رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: جاسم الرمح 1 أغسطس، 2010 0 تعليق

السعادة

 

 

إن الحزن لدى الإنسان أمر لا بد منه، ولا يمكن أن ينجو منه إنسان، فالحزن أحيانا يغسل ما في الإنسان من هموم ويمحو الآلام الثقال على النفس البشرية، قليل منا من يستطيع أن يبدل حزنه فرحا وهمه مرحا، ويغير حالات البؤس التي فيه إلى حياة سعيدة، هؤلاء هم الذين عرفوا مفاتيح السعادة.

أقول لمن عاش حزينا أو جرب الحزن أو مر بضائقة كانت له نكدا: لا تحزن فإن بعد العسر يسرا وبعد الهم فرجا، لا تحزن فإن الدنيا فانية ولن يفيدك الحزن إلا ألما وتحسرا، ابحث عن الفرج وابتسم ترى الوجود جميلا.

انظر لمن حولك وترقب أحوال الناس ولا تحزن على حالك فإنه مقدر من الله، لا تفجع لمصيبة حلت بك وتذكر قول الله: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون}.

البعض منا يحكم على نفسه بالنهاية بسبب المصائب، وتراه يعيش وحيدا وينفر من الجميع ويترك أعماله ويبتعد عن المجتمع، ويظن أن الحل هو بالعزلة حتى تنجلي مصيبته، إن ما يصيبك إنما هو ابتلاء من الله ليختبر أينا أشد قوة وإيمانا، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.

احذر السخط والغضب من المصيبة؛ ففيه رد عنيف وعدم رضا بقدر الله عليك، علينا أن نشكر الله ونحمده على كل النعم والصبر على الابتلاء، وانظر إلى نفسك وما بك من نعم تركها الله لك، وقد أخذها من غيرك، ترك لك العقل والعينين واللسان واليدين والقدمين حتى تعمل بها وتجتاز مصائبك، وغيرك محروم من أحدها، يذكر أن أحد السلف قد فقد نعليه فذهب إلى المسجد وقد ثقل عليه فقدهما، فلما دخل رأى رجلا بلا قدمين؛ فحمد الله وشكره وجلس يبكي متعظا مما رأى.

إلى كل مبتلى ومهموم عليك بهذا الدعاء: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك