رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 25 يوليو، 2010 0 تعليق

الطريق إلى الموظف المثاليفي مؤسساتنا الخيرية (4)

azhariiah@yahoo.com

«رسالة إلى الموظف الجديد»

مازلنا في محطتنا الثانية على طريق الوصول إلى الموظف المثالي في مؤسساتنا الخيرية، واستكمالاً لتلك المحطة حيث توقفنا عند دور الموظف في فترة الاختبار، هذا الدور الذي يدعم ويكمل دور المؤسسة في نجاح عملية الاختيار التي هي البداية الحقيقية للنجاح في الوصول إلى الهدف المنشود، وإلى الموظف الجديد – رجل الخير- أوجه رسالتي هذه فأقول:

أخي الحبيب: لقد  شرفك الله بالانتساب إلى هذه القافلة المباركة التي تسعى لخدمة المسلمين ونفعهم، وأي شرف يضاهي هذا الشرف الذي حث عليه النبي[ في أحاديث كُثر، حيث قال [ : «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في السبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار » متفق عليه، وعنه [: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته, ومن فرَّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرَّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا سترة الله يوم القيامة» متفق عليه، وعنه أيضًا: «ومن مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنوات» أخرجه الطبراني في «الكبير» والحاكم. هذه الأحاديث وغيرها الكثير لابد أن تضعها أخي أمام ناظريك حتى تجدد نيتك لله - تبارك وتعالى - فتكون تلك الساعات التي تقضيها أيًا كان موقعك وعملك في ميزان حسناتك يوم القيامة، وحتى تكون دافعًا لك للبذل والعطاء.

واعلم أخي أن هذا الميدان الذي وقفت على أول طريقه يحتاج إلى نوع خاص من الرجال أقل ما يوصفون به أنهم «رجال الخير».

هؤلاء الرجال لهم مواصفات خاصة تناسب شرف المكان الذي انتسبوا إليه، فهم:

• تنسجم جميع تصرفاتهم وسلوكياتهم مع منهج ورسالة المؤسسة التي انتموا إليها.

• مسالمون لا يشاكسون أحدًا ولا يضمرون عداوة لأحد، ولا يدخلون في أي منافسة أو احتكاك مع أحد على أمور الدنيا، بل يحبون كل من يقدم خدمة لدينهم وغايتهم السامية.

• يربطون جميع حركاتهم وسكناتهم في كل أمر وفي كل ظرف وحين برضا الله تعالى.

• يبحثون دائمًا عن طرق التعاون والمشاركة ويُطوِّرون مع إخوانهم مشاريع العمل المشترك، مستعدون دائمًا للتضحية بسعادتهم برحابة صدر في سبيل إسعاد الآخرين دون أن ينتظروا من أحدٍ جزاءً ولا شكورًا.

• لا يعتدون على أحد، ولا يقابلون الاعتداء بالاعتداء، ولا يفقدون اعتدالهم حتى في أحرج الظروف، فهم يقابلون الإساءة بالإحسان دومًا؛ لأنهم يعدون مقابلة الإساءة بالإساءة من عمل الأشرار.

• لا يقعون أبدًا في اليأس من كثرة سهام الحاقدين، ولا يهتزون أبدًا حتى وإن وقف الناس ضدهم أجمعين.

• مبدعون يبحثون دائمًا عن طرق بديلة لحل المشكلات والأزمات التي تعترض طريقهم، ولا تفتر عزائمهم ولا إقدامهم حتى في أحلك الظروف.

• يتميزون بالجديَّة وإيثار العمل الدؤوب على الثرثرة والتفيهق, ويؤدون المهام الموكلة إليهم في صمت من غير مَنٍّ منهم ولا إعجاب.

• قلوبهم سليمة يحذرون على الدوام مما يُفسد عليهم صفاء هذا العمل من الحسد والحقد والكراهية والأنانية والرياء، فهم لا يعرفون كلمة "فعلتُ أنا"، "أنجزت أنا"، "نجحت أنا"، وإنما شعارهم: «فعلنا نحن»، «أنجزنا نحن»، «نجحنا جميعًا».

• يفرحون بكل إنجاز حققه آخرون وكأنهم هم الذين أنجزوه، ويعدون نجاحات الآخرين نجاحًا لهم، فهم يبذلون قصارى جهدهم دومًا لنفع المسلمين وخدمتهم ولا يهمهم على يد من تحقق هذا الخير.

هذا هو سمتهم وهذه هي خصالهم وهذه طبيعة نفوسهم، فهيئ نفسك أخي للسير في ركابهم والتخلق بأخلاقهم، واعلم أننا في حاجة إلى أمثال هؤلاء الرجال أشد من حاجتنا إلى الماء والهواء.

وختامًا: إليك أخي هذه الوصايا التي أسأل الله أن تساعدك على تحقيق التميز والريادة في حياتك الوظيفية لتصل إلى المثالية التي ننشدها في مؤسساتنا الخيرية بإذن الله:

- حدد أهدافك:

يجب عليك معرفة الموقع الوظيفي الذي تود أن تكون فيه في المستقبل، وضع خطة زمنية وأهدافاً واقعية يمكن تحقيقها من خلال خطة مرحلية تحددها حسب إمكاناتك وقدراتك.

- اعثر على مرشد لك:

من الضروري أن تختار شخصا ما ذا خبرة واسعة في مجال عملك ليعطيك النصح والإرشاد في الأمور التي تتعلق بالعمل؛ حيث يمكنك استشارته عند اتخاذ القرارات المهمة التي تساعدك على النجاح والتقدم في حياتك المهنية والاستعانة بخبراته لمواجهة بعض المصاعب اليومية للعمل الوظيفي.

- نافس نفسك ولا تنافس الآخرين:

لا تدخل في صراع تنافسي مع أحد من زملائك؛ فربما يكون بابًا للحسد والضغائن والأحقاد، ولكن نافس نفسك وقيم أدائك الشخصي يومًا بيوم لتحديد نقاط الضعف والقوة في شخصيتك، ولكي يتسنى لك العمل على تحسينها وتطويرها على الدوام، وحاول إزالة عيوب زملائك وتكملة نواقصهم، وتصرف تجاههم تصرف عضو الجسد نحو سائر الأعضاء .

- لا تتوقف عن التعلم:

التعلم المستمر هو من أعظم الاستثمارات التي تعد أمراً واجباً على كل من أراد النجاح في حياته المهنية، فكلٌ منا يتمتع بمهارات قيمة لا يمكن الاستغناء عنها، غير أن إتقان تلك المهارات لا يغني عن تطويرها وتحسينها من خلال التدريب والتعلم المستمر.

- اعمل على تحسين مهارات اتصالك مع الآخرين:

تعد مهارات الاتصال مع الأشخاص الآخرين من أهم عناصر النجاح المهني، وعلى المرء أن يتعلم كيفية تلقي الآراء البناءة وإعطائها؛ حتى يتمكن من إقناع الآخرين بأسلوب فعال وبناء علاقات جيد مع كل من يتعامل معه.

- ضع أهداف المؤسسة نصب عينيك:

تعامل مع المؤسسة بجدية واهتمام، وتذكر أن للمؤسسة رؤيتها ومهامها وقيمها وأهدافها التي يجب أن تتوافق مع أي عمل تقوم به، كما يجب عليك العمل ضمن حدود سياسات المؤسسة وخطوات سير العمليات بها، أو الانضمام إلى الفريق الإداري الموكل بتعديلها أو تطويرها.

-استفد من تقييم المؤسسة لك بشكل فعال ومناسب:

إن تقييم الأداء الوظيفي هو الفرصة المثلى لكي يحصل الموظف على المزيد من المسؤوليات ولمناقشة مساره المهني وكيفية الوصول إلى المسار الصحيح من خلال حشد الموارد المناسبة والدعم المطلوب؛ فاغتنم هذه الفرصة.

- لا تتحدث بسوء عن رؤسائك أو نظرائك:

اعلم أن أقصر الطرق التي تؤدي إلى فقد احترام وثقة رئيسك أو نظرائك في العمل هي التحدث عنهم أو عن سابقيهم بسوء؛ لذا، عليك أن تتجنب أحاديث النميمة التي يثيرها بعض الأشخاص في مكان العمل مهما كانت النتائج.

- حسّن مهارتك الوظيفية:

انطلاقاً من المبدأ القائل: إن المسؤولية لا تعطى ولكنها تكتسب، اجعل من نفسك عنصرا لا يمكن الاستغناء عنه في المؤسسة من خلال الاستمرار في اكتساب الأساليب والأفكار الجديدة وأخذ المبادرات التي لها تأثير إيجابي على المؤسسة، إلى جانب إظهار الحماس الذي له أفضل الأثر على التطور والنمو الوظيفي.

- سَوِّق نفسك:

تأكد من علم زملائك، ولاسيما رؤساءك، بدورك وإنجازاتك في المؤسسة، لا تتردد في التحدث عن إنجازاتك لكي تحصل على التقدير اللازم والترقيات التي تستحقها، وهذا ليس من العيب بمكان.

- كن شغوفا في عملك:

أفضل الطرق للتفوق الوظيفي هي الصدق في حب العمل، إن الحماس أمر يسهل ملاحظته وله تأثير واضح على الآخرين في المؤسسة، بالإضافة إلى عملائك، حيث ستجدهم منجذبين إليك كلما ظهر حماسك وشغفك بعملك للعيان.

- ليكن مظهرك لائقًا:

من الضروري أن يكون مظهر المرء لائقًا ومرتبًا في عمله؛ حتى يعكس صورة جيدة تنم عن مهنية عالية ويترك انطباعًا حسنا لأطول مدة، فاحرص على ذلك.

وأخيرًا: اعلم أخي أن أهم ما يميز رجل الخير الصادق علمه أن قضاء عمره في هذا الطريق خير له من الدنيا وما فيها؛  لذا تراه قد نذر جميع أفكاره ومشاعره وسلوكه وكل ما يبذل في الوصول إلى  رضا الله تعالى، شعاره في ذلك: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك