رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 8 سبتمبر، 2014 0 تعليق

الكبير المتعال

صاحبي يتجنب السفر بالطائرة في رحلاته لدول الخليج والأردن وسوريا.. بل يقسم بالله إنه لم يستخدم الطائرة مطلقاً لأداء العمرة!! اتفقنا أن نذهب إلى البحرين مع ثالث لنا ليلة واحدة.

أحاديثنا تدور حول الشعر وأحداث التاريخ والشريعة والعقيدة، ولكل منا ما يتميز به.

- نقول دائما الله أكبر، فهل يجوز أن نقول (الله كبير)؟

هكذا بدأ حوارنا في موضوع العقيدة..

- بل من أسماء الله (الكبير)، وهو من الأسماء الحسنى التي وردت في القرآن، وورد اسم الله (الكبير) ست مرات: اقترن باسم الله (العلي) خمس مرات، وأتى بعده، فهو سبحانه (العلي الكبير) وذلك في سورة الرعد.

{اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ* عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} (الرعد: 8-9).

- ما (الحكمة) أن اسم الله (الكبير) أتى بعد (العلي). وأتى قبل (المتعال) مع أن (العلي) و (المتعال) كلاهما من صفة (العلو) لله - عز وجل-؟!.كان هذا سؤال ثالثنا وكان هو من يتولى القيادة.

- سؤال جميل، وظاهر أنك مركز معنا يا (أبا أحمد).. نعم.. (العلي) في حق الله من (العلو)، و(علوه) - عز وجل - علو مكان ومكانة والآيات التي ورد فيها (العلي الكبير) هي.

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا  } (النساء:34).

{ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}(الحج:61-62).

{وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}(سبأ:23).

{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ۖ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ}(غافر:12).

     ولو تدبرنا هذه الآيات لوجدنا أن هناك طرفا آخر، ففي سورة النساء يذكر الله الرجال بعدم التمادي مع النساء وألا يتعالوا عليهن، وفي سورة الحج ولقمان أن الآلهة من دون الله باطلة وأن الله هو الحق وأنه هو (العلي الكبير). وفي سورة سبأ بيان لحال المشركين يوم القيامة وكذلك في سورة غافر إخبار عن حالهم في الدنيا.

أما آية  الرعد التي ورد فيها (المتعال).. فلم   يذكر شيئا من المخلوقات فهو سبحانه (الكبير المتعال) فذكر  أعظم صيغة من صيغ العلو وهو (المتعال) على الجميع بذاته وقدرته وقهره.

     وفي اللغة (الكبير) من صيغ المبالغة فعله كبر كبراً فهو كبير و(الكبر) نقيض الصغر.. كبر (بالضم) أي عظم.. ولذلك كان (العلي) قبل (الكبير).. و(الكبير) قبل (المتعال).. وذلك قبل ترتيب.. (القادر) و(القدر) و(المقتدر).. في أسماء الله الحسنى.. (القادر) يرد إذا ذكر قدرة الله على شيء ما.. و(المقتدر) إذا ذكر الله سبحانه دون ذكر أي شيء معه.. فهو (المليك المقتدر).

- وإذا بدأنا الله نقول (الله أكبر).. هكذا علق صاحبي.

- نعم، ولايجوز أن نقول غير هذه الصيغة، مثلاً (الله أعظم) لا تجوز فهو أكبر من كل شيء ذاتاً ومعنى، فلا ينبغي أن يكون في قلوبنا شيء أكبر من الله عزوجل.

- وعادة إذا علت الأشياء وارتفعت تصغر، ولله المثل الأعلى، فهو سبحانه (علي) في ذاته و(علي) في صفاته و(علي) في أفعاله علواً مطلقاً يليق به، وهو سبحانه (كبير في ذاته كبير في أفعاله وفي المطلق هو (الكبير المتعال) عز وجل .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك