القريب المجيب
- هل ثبت من أسماء الله (القريب)؟
- وفق القواعد التي ذكرها الشيخ الدكتور الرضواني، فإن اسم الله (القريب) تنطبق عليه الشروط؛ من حيث الورود في الكتاب، والعلمية، والإطلاق، والكمال، فقد ورد في القرآن العظيم ثلاث مرات.
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }(البقرة: 186)، {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ}(هود: 61)، {قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي ۖ وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ}(سبأ: 50).
وأما المجيب، ففي الآية من سورة هود وفي الصافات {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ}(هود: 75).
- لاشك أن (القريب) اسم يحمل معنى (القرب) كما يليق بالله سبحانه وتعالى، ولا يشبه قرب المخلوقات، هذه بدهية كما في جميع الأسماء الحسنى.
- نعم، ولكن تدبر اقتران (القريب) لـ(المجيب)، فقد ورد هذا المعنى في آية الدعاء من سورة البقرة، وأيضا الاستغفار.
وفي اللغة (المجيب) الذي يقابل الدعاء بالعطاء. و(القريب) نقيض البعيد.
وفي التفسير: {إن ربي قريب مجيب)، قريب ممن دعاه دعاء مسألة أو دعاء عبادة يجيبه بإعطائه سؤله وقبوله عبادته وإثابته عليها أجلَّ الثواب.
واعلم أن قربه تعالى من خلقه نوعان، قرب عام للجميع بعلمه واطلاعه وسمعه وبصره، فهو سبحانه لا تخفى عليه خافية، ولا يستر شيء شيئاً دونه سبحانه -وتعالى-.
وقرب آخر من عباده المؤمنيين قرب تأييد ونصرة واستجابة وحفظ، وفي آية الدعاء من سورة البقرة، وهذه الآية تأتي بعد آيات الصيام، وفي إجابة لسؤال {وإذا سألك عبادي عني}؟ وكان الجواب ليس كباقي الإجابات في القرآن: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ }(البقرة: 189)، {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ}(الأحزاب: 63)، {وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ}(البقرة: 219)، وهكذا جميع الأسئلة تبدأ إجابتها بـ(قل) إلا هذا السؤال عن الله، فكانت الإجابة {فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}؛ وذلك أن الدعاء لله مباشرة، دون واسطة ولا حتى واسطة لفظية بـ(قل)، وفي هذا دعوة صريحة وفتح باب عظيم للعباد أن يؤدوا هذه العبادة العظيمة (الدعاء)؛ لأنهم إنما يدعون (الله القريب) وإذا دعوه (استجاب)، بمعنى (أعطى) السائل سؤله، فهل هناك ترغيب أعظم من ذلك؟ واقتران (القريب) لـ(المجيب) يبعث في العبد الصالح الطمأنينة والثقة بالله بكثرة الدعاء، والتأكد من الإجابة، ومع أن الله يعلم حاجات العبد، ما ظهر منها وما بطن، إلا أنه يحب أن يسمع دعاء عبده وإلحاحه وتضرعه في كل شأن من شؤون حياته، ولاسيما في السراء، وذلك أن الجميع يلجأ إليه في الضراء ليقينهم أنه لا يملك رفع الضر إلا الله سبحانه -وتعالى- أما المؤمن فإنه لا يزال يدعو الله دعاء عبادة وحاجة، وتذلل ورغبة ورهبة، امتثالا لقوله سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(غافر: 60)، كيف لا? وهو (القريب المجيب).
لاتوجد تعليقات