رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مصطفى صلاح خلف 19 يوليو، 2010 0 تعليق

العبد الجليل وخطوات إيجابية واعدة تعلوها الشريعة الإسلامية

مما لا شك فيه أن زينة تاج الكويت المشرق هي صفحة الديموقراطية العريضة التي تنعم بها دولة الكويت.

تلك الديموقراطية التي لم تأتي من صراع أو تناحر أو ضغوط خارجية وإنما جاءت بالتراضي والإتفاق والمحبة بين قيادة الصباح الواعية وشعب الكويت الناضج ذلك ما رسم على جبين الكويت حبيبات الذهب التي ترسل بشعاع يكتب في سماء الكويت عاشت الحرية.

ونحن على أعتاب إنتخابات مجلس الأمة ندعوا الله أن يكون نتاجها تجسيد لتلك الديموقراطية الواعية التي لا تهدف لصراخ أو لإستعراض أو لتأزيم الكويت سياسياً لكننا نريد نواباً يضعون الله سبحانه وتعالى نصب أعينهم ومصلحة البلاد والعباد دستورهم ومرجعهم كتاب الله المنزه وسنة رسوله المطهرة.

«الفرقان» التقت أحد المرشحين لانتخابات مجلس الأمة هو السيد نصار عبداللطيف العبدالجليل لنتعرف على محاور الترشح وأسبابه ودوافعه والأهداف المستقبلية استقاءا من الوضع الراهن وكان الحوار التالي:

> المرشح نصار العبدالجليل لماذا قررت ترشيح نفسك لانتخابات مجلس الأمة؟

< رشحت نفسي امتثالا لقوله تعالى: {وشاورهم في الأمر} وتأسيا بسنة رسولنا الكريم[ وآله وصحبه وسلم في المشورة والعدل ومتابعة لركب تراثنا الإسلامي في بناء المجتمع وإساء قواعد الحكم بمثابة العمود الفقري لهذا الدستور وهو السبيل للحفاظ على وحدة الوطن واستقراره، كذلك إرساء العدالة والمساواة في تطبيق القانون يعيد الهيبة إلى الدولة ويمكن البلاد الغالية من الاستقرار السياسي الذي سوف يدفع عجلة التنمية في شتى الميادين.

> ما هي الصفات الواجب توافرها في النائب؟

< قال الله تعالى في محكم كتابه: {إن خير من استئجرت القوي الأمين} فاختيار الشخص لقوي في الحق والأمين على مصالح الشعب القوي في المطالبة بحقوق المواطنين والزود عن مصالحهم، والأمين الذي لا يسعى إلى مصلحة خاصة ويتربح من وراء منصبه ولا يهتم بمشكلات الناس ومعاناتهم، ولابد أيضاً للنائب أن يكون ملم بالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وأن يكون له القدرة على مناقشة وحل كافة المشكلات الخاصة بالشعب الكويتي وأن يكون له رؤية مستقبلية وخطة وبرنامج عمل يسأل عنه أمام جمهوره وناخبه الذي اختاره ليمثله، كذلك يجب أن يكون لدى النائب القدرة على وضع يده على بيت الداء في كل مشكلة تواجه الشعب الكويتي وأن يكون مجتهداً في وضع الخطط العاجلة لحل تلك المشكلات.

> من وجهة نظرك ما هي أخطاء الأداء النيابي في الفترة السابقة؟

< نحن لا ننكر أن بعض الأعضاء السابقين كان لهم إنجاز وعمل واضح وخطط هادفة وبسطوا أيديهم للحكومة في التعامل من أجل التقدم وتحقيق الأهداف والإنجازات المطلوبة، إلا أن هناك بعض النواب أدخلوا ثقافة جديدة وهي التعسف في استخدام الحق الدستوري وافتقدوا فكر الأولويات التي تخدم المجتمع بما جعل المجلس السابق غير قادر على السيطرة على نفسه، ولو نظرنا إلى بعض الاستجوابات التي خلقت أزمات كبيرة نرى أنها لا تستحق كل هذا التأزيم وكان يمكن أن تحل بطرق كثيرة أخرى وأن تبرج بشكل لا يضر بالمصلحة العامة ولا يخلق مشكلات كبيرة.

> ماذا ترى في قضية إنشاء بعض الأحزاب الغير رسمية؟

< التعدد الحزبي من أسس الديمقراطية إلا أنه في الكويت الوضع مختلف، فقد يشوب هذه الأحزاب بعض الطائفية أو القبلية فلا تأتي بخير للصالح العام، أما بالنسبة لمواجهة الحكومة لها في لم تؤسس كي تواجهها الحكومة أو تتعامل معها فهي مازالت في الطور غير الرسمي.

> ما رأيك في الأداء الحكومية في الفترة السابقة؟

< مما لاشك فيه أن الأداء الحكومي شابه أخطاء عديدة مما جعله لم يستوعب مجلس الأمة ومما زاد المشكلة تعقيدا أن النواب لم يعطوا الحكومة فرصة للعمل وكان سمو الأمير قد دعا إلى إعطاء الحكومة فرصة ولو عام ثم تبدأ عملية المسائلة وتقييم الأداء الحكومي، ومشكلة الأداء الحكومي السابق هي افتقاره إلى تحديد الأهداف والخطط، فكان يجب على الحكومة أن تقدم برنامج واضح للتنمية يحتوي على عناصر محددة حتى يتمكن الجميع من معرفة مدى الإنجاز لتلك الأهداف، وبالتالي يتم التقييم المنصف للأداء الحكومي ولنجاح الحكومة بشكل عام.

> هل تؤيد دخول المرأة إلى البرلمان؟

< نحن أولاً وأخيراً مسلمين ودستورنا القرآن والسنة وكل حكم مرده إلي الله تعالى وهذا أمر شرعي، فلا يجوز للمرأة الولاية العامة بأي حال من الأحوال وهذه مسألة محسومة دينيا، أما من يرفعون شعار حقوق المرأة، فنقول لهم: لا يجوز أن تكون معصية الله حق من حقوق المرأة، أما الجوانب الأخرى فأرى أن المرأة في الكويت أخذت حقها تماما ومازالت تأخذ حقها ولا أرى انتقاص بحق المرأة في المجتمع الكويتي وباعتراف النساء أنفسهم ونرى برامج النساء المرشحات متحيزة للمرأة وهذه ثقافة مثل تحيز فئة إلى فئة أو طائفة لأخرى، وتجربة الديمقراطية بشكل عام ما زالت في مرحلة التطوير، ندعوا الله أن يكون التطوير إلى الأفضل.

> بعض الأصوات نادت بنظام «الكوته» لمساعدة المرأة للوصول إلى مجلس الأمة فما رأيك؟

< هذا إن كانت المرأة أقلية، ولكن حقيقة الأمر أن المرأة تمثل 60٪ من الناخبين؛ فكيف نعاملها على أنها أقلية هذا لا يجوز ديمقراطيا إن كنا ننادي من منظور السعي نحو الديمقراطية.

> ما رأيك في المرشح الذي يحاول شراء الأصوات بالمال؟

< لا جدال إنها خيانة للأمانة وإهدار للحقوق واستغلال سيء للمال وهذه رشوة تضيع حق وطن في اختيار من يمثله، وعلى هذا فإن الشخص الذي يحاول ممارسة هذا الأسلوب الرخيص لا يستحق في واقع الحال أن يكون نائبا عن شعب الكويت ولا يستحق ثقة الكويتيين؛ لأنه فعل ما يغضب الله، فكيف يرضي عباده؟ ومن لم يراعي حق الله فكيف يراعي حقوق عباده؟ وادعو إخواني المواطنين أن يتحلوا بالوعي ولا يسقطوا في شباك الراشين وألا يستدرجوا إلى مثل هذه الأعمال التي لا يرضاها الله عز وجل ونرضاها نحن لوطننا الغالي.

> كيف تقيم التجربة الديمقراطية في الكويت؟

< الديمقراطية في الكويت لا غبار عليها، بل نحسد عليها من الكثيرين، وهي هبة من الله سبحانه وتعالى دون دماء أو صراع وهي تتناسب مع وزننا الإسلامي ووزن الكويت الخليجي والعمود الفقري لتلك الديمقراطية هو الإسلام الصحيح الذي يدعو إلى التشاور في الأمر، وكما ضرب لنا سيد البشر[ أروع مثال في العدالة والمساواة وإقرار مبدأ الشورى والمصارحة والمكاشفة وتقديم الصالح العام، وهذا ما يقوم الحكم ويعضده وهي تتطور يوم عن ذي قبل وتزداد ثقافة الديمقراطية لدى المواطن الكويتي بمرور الوقت، لكن حقيقة المشكلة لدينا هو الأداء وهو بيت الداء في مجلس الأمة السابق؛ فيجب أن نعرف الأداء الديمقراطي الصحيح وكيفية ممارسة الديمقراطية السليمة.

> بماذا تطالب الحكومة في الفترة المقبلة للنهوض والتقدم بالكويت؟

< الحكومة مطالبة بأشياء كثيرة ولديها أخطاء عديدة، في البداية نريد حكومة لديها قناعة بالديمقراطية ولها برنامج واضح وخطط وأهداف حالية ومستقبلية واضحة ومعروضة ومعروفة للجميع حتى تسأل عن تنفيذها وتنفيذ كافة البرامج التي تطرحها؛ فالمشكلة الكبرى لدينا عدم وجود خطة حكومية واضحة وأهداف وخطط تنموية محددة تحاسب عليها الحكومة، وهذا ما يجعل أقل المشكلات توصلنا إلى مرحلة التأزيم والصراع، لذلك نأمل في حكومة تنهض بهذا البلد العزيز في مجالات الصحة والتعليم والطرق وكل مناحي التنمية التي تصول إلى بر الأمان.

> هل ترى حياد حكومي تجاه كل المرشحين مع اختلاف توجهاتهم؟

< الحقيقة لم ألمس أي تحيز من الحكومة أو المسؤولين لمرشح على حساب آخر، وهذا ما يجب أن يكون عليه الأداء الديمقراطي السليم في أي دولة ترفع الديمقراطية شعار لها لأن تساوي الفرص بين المرشحين ينتج عنه منافسة صحيحة وحقيقية وبالتالي عملية انتخابية صحيحة وسليمة.

> هل لك من تعليق أو رسالة تود أن توجهها إلى الناخبين؟

< ما من شك أن الأداء النيابي والحكومي السابق أصاب المواطنين بالتشاؤم وهذا شيء نلمسه جميعاً؛ لأن المواطنين كانت لهم أمال كبيرة في أن ينتشل المجلس الأداء الحكومي لا أن يصل التأزيم إلى هذا الحد ويحل المجلس، وهناك بعض ضعاف النفوس يحاولون تشويه صورة الديمقراطية داخل الكويت حتى تغيب الديمقراطية فيما رسوا فسادهم بحرية، وأنا ادعو الناخبين إلى ترك التشاؤم والإقبال على الحياة الديمقراطية والمشاركة الفعالة وأن يختاروا الأصلح لتمثيلهم بمجلس الأمة والمساهمة في دعم العملية الديمقراطية التي عمادها مجلس أمة واعي قادر ولأن الحرية والديمقراطية هي مستقبل أولادنا ومستقبل بلادنا العزيزة والغالية وهذه التوجهات مستمدة من حقيقة ديننا الحنيف؛ لأن الإسلام هو الذي وضع مبادئ الحياة البشرية السليمة وشريعة الله وقرآنه وسنة نبيه العظيم غاية كل مسلم في حياته  وأخرته.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك