رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 8 أغسطس، 2010 0 تعليق

العمل الخيري في الكويت وثقة المتبرعين

 

في استطلاع لصحيفة الشاهد عدد 253 بتاريخ 18 /7/2009 بشأن دور المؤسسات الخيرية في دولة الكويت ومدى ثقة المتبرعين بنشاطها ومصارفها للأموال التي تجمع؛ قرأت ما أثلج الصدر؛ حيث كشف الاستطلاع أن الجمعيات الخيرية في الكويت تحظى بثقة المواطنين من كل الاتجاهات، وأن المتبرعين على يقين بنبل الأهداف ورقي الرسالة التي تقدمها المؤسسات الخيرية الكويتية سواء في الساحة المحلية أم في الخارجية.

 

ولا شك أن نتائج هذا الاستطلاع تعد رداً وافياً على من يشكك في نزاهة العمل الخيري ومؤسساته في دولة الكويت، ويدحض الشبهات التي يثيرها الكثيرون ممن أراد أن يوأد هذا الخير بالتشكيك في نزاهة القائمين عليه! واتهام تلك المؤسسات بدعم الإرهاب!

 

وقد أجري الاستطلاع على شريحة من المواطنين مؤلفة من 1000 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والستين سنة من مختلف المناطق والوظائف والمؤهلات العلمية ؛ وتضمن الاستطلاع ستة أسئلة دار أولها حول دور الجمعيات الخيرية في مساعدة الفقراء والأسر المتعففة داخل الكويت، وكانت النتيجة كالتالي:

 

• الراضون: بنسبة 59.6٪.

 

• غير الراضيين: بنسبة 40.4٪.

 

والسؤال الثاني كان عن المزاعم المثارة حول وجود علاقة بين الجمعيات الخيرية والجماعات الإرهابية، وجاءت النتائج التي تقطع  بأن الجمعيات بريئة تماماً من تمويل أي عمل إرهابي على النحو التالي:

 

• الرافضون لتلك المزاعم: بنسبة 67.5٪.

 

• المؤيدون بنسبة 32.5٪.

 

وثالثاً عن وجود هجمات خارجية تستهدف عمل الجمعيات الخيرية، وأسفر الاستطلاع عن الإجابات الآتية:

 

• الموافقون: بنسبة 73.3٪.

 

• غير الموافقين: بنسبة 26.7٪.

 

وجواباً على سؤال رابع مفاده: هل توافق على إجراءات وزارة الشؤون في الإشراف على الجمعيات الخيرية؟ جاءت الإجابات كما يلي:

 

• الموافقون: بنسبة  77.5 %

 

• غير  الموافقين: بنسبة 22.5٪.

 

وعن ثقة المواطنين بالجمعيات الخيرية من جهة، وفي مؤسسات الدولة من جهة أخرى دار السؤال الخامس عن مدى تأييد المواطنين للمساعدات التي  تقدمها الجمعيات الخيرية للمسلمين في الاراضي المحتلة ؛ جاءت النتائج وفق الآتي:

 

 الموافقون على التأييد: بنسبة 97.6%  .

 

المعارضون: بنسبة 2.4٪.

 

أما السؤال السادس والأخير فكان: هل تؤيد استخدام أموال التبرعات في دعم صمود المقاومين في المناطق المحتلة؟ وجاءت نتائجه وفق الآتي:

 

الموافقون: بنسبة 84.4 % .

 

المعارضون: بنسبة  15.6 ٪.

 

نتائج هذا الاستطلاع كشف بكل وضوح ثقة المواطن والمقيم بالمؤسسات الخيرية الكويتية التي تتبع العمل المؤسسي المنظم، فالقائمون والإداريون في هذه اللجان الخيرية في الكويت وفي فروعها في الخارج أو الداخل أناس غالبيتهم متطوعون بلا مقابل ومشهود لهم بالأخلاق والدين والأمانة.فالمؤسسات الخيرية في الكويت نقطة مضيئة على جبين الكويت، وهي سجل تاريخي ناصع البياض يفتخر به كل شريف على هذه الأرض الطيبة، والمتأمل والدارس لتلك الجمعيات وآلية أعمالها يجد أنها تواكب العصر وتعمل بطرق فاعلة لتخفيف المعاناة وحققت نجاحات طيبة ، وأبرزت مفاهيم عدة تحكم العمل وتدخله إلى مجال التخصص والتميز مع الحفاظ على معانيه الإسلامية والإنسانية والخيرية .

 

 

 

نجحت – ولله الحمد والمنة - في الانفتاح محلياً ودولياً ، وطال هذا العمل المسلمين وغيرهم ، وتنوعت مجالات العمل لتواكب قضايا أخرى لم تكن مرئية، وأدى ذلك إلى وصول العمل الخيري إلى نوع من الحرفية والأخذ بالجديد وتنظيم الأعمال تنظيما علميا عصريا.

 

والعمل الخيري في الكويت عبر جمعياته ومؤسساته ومسوّغاته ووقفياته قدم أنموذجا متميزا للعمل الخيري المؤسسي للعالم أجمع، وهذا بشهادة الجميع، وهذا إن دل فإنما يدل على حب أهل الكويت ورجالاتها لعمل الخير المتأصل في نفوس أبنائه، منذ أن كانت مواردنا الحياتية متواضعة في زمن آبائنا وأجدادنا، إلا أن المساجد والأوقاف مازالت شاهدة على البذل والعطاء حتى مع ضيق ذات اليد، وهذا بفضل الله.

 

هذه الثقة – التي كشفها الاستطلاع - بعد توفيق الله تعالى وفضله، هي الرابط الرئيس الذي يديم عمل الخير ويربط المتبرعين بالمؤسسات الخيرية مع كل ما يشاع من تشويه وأكاذيب، وقد لمسنا تلك الثقة بحجم المشاريع المنفذة بعد تلك الأحداث، بل زيادتها مقارنة بما قبلها، على الرغم من القيود والشائعات؛ فهذه الإحصاءات الدقيقة تقدم مؤشرا واضحا على استمرار عمل الخير، وتحقيق النجاحات، ولله الحمد والمنة. 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك