رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 21 أغسطس، 2023 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1187

دور القدوة  في التربية

         تعد التربية بالقدوة من أهم وسائل التربية على الإطلاق، والأولاد الصغار أشد تأثرًا بالقدوة من الكبار؛ فهم يجدون في آبائهم المثل الأعلى، والنبراس الذي يهتدون به؛ لأنهم يعتقدون أن كل ما يفعله الكبار صحيحًا؛ فهم لا يدركون -في أول الأمر- الصواب من الخطأ، ولا يميزون بين الخير والشر، إنما هم ينظرون بأعين آبائهم، ويحاكون طريقتهم في الحياة.  

توجيهات قرآنية في بيت النبوة

        مِن جملة التوجيهات التي أحاط الله -جل وعلا- بها بيت نبيِّه الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - قول الله -تعالى-: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} (الأحزاب: 32). فهذا أدب من الآدابٌ التي أمَر اللهُ -تعالى- بها نساء نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، ونساء الأمة تبعٌ لهن في ذلك، وقدّم لهذه الوصية التقوى {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} (الأحزاب: 32)، لأن التقوى هي المنطلق، ألا يخضعن بالقول: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} (الأحزاب: 32)؛ بمعنى ألا يعمَدْن إلى ترقيق كلامهن إذا خاطبن الرجال حتى لا يطمع فيهن مَن في قلبه ريبة ودَغَلٌ، بل يكون كلامهن جزلًا، وقولًا فصلًا، بلا ترخيم، ولا خضوع؛ إذ لا يحل للمرأة أن تخاطب الرجال الأجانب كما تخاطب زوجها. من هنا ندرك أنه إذا وجد التساهل بالحديث بين المرأة والرجل الأجنبي عنها كان ذلك السبيل الأول للشيطان؛ ليدخل بينهما، والمسألة ليست على سبيل التهمة لرجل، ولا امرأة؛ ولكن هذا أمر ربنا، وهو العليم الخبير، وهو الخالق لهذا الإنسان ذكرًا أو أنثى؛ لذلك كان من علامات وُفُورِ عقل المرأة، ودلائل عظيم حشمتها أن كلامها مع الرجال منضبط بهذا الضابط الذي أمر به القرآن وهو عدَم الخضوع بالقول؛ فليس بمحرم عليها أن تخاطب الرجال الأجانب فيما تحتاج إليه، ولكن عليها أن تلتزم بما أمرها به الشرع الحكيم، فكما أمر الناس عمومًا رجالًا ونساءً بتخيُّر الألفاظ الحسنة، والعبارات الطيبة في المحادثة فيما بينهم، أُمرَتِ المرأة أن تتجنب الخضوع بالقول {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} (الأحزاب: 32).  

كمال العبودية لله -تعالى

       العبادة تجمع أصلين: غاية الحب بغاية الذل والخضوع، والتعبد: أي التذلل والخضوع، فمن أحببته ولم تكن خاضعًا له، لم تكن عابدًا له، ومن خضعت له بلا محبة، لم تكن عابدًا له، حتى تكون محبا خاضعًا، ومن هاهنا كان المنكرون محبة العباد لربهم منكرين حقيقة العبودية، والمنكرون لكونه محبوبًا لهم، بل هو غاية مطلوبهم ووجهه الأعلى نهاية بغيتهم؛ منكرين لكونه إلهًا، وإن أقروا بكونه ربًا للعالمين وخالقًا لهم، فهذا غاية توحيدهم.

الزواج سكن وأمان

         الزواج سكن وأمان، وفيه رضا الرحمن، قال -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم: 21)، وفيه حفظ الدين، فهو أغض للبصر وأحصن للفرج، وهذه النعمة تدوم وتزداد ويبارك فيها إذا كان المرء وفيا لزوجه وكانت المرأة وفيَّة لزوجها، قال -تعالى-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء: 19)، أي: طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها، فافعل أنت مثله، كما قال -تعالى-: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (البقرة: 228)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».

 

من الهدي النبوي في تعليم النساء

       أحاط النبي - صلى الله عليه وسلم - المرأة بمزيد من الاهتمام والتكريم، وأوصى بها خيرًا في كثير من أحاديثه - صلى الله عليه وسلم -، ومن ذلك وصيته العامة بالنساء في خطبته الشهيرة في حجة الوداع قبل موته قائلا - صلى الله عليه وسلم -: «استوصوا بالنساء خيرا» رواه البخاري، ومن مظاهر عناية النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنساء الاهتمام بتعليمهن أمور دينهن، والأمثلة الدالة على ذلك من سيرته وأحاديثه كثيرة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء نسوة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلن: يا رسول الله، ما نقدر عليك في مجلسك من الرجال، فواعدنا منك يوما نأتيك فيه؛ فقال: موعدكن بيت فلان، وأتاهن في اليوم ولذلك الموعد، قال: فكان مما قال لهن: ما من امرأة تقدم ثلاثا من الولد تحتسبهن إلا دخلت الجنة، فقالت امرأة منهن: أو اثنان قال أو اثنان. صحيح أخرجه أحمد وابن حبان.  

مشكلة الألفاظ النابية لدى الأطفال

تعد مشكلة تلفظ الأطفال بشتائم وألفاظ نابية من أهم المشكلات التي تعاني منها العديد من الأسر، ولعلاج هذه الظاهرة علينا بالآتي:
  • عدم الضحك مهما كان اللفظ أو الموقف مضحكًا، فالضحك يدفعه إلى التكرار.
  • التجاهل والتغافل في البدء خير علاج خصوصًا للأطفال ما بين سن الثانية إلى الرابعة.
  • إحلال السلوك الإيجابي محل السلوك المرفوض، والبحث عن مصدر الألفاظ البذيئة وإبعاد الطفل عنه، فهذه الألفاظ هي محاكاة لما قد سمعه من بيئته المحيطة: الأسرة والجيران والأقران والحضانة.
  • من المهم التدخل سريعا عند ظهور هذا السلوك قبل تفاقمه، إضافة إلى التحلي بالصبر والهدوء والتدرج في علاجه.
 

مسؤولية التربية

        إن من أعظم ما حرصت عليه الشريعة الغراء تجاه الأبناء، أن يقوم الوالدان على تربيتهم وتعاهدهم بما يصلح لهم أمور دنياهم وآخرتهم، وجاءت النصوص الشرعية ببيان هذه المسؤولية، وأنها مشتركة بين الأب والأم معًا، وليست مقتصرة على أحدهما دون الآخر «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته»، إلا أنه قد خُصَّت الأم بالجانب الأكبر؛ لأنها أكثر ملازمة للأولاد من الأب الذي في الغالب يكون خارج البيت لطلب الرزق، وذلك فيما نص عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها».  

من الآ داب الشرعية للمرأة في طلبها للعلم

      من الآداب الشرعية للمرأة في طلبها للعلم: الإخلاص لله -عز وجل-، والتزام اللباس الشرعي الذي فرضه الله عليها، وعدم الخروج متطيبات، وغض البصر كما قال -تعالى-: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}(النور:31)، وعدم الخلوة والخضوع بالقول كما قال -تعالى-: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً}(الأحزاب: 32).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك