رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عبدالقادر علي ورسمه 31 مارس، 2024 0 تعليق

المؤتمر الأول للدعوة السلفية في الصومال – مقديشيو: عبدالقادر ورسمه

 

انعقد في العاصمة الصومالية مقديشو -في السادس من مارس 2024- المؤتمر الأول من نوعه، حول الدعوة السلفية في الصومال، واستهدف المؤتمر إبراز إنجازات الدعوة السلفية، التي أصبح صوتها يخفت يومًا بعد يوم؛ بسبب الخلافات الداخلية والتهديدات التي تأتيها من قبل أصحاب الأفكار المنحرفة، الذين بذلوا كل الوسائل لإسكات الأنشطة الدعوية، ولاسيما الصوت السلفي الذي يتمتع بتأثير دعوي بارز وفهم عميق لفضح مناهج تلك الفرق المنحرفة.

        ويعد هذا المؤتمر هو المؤتمر الأول الذي يتم تنظيمه بهذا الحجم، وعقد لمدة يوم واحد، وطرحت فيه مواضيع عدة مهمة، وهي: الدعوة السلفية أصولها ومنهجها، وموقف السلف الصالح في التعامل مع الحكام، وتاريخ الدعوة السلفية في الصومال وإنجازاتها، وموقف الدعوة السلفية من الفرق الضالة: (الخوارج نموذجا)، ومعتقد الإمام الشافعي وكبار أتباعه، ودور المراكز الإسلامية في الدعوة إلى الله، وضرر حركات التطرف والغلو في الدعوة الإسلامية، وجذور الصراع بين إثيوبيا والصومال، وأهمية وحدة الأمة (الوسائل والعقبات)، فضلا عن الحلقات النقاشية المتنوعة التي تخللت بين الكلمات.

الدور التاريخي للدعوة السلفية

         لقد أوضح المؤتمر الدور التاريخي للدعوة السلفية، وأن السلفية ليست حكرا على الأطراف التي ادعت ردحا من الزمن أنها تمثل الناطق الرسمي باسم السلفية، وبين المؤتمر أيضا أنًّ السلفية بريئة من أفعال جماعات الغلو والتطرف، وكل هذه الجهود تشير إلى أن الدعوة السلفية في الصومال أصبحت ظاهرة اجتماعية، وتجاوزت أن تمثلها جماعة واحدة رغم دورها التاريخي والدعوي.

حقيقة دور الدعوة السلفية في الصومال

         ومما تميز به المؤتمر أنه كان منفتحًا على جميع الدعاة السلفيين الذين يرون المنهج الوسطي في التعامل مع الحكومات والحركات الإسلامية الأخرى؛ لذلك فإن المؤتمر قد نجح في تقديم حقيقة الدور الذي لعبته الدعوة السلفية في نشر الوعي الديني والسياسي في البلد فضلا عن دورها في تمتين العلاقة بين الشريعة والدولة.

رقم صعب لا يمكن تجاوزه

         وقد أظهر المؤتمر أن الدعوة السلفية في الصومال منفتحة على الدولة والمجتمع، وأنها رقم صعب لا يمكن تجاوزه؛ لذلك قررت أن تتحمل مسؤولية الدفاع عن مكتسبات الدعوة، وألا تخاف من إظهار موقفها تجاه القضايا الوطنية الكبرى، ومنها مواجهة الغلو والتطرف في الوقت الذي اختفى فيه الآخرون، واستخدموا معهم سياسة التقية، ومن المعروف لدى الجميع أن الدعوة السلفية في الصومال قدمت الغالي والنفيس في الدفاع عن مكتسبات الدعوة، واستطاع فضح أوكار تيارات التكفير والغلو والقتل والتفجير، رغم المحاولات الكثيرة التي حاولت ربطها بالتيارات المغالية، وعليه ينبغي أن تستمر مثل هذه اللقاءات حتى لا تستفرد مجموعات الخوارج، والصوفية المسلحة في الساحة؛ لأن شعبنا يحتاج أن يكون الدين عامل استقرار ورحمة للأمة وللعالمين. قال -تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك