رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: forqan 19 سبتمبر، 2023 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1191

الأسرة وتربية الأفراد على القيم

            الأسرة هي المسؤولة عن تنشئة الأفراد على احترام القيم الاجتماعية، والحفاظ على حقوق الآخرين، ونبذ السلوكيات الخطأ، وإن تربية الأبناء على المنظومة القيمية فرض عين على الوالدين، وتأتي ضمن الأمانة التي حملها الإنسان بقوله -تعالى-: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (الأحزاب:72).  

إنصاف الإسلا م للمرأة وتمييزه لها

            بخلاف ما يدعي دعاة التحرر والليبرالية والنسوية، أن الإسلام ضيق على المرأة وظلمها، ولا شك أن هذه ادعاءات باطلة، القصد منها أن تتمرد المرأة على تعاليم الإسلام وثوابته وقيمه وأخلاقه؛ فالإسلام لم يظلم المرأة، ومن عدله أنه لم يجعل الواجبات عليها وحدها، ولا على الرجل وحده. بل قال -تعالى-: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (البقرة:228)؛ فللنساء من الحقوق مثل ما عليهن من الواجبات، ومن أقوى علامات تمييز الله للنساء، بأن جعل سورة من سور القرآن العظيم باسمهن «سورة النساء»؛ وذلك تكريمًا لهن، وسمى سورة أُخرى باسم إحداهن سورة مريم، ورغم المساواة في التكليف إلا أن الإسلام ميز المرأة في مراحل حياتها وقدرها بوصفها إنسانة، لا بل إنّه -جلّ وعلا- حمّل مسؤوليتها في الأُمور الشاقة ومنها الاجتماعية والاقتصادية ومتطلبات العيش إلى الرجل، وفي فضل الإحسان إلى البنات قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: «من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، وأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جدته، كن له حجابًا من النار يوم القيامة»، وعندما تصبح زوجة قال الله -تعالى- {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء: 19)، والأخت هي الرحم، ورفع من شأنها كأم لدرجة أنه قال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء: 23)، هكذا ميزها المولى -جل علاه-، وإننا لا نجافي الحقيقة حين نقول: إن الإسلام هو الـمحرر الحقيقي لعبودية الـمرأة، وأنه قد حفظ حقوقها منذ تكوينها جنينًا في بطن أمها إلى أن تنزل قبرها.  

لتكن البداية: تقوية الصلة بالله -عزوجل

            كثير من الأمهات ينصب جهدها وجهادها على استذكار الأبناء، ورفع مستوى التحصيل، ودفعهم للحصول على أعلى الدرجات، في حين تغفل عن السبب الأساسي للقوة والنجاح والتوفيق، وهو حسن الصلة بالله -عزوجل-؛ فالإيمان بالله -عزوجل- يمنح المرء القوة والدافعية للسعي والإنجاز؛ لأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، والإيمان بالله -عزوجل- يُشعِر الفرد بالثقة بأن ما سيعمله لن يضيع هباءً منثورًا، حتى ولو لم يجنِ ثمرته في الدنيا فجزاؤه مدخر في الآخرة، يقول -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} (الكهف:30).  

دور الشيطان في الخلافات الزوجية

         عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت!». مما يستفاد من الحديث أن الشيطان له دور خطير في تأجيج المشكلات بين الزوجين وتضخيمها، وهو أحرص ما يكون على إلقاء الخصام والفرقة بينهما، فليحذرا كيده ومكره، وليحسن كل واحد منهما معاملة صاحبه، وليقم بحقه عليه حتى تستمر الحياة الزوجية السعيدة.  

تربية الأبناء مهمة عظيمة

       عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيع؟ حتى يسأل الرجلَ عن أهل بيته»، إن الأولاد نعمة مِن الله مَنَّ بها علينا، فهم زينة الحياة الدنيا، وتربيتهم مهمة عظيمة يجب على الآباء والأمهات أن يحسبوا لها حسابًا، ويعدوا العدة للقيام بحقها، خصوصًا في هذا الزمان الذي تلاطمت فيه أمواج الفتن، واشتدت غربة الدين، وكثرت فيه دواعي الفساد، حتى صار الأب مع أولاده كراعي الغنم في أرض السباع الضارية، إن غفل عنها ساعة أكلتها الذئاب، وهكذا الآباء والأمهات إن غفلوا عن أبنائهم ساعة تاهوا في طريق الفساد.  

استحضار النية في الدراسة

          في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ومَن سلك طريقًا يلتمس فيه عِلمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة»، يغفل كثير من الآباء والأمهات عن تذكير أبنائهم وبناتهم بنية طلب العلم في دراستهم، فلا يصححها ولا يصلحها، فيصبح الهم ماديا ودنيويا بحتًا، فعندما يعرف الطالب أن دراسته ما هي إلا سعي في طلب العلم، وأنه في عبادة، تكون الدافعية لديه أكبر، والحرص على التفوق أعلى، وتتلاشى المشكلات وتذوب الشدائد في سبيل هذه الغاية السامية التي يسعى لها.  

ساعدوا أبناءكم على تنظيم أوقاتهم

         لا يجب أن يترك الأبناء لينظموا أوقاتهم بأنفسهم، ولا سيما مع صغر سنهم؛ لأنهم -بطبيعة الحال- سيميلون للعب والنوم وضياع الوقت، ويمكن أن يتم التنظيم عن طريق جدول نتفق فيه معهم، ونضعه في غرفتهم، ويشاركون في وضعه ورسمه وتخطيطه، فنقسم ساعات اليوم ما بين أداء العبادات والنوم والذهاب للمدرسة والدروس والاستذكار بما يتناسب مع جدولهم.  

علموا أبناءكم

         مع بداية العام الدراسي الجديد علموا أبناءكم أن الدراسة والعلم حياة الأمم والشعوب، وأولى الناس بالتفوق هم أمة «اقرأ»، وإذا كان العلم مهما لكل الأمم، فإن طلب العلم عندنا عبادة، ومذاكرة العلم عندنا تسبيح، والسعي في طلب العلم جهاد، وبذل العلم صدقة، وهنيئًا لمن تعلم العلم وعلَّمه وعمل بعلمه.  

وصايا للمعلمات

  • لا تعاقبي الفصل كله بذنب بعض التلميذات؛ لأن في ذلك ظلما للبريئات.
  • احفظي أسماء طالباتك، وتعرفي على ميولهن ومهاراتهن.
  • لا تبدئي درسك بانتقاد تلميذة أو مجموعة من التلميذات.
  • لا تسخري ولا تدعي أحدا يسخر أو يضحك من المخطئة مهما كان خطؤها.
  • ساعدي طالباتك على حل مشكلاتهن.
  • روحي على طالباتك بالمزاح الصادق والمسابقات الهادفة.
  • خصصي وقتا للتواصل مع طالباتك خارج الحصة؛ لأن التواصل من صفات المعلمة الناجحة.
  • تفقدي الغائبات واسألي عنهن.
  • اجعلي درسك وأسلوبك مناسبًا للجميع وليس للمتفوقات فقط.
  • عاملي كل طالبة معاملة تشعر من خلالها أنها مهمة عندك، فاحترمي رأيها وقدري شخصيتها.
 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك