمة.  

القيمة الأساسية بين الزوجين

       الاحترام بين الزوجين هو القيمة الأساسية التي يجب المحافظة عليها وعدم التفريط فيها، فالحب قد يقل أو تختفي ملامحه ويضعف أثره بين الزوجين في خضم المشكلات التي يعانيها كل منهما، ورغم ذلك تستمر الحياة الزوجية بينهما ولكن إذا مُس الاحترام بينهما أو تصدعت أركانه لن تقوم للبيت قائمة.  

أم عمارة -رضي الله عنها

          هي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف، كنيتها أم عمارة، نشأت في يثرب في حي بني النجار، أحد البيوت التي شرح الله قلوب أهلها للإسلام، حضرت بيعة العقبة الثانية رغم ما كان يحف الخروج إليها من مخاطر، كما حضرت بيعة الرضوان وعمرة القضاء، وكان لأم عمارة مواقف جليلة في غزوة أحد؛ حيث أبلت البلاء الحسن في الدفاع عن راية الإسلام والتضحية من أجله بروحها ومالها وأهلها، وظلت متنقلة في أرض المعركة من أجل تقديم الخدمات الضرورية للمجاهدين ومداواة الجرحى وتطبيبهم وسقاية الماء، لقد شهد لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعظيم صنيعها وجميل فعلها؛ حيث قال -عليه الصلاة والسلام-: «ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟»، روت أم عمارة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث في مختلف العبادات والتوجيهات النبوية، وروى عنها عبادة بن تميم الأنصاري، وعكرمة بن عبد الله العلامة الحافظ المفسر، وأم سعد جميلة بنت سعد الأنصارية، وأحاديثها في السنن الأربعة، وفي زيارة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأم عمارة في بيتها وعيادة الصحابة لها واهتمام الخلفاء الأربعة بها بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، دليل على ما تحظى به المرأة المسلمة من مكانة وتكريم، وتقدير لإسهاماتها العظيمة.  

وعي المرأة المسلمة

      من صفات المرأة المسلمة أنَّها تعي ما يدعو إليه التغريب من سعيه لتغيير ما هي عليه من صفات فاضلة وأخلاق زاكية وحياء؛ فتحذرُ أشدَّ الحذر من تلك الوسائل الهادمة للفضائل والأخلاق الحسنة، وكذلك تُحذِّر غيرها من الوقوع فيما وقع فيه من اغتررن بها وانسقن خلفها، وتعمل على نصحهن وإرشادهن.  

إن مع العسر يسرًا ومع الضيق فرجًا

      قال الله -تعالى-: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» (سورة الشرح:5، 6)، في هذه الآية خير عظيم؛ إذ فيها البشارة لأهل الإيمان بأن للكرب نهاية مهما طال أمده، فسنن الله في الأرض لا تتبدل ولا تتحول، وإذا تخلفت وعود البشر وتبدلت قوانينهم، فوعد الله لا يتخلف، وسنة الله لا تتبدل، قال السلف -رضوان الله عليهم في هذه الآية-: «لن يغلب عسر يسرين»، وقالوا: «لو كان العسر في جحر ضب لدخل عليه اليسر فأخرجه».  

حشمة المرأة

      عَنْ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَن جرَّ ثوبَهُ خيلاءَ لم ينظُرِ اللَّهُ إليهِ يومَ القيامةِ»، فقالَت أمُّ سَلمةَ: «فَكَيفَ يصنَعُ النِّساءُ بذيولِهِنَّ؟» قالَ: «يُرخينَ شبرًا»، فقالت: «إذًا تنكشفَ أقدامُهُنَّ»، قالَ: «فيُرخينَهُ ذراعًا، لا يزِدنَ علَيهِ»، مما يستفاد من الحديث أن ستر المرأة وحشمتها وحياءها عائد إلى قوة إيمانها ودينها، أمَّا مَن رقَّ دينها وضعف إيمانها، فإنها لا تبالي بتلك الحشمة.  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك