رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 6 مايو، 2014 0 تعليق

العليم القدير


- من المشكلات الأساسية في فهمنا للقرآن الكريم ضعف لغتنا العربية، حتى بعد أن نقرأ التفاسير تبقى بعض المعاني صعبة علينا.

- صدقت يا صاحبي، بل بعض الكلمات لا تقرؤها بطريقة صحيحة.

كنت وصاحبي بانتظار ثالثنا لنذهب إلى المقبرة لأداء صلاة العصر هناك، ونيل أجر اتباع الجنازة والصلاة عليها دون أن يكون لدينا معرفة بأحد من الموتى.

- اقتران اسم الله (العليم) بـ(الحكيم) و(الخبير) و(الحليم) متقارب، هل اقترن بأسماء أخرى؟

- نعم، اقترن (العليم) بـ(القدير) ولو تدبرنا الآيات التي اقترن فيها الاسمان، لعرفنا الحكمة.

حضر صاحبنا وانطلقنا، وانشغلنا باستخراج الآيات من هاتفي الذكي، بينما تولى صاحبي القيادة.

- ورد اسم الله (القدير) خمسا وأربعين مرة في كتاب الله، واقترن بـ(العليم) أربع مرات، فهو سبحانه (العليم القدير)، والآيات التي اقترب فيها الأسمان هي:

{والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير}(النحل: 70). {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}(الشورى: 49 - 50).

{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا}(فاطر: 44).

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ}(الروم: 54).

في التفسير

     {يخلق ما يشاء} بحسب حكمته، ومن حكمته أن يرى العبد ضعفه وأن قوته محفوفة بضعفين، وأنه ليس له من نفسه إلا النقص، ولولا تقوية الله له لما وصل إلى قوة وقدرة، ولو استمرت قوته في الزيادة لطغى وبغى وعتا، وليعلم العباد كمال قدرة الله التي لا تزال مستمرة يخلق بها الأشياء، ويدبر بها الأمور، ولا يلحقها إعياء، ولا ضعف، ولا نقص بوجه من الوجوه.

وقوله: {يخلق ما يشاء}، يقول تعالى ذكره: يخلق ما يشاء من ضعف وقوة وشباب وشيب، (وهو العليم) بتدبير خلقه (القدير) على ما يشاء، لا يمتنع عليه شيء أراده، فكما فعل هذه الأشياء؛ فكذلك يميت خلقه ويحييهم إذا شاء، يقول: واعلموا أن الذي فعل هذه الأفعال بقدرته يحيي الموتى إذا شاء.

(عليم قدير) من خصائصه سبحانه وتعالى، فيتصرف في ملكه بعلم، وعن قدرت كاملتين سبحانه، له ملك السموات والأرض، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.

(إنه عليم) بكل شيء (قدير) على كل شيء، فيتصرف بعلمه وإتقانه الأشياء، وبقدرته في مخلوقاته.

رفع أذان العصر من مذياع المركبة، نظر بعضنا إلى بعض، هل سندرك صلاة العصر في مسجد المقبرة؟

- اطمئنوا، سندرك الصلاة، بل سنصلي إن شاء الله ركعتي السنة قبل الصلاة.

- الآيات التي ختمت بـ(العليم القدير) تبين قدرة الله على الخلق، وأن خلقه مبني على علم، فهو سبحانه (الخلاق العليم) كما ذكرنا في اقتران هذين الاسمين في الآيات.

{. وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ}(الحجر: 85 - 86). {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ۚ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ}(يس: 81)

يخلق بعلم وقدرة، فهو عز وجل (الخلاق العليم)، و(العليم القدير).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك