رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 27 يوليو، 2010 0 تعليق

الشيخ محمد نور في حوار مع (الفرقان):الكويت والمملكة العربية السعودية من أكبر الدول التي تقدم الدعم للفقراء في أثيوبيا

 

أكد الشيخ محمد حسن نور رئيس جمعية الوفاء للتنمية والدراسات الإسلامية في أثيوبيا أن  ما يعتبره أولويات في في بلده هو نشر المدارس الإسلامية والتعليم بكل أنواعه سواء التربية الإسلامية أو العلوم الأكاديمية التي تدرس في المدارس الحكومة في أثيوبيا، مشيرا إلى أن  الأمية ضاربة بجذورها في جميع أنحاء البلاد ولا سيما أمية المسلمين الذين يتهربون دائما من التعليم العصري.

وقال في حوار  أثناء زيارتة للكويت بدعوة من فرع السرة بجمعية إحياء التراث: إن  النصارى يحظون بعناية كبيرة من الكنائس ويتعلمون تعليماً عصرياً يجعلهم يحتلون مناصب في كل أنحاء الدولة، لكن أولاد المسلمين لم يجدوا من يأخذ بأيديهم وينتشلهم من الجهل والمرض والفقر.

وأوضح أن الكنيسة والملحدين والعلمانيين يهدفون بالدرجة الأولى إلى نزع روح الإسلام من صدور المسلمين والالتفاف حول الشباب بحجة تعليمهم أو مساعدتهم.

وأشار إلى أن  أفريقياً تعد أرضا خصبة للملحدين ولا يجدون من يمنعهم بل يجدون من يساعدهم بحجة المساعدات.

وبين  أن المنصّرين يستغلون فقر المسلمين والجهل إضافة إلى أنهم يعملون على التفرقة العنصرية والخداع والحيلة.

 

-  في البداية نود أن تحدثنا عن أحوال المسلمين في أثيوبيا؟

- أحوال المسلمين في أثيوبيا  تبشر بالخير، حيث ينشطون في بناء المدارس والمساجد ولهم باع طويل في الدعوة ولا سيما في القرى، ولنا علاقة جيدة بالحكام الموجودين الآن في السلطة وبالحكام السابقين.

     والمسلمون لهم نشاط كبير ولا سيما نشاط جمعية الوفاء للتنمية، فبعد أن انتقلنا من القارة الأفريقية الى فرع السرة كثر نشاطنا وتم التنسيق بيننا وبين فرع السرة في أمور كثيرة وأصبح لنا الآن جهد ملحوظ في بناء المدارس والمساجد والإغاثة العامة، فهذا المجال أصبح مجالا ميسرا بحمد الله، ونحن نريد أن ننمي علاقتنا مع الحكومة حتى نجد فرصة في توسيع النشاط الدعوي والتعليمي، وأحب أن أشكر رئيس فرع السرة نصار العبد الجليل على توجيهاته السديدة التي من خلالها نقدم عملا متميزا ودقيقا وله أيضا جهود واضحة في عملنا الخيري، فقد زارنا مرات عدة وهذه الزيارات جددت وضاعفت العمل الخيري في بلادنا، وفي النهاية نحن نعمل لخدمة الإسلام والمسلمين في أثيوبيا التي تنتشر فيها الأمية بشكل مخيف.

- ما أولويات احتياجات المسلمين في الوقت الحالي لديكم؟

- في الواقع ما نعتبره أولويات في بلدنا هو نشر المدارس الإسلامية والتعليم بكل أنواعه سواء التربية الإسلامية أو العلوم الأكاديمية التي تدرس في المدارس  الحكومي في أثيوبيا.

     فالتعليم يعد في هذه المرحلة من أهم احتياجاتنا في أثيوبيا؛ لأن الأمية في بلدنا ضاربة بجذورها في جميع أنحاء أثيوبيا، ولا سيما أمية المسلمين الذين يتهربون دائما من التعليم العصري، ومن هذا المنطلق  يقعون في الجهل، فالمسلمون لا يزالون يسيرون كل شيء وفق العادات والتقاليد المتعارف عليها، فخروج الطالب من المدارس الإسلامية لديهم كأنهم يعتبرون ذلك خروجا من الملة وكأن التعليم العصري ليس من الإسلام، وهذا خطأ شديد يقعون فيه .

     فنحن نركز الآن على التعليم بأنواعه المختلفة لعلنا نستطيع أن نعيد لأبناء المسلمين الفهم الصحيح لدينهم ودنياهم؛ حتى يستطيع المسلمون أن يعيشوا في بلادهم منعمين واعين بالأشياء التي تحاك ضدهم.

- لماذا يتهرب أبناء المسلمين من التعليم العصري؟ وما الفرق بين أولاد المسلمين والنصارى في أثيوبيا ؟

- فيما يتعلق بأولاد النصارى فإنهم  يحظون بعناية كبيرة من الكنائس ويتعلمون تعليما عصريا يجعلهم يحتلون مناصب في كل أنحاء الدولة ، لكن أولاد المسلمين لم يجدوا بعد الله تعالى من يأخذ بأيديهم وينتشلهم من الجهل والمرض والفقر إلا في هذه الأيام، فقد قام السيد العبد الجليل في فرع السرة التابع لإحياء التراث الإسلامي بدراسة أحوال المسلمين في أثيوبيا دراسة عميقة وتتبع أحوالهم، وهذا يعد في حد ذاته دواء ناجعا؛ لأننا في  الواقع نريد جيلا متعلاماً من المسلمين تعليما مختلفا حتى نستطيع أن نزاحم أولاد النصارى في جميع الميادين ولا نترك لهم الساحة يمرحون فيها وحدهم ولا سيما أن لدينا القدرة والفهم اللذيين يجعلاننا نتقلد أعلى المناصب في الدولة.

     ومن هذا المنطلق إذا ترك أولاد المسلمين دون تعليم ودون فهم فلا يمكن أن نقنعهم بعد ذلك بالدعوة الإسلامية؛ لأن الإنسان المتعلم هو من يثبت على دينه لأن لديه من العلم والفهم ما يفرق بين الصالح والطالح.

- الفقر في أفريقيا هو أم المشاكل فكيف تواجهون ذلك في ظل الموارد البسيطة وفي ظل المنظمات التنصيرية المنتشره لديكم؟

- هذا هو ما نعانيه في أفريقيا لأن التنصير يجد دعما غير محدود من الدول جميعها ومن المنظمات الأوروبية، فالكنيسة لها دور كبير والملحدون لهم دور والعلمانيون لهم دور، وهؤلاء جميعهم يهدفون بالدرجة الأولى إلى نزع روح الإسلام من صدور المسلمين والالتفاف حول الشباب بحجة تعليمهم أو مساعدتهم، لأن أفريقيا تعد أرضا خصبة للمنصرين ولا يجدون من يمنعهم بل يجدون من يساعدهم بحجة المساعدات، فهم يستغلون فقر المسلمين والجهل إضافة إلى أنهم يعملون على التفرقة العنصرية والخداع والحيلة، وأنا أعتبر أن أهم شيء تستغله المنظمات التنصيرية هو الفقر؛ لأنه يجعل صاحبه يتجه إلى أي شيء حتى يسد جوعه ويطعم أولاده.

- هل هناك منظمات  إسلامية وعربية تعمل لديكم في مجال العمل  الإغاثي؟

-  في الواقع أن الدول العربية تعمل لدينا بحب شديد وتريد بالفعل أن تفعل شيئا لأبناء المسلمين، فهناك الكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات وباقي دول الخليج، ولكن الدور الملموس والفعال هو من دولة الكويت والمملكة العربية السعودية.

- بحكم أنكم تعملون في مجال الدعوة الإسلامية منذ زمن طويل، هل لا يزال السحر والدجل والشعوذة منتشرة لديكم كما هي الحال في أفريقيا؟

-الدجل وأمور السحر والشعوذة التي كانت منتشرة في السابق أصبحت الآن لا تمثل 5٪، ولكن الذي يؤذينا هم من يتبعون بعض الطرق مثل الطرق الصوفية التي تدعمها الحكومة  والطرق التيجانية والأفكار الهدامة مثل التكفير والأحباش.

     ولكن مع ذلك تعد أثيوبيا أقل الدول في الطرق المنحرفة، ويزعجنا بالإضافة إلى الصوفية الأحباش المدعومون من إيران، فهم موجودون منذ أربع سنوات فقط ومنذ عامين أصبح لهم مركز في أثيوبيا ويأتون في المناسبات من لبنان وإيران.

- الدعوة الإسلامية في أثيوبيا كيف تقيمها ولا سيما السلفية منها؟

- الدعوة الإسلامية في أثيوبيا كانت تسير ببطء شديد في السابق بسبب عدم اهتمام المسلمين بالدول الإفريقية ولكن في العقد الأخير ظهرت الدعوة بشكل يمكن أن نطلق عليه الطريق المستقيم.

     أما فيما يتعلق بالدعوة السلفية في أثيوبيا فقد وجدت لها مكانة عظيمة في قلوب الشباب ولا سيما بعد أن درس بعض الشباب في المملكة العربية السعودية وعادوا إلى البلاد وعملوا في مجال الدعوة، فأصبح لديهم العلم الشرعي من منابعه الأصلية بعيدا عن التطرف والغلو.

     فالحمد لله مدارسنا معروفة، وشباب الدعوة السلفية معروفون، وتمكنا من إعطاء الشباب أصول الدعوة الإسلامية وكيفية توصيلها إلى الناس.

الشيح محمد نور في سطور

     الشيخ  محمد حسن محمد نور خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، أنهى دراسته الجامعية ثم رجع إلى أثيوبيا  بالتنسيق مع رابطة العالم الإسلامي، للتدريس في إحدى المدارس الإسلامية التي كانت تمولها رابطة العالم الإسلامي وظل في التدريس إلى أن عين مديرا لهذه المدرسة ما يقرب من ستة عشر عاما،  وتطورت هذه المدرسة إلى أن أصبحت كلية ولها فروع كثيرة، له نشاط في بناء المدارس الإسلامية والمعاهد وله نشاط عام في الدعوة الإسلامية .

     وبعد ذلك فتح جمعية تحت اسم (الوفاء للتنمية والدراسات الإسلامية) ومنذ ذلك الوقت ينظم العمل مع جمعية إحياء التراث الإسلامي. 

مشاريع أثيوبيا

تم بناء 19 مسجدا وحفر 10 آبار سطحية وحفر بئر ارتوازية وبناء 9 مراكز إسلامية ومركز لتحفيظ القرآن الكريم، إضافة إلى أربع مدارس إسلامية.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك