الرد على مطاعن المشككين في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها شرَّفها الله سبحانه بأن تكون زوجة لخير خلق الله محمد [، نالت أشد الطعون من هؤلاء المفترين، وسوف نسرد هذه المطاعن، ونرد عليها ذابين عن خير نساء الأرض التي قال عنها الرسول [: «فضل عائشة على النساء، كفضل الثريد على سائر الطعام»، وقال لها: «إنه ليهون علي الموت أن أُريتك زوجتي في الجنة، يعني عائشة». فأقول وبالله التوفيق:
الادعاء على عائشة في الفتنة:
يقول أحدهم: «ونتساءل عن حرب الجمل التي أشعلت نارها أم المؤمنين عائشة إذ كانت هي التي قادتها بنفسها، فكيف تخرج أم المؤمنين عائشة من بيتها الذي أمرها الله بالاستقرار فيه بقوله تعالى: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} (الأحزاب: 33).
ونسأل: بأي حق استباحت أم المؤمنين قتال خليفة المسلمين علي بن أبي طالب - وهو ولي كل مؤمن ومؤمنة - وكالعادة وبكل بساطة يجيبنا علماء السنة بأنها لا تحب الإمام عليا؛ لأنه أشار على رسول الله بتطليقها في حادثة الإفك، ويريد هؤلاء إقناعنا بأن هذه الحادثة (إن صحّت) وهي إشارة علي على النبي [ بتطليقها كافية لأن تعصي أمر ربها وتهتك سترا ضربه عليها رسول الله [، وتركب جملا نهاها رسول الله أن تركبه، وحذّرها أن تنبحها كلاب الحوأب، وتقطع المفازات البعيدة من المدينة إلى مكة ومنها إلى البصرة، وتستبيح قتل الأبرياء ومحاربة أمير المؤمنين والصحابة الذين بايعوه، وتتسبب في قتل ألوف المسلمين كما ذكر ذلك المؤرخون، كل ذلك لأنها لا تحب الإمام عليا الذي أشار بتطليقها ومع ذلك لم يطلقها النبي[».
أقول:
1. إن أهل السنة في هذا الباب وغيره قائمون بالقسط شهداء لله، وقولهم حق وعدل لا يتناقض، وأما هؤلاء ففي أقوالهم من التناقضات الشيء الكثير، وقد ذكرنا أمثلة كثيرة منها، وذلك أن أهل السنة عندهم أن أهل بدر كلهم في الجنة، وكذلك أمهات المؤمنين: عائشة وغيرها، وأبوبكر وعمر وعثمان وعليّ وطلحة والزبير هم سادات أهل الجنة بعد الأنبياء.
وأهل السنة يقولون: إن أهل الجنة ليس من شرطهم سلامتهم عن الخطأ، بل ولا عن الذنب، بل يجوز أن يذنب الرجل منهم ذنبا صغيرا أو كبيرا ويتوب منه، وهذا متفق عليه بين المسلمين. وإذا كان هذا أصلهم فيقولون: ما يذكر عن الصحابة من السيئات كثير منه كذب، وكثير منه كانوا مجتهدين فيه، ولكن لم يعرف كثير من الناس وجه اجتهادهم، وما قدّر أنه كان فيه ذنب من الذنوب لهم فهو مغفور لهم: إما بتوبة، وما بحسنات ماحية، وإما بمصائب مكفّرة، وإما بغير ذلك؛ فإنه قد قام الدليل الذي يجب القول بموجبه: إنهم من أهل الجنة، فامتنع أن يفعلوا ما يوجب النار لا محالة، وإذا لم يمت أحد منهم على موجب النار لم يقدح ما سوى ذلك في استحقاقهم الجنة. وآحاد المؤمنين الذين لم يعلم أنهم يدخلون الجنة، ليس لنا أن نشهد لأحد منهم بالنار لأمور محتملة لا تدل على ذلك، فكيف يجوز مثل ذلك في خيار المؤمنين، والعلم بتفاصيل أحوال كل واحد منهم باطنا وظاهرا وحسناته وسيئاته واجتهاداته، أمر يتعذر علينا معرفته؛ فكان كلامنا في ذلك كلاما فيما لا نعلمه، والكلام بلا علم حرام.
ولهذا كان الإمساك عما شجر بين الصحابة خيرا من الخوض في ذلك بغير علم بحقيقة الأحوال؛ إذ كان كثير من الخوض في ذلك أو أكثره كلاما بلا علم، وهذا حرام لو لم يكن فيه هوى ومعارضة الحق المعلوم، فكيف إذا كان كلاما بهوى يطلب فيه دفع الحق المعلوم؟! فمن تكلم بهذا الباب بجهل أو بخلاف ما يعلم من الحق كان مستوجبا للوعيد، ولو تكلم بحق لقصد اتباع الهوى لا لوجه الله تعالى، أو ليعارض به حقا آخر لكان أيضا مستوجبا للذم والعقاب، ومن علم ما دل عليه القرآن والسنة من الثناء على القوم ورضا الله عنهم واستحقاقهم الجنة وأنهم خير هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، لم يعارض هذا المتيقن المعلوم بأمور مشتبهة: منها ما لا يعلم صحته، ومنا ما يتبين كذبه، ومنها ما لا يعلم كيف وقع، ومنها ما يعلم عذر القوم فيه، ومنها ما يعلم توبتهم منه، ومنها ما يعلم أن لهم من الحسنات ما يغمره، فمن سلك سبيل أهل السنة استقام قوله وكان من أهل الحق والاستقامة والاعتدال، وإلا حصل في جهل وكذب وتناقض كحال هؤلاء الضلال.
حرب الجمل
2. أما أن عائشة رضي الله عنها أشعلت حرب الجمل فهذا من أبين الكذب؛ لأن عائشة لم تخرج للقتال، بل خرجت للإصلاح بين المسلمين، واعتقدت في خروجها مصلحة، ثم ظهر لها أن عدم خروجها هو الأسلم؛ لذلك ندمت على خروجها، وثبت عنها أنها قالت: «وددت أني كنت غصنا رطبا ولم أسر مسيري هذا»، وعلى فرض أنها قاتلت عليا مع طلحة والزبير، فهذا القتال يدخل في قوله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين < إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم} (الحجرات: 9-10)، فأثبت لهم الإيمان مع أنهم قاتلوا بعضهم بعضا، وإذا كانت هذه الآية يدخل فيها المؤمنون فالأولى دخول هؤلاء المؤمنين أيضا، بل خيارهم.
3. وأما قوله: فكيف تخرج أم المؤمنين عائشة من بيتها الذي أمرها الله بالاستقرار فيه بقوله تعالى: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} (الأحزاب: 33).
فجوابا عن ذلك أقول:
أ. إن عائشة رضي الله عنها بخروجها هذا لم تتبرج تبرّج الجاهلية الأولى!
ب. «والأمر بالاستقرار في البيوت لا ينافي الخروج لمصلحة مأمور بها، كما لو خرجت للحج والعمرة أو خرجت مع زوجها في سفرة؛ فإن هذه الآية نزلت في حياة النبي [ وقد سافر بهنّ رسول الله [ بعد ذلك، كما سافر في حجة الوداع بعائشة رضي الله عنها وغيرها، وأرسلها مع عبدالرحمن أخيها فأردفها خلفه، وأعمرها من التنعيم، وحجة الوداع كانت قبل وفاة النبي [ بأقل من ثلاثة أشهر بعد نزول هذه الآية؛ ولهذا كان أزواج النبي [ يحججن كما كنّ يحججن معه في خلافة عمر ] وغيره، وكان عمر يوكل بقطارهن عثمان أو عبدالرحمن بن عوف، وإذا كان سفرهن لمصلحة جائز فعائشة اعتقدت أن ذلك السفر مصلحة للمسلمين، فتأولت في ذلك».
قتل علي
4. وأما ادعاؤه أن عائشة استباحت قتال عليّ ابن أبي طالب؛ لأنها لا تحبه، والسبب أنه أشار على رسول الله [ بتطليقها في الإفك وأن هذا هو جواب علماء أهل السنة! فأقول:
أ. إذا كان هذا هو جواب علماء أهل السنة فهلا سقت لنا أيها الطاعن قولا لواحد منهم أم إن الكذب تجاوز معك أعلى الحدود، بحيث لا تذكر قضية إلا وتطعمها بالباطل والبهتان.
حديث الإفك
ب. وأما حديث الإفك الذي برأ الله فيه أم المؤمنين من فوق سبع سموات، ففي جزء منه يطلب النبي [ استشارة بعض أصحابه في فراق عائشة فيكون رأي علي بقوله: «لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك»، وعلي بقوله هذا لم يشر عليه بترك عائشة لشيء فيها معاذ الله، ولكنه لما رأى شدة التأثر والقلق على النبي [ أحب راحته فأشار عليه بذلك وهو يعلم أنه يمكن مراجعتها بعد التحقق من براءتها، أو بسؤال الجارية لأن في ذلك راحة له أيضا ولم يجزم عليه بفراقها، وهذا واضح من كلام علي ]؛ لذلك يقول ابن حجر: «وهذا الكلام الذي قاله علي حمله عليه ترجيح جانب النبي [ لما رأى عنده من القلق والغم بسبب القول الذي قيل، وكان [ شديد الغيرة، فرأى علي أنه إذا فارقها سكن ما عنده من القلق بسببها إلى أن يتحقق براءتها فيمكن رجعتها، ويستفاد منه ارتكاب أخف الضررين لذهاب أشدهما».
ويقول النووي رحمه الله: «هذا الذي قاله علي ] هو الصواب في حقه؛ لأنه رآه مصلحة ونصيحة للنبي [ في اعتقاده، ولم يكن ذلك في نفس الأمر؛ لأنه رأى انزعاج النبي [ بهذا الأمر وتقلقه فأراد راحة خاطره، وكان ذلك أهم من غيره».
وقال الشيخ أبومحمد بن أبي جمرة: لم يجزم علي بالإشارة بفراقها؛ لأنه عقب ذلك بقوله: «سل الجارية تصدقك» ففوض الأمر في ذلك إلى نظر النبي [، فكأنه قال: إن أردت تعجيل الراحة؛ لأنه كان يتحقق أن بريرة لا تخبره إلا بما علمته، وهي لم تعلم من عائشة إلا البراءة المحضة).
5. وأما قوله: «ويريد هؤلاء إقناعنا بأن هذه الحادثة إن صحت - وهي إشارة علي على النبي [ بتطليقها - كافية لأن تعصي أمر ربها وتهتك سترا ضربه عليها رسول الله [، وتركب جملا نهاها رسول الله أن تركبه، وحذّرها أن تنبحها كلام الحوأب، وتقطع المسافات البعيدة من المدينة إلى مكة ومنها إلى البصرة، وتستبيح قتل الأبرياء ومحاربة أمير المؤمنين والصحابة الذين بايعوه، وتتسبب في قتل ألوف المسلمين كما ذكر ذلك المؤرخون) ويشير بالهامش إلى هؤلاء المؤرخين (الطبري وابن الأثير والمدائني وغيرهم من المؤرخين الذين أرّخوا حوادث سنة ست وثلاثين للهجرة).
تاريخ الطبري
وجوابا عن ذلك أقول:
أ. لو راجعنا تاريخ الطبري الذي أرّخ حوادث سنة ست وثلاثين للهجرة لما وجدناه يروي عن هذه الحادثة مثل ما يقول هذا الطاعن، مع أنه يذكر الكثير من الروايات التي تتحدث عن وقعة الجمل، فيروي خلاف ما يقوله هذا الطاعن، ويثبت أن عائشة جاءت مع طلحة والزبير من أجل الإصلاح، فيذكر أن عليا بعث القعقاع بن عمرو إلى أهل البصرة يستفسرهم عن سبب خروجهم «... فخرج القعقاع حتى قدم البصرة، فبدأ بعائشة رضي الله عنها فسلم عليها، وقال: أي أُمّة، ما أشخصك وما أقدمك هذه البلدة؟ قالت: أي بني إصلاح بين الناس، قال: فابعثي إلى طلحة والزبير حتى تسمعي كلامي وكلامهما، فبعثت إليهما فجاءا، فقال: إني سألت أم المؤمنين: ما أشخصها وأقدمها هذه البلاد؟ فقالت: إصلاح بين الناس، فما تقولان أنتما؟ أمتابعان أم مخالفان؟ قالا: متابعان».
ويثبت أن المتسببين في قتل الألوف من المسلمين هم قتلة عثمان فيقول: «فلما نزل الناس واطمأنوا خرج علي وخرج طلحة والزبير فتوافقوا وتكلموا فيما اختلفوا فيه، فلم يجدواأمرا هو أمثل من الصلح ووضع الحرب حين رأوا الأمر قد أخذ في الانقشاع، وأنه لا يُدرك، فافترقوا عن موقفهم على ذلك، ورجع علي إلى عسكره، وطلحة والزبير إلى عسكرهما، وبعث علي من العشيّ عبدالله ابن عباس إلى طلحة والزبير، وبعثا هما من العشي محمد بن طلحة إلى علي، وأن يكلم كل واحد منهما أصحابه، فقالوا: نعم، فلما أمسوا وذلك في جمادى الآخرة أرسل طلحة والزبير إلى رؤساء أصحابهما، وأرسل علي إلى رؤساء أصحابه، ما خلا أولئك الذين هضّموا عثمان، فباتوا على الصلح، وباتوا بليلة لم يبيتوا مثلها للعافية من الذي أشرفوا عليه، والنزوع عما اشتهى الذين اشتهوا، وركبوا ما ركبوا، وبات الذين أثاروا أمر عثمان بشر ليلة باتوها قط، قد أشرفوا على الهلكة، وجعلوا يتشاورون ليلتهم كلها، حتى اجتمعوا على إنشاب الحرب في السر، واستسروا بذلك خشية أن يُفطَن لما حاولوا من الشر، فغدوا مع الغلس، وما يشعر بهم جيرانهم، انسلوا إلى ذلك الأمر انسلالا، وعليهم ظلمة، فخرج مُضَريهم إلى مضريهم، ورَبَعِيّهم إلى ربعيهم، ويمانيهم إلى يمانيهم، فوضعوا فيهم السلاح، فثار أهل البصرة، وثار كل قوم في وجوه أصحاب الذين بهتوهم...).
وقال الطبري أيضا: «وقالت عائشة: خلّ يا كعب عن البعير، وتقدم بكتاب الله عز وجل، فادعهم إليه، ودفعت إليه مصحفا. وأقبل القوم وأمامهم السبئية يخافون أن يجري الصلح، فاستقبلهم كعب بالمصحف، وعلي من خلفهم يزعهم ويأبون إلا إقداما، فلما دعاهم كعب رشقوه رشقا واحدا، فقتلوه، ورموا عائشة في هودجها، فجعلت تنادي: يا بني، البقية البقية، ويعلوا صوتها كثرة: الله الله، اذكروا الله عز وجل والحساب، فيأبون إلا إقداما، فكان أول شيء أحدثته حين أبوا قالت: أيها الناس، العنوا قتلة عثمان وأشياعهم، وأقبلت تدعو. وضج أهل البصرة بالدعاء، وسمع علي بن أبي طالب الدعاة فقال: ما هذه الضجة؟ فقالوا: عائشة تدعو ويدعون معها على قتلة عثمان وأشياعهم، فأقبل يدعو ويقول: اللهم العن قتلة عثمان وأشياعهم».
وهذا هو ما أرخه أيضا ابن الأثير في تاريخه ولم أجد كتاب المدائني، ويعضد هذه الحقيقة الروايات الصحيحة التي تثبت أن عائشة والزبير وطلحة وعلي لم يكونوا يريدون قتال بعضهم بعضا، ولذلك ندمت عائشة على مسيرها وقالت: «وددت أني كنت غصنا رطبا ولم أسر مسيري هذا». وقالت أيضا: «وددت أني كنت ثُكلت عشرة مثل الحارث بن هشام وأني لم أسر مسيري مع ابن الزبير». فلو كانت تريد القتال دون الإصلاح فلماذا الندم؟!
ثم يقول: «فلماذا كل هذه الكراهية وقد سجل المؤرخون لها مواقف عدائية للإمام علي لا يمكن تفسيرها، فقد كانت راجعة من مكة عندما أعلموها في الطريق أن عثمان قُتل، ففرحت فرحا شديدا ولكنها عندما علمت أن الناس قد بايعوا عليا غضبت وقالت: وددت أن السماء انطبقت على الأرض قبل أن يليها ابن أبي طالب وقالت: ردوني وبدأت تشعل نار الفتنة للثورة على علي الذي لا تريد ذكر اسمه كما سجله المؤرخون عليها، أفلم تسمع أم المؤمنين قول الرسول [: «أن حب علي إيمان، وبغضه نفاق» حتى قال بعض الصحابة: «كنا لا نعرف المنافقين إلا ببغضهم لعلي»؟ أو لم تسمع أم المؤمنين قول النبي: «من كنت مولاه فعلي مولاه»؟ إنها لا شك سمعت كل ذلك، ولكنها لا تحبه ولا تذكر اسمه بل إنها لما سمعت بموته سجدت شكرا لله».
فأقول: قوله بأن عائشة فرحت بقتل عثمان فرحا شديدا، لا يدل إلا على كذبه كذبا أكيدا! فلم يقل أحد من أهل التاريخ ذلك، بل أثبتوا جميعا أن عائشة ما خرجت إلا للقصاص من قتلة عثمان، وأنا أتساءل: إذا كانت عائشة فرحت لمقتل عثمان فلماذا خرجت؟! هل خرجت من أجل منع علي بن أبي طالب من تولي الخلافة؟! هذا الطاعن يقول: نعم! وإذا سئل عن السبب فسيقول بأنها تكرهه؛ لأنه أشار على النبي [ بتطليقها؟! فأقول له: إذا كانت عائشة تكره عليا فكيف نفسر خروج الآلاف معها؟! فهل هناك سبب منطقي عند هذا الطاعن يبين فيه سبب موافقة هؤلاء الناس لعائشة؟ أم هؤلاء يكرهونه أيضا؟ فإذا أجاب بنعم، فأسأله: هل من سبب لهذا الكره؟! فإن كان يملك جوابا فحيهلا، وإذا لم يملك لذلك جوابا فأبشره أنه من أضل الناس!!
للتعريف بفضلهن وبيان حرمة الطعن فيهن
العمير يقترح تدريس مناقب أمهات المؤمنين في المناهج الإسلامية
دعا النائب علي العمير إلى تعزيز مناهج التربية الإسلامية ببيان فضل أمهات المؤمنين وصحابة الرسول الأمين[ وبيان شرفهم ومكانتهم في الإسلام وبيان حرمة سبهم والطعن فيهم ليخرج لنا جيل محب لنبيه ولأزواجه وأصحابنه.
جاء ذلك ضمن اقتراح برغبة قدمه إلى مجلس الأمة وقال فيه: نظرا لما تعرضت له أم المؤمنين - رضي الله عنها - من بعض الجهال لقصور علمهم بفضل أم المؤمنين ومنزلتها وأصحاب الرسول الأمين[ الذي قال الله عنهم في كتابه: {رضي الله عنهم ورضوا عنه}، وامتدحهم في مواطن كثيرة من كتابه وأثنى عليهم النبي[ ونظرا للمكانة العظيمة التي في قلوب المسلمين سنتهم وشيعتهم في محبة أمهات المؤمنين، وآل بيته وصحابته وكان هذا واضحا عندما طعن أجحد الجهال بعرض أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنه - رأينا الاستنكار والتبرؤ من فعلهم من جميع طوائف المسلمين سنتهم وشيعتهم وتحسبا لتكرار هذه الحالة وجرح مشاعر المسلمين، فإنني أتقدم بالاقتراح المذكور لعرضه على مجلس الأمة. ـ
احترام الثوابت والرموز الدينية ركيزة أساسية للوحدة الوطنية
(المقومات)»: التعرض لأم المؤمنين عائشة اعتداء على كرامة وحقوق مليار ونصف المليار مسلم
في إطار الحملة الشعواء التي تتعرض لها الوحدة الوطنية من خلال قيام بعض المتطرفين بالطعن في أم المؤمنين زوج النبي محمد[ عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها، قال الدكتور عادل الدمخي رئيس جمعية مقومات حقوق الإنسان: إن التعرض لأم المؤمنين عائشة اعتداء على كرامة وحقوق مليار ونصف مسلم، مشدداً على أن احترام الثوابت والرموز الدينية لدى الشعب الكويتي هو الركيزة الأساسية للحفاظ على الوحدة الوطنية للشعب والدولة في إطار الشريعة الإسلامية والدستور الكويتي، مطالباً كافة شرائح المجتمع الكويتي وأطيافه بالتمسك بالوحدة الوطنية وفق الثوابت الدينية للدولة والتصدي لمثيري الفتنة الذين يطعنون في الإسلام ورموزه وثوابته حفاظا على وحدة الوطن والمواطنين، متسائلاً كيف نطالب العالم أن يحترم ثوابتنا ويأتي أناس من أبناء جلدتنا يطعنون في هذه الثوابت التي تمثل خطاً أحمر للشعب والدولة، مبيناً أن الطعن في السيدة عائشة هو طعن بالقرآن الكريم الذي برأها في آية سورة النور التي يقرؤها أكثر من مليار مسلم.
وطالب الدمخي الحكومة الكويتية باتخاذ إجراءات حازمة وسريعة وفق القانون لقطع دابر الفتنة وتجنيب البلد الاحتقان والاصطفاف والتشظي الذي ينذر بتقويض بناء الوطن ويهدد أركانه وسلمه الاجتماعي، مشيراً لعدم استبعاد فرضية قيام أطراف مغرضة بالوقوف خلف هذه النعرات التي تؤجج وتعمق مشاعر الكراهية بين أبناء الوطن الواحد لحساب تلك الأطراف.
وتابع : على وسائل الإعلام التحلي بالمسؤولية الأخلاقية تجاه كيان الدولة من خلال الموازنة بين حرية التعبير المكفولة بالدستور وحق الأفراد في الحصول على المعلومات من جانب وعدم نشر المواد الإعلامية في توقيتات حساسة ما من شأنه إثارة القلاقل والفتنة في المجتمع.
وذكّر الدمخي بالفقرة (د) من المادة (22) من إعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام التي تنص على أنه «لا يجوز إثارة الكراهية القومية والمذهبية وكل ما يؤدي إلي التحريض علي التمييز العنصري بكافة أشكاله».
لاتوجد تعليقات