رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 1 أبريل، 2014 0 تعليق

العليم العظيم

من غير قصد سمعت بعض دعائه..

- اللهم إني أسألك بأنك أنت (العزيز القوي) أن تنصرني على من ظلمني.

انتهزت فرصة وجودنا منفردين في المسجد، جالسته.

- هل تعلم أن الله ذكر كثيرا من أسمائه الحسنى مقترنة في كتابه؟

- ماذا تعني؟

- أعني أن خواتيم آي الكتاب الحكيم.. تنتهي بقوله تعالى: (العزيز الرحيم، العزيز الحكيم، غني حميد، لطيف خبير...)، وهكذا وينبغي ذكر الله بدعائه بهذا الترتيب، وقد ورد في القرآن (القوي العزيز)، ولم يرد (العزيز القوي).

- أحسنت وجزاك الله خيرا، ماذا عن اسم الله (العظيم)؟!

- ورد اسم الله (العظيم) ست مرات في كتاب الله، انفرد مرة واحدة: {إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ} (الحاقة:33)، وورد ثلاث مرات بالأمر بالتسبيح: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } (الواقعة:74)، (الحاقة:33)، (52)، واقترن باسم الله (العليّ مرتين:

      {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } (البقرة:255).

{له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم} الشورى:44).

ولذلك ينبغي أن نذكر الله وندعوه بـ(العلي العظيم) وليس (العظيم العلي).

- وماذا عن معنى هذين الاسمين؟

- قبل أن نتدارس المعنى نذكر أن اسم الله (العلي) يدخل ضمن الأسماء الدالة على صفة ذاتية لله عز وجل و(العظيم) من الأسماء الدالة على جملة أوصاف لا على معنى مفرد.

و(العلي) دال على ثبوت (العلّو) لله عز وجل (علّو) الذات و(علّو) المكان و(علّو) المكانة، (علّو) مطلق.. ليس كمثله (علّو)، (علّو) يليق به سبحانه وتعالى.

و(العظيم) له كمال العظمة المتصف بصفات كثيرة من صفات الكمال والجلال والجمال الجامع لكل صفات العظمة والكبرياء والمجد والبهاء، فينبغي أن تهابه القلوب وتخشع لذكره الأفئدة.

و(العظمة) في حق الله كمال، وللعبد ذم، لأنه لا ينبغي للعبد أن يتعظم، فهو غير مستحق للتعظيم ولا ينبغي أن يتصف به لأنه (عبد).

- كلام جميل، وربما أذكر كلاما سمعته في أحد الدروس يشرح اسم الله (العلي) سبحانه.

- هات ما عندك.

- (العلي)، تعالى سبحانه عن كل نقص، وعن الشريك، وعن الولد سبحانه، (علي) المكانة والمكان والقدر والقدرة.

- نعم كل ذلك حق إن شاء الله.

- ولم يقترن (العظيم) إلا بـ(العلي)، وكأن المطلوب من العباد في نهاية الأمر (تعظيم) الله عز وجل، توحيدا وعبادة وطاعة وخوفا، في قلوبهم وفي عبادتهم ومعاملاتهم، فهو عز وجل (العظيم)، واقترن بـ(العلي) في ختام أعظم آية في كتاب الله - آية الكرسي)، التي لم يرد فيها إلا أسماء الله وصفات له.

الله.... لا إله إلا هو.

الله... لا تأخذه سنة ولا نوم.

الله... له ما في السموات وما في الأرض.

وهكذا إلى أن ختم بقوله عز وجل:

الله.. وهو العلي العظيم.. كأن كل ما سبق، يفضي إلى أن الله سبحانه (العلي العظيم).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك