رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 29 أغسطس، 2023 0 تعليق

المرأة المسلمة – 1188

من حكمة المرأة مع زوجها

المرأة الحكيمة هي التي تزن كلامها مع زوجها؛ فإن الكلمة لها تأثيرها البالغ سلبًا وإيجابًا، وكم من المشكلات كان سببها كلمة! وكم من الاطمئنان والهدوء سببه كلمة! فعليكِ بمراعاة ذلك، ولا يغرنك الشيطان فإنه عدو لكما جميعًا، وعلى الزوج مثلما على الزوجة من مراعاة زوجته واختيار أفضل الكلام، حتى يسعدا جميعاً ويعيشان في هناء.

 

صيانة الإسلا م للمرأة

     إنَّ نعمة الله على المرأة المسلمة عظيمة، ومنَّته عليها كبيرة؛ حيث هيأ لها الإسلام أسباب سعادتها وصيانة فضيلتها وحراسة عفتها، وتثبيت كرامتها ودرء المفاسد والشرور عنها؛ لتبقى زكية النفس طاهرة الخلق، منيعة الجانب مصونة عن موارد التهتك والابتذال، محميةً عن أسباب الزيغ والانحراف والانحلال. ومن ذلك ما جاء من نصوص في القرآن الكريم من وصيته لها بالقرار في البيت، قال الله -تعالى-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (الأحزاب:33) ، ومن ذلك وصيته لها بغض البصر، قال -تعالى-: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} الآية (النور:31)، ومن ذلك أمرها له بالحجاب، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (الأحزاب:59)، إلى غير ذلك من النصوص العظيمة التي تستهدف صيانة المرأة المسلمة، وتحقيق عفتها، وحفظ كرامتها، وإبعادها عن أسباب الشر وبذور الفتن، وليحميها من التعرّض للرِّيبة والفحش، وليمنعها من الوقوع في الفساد، وليكسوها بذلك حلَّة التّقوى والطّهارة والعفاف، ويسدَّ بذلك كلَّ ذريعة تفضي إلى المعصية.  

هؤلاء هُنَّ الْقُدواتُ

      فِي الْأُمَّةِ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ فِي الْقَدِيمِ وَفِي الْحَدِيثِ حَفِظْنَ دِينَهُنَّ، وَالْتَزَمْنَ بِحِجَابِهِنَّ، وَرَبَّيْنَ أَوْلَادَهُنَّ، وَنَفَعْنَ أُمَّتَهُنَّ، وَأَجْرُهُنَّ عِنْدَ اللَّهِ -تعالى- مَحْفُوظٌ، وَذِكْرُهُنَّ فِي النَّاسِ مَعْرُوفٌ، وَفِيهِنَّ ثَرِيَّاتٌ أَوْقَفْنَ الْأَوْقَافَ الْعَظِيمَةَ عَلَى الْمَسَاجِدِ وَالْمَدَارِسِ وَدُورِ الْأَيْتَامِ، وَمَعُونَةِ الْأَرَامِلِ وَالْمُحْتَاجِينَ. وَعَيْنُ زُبَيْدَةَ (زَوْجَةِ الْخَلِيفَةِ الرَّشِيدِ) لَا زَالَتْ آثَارُهَا بَاقِيَةً، أَجْرَتْهَا لِلْحُجَّاجِ فِي الْمَشَاعِرِ الْمُقَدَّسَةِ حِينَ رَأَتْهُمْ يَحْمِلُونَ قِرَبَ الْمَاءِ عَلَى ظُهُورِهِمْ وَدَوَابِّهِمْ، وَأَنْفَقَتْ فِي إِجْرَائِهَا جَوَاهِرَهَا وَأَمْوَالَهَا، هَذِهِ النَّمَاذِجُ الْمُضِيئَةُ مِنْ نِسَاءِ الْأُمَّةِ هُنَّ الْقُدواتُ اللَّائِي يَجِبُ أَنْ يُحْتَذَيْنَ، وَأَنْ يَقْرَأَ بَنَاتُ الْمُسْلِمِينَ سِيَرَهُنَّ، حَفِظَ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَبَنَاتِهِمْ بِحِفْظِهِ، وَأَسْبَغَ عَلَيْهِنَّ عَافِيَتَهُ وَسِتْرَهُ.  

الأم في بيتها قدوة لبناتها

      الأم في بيتها قدوة لبناتها في ملابسها وحجابها وكلامها وحشمتها؛ حيث إنهن ينظرن لها مربية ومعلمة، وفي الغالب الأعم تكون البنات على أخلاق أمهاتهن، فلتتقِ الله -تعالى- الأمهات في فلذات الأكباد، ولتستثمر ذلك في دلالتهن على الخير؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من دل على خير، فله مثل أجر فاعله» (رواه مسلم)، فيا أيتها الأمهات، لا تخدشن أخلاق بناتكن بتصرف سيئ وحاشاكن من ذلك! ولتكن الأم مع بناتها يأتمرن بالمعروف وينتهين عن المنكر؛ لينجوَ الجميع في الدنيا والآخرة.

 

حتى تستقر الأسر وتطمئن

      من حكمة المرأة في بيتها أن تحتويَ الخلاف مع زوجها، ولا تُظهره لأولاده، وأن تتنازل وتتغافل فيما يمكن التنازل فيه والتغافل عنه بقدر الإمكان، وذلك مقابل بقاء العشرة الزوجية واستمرار تلك الأسرة يسودها الألفة والمحبة، وهكذا للزوج يقال فيما يخصه من التنازل والتغافل فيما يمكن التغافل عنه، أما إذا صار الزوجان متقابلين في الخصومات واللجاجات، فإن الأسرة لا تستقر ولا تطمئن، وتنخر فيها المشكلات، وتتسع دائرة الخلاف، وحينها يصعب الحل.  

أحاديث موضوعة عن المرأة

      هناك أحديث ضعيفة ومكذوبة اشتهرت عن المرأة، ومن ذلك قولهم: «شاوروهن وخالفوهن»، يعني: النِّساء؛ قال السيوطي: «باطل لا أصل له»، وهذا يخالف ما جاء في قوله -تعالى-: {عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ} (سورة: 233)، وتُخالف أيضًا ما ثَبَتَ عنه - عليه الصَّلاة والسلام - من مشورة بعضِ أزواجه في بعض الأمور وعمله بمشورتهن، كما شاور زوجته «أم سلمة» في صلح الحديبية وعمل بمشورتها، عندما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه أن يحلقوا ويُقَصِّروا شعورهم، ويتحلَّلوا من إحرام العمرة، فشق عليهم ذلك.  

من الأخطاء التربوية: اختلاف الرأي بين الأبوين

      من الأخطاء التي يقع فيها الأبوان أنه إذا قام أحدهما بعقاب الطفل، يحاول الطرف الآخر التدخل لمنع هذا العقاب أو كسره في غيابه والتكتم على الأمر، وهو سلوك تربوي خطأ، يُعلم الطفل الكذب والخداع وعدم إدراك أخطائه.

مواقف عزيمة المرأة المسلمة وثباتها

  من مواقف العَزيمَة والثَّبات والعِبْرَة للمرأة المسلمة مَوْقِف ماشِطَةِ بنْتِ فرْعَوْنَ التي تَمَسَّكَتْ بِدينِ الإسلامِ، وأَبَتْ أَنْ تَرْجِعَ عنِ الحَقِّ، فَقَتَلَهَا الطَّاغِيَةُ فِرْعَوْنُ، فَمَاتَتْ هِيَ وأوْلادُهَا شُهَداءَ، وبَعْدَ مِئاتِ السِّنينِ لَمَّا أُسْرِيَ برسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - شَمَّ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رائِحَةً طَيِّبَةً عَطِرَةً، فقيل له: هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلادِهَا.  

من الأخطاء التربوية: عدم الثبات في المعاملة

     عدم الثبات على أسس محددة للتربية والتوجيه، وعدم الاتفاق على أساليب الثواب والعقاب، مثل معاقبة الطفل على سلوك معين في وقت ما، ومسامحته أو مكافأته على السلوك نفسه في وقت لاحق، يجعل الطفل مشتتًا بين الصواب والخطأ، وتكون شخصية مزدوجة في التعامل مع الآخرين.  

المرأة الدِّينارية -رضي الله عنها

       قال سعد بن أبي وقَّاصٍ -رضي الله عنه-: مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بامرأةٍ من بني دينار، وقد أُصيب زوجُها وأخوها وأبوها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأُحدٍ، فلـمَّا نُعُوا لها، قالت: فما فعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: خيراً يا أمَّ فلان! هو بحمد الله كما تحبِّين، قالت: أَرُونيه حتَّى أنظرَ إليه، فأُشير لها إليه، حتَّى إذا رأته، قالت: كلُّ مصيبةٍ بعدَك جَلَلٌ.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك