رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: فهد بن سليمان التويجري 13 يوليو، 2010 0 تعليق

الكلب والمرأة العجوز

 ذات يوم وبينما أنا أسير برفقة أخي عبدالعزيز في أحد شوارع مدينة الدمام، إذا أنا بشاب يرتدي سترة وبنطالا وخلفه كلب ضخم؛ فاستوقفني المشهد!! فوقفت ثم أقبلت على الشاب، فقلت له: السلام عليك.. فأخذ ينظر في وجهي ويتأمل، ثم رد علي السلام! فقلت له: لمن هذا الكلب؟ قال: إنه لي، فقلت: وماذا تصنع به؟ فقال: أقوم على تربيته وتدريبه، فقلت: ثم ماذا؟ فقال: فقط.

ومرة استضافني صديق لي في إحدى الاستراحات في القصيم، فلما أخذ كل واحد منا مقعده في الاستراحة، وصب صديقي فنجان القهوة ثم أعقبه الشاي، إذا بصوت لمجموعة من الكلاب قريبة منا!! فقلت لصاحبي: ما هذه الكلاب؟! فقال: إنها لمجموعة من الشباب في الاستراحة المجاورة، يقومون على تربيتها.. إلخ.. فقلت: ولماذا يفعلون ذلك؟ فقال: موضة حديثة ليس إلا فذكرني هذا بما رأيته في أوروبا من اقتناء الكلاب وتربيتها.

وحقيقة أخذني العجب كل مأخذ كيف ولماذا يقتني الشباب الكلاب من غير ما مصلحة؟! هل هذا تقليد للمجتمعات الغربية أو الشرقية،؟! أم هو فراغ الروح والعاطفة؟!

إن المجتمع الغربي بأطيافه يعيش فراغاً عاطفياً كبيراً؛ ولذا تجد أنهم يقتنون الكلاب، ويجلسون معها وإليها، فالكلب - أخي الشاب - عندهم بمنزلة الصديق العزيز، بل هو بمنزلة الأم والأب عند بعضهم، فهو أنيس الوحشة، ورفيق الدرب، والصديق عند الضيق..إلخ.

إن بعض المجتمعات الغربية تعيش بلا هوية، ولا روابط اجتماعية، أو علاقات أسرية، أتعرف هذا أيها الشاب؟! إن كنت لا تعرف فاعرف، أنت مسلم؛ فالبون شاسع والفرق واسع بينك وبينهم، ومع أن الشارع حرم اقتناء الكلاب إلا كلب صيد أو ماشية أو حراسة، ورتب على اقتنائها لغير ذلك الإثم العظيم والوزر الكبير، وهو نقصان أجرك كل يوم بمقدار قيراط، والقيراط مثل جبل أحد، يا له من أمر مهول مع أنه يضاف إلى ذلك أن الكلاب حيوانات ضارة ونجسة وقذرة، ويكفي ما في لعابها من سموم، ولقد أثبت الطب الحديث أن في لعاب الكلب ميكروبات خطيرة، لا يزيلها إلا التراب؛ ولذا أمرنا الشارع أن نغسل الإناء إذا ولغ فيه الكلب سبع مرات إحداهن بالتراب، ناهيك عن بقية ما فيه من أضرار.

أخي الشاب، إن التقليد الأعمى للمجتمعات الغربية دليل ضعفك وقلة علمك وهشاشة ثوابتك، فهل سنبدأ من حيث انتهى الآخرون؟! إن تربية الكلاب أو اقتناءها يدل على ضعف الروابط، وانعدام الثقة بالآخرين ،وله أضراره النفسية على المرء، كما يدل على فراغ الداخل وشتات النفس، وهو ما يعيشه الغرب اليوم، ولقد رأيت في أوروبا كيف يلوث الكلب الطرق والممرات ببوله وعذرته، كما أن في تربيته استنزافاً للأموال من غذاء وكساء وعلاج، والمجتمع الغربي اليوم ينفق على الكلب أكثر من إنفاقه على أفراد المجتمع وللأسف، والكلب حيوان في منتهى القذارة، وهو كما قال الله عنه: {..إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث...} (الأعراف: 176).

ولو كان الكلب وفياً كما يقولون، إلا أنه يخون صاحبه أحوج ما يكون إليه، بل قد يأكل صاحبه، وأذكر قصة حدثني بها رجل مغربي عندما كنت في إسبانيا: أن امرأة عجوزا كان عندها كلب تحبه وتبذل ما تستطيع في خدمته، فمرضت العجوز وماتت في بيتها ولم يعلم بها أحد إلا صاحبها الكلب، فما كان منه إلا أن جعلها وجبة دسمة له على فترات لمدة ثلاثة أيام يأكلها غداء وعشاء وقبل النوم!!

وختاماً: يجب علينا جميعاً أن نستيقظ من رقدتنا ونهب من نومتنا ونحذر أقوامنا من صفات المغضوب عليهم والضالين، كما يجب على رجال الإعلام ودعاة الإصلاح، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يبذلوا جهودهم في تحذير الشباب والمجتمع من هذه الظاهرة التي أطلت علينا برأسها، وأن اقتناء الكلاب أو بيعها أو شراءها محرم، وصدق الرسول الكريم[ حينما قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذوا القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه»، قالوا: يارسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فمن». 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك